الأسم إنعام كمونة
التحصيل العلمي /
كلية الزراعة / جامعة بغداد
علوم حاسبات / كلية ابن الهيثم / جامعة بغداد
العراق / بغداد
من هواياتي القراءة والمطالعة بشغف وجميع
الأختصاصات , تلمذت على يد والدي ومكتبتة المتنوعة
الأختصاصات في البيت … والدتي كان لها الدور الكبير بما كانت تسرد لنا كل ما تقرأ مما
هيأ لي انطلاقا في مسيرة الخيال منذ الطفولة , رغم اتجاهي بتحصيلي العلمي جعلني انقطع
عن ما كنت ادونه في مفكرتي المدرسية.. قرأت
لكتاب عرب وعالميين الكثير منهم وما زلت اتابع
من قديم وحديث …كتبت القصة قبل الشعر في مرحلة المتوسطة وكنت اختصر الاسماء بالحروف
لم انشر في الصحف الورقية كنت احتفظ بما اكتب لنفسي وعائلتي واصدقائي الان انشر في
الكثير من المجلات والمنتديات الألكترونية ومعظم انجازاتي على صفحات الفيس بوك , شاركت
بمسابقات وفازت نصوصي مع تقديم شهادات تقديرية عديدة من كروبات الفيس لمساهمتي برفد
مسيرة الأدب وتقييمي كشاعرة كذلك حزت على شهادات
شكر وتقدير وابداع عديدة من صفحات معروفة بادارة شعراء معروفين وذلك يسعدني
ليؤكد مستوى حرفي وشهادات برفد مسيرة الادب بكل تواضع افتخر بها ولا تزيدني الا مثابرةً
لانال المزيد , حاليا سينشر لي في مجلات عراقية ورقية نصين احدهما مع دراسة نقدية للنص
, اكتب الخاطرة والومضة والنص الطويل الشعر
الحداثوي والسرد التعبيري .
شاركت بديوان مشترك لمنتدى حديث الياسمين
مع مجموعة شعراء عرب
عن قريب ان شاء الله اود طبع اول ديوان
لي الآن تحت التجهيز .
اكتب نصوص حداثوية ولي مقالات كبحوث نقدية
وأضاءة وتحليل نصوص وصنفت للدراسات لشعراء
عدة منهم الأستاذ عبد الجبار الفياض وآخرين
, لا اصف نفسي شاعرة أو ناقدة وانما ما زلت هاوية ادب ولغة عربية اتعلم من كبار
الأدباء وافتخر بتعلمي لأرتقي للافضل… اتبع احساسي وخيالي واعبر عما يختزنه تاملي وما
ينهمر علي من الهام آني لفكرة ما اتاثر بها
لأعبر عن مرحلة او معاناة اغوص بثناياها لينهال المداد أعيش الحدث واتقمص الشخصية
لتتبلور الفكرة فينزاح تاملي عما يراه من معاناة مفرحة او محزنة تنهمر حروفا ترسم نبضات
اعماقي فيكون النبض صادقا باحساس عميق وقد
يشعر الآخرين كاني اكتب عن نفسي ذلك يفرحني وان يحصل لي بعض التساؤلات .
ترجمت بعض المواضيع العلمية ونشرت في مجلة
المرأة سابقا .
نتيجة لتنقلي لعدة اماكن داخل العراق وخارجه بسبب الظروف التي مر بها البلد ضاعت علي نصوص كنت احتفظ بها قديمة لو اعيد كتابتها
تكون مختلفة اكيد.
بكل تواضع شاكرة لمن يشاركني حرفي وتاملي
جزيل الشكر والتقدير لجهودكم الادبية استاذ
(جاسم آل حمد الجياشي) بالتوفيق لسعيكم لتضمين ما نكتب وتوثيقه دون مقابل الا تقديرا
لادب راقي
***********************************************ذات اتقاد
***********************************************ذات اتقاد
----------نص / إنعام كمونة
على غرة الاشتياق
وخضاب اللقاء نديا … برائحة الغزل
تمددت جذوع الصمت
جداول إغتراب
ناعمة الفحيح
غانية الخطى
بأحضان قانصات الوداع
تؤجج حسرات الوهم …..
….. بذات اتقاد ….
تراقص بادرات الوجد …
….. بخفي حنين ….
تراشقت اقداري …..أمواج رحيل
تعوم ما بيني وبيني
تزُقها كؤوس ريح
تسكرها لحنا مواربا ضفافه
تطويني لحاظ ليل وآه
رعشات شوق ترويك …..
…….عواصف اشتعال …..
يا لأشواقي من أُزر انطفائك
فلي من سرمدك حصيلة نجوم باكية
لو تسبح خمرة الندى في هشاشة المساء !!
أتمتص زرقة الضوء من موجات السحر ؟
أتصفع دهشة الدموع حين سؤال !! .. ؟
يغزوني خريف حلم ظلك المفارق
ومرايا خوفي زوايا ارتعاش
زجاج بعضي… مرتبك الحنين
من ذكرى تتمهل……
تنتهل خيبة الانتظار ….
تجثو على صهيلِ …… حميم الوجع
لونت كاهل الآه ظلال غروب
حين ذهول غد الصباح
9 / 8 / 016 ........إنعام كمونة
-------------------------------
8 يونيو، 2016
مشكاة الدرر..... بقلم : انعام كمونة /
انهمرت هبات النور … مشكاة نفحات
بلورية الأنهار…… ملونة الطقوس
مبللة… بضوع آيات
هيبة خشوع …مسردقة .. زرقة بيضاء
… متهجدة الأنامل ……
أمسك سبابة الفجر …. أنفاس تسابيح
أرتع من همسات الغسق ….. شعاع عشق
بلهفة الانتظار … اشرعة ريان
تروي عروق الطين … هدىً
تبرعمت عثوق الدعاء …. تأملا
بجبين السحر ….ابتهالا…
ينثر قداحها عناقيد مغفرة
تغسل شغب الرمال
تفتح حجب السماء سراطا
بلسما لتيه الوجد
تعتكفنا اجنحة ….. رحمة خضراء
بأحضان المنائر…مراسيم عطور….
قبب بخور ارتديناه
اوسمة مسرجة الدرر
كوكب سطوعه … مرمز معناه
عرفانا ويقينا……
العاشق ملتحف همس الحبيب
مبرقعا ….. لهفة السجود ....
متباركا … عبق القدر ....
متدثرا محراب الصمت
ركعة ركعة ......
تكبل أزيز الاشتعال
ترزم صرير الأفعوان
….. ختام وِرد ……
تمطر مآثر الوداع ……..
………دموعاً ……….
يستنشقها صوت الأشتياق…
…..قناديل انعتاق ……..
……الخطايا عجاف …..
…..سيزيف * ……
…..مكبل قفاه !!
7/6 / 016
*سيزيف شخصية اسطورية ترمز لعدم الأنتفاع
من جدوى الأمور بسبب غضب الآلهة *
لبعضي الآخر
….نص / إنعام كمونة
حينما لايغتسل الوجع بجداول القُبًل
تنساب حقول الوجد بهدير الموج لونا
وتَدُرُ رمال شواطئ قفرالضياء
تدحرج دموعي زبدا ملؤه فراغات الغياب
على سرج فوضى الأتجاهات
تراوغني لعنة اشتياقي بمذاق قيظٍ
تصهلهُ ودقات ذاكرتي
عشقاً نابض الزرقة
يسترسلني صوتك المهدور بدمي
المبيح تذوقه لي … المعلن تشرعنه
بنوايا الأستسلام تفيض المسافات
تهمسه عشقا ما زال نديا
تُعَتِقَه أقفية المدى
تقرضني نصفي الأخر من بعض نصفي
يدركني التناسي من ومضة العتاب
تتدلى رائحة البحر بأنامل بوحي الغريق
تقافز عشقي بزغاريد سواحلي نجوما
تخامرني بنات شفاهي هذيان تمائم
تغور الأصداف عمر الاتساع
كتيه عَلِقَ بأفق أحجية الشغف
لنسرد رشفة سحر بطوامع الخطايا
نرتشف ثمل ثرثرة وبعض كبرياء
قد نحضى بقبلةعلى عجل
مزقتها انفاس الزمن
أنحل الغاز الرحيل …
على شفا زيف الأمل ..؟؟
إنعام كمونة
غزل موجة
…..نص / إنعام كمونة
كلما اندلقت انهمارات حبك
امواجاً
تضج لهفتي شلالاً
تغازل لآلئ نبضك
موجة تحملني الأماني
لمرافئ خطوك
وانا المولعة بالتحاف السكون
تسكنني لذة شرانق المكوث
يثملني حلمك العابث
بسواحل لازوردية الهوى
توشمني نهارات انفاسك
تمزق اشرعتي شذرات متاه
أتلو صلواتي بغمر نظراتك
اغرقك بخضراء غاباتي
تنثال صحوتي تسابقني هفواتك
تحملني فوق غيوم اندهاشي
بغدق سحرك مطر اتوه
منذ نبض ونيف وانا اغازلك
موجة موجة في اعماق حاءاتك
لا تقطرني ملحا يذود
احملني هوساً يجود
اثملني حورية ضفاف
افرط قيد تمردي اجنحة صدى
البسني زعنفة لا تخاف
بأمواج همسك شهيق نجاتي
بندى محرابك اطوف شهداً
تلثمني طحالب خلجانك
تبرقعني عارية الخفوت
حنين صدفاتك
ياموجة هذيان بوحي
ياقوتة زرقاء
لاتهمسي بزجل الضباب
بل بثرثرة نوارس مبتلة الرمال
انبلجي لؤلؤةً متوهجة الشرود
رخيمةالغيث فطرية الرحيق
لأتناثر مرايا يانعة الزرقة
كموجة زمردية العيون
موشحة بغردقة ألوان
فيروزية التلاقي
ماسية الأرتجاف
ليليكية التوهج
مواربة روحي بين مد وجزر
يجدفني هدير التجاذب
بسواحل فراشا ت عناقك
جنية وصال كؤوس خمرتي
تكسوني نشوة برد
تمطرني غيمة صمت
فتتلكأني المسافات
موجة ضياع
29/8/2015...............إنعام كمونة
(النبؤة الآنية وتكوير النص/قراءةفي نص
من بعضك لكلي... أبي /للشاعرة انعام كمونة).
يكاد الزمن ان يكون استهلالا بنائيا في
النصوص جميعها ولاشك في ذلك فالنصوص الرثائية نسج في لحظة مابعد وقوع الفراق بين الراثي
والمرثي .
وكان الشعر العربي لايفارق هاتيك الثيمة
البنائية فحين خبر المتنبي بوفاة خولة وهو في الشام استهل نصه ببنية زمنية ماضية:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر
فزعت به بامالي إلى الكذب
ان الزمن الماضي بوصفه بناء نصيا يحقق وقوع
الفراق بين الراثي والمرثي.
وقد يتخذ الشعراء بناء يحيل على الزمن الدال
لوقوع الفراق ويميلون إلى استدعاء احالات اشارية تحقق المعنى وتحيل على بعد زمني قار
في موضوعة الرثاء.
وفي نص الشاعرة انعام كمونة (من بعضك لكلي...أبي)
تتجسد لهفة آنية اسهمت في تكوير النص الشعري وصيرورتة بوحا متجليا من الانا ومرتدا
اليها في نهاية البوح:
مند غروبك المتلاشي...في غبش السلام
سكنتني اسراب اللهفة الغائرة
اذ لم يكن الغروب المتلاشي الا زمنا اشاريا
دالا على الانقضاء والانقطاع وتلك الانقضاء يحيل على وجود لهفة آنية تستعيد الحضور
الزمني الماضي آنيا.
على صهوة المسافات العقيمة
تنثال لحن وفاء وذكرى
تعزفك أنامل بوحي شهقة ألم
وتحاول التكويرية النصية ان تخلق متاهات
زمنية تعود في اللهفة الآنية الى الماضي على الرغم من الهوة الواسعة بينه وبين الحاضر
فالوفاء والذكرى يجسدان اللهفة وانثناءات الزمن في لحظة تكويره نحو الماضي.
ويحدث النص تكويرا زمنيا آخر:
تهاتفني روحك
اكاد اتتفس رؤياك
اشعر بدفء حنانك
تغادرني كومضة ملاك
كيف السبيل لابوابك الموصدة؟؟
لم تزل اللهفة الآنية تمارس الضغظ على الاحاسيس
لتجعل النص متكور زمنيا فتهاتفني روحك تتعادل مع بنية سياقها الزمني تغادرني كومضة
ملاك مما يخلق حاجزا زمنيا يتجلى في الابواب الموصدة.
ويأخذ النص في مساراته الزمنية تكويرات
اخرى كلما وقع التحايث الخيالي بين الراثي والمرثي:
اغمضت عيونك عن اقترابي؟؟
اكابدك الأنتظار؟؟
وتلعب الثنائيات الضدية دورا مهما في تحقيق
الانغماس بالماضي ورؤية البوح الحالمة في لهفة آنية ويكون الاقتراب والانتظار متضادين
في تجاذبهما بين اللهفة الآنية والبعد الابدي.
واقترب النص في لحظة تكويرية اخرى من نسج
صورة يوتوبية تتحايث فيها الانا مع الاخر:
اسدل جديلتي على اغصان اكتافك
اغفو بين ملامح يديك مهد الأمان
................................
تعاويذك تحييني
تدثرني بشغاف قلبك الملهوف
.................................
اتذوق شهد الحنين نسغك الدافئ
شدني لكافور انفاسك
برحمة الغفران
...................
ساعتي الرملية قطرات غروب
ستشهد لحظات غروبي
نبؤة اليقين
ان المحادثة الحضورية بين الراثي والمرثي
تجعل الفاصل بين الزمتين واهيا او يكاد ان يكون متلاشيا ولكن محاولة الراثي الخلاص
من زمنه الآني عبر اللهفة التواقة للقاء تفضح وهاية الانفصال الزمني وتشقق اتجاهين
زمنيين في بؤرة النبؤة التي تجعل زمن الراثي حاضرا انيا وزمن المرثي ماضيا متقضيا وتكون
التكورات الزمنية بنيات زمنية تحمل بين تضاعيفها اللهفة الآنية لخلق تواصل زمني بين
الماضي والبوح الحاضر.
حفظك الله شاعرتنا انعام كمونة ودمت بارة
بابيك رحمه الله وجزءا من انفاسه واطال الله عمرك وحسن ابداعك.
رسالة لوالدي :
من بعضك لكلي….ابي
منذ غروبك المتلاشي ... في غبش السلام
سكنتني أسراب اللهفة الغائرة
في فساتين جذوري ...
قوافل وجع
ينساب عمري ... ينابيع اغتراب
فيترمل الفرح ... بعشقك الغائب الحاضر
تتوسد أشواقي مفاصل التراب
بسلسبيل الرمال المتوارية مدى العصور
على صهوة المسافات العقيمة
تنثال لحن وفاء وذكرى
تعزفك أنامل بوحي شهقة ألم
يهز الكونَ صداها
ببرزخ طاعن المكوث
صخرة فقد ... تختزل كل عناوينك
ترياق شغفي ... مدائن الرؤى الكالحة
تهاتفني روحك
أكاد أتنفس رؤياك
أشعر بدفء حنانك
تغادرني كومضة ملاك
كيف السبيل لأبوابك الموصدة ؟؟
هل تشفع أنات الفراق ؟؟
أغمضت عيونك عن اقترابي ؟؟
أكابدك الانتظار ؟؟
اقترب …… فالظمأ بلوى المحبين
لأقبل جبين فجرك وافر الثلج
أسدل جديلتي على أغصان أكتافك
أغفو بين ملامح يديك مهد الأمان
خائف عليَّ من اقترابك ؟؟
حذر من إتلاف جسدي الزائل
في بئر الذنوب ؟؟
تعاويذ ك تحييني
تدثرني بشغاف قلبك الملهوف
لأسمع حنين نبضك مني
تزرع قدري زنبقة براحتيك
أتذوق شهد الحنين نسغك الدافئ
شدني لكافور أنفاسك
برحمة الغفران
قد اكتفيت ياوالدي من وجعي
ساعتي الرملية قطرات غروب
ستشهد لحظات نزوحي
نبوءة اليقين
/12/212015 ….إنعام كمونة
------------------------------------
بقلم : شاهين دواجي
- جرح الفرات / قراءة في قصيدة :"
كفّ عنّي " للشاعرة العراقية : إنعام كمونة
كُف عني…
كُفّ عني…
لحنَ زيفِكَ
فُكَ عني
نَزقَ قَيدِك ….
لملم بقايا ….
محاق القبور……
لا عزف لربابة ……
صدئت … أوتار الليل
غادر سباته
أنشدهُ
فجر جريء العطر
اخترق العتمة …
كف عني …
ما غَرَستَ في
غرابيلِ الدَّجلِ
ذيولٌ لا تعي
معنى الخجل
كُف عني
ترتيقك العبثي
لانفصام حلقاتك
من خلاخيل الزمن
نزوات…
مزقت نور رموشي
أسدلت جفن الأمل
ارتدت وجنات القمر
فساتين الدموع
ذبلت أحداق يسوع
تساقطت ذاكرتها
فوق شرفات النخيل
تناثرت آذان القباب
ظمأ وجدٍ يرتعش
خلعت خمارها حروفي
فلكل هُمَزة
وٍصال وجع
تغرقها
شهقات دجلة
في
هزيع ارتجاف
--------
كف عني ….
ديدنك …
دهاقين خمائل
بدعة شيخك..
فحيح معتقداتك….
مزق ….
فساتين الزهر
كف عني….
رزم سيفك
لا تحرم ما نويت
لا تحلل ما ابتغيت
لا تبح مُلك سواك
فالموت حتما
في غياهيب عروشك
لا هوادة من لقاه
الشمس تشرق من جباهي
الليل عسكر في مداك
---
كف عني… لون طيفك
وطني قزح موج
فوضى ضوء… لن تراه
ما خُلقت من غير طينك…
لم أكن ضجيج غيوم…
ولا أنين مطر
أتوق للعناق
فتيمم محراب وشاجي
توضأ بقناديل تقاك…
تلك تضاريس ضيائي
مشكاة فراقد … قلم
يبوح بزفراته …
بيان ….
ما يسطرون ….
أن تَكُون…
محض خلايا خريف أسود
لافتراء عقيم
فالمدى بالعرس
صب
من دمائي ودماك
كف عني …
--------
كف عني ….
ثغراتك ….
تعاويذ انفلاتك…
فترابي كفن بيتي
محراب رمقي
استَوطنَ ….
أحضان الفرات
كف عني
----------------
إنعام كمونة
- اليوم أنا أمام نص جميل ليس كباقي النصوص
....نص له من الجمالية مايجعله مستفزا لأي قارئ .... نص يحكي مأساة العراق الجريح
... نص بلون الحداد والسواد والقتامة والدماء...نص يحمل وجع أنثى عراقية ضاقت عليها
مسامات الوجود فاتجهت صوب الحرف ترمي عناءها عليه فاستحال بوْحُها نحيبًا غصّ به الفضاء
البعيد .
- جميل أن أنوه بداية مقالي أنني لست بصدد
دراسة ظاهرة ما داخل هذا التشكيل الجميل كما تعوّدت في غيره من النصوص ، إنما غرضي
أن أحمل فانوسا خافت النور أحاول به أن أضيء "العتمة " في دهاليز هذا النص
.وأترجاه أن يوريني مخرجا جميلا منه يرضيكم ويرضيني ...
- بادئ ذي بدء أود أن نشير الى ملاحظة يراها
الحذاق خارجة عن الموضوع وأراها في صلبه : أن الشاعرة إنعام - من معرفتي بها – مصابة
بـ: " فوبيا العلامات " أي أنها من النوع الذي يدقق في اختيار العلامات ورصْفها
ومردُّ هذا إلى أنها من الممتهنين بالنقد الأدبي و" الناقد الشاعر " كما
نعلم أخوف الناس من النقد لأنه يحاسب أكثر ممّا لوكان شاعراً فقط إذْ يفترض فيه توقع
آراء النقاد في نصوصه .
- العنوان : وهو أول مايشد في النص ...
يتكون من علامتي مكثفتين تحملان معنى يشي بذكاء واحترافية . في هذا العنوان يمكن أن
نقف على ثلاث مستويات :
أ/- المستوى الصوتي :
- النوان يتكون من أصوات مشدّدةِ الآخر
: الفاء في " كُفَّ" و النون في حرف الجر : " عَنِّي " وهذه
" الشدّة" هي اِنقباض وسكت داخل الشاعرة نتيجة المرارة والجرح أريد أن أقول
أن الشاعرة ذكية حين خلقت التوافق بين المستوى الصوتي و ما يختلجها من عواطف .
ب/- المستوى التركيبي :
- حيث يتكون العنوان من علامتي :
" كُفَّ" //" عَنِّي " ، فنحن بحاجة إلى مفعول به للفعل المتعدي
: " كُفَّ" ؟ كنحو : كُفَّ عَنِّي أذاك / كُفَّ عَنِّي ظلمك/ كُفَّ عَنِّي
طغيانك ..... الخ فحذف "المفعول به " هنا لقطة بلاغية ذكية توخت الشاعرة
منها أن تفتح النص على" المجهول من " التوقعات " و إشراك القارئ رغما
عنه في " لذة التفاعل " هذا التفاعل الذي أسميه "الأستدراج الماكر
".
ج/- المستوى الدلالي : نتيجة لما سبق ذكره
قبل قليل جاء النص محملا بدلالات شتى : دلالة الرفض / الشعور بالقهر / الأمل في الغد
المشرق ......
- هذه المستويات الثلاث من وجهة نظري تبرر
ماقلته عن فوبيا العلامات عند الشاعرة إنعام كمونة .
- النص من الأدب السياسي يعيد سرد مأساة
العراق كباقي الأدب العراقي الحديث ، وهو خطابو صرخة من أنثى إالى كل من أراد للعراق
مأساته ، سواءً كان محتلاّ ... أومن يعتاش على الطائفية و المتاجرةبدماء العراقيين
باسم قيم هو ذاته يتنكر لها سراً وجهراً،
من هنا يأتي صوت الذّات من الأعماق :
*كُفّ عني…
*لحنَ زيفِكَ
*فُكَ عني
*نَزقَ قَيدِك
- والفاتحة هذه ذكية من جانبين :
- أولهما : الزركشة اللغوية الجميلة بين
العلامتين : "كُفَّ "و "فُكَّ" فهذان الفعلان متّحدان في دلالة
المرارة متضادّان في الجانب الصوتي تريد الذات هنا أن تقول : مرارتي أمر واقع سواءً
كان من "كُفَّ " أومن "فُكَّ" فالمرارة عند هذه الذات من كل الإتّجاهات
وبكلّ الأصوات وبكلّ اللّغات ...
- ثانيهما : أن الذات تتريد الحيرة لقارئها
فإن قالت : كُفّ عني… لحنَ زيفِكَ توهّم القارئ أنها تقصد بني الجلدة ممن يعيشون على
وتر الطّائفية ، وإن قالت :فُكَ عني... نَزقَ قَيدِك توهّم أنها تقصد المحتلّ وفي كلتا
الحالتين هو اِستدراج ماكر له .
- حيرة وتيه دائمين وهذا أيضا من فوبيا
العلامات الذي تحدثنا عنه .
- في اِستفاقة الروح والعقل معاً لم تعدْ
الشاعرة تؤمن بدجل السياسة والسياسيين لن يخدعها بعد اليوم العزف على (ربابة) القيم
والمبادئ التي لم تجنِ على العراق إلاّ الحيرة في غياهب " القبور " ...:
* كُفّ عني…
*لحنَ زيفِكَ
*فُكَ عني
*نَزقَ قَيدِك ….
*لملم بقايا ….
*محاق القبور……
*لا عزف لربابة ……
*صدئت...
- فالعقل والروح اِستفاقا من عسل الكذب
اللذيذ ...والفجر قادم يبدّد عتمة اللّيل :
*… أوتار الليل
*غادر سباته
*أنشدهُ
*فجر جريء العطر
*اخترق العتمة
- هذا هو المدخل الذي أرادته الذات لنصّها
: صرخةٌ في وجه" الطائفية البغيضة ،" و" أمل ٌ" في التعايش والحب
بين الإخوة .
- وتتكرر جملة : "كفّ عنّي "
مركزا في النص يربط كل الدلالات به بخيط رقيق كأنّ الذات تتعمّد تذكيرنا في كل ّ مرة
بمرارتها ورفضها لهذا الواقع .
- تتّجه ثانية إلى أهل الإنتهازية :
*كفّ عنّي …
*ما غَرَستَ في
*غرابيلِ الدَّجلِ
*ذيولٌ لا تعي
*معنى الخجل
- لقطة موسيقية جميلة بين :"الدّجل
"..و"الخجل".... بين دجل السياسة ومن سكر بنفاقها حين يدسّ هواه في
عسل القيم النّبيلة ، ومن يجرّون الذّ يْل متسترين بالدين الحنيف ولا يخجلهم
"لَيُّ" أعناق "الآي" من أجل عيون فلان أو علّان .
- تعود الشاعرة للمركز :
*كفّ عنّي ..
- لكن في هذه المرّة بشكل أشدّ حدة من ذي
قبل ، فلم يعد هناك ما تخاف عليه فهي لم ترَ من مخاطَبها إلاّالتبرير لشنيع أفعاله
:
*كُفّ عنّي
*ترتيقك العبثي
*لانفصام حلقاتك
*من خلاخيل الزّمن
" حلقات " المؤامرة التي فضحتها
وطنية العراقيين ... لابد من الكلام ... ولابدّ ممّا هو أكثر من الكلام فقد :
*مزّقت نور رُموشي
*أسدلت جفن الأمل
*ِارتدت وجْنات القمر
*فساتين الدّموع
وهذا السّطر الأخير اِنزياح بديع وراقٍ
لا يحسنه إلاّ من كان له ذكاء هذه العراقيّة العريقة : فالقمر الذي لطالما شبّهنا به
الحبيبات أضحى منتحباً ، شقياً بشقاء العراق وأهله ...، وتأتي لفظة : " وجنات
" لتكون إشارة خفيّة ذكية لما تعانيه حرائر العراق من الثّكل والترمّل والسّبي
وتفتّت الأكباد كمداً.
*ذبُلتْ أحداقُ يسوعَ..
- دعوة عن طريق الإشارة إلى التّسامح بين
الملل على أرض العراق من خلال الاستخدام البارع لرمز :"يسوع " عنوان المسيحية
و رمز المحبة ويتشظى هذا الرمز تلقائيا ليعبّر عن باقي الملل ... فالفتن في هذا البلد
أبكت المسيحي قبل المسلم والخلاص منها لا يكون إلاّ بسواعد المسلم والمسيحي وغيرهما
من فسيفساء العراق، وهذا أيضا ذكاء من هذه العراقية .
*ذبُلتْ أحداق يسوع
*تساقطت ذاكرتها
*فوق شرفات النّخيل ...
تناصٌّ جميل مع "السّياب" من
جهة التّغنّي بالنخيل ... هذا النّخيل الذي أحبّه " أبو جعفر" حين سنّ سنّة
النخيل في بغداد .
- لا شيء من بهاء العراق بقي .. حتى"
المقدّس " :
*تناثرت آذان القباب
*ظمأ وجدٍ يرتعش ...
- ولهذا كشفت "الحروف " وهي الأصيلة
المحافظة التي تعرف غيرة العراقي على زوجه ؟
....اِستدعاءٌ جميل للتراث العربي الجاهلي
حين تكشف العربية عن شعرها إذا حلّت بها نازلة عظيمة وهل هناك نازلة أشدّ من نازلة
تجعل دجلة "يشهق" ؟
* خلعت خمارها حروفي
*فلكل هُمَزة
*وٍصال وجع
*تغرقها
*شهقات دجلة
*في هزيع ارتجاف
-ويمكن أن يجد الحذاق في " خلع الحروف
للخمر" إشارة خفيّة إلى ما تتعرّض له حرائر العراق على أيدي أهل الفتن ، وهذا
عزيز جدا في نصوص هذا الزّمن : أن تجد من يعبر "بظل ّ الرمز" الذي تكلّمنا
عنه في إحدى الومضات .
- تعود الشاعرة إلى مركز القصيدة من جديد
وهذه المرة تذمّ الطائفية من دون التلميح والإشارة التي تعوّدناهما منها ، نرى هذا
في اِقحامها للرموز : الشيخ / المعتقدات / الحلال / الحرام / في إشارة ذكية إلى اِستخدام
السّياسة للدّين :
- فالشيخ الذي يمثل منارة العلم أصبح زرعا
للفتن ؟
- والمعتقدات التي تربط الأنسان بربه أصبحت
فتناً وحروباً يدفع ثمن ويلاتها المستضعفون ، وحيات " تلدغ العراق في كلّ مراحل
حياته و"تمزّق" "فستان الزهر " ... هذا الزهر هو طفولة العراق
التي ترنو إلى غد مشرق .
- و"التحليل والتحريم "أصبح من
أجل عيون السياسة القذرة ، حيث تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأملاك باسم الله
والدّين .... صار العراق إذن محكوما بقانون السياسة القذرة والغاب وهوالذي أهدى البشرية
أول قانون ينظم الحياة إبان حكم " حمو رابي ؟
- كم يشق على العزيز أن يستذل ؟
- كم أعيانا فك اِنزياحاتك يا إنعام ؟
- تستدير بوصلة الشاعرة نحو ذاتها في خطاب
شبيه بـ: المونولوج " الداخلي :
* فالموت حتما
*في غياهيب عروشك
*لا هوادة من لقاه
*الشمس تشرق من جباهي
*الليل عسكر في مداك
- ستكون الغلبة للشمس وأبناء الشمس ...
للنّخيل وأبناء النّخيل ...فقد تكسر على همة الفرات ظلم طواغيت ظن العالم أن الخلاص
من ظلمهم منضروب الخيال ....فلا بد :
* الشمس تشرق من جباهي ...
- جميل أن تستخدم الشاعرة جمع "جبهة
" ناسبة إيّاه لها ( جباه) في إشارة ذكية الى وحدة العراقيين في جبهة واحدة ضد
الظلم وأن الخلاص خلاصهم لايكون إلاّبتوحّدهم في " جبهة" واحدة . وهذا أيضا
من فوبيا العلامات .
- ثم يأتي أجمل مقطع في القصيدة ، حين تقف
الشاعرة وقفة ً "بلقيسيةً" تقول لأهلها : "الطّريق من هنا "
*وطني قزح موج
"فوضى ضوء… لن تراه
- فهي تقرّر أولا أن تعدد أطياف العراق
مدعاة للجمال والغنى، حين تمثّله بموج يرتطم ببعضه بعضا ليصنع لنا الجمال الذي نشاهده
حين نقف على الشّاطئ ...وهو أيضا خليط من الأضاء التي تبهج العين حين النظر ...
- تنثني الشاعرة على ذاكرة التاريخ لتبين
أصل العراقي وعراقته..... فالعراقي هو : بابل وأشور وحمورابي والنخيل والسياب والجواهري
والحدائق والمستنصرية والكوفة والبصرة ............ وليس :
*.... ضجيج غيوم…
* ولا أنين مطر...
- فليس هناك من طريق للخلاص :
*فتيمم محراب وشاجي
*توضأ بقناديل تقاك
- هذا هو الحل عند "إنعام "
... أن نتعايش بالحب ... أن "نتقاتل" بالحب ...أن نجعل من تنوعنا لوحة فسيفسائية
جميلة في متحف الإيمان (توضأ //محراب ) بربٍ واحدٍ هو رب كل الطوائف مهما اِختلفت تفاصيل
الإيمان .....
- دون أن تلتفت إلى " ما يسطرون
" .... مايسطره الأفاقون ... فهم لايريدونك إلا أن " "تكون "
" خريفا أسوداً" يخبر عن نهاية العراق العريق ....
- لايمكن أن نشهد "عرس" العراق
إلا من "دماء" العراقيين بمختلف أطيافهم .... اِستمع معي :
* ما يسطرون ….
*أن تَكُون…
*محض خلايا خريف أسود
*لافتراء عقيم
*فالمدى بالعرس
*صب
*من دمائي ودماك
*كف عني
- تصوير حداثي بارع لحالة شعورية مريرة
وفق تفاصيل "التأوّه والبوح " ، وشعرية طافحة تشي بشاعرة متمكنة من
"هندسة" العلامات ... كما نرى كل العلامات - دون استثناء – يصحُّ اتّهامها
....
- يسقط القلم من يدي ويتعب القلب والعقل
معا وهما يسعيان إلى " لملمة هذا النسيج المتشابك من الخيوط .... ما أذكاك أيتها
العراقية .
- في هذا المقطع نجد " مركز القصيدة
"كفّ عنّي" في بدايته ونهايته ... وهو دليل الهمّ بالوطن الجريح .. واستبداد
الحيرة والقلق الوجوديين بالذّات الشاعرة ومن هنا حكمت على هذا المقطع أنه أجمل المقاطع
في القصيدة .
-لا زال الخطاب قائما لكن هذه المرة يتصل
" مركز القصيدة "كفَّ عنِّي "بقفل بارع حينما تخلص الذات الشاعرة الى
نها ية البوح وتستخدم هذا الأنزياح الجميل الذي يفوق كل وصف :
* فترابي كفن بيتي
- لا يمكن أن يموت العراقي العريق إللا
من أجل العراق و لا يمكن أن تكون نهايته إلا في حضن الفرات :
*محراب رمقي
*استَوطنَ ….
*أحضان الفرات
*كُفَّ عَنِّي
- البداية من: كُفَّ عَنِّي
- والنهاية إلى :كُفَّ عَنِّي
- فـ: كُفَّ عَنِّي .. كُفَّ عَنِّي ..
كُفَّ عَنِّي
لا يمكن أن أخرج من هذا الروض الماتع قبل
أن أقول كلمةً أخيرة تجيب عن هذا السؤال : ما سرُّ الجمال في هذا النص ؟
في رأيي وازع الجمال هنا ثلاثة أمور ربما
أشرت إليها ضمناً ولكن لا بأس بالتذكير :
1/- التصوير الجميل :
- إن على مستوى الإستعارات الحداثية كقول
الشاعرة :ارتدت وجنات القمر فساتين الدموع // خلعت خمرها حروفي/// ما غَرَستَ فيّ غرابيلِ
الدَّجلِ.....
- وإن على مستوى الرمز والترميز كاستخدام
الرموز : المسيح / الفرات / القمر / النخيل / الشيخ / الذيول .....
- هذه الإنزياحات البارعة كانت في المكان
الذي أعدّ لها بحق داخل النسيج سواءً تركيبيًا أو في مستوى الأستخدام الدلالي
2/- انسيابية الأسلوب في التعبير فيظن القارئ
للوهلة الأولى أن الشاعرة تخاطب حبيبا لفرط رقة بعض الجمل الشعرية إستمع معي الى قولها
: كف عني / مزقت نور رموشي / أسدلت جفن الأمل / فتيمم محراب وشاجي.... وهذه تقنية جميلة
وبديعة أن يبدع الشاعر رؤيته الفنية في دائرة غير دائرة الغرض الأساس .
3/- هذا المعجم الراقي والفصيح والنّحت
الماكر من حيث الأستخدام كما أشرت في خضم الحديث عن فوبيا العلامات فالملاحظ أنه لا
علامة هنا تؤدي معناها الحقيقي ؟ كلّ العلامات متّهمة تحتل مكانًا غير مكانها الذي
وضعت له .
- خاتمة : لست في حاجة الى القول أن السيدة
الفاضلة والشاعرة القديرة قد عبّرت عن مأساة بلدها أحسن تعبير فنقلت الينا الرسالة
في وشاح حريري وان كان يكتنهه طعم الدم والقتامة فلطالما ذقنا من الحبيب الحلو مرراً
كما تقول العرب
- بقلمي / شاهين دواجي /
نص حدائق الوعود ونقده من قبل الدكتور عواد
الغزي.................
(التكثيف الصوري وأرشفة الصورة/قراءة في
قصيدة حدائق وعود /للشاعرة انعام كمونة /رذاذ محبرتي)
يؤدي التكثيف اللغوي مهمة اساسية في النص
الشعري تتجسد في ضغط السياق وتعميق دلالاته اذ تكون الصورة مرتسمة بجلاء اكثر مما يبيحه
السياق البنائي .
ولاشك ان التكثيف لايكون ناجعا في اشتغالاته
السياقية مالم يأمن اللبس في تحديد الدلالة ومايحيل عليه السياق.
وكما ان الصورة الشعرية لم تكن مجسدة مالم
يلعب التشبية دورا اساسا في أرشفة تجلياتها .
وقد قال القدماء ان التشبيه عماده البصر
ولما كانت الصورة تقوم على التشبيه فلا ريب ان تكون صورة يستقصيها الخيال في رسم ابعادها.
ومايهمنا هنا الصورة الشعرية في قصيدة حدائق
وعود للشاعرة انعام كمونة (رذاذ محبرتي) وكيف وظفت السياقات اللغوية المكثفة صوريا
وما استدعته الشاعرة لارشفة تجسيم الصورة خياليا.
ان الاستقراء الاسلوبي لبنية النص يظهر
هيمنة الزمن الآني على بنيته وهاتيك الهيمنة اسهمت في خلق تداعيات صورية تتجلى في التناسل
الصوري واستخراج صورة فرعية منوالصورة المكثفة مما بجعل التكثيف مستظهرا خياليا.
ان بنية الفعل المضارع التي هيمنة في زمنها
الآني على بنيةالنص تتشظى بنيتها السياقية اسلوبيا بين التانيث والتذكير فتارة تكون
مؤنثة الدلالة(تعرش/تطرز/تتسلق/توشح/تراقصني/تبرق/تنبض/تغمرني/تتشابك/تضمني/تبحر./تمتزج/تبتعد/تفلت/ارتق).
وفي هذا التانيث السياقي للبنية الفعلية
الحاملة للزمن تطغى انثوية الدلالة ذلك ان الفاعل قد يكون مؤنث اصليا او مؤنث البنية
اي مايلتحق بالمؤنث.
وتارة اخرى يكون الفعل المضارع الدال على
الزمن الآني ذكوري الدلالة(يتساقط/يبزغ/ينساب/بضمني/توشح/تشم/يهمس/يتدحرج/يترقرق/يرتوي/تبحر/يسكن).
وفي بنية ثالثة يحيل البناء الزمني للفعل
المضارع على دلالة تشاركية في الزمن (نذوب/نتمايل/نحلق/نثمل/نتوه/نرتوي/نذوب).
ويعني التناوب الدلالي في بنية النص خلق
ثيم صورية مكثفة تتلاقح فيما بينها لاجل صورة كلية يورشفها خياليا عقل المتلقي لتؤدي
دور التجميع الصوري وتجسيم صورة النص.
وما يثير حفيظة المتلقي هو القدرة الكبيرة
على مزج السياق الفعلي المذكر بتفريع دلالي مؤنث يخلق مزيجا من الدلالة تتلاقح فيه
المكثفات البوحية:
تطرز انامل الممكن بهديل امنياتي
تتسلق ملامح حبك شرفات حريري
..................................ينساب
بوحي الاخضر...اجنحة فراشات
وعطرك يضمني يهمس المسافات
ان هذا التلاقح البنائي في تكثيف الصورة
الشعرية لغويا يؤدي الى تناسل صوري اذ تتناسل صورة السياق المذكر من صورة السياق المؤنث
والعكس بالعكس.
وكان النص يسعى الى ارشفة الصورة الخيالية
في ذهن المتلقي فيستميلة نحو التجسيم والتشخيص في رسم الصورة وتحديد معالمها والخلاص
الى انعا صورة يتعاورها الفاعلان الانا والا نت.
ومايحيلنا على ذلك بعد التلاقح البنائي
بين السياق الفعلي المذكر والسياق الفعلي المؤنث والتناسل الصوري بينهما التشارك الزمني
في بنية الفعل المضارع آني الدلالة:
نتمايل كاغصان ايكة بثنايا السحاب
نحلق سنابل تتمايل كزخات اذار الخجولة
نثمل بكاس الرغبات...روابي الصبا
نتوه اوتار صلوات...شلال ينابيع
نرتوي بغيث العناق.
ولامندوحة ان نستظهر من هذه البنية التشاركية
دلالة الانا والانت وان كان بعض البناء يستعمل للجمع اذ المح اللغويون الى دلالة الجمع
على الاثنين مما يجعل السياق اللغوي حاملا لدلالة الاثنين الزمنية وفي كل ذلك تكون
البنية التشاركية حاضنة للثنائية الصورية الانا والانت في النص وكما انها الرحم الذي
يولد التناسل الصوري ويوصل دلالاته فالتمازج يبدو تشظيا من بنية التشارك الصورية والتشارك
ظهر على انة تجميع للتفريع الصوري المتناسل.
ويؤدي السياقان التفريعي التشاركي والتجميعي
الكلي مهمة الصورة المكثفة الحاملة لمضامين كثيرة من تجليات الانا والانت. التي تؤرشف
نسق وجودها في ذهن المتلقي بوساطة خلق تيه دلالي ثم استرداده بوساطة التجميع .
رذاذ محبرتي سلمت اناملك.
حدائق وعود
..........................نص......إنعام
كمونة
تعرش هالات القدر حدائق الوعود
تطرز أنامل الممكن بهديل أمنياتي
فيتساقط المستحيل أوراق خريف
تتسلق ملامح حبك شرفات حريري
يبزغ فرحي رحيق انتشاء
ينساب بَوحيَ الأخضر…أجنحة فراشات
و عطرك يضمني بهمس المسافات
تنهيدة شوق واحتفاء
تشم لقائي لآلئ بثغر الغسق
توشح خجلي كرهام المطر
تغمرني لوعة ارتجاف
كأسراب نهر
بنسائم حنينك ...
تراقصني لهفتي كالغجر
يتدحرج ندى قلبي كركرة قمر
نذوب بشغف الاشتياق انهمارات نجوم
نتمايل كأغصان أيكة بثنايا السحاب
نحلق سنابل تتمايل كزخات آذار الخجولة
بين قبلة ليلك وزنابق ربيعي
تبرقُ زغاريد السماء
زخرفة حدائق ... كرز
نثمل بكأس الرغبات …روابي صبا
نتوه أوتار صلوات ….شلال ينابيع
نرتوي بغيث العناق …وله يذوب
تشاركنا آهات الشجر … فيض سمر
فيترقرق رهف حبي مساءات عطشى
لغدير لمساتك
عبير انتظار
تتدفق غباشات براعمي بغَيد أمنياتك
تنبض شرانق عشقي برضاب شفاهك
تغمرني نكهتك غنوة فيروزية….
أمواج هيامك
تتشابك شعلة ضياء
نذوب شموع عشق
يرتوي قلبي بأزاهير روحك
ألمس لهفتي بين نظراتك الحيرى
تضمني عيناك شهد فصول
تبحر مواويل نبضي قوارب فرح
مواسم عطر يضوع بحدائق وعود
تمتزج دهشتي بمسارات خطاك
تبتعد … تلوح بخافق الوداع
تفلت من جفوني
حدائق الوعود
حمامة بيضاء
أعود كرشفة غروب بكأس الغياب
أستفيق من نغمة تمني
أرتق حلمي بطيف ظهيرة
يسكنني المستحيل دمعة تسيل
والممكن محض رجاء
29/10/2015.........إنعام كمونة
عدُّد الدّلائل وتمازج التّناقض//
(دراسة في قصيدة "اعترافات ابن جلا"
لعبد الجبار الفياض)
بقلم: إنعام كمونة/
*****
اللغة والتاريخ توأمان تأملهما ينبثق من
اعماق معرفتهما لبناء نص معاصرمن آفاق روحه السومرية ، يورد مناهل الوجع الوطني والأنساني
بفلسفة المسؤولية، فيخضب انامل الخيال فكرا وايحاءً لكائن القصيد.
.. يمتلك الشاعر مقومات لغوية فارهة المدى
وتقنيات مستحدثة الأدوات لمواكبة الشعر الحديث حيث يعد موسوعة شاملة قادرة لتؤرخ الدلائل
وما تعني من تأويل استنطاقها وتفسير ما يحدث بفكر فلسفي متعلق بالأحساس الوطني والروحي
والنفسي متخليا عن الأنا جاحدا لذات الرغبات ، ينغمس بعواطفه مما يحدث حوله فيكون مؤثرا
بماهية سياق النص وبنائه الأسلوبي برمزية ملغزة تنشد تؤيلا ذا شأن ودليلا مطلق التفسير
والتحليل.. أنساني يصرخ مزمجرا مما يراه بام عينه حتى يتلوى جسد النص من الم المعاناة
احساسا مستنبطا من وجع الأنسانية.
يسافر بتاريخ اوجاعه فيسترجع ماضيا بتلافيف
حاضر مشابه .. يصوغ لنا سلسلة صماء من لغة معبرة عما يحتويه من ذاكرة معنى وتاريخ.
اعترافات أبن جلا نص للشاعر الفياض…..
عنوان مميز ومجاز قصيدة لشاعر مخضرم عاش
أربعين سنة في الجاهلية , وستين سنة في الاسلام هو الشاعر سحيم بن وثيل الرياحي القائل:
انا ابن جلا وطلاع الثنايا """" متى أضع العمامة تعرفوني
و قصة معروفة لم يسعني الوقت للتطرق اليها
تيمن شاعرنا الفياض ليشير الى ما ابتدأ به الحجاج بن يوسف الثقفي خطبته باهل العراق
عند توليه منصب الأدارة متباهيا بسفكه للدماء وتوعدهم بالقتل لبث روح الرعب بينهم كان
كارها لهم فمن خالفه سماه كافرا واخرجه من الملة وقتله ويشهد التاريخ بذلك
نستنطقه بدلائل عديدة بغمر تامله العميق
فلديه النقائض تستوفي مدلوله المعرفي وتراث لايمكن التنصل عنه في حروفه
استهلال يترجم الكثير مقدما مما يليه سناتي
عليه لاحقا، اجاد الشاعر الفياض بتامله واقتناصه من موروثه الشعري ونسج من الأدب العربي
بتأثره الثقافي واللغوي تناصا بابداع تقني معاصر لتوصيل الخطاب بحداثة تمرسه وخبرته..
ولما يوحي الكثير مما يؤرق حياتنا اليومية
من تناحر عنصري وفكري باسم حياة يقررها الموت البرئ… عنوان مطلق موجه للمتكلم والمخاطب
مزهو بالتفاخر والشهرة والعراقة الواضحة يتداوله الأعراب ويستشهدون به في مواقف وضوح
الرأي وجلاء الفكرة …
عنوان اول الغيث قصيد ومعنى رمزي… يغوص
بنا لمحافل الجد الهزيل سيشد اطراف القصيد من اول استهلاله الى الخاتمة تلك ذروة الكمال
للغة الشاعر المتاصلة بارض عروبته وانتمائه العراقي باقل تقدير ان لم نقل همومه العربية
عامة…بشوق موجوع نستهل النص ….
دمٌ
يُغادرُ الوريد
.
.
اطباق
" لهم نصفُ ما يحلمون زبداً !
مقدمة لنوافذ الأحتراق في مراكب الحياة
المتأرجحة بانواع الموت المتهور المتطاول الأيدي فوق رؤس الاشهاد معلنا حربه الدموية
على الأنسانية ومتوجا جهله رباً على الأديان السماوية تقمص عشوائي لسلطات منظمة غرضية
النفوذ ..
لازال رمز الشاعرالحاكم الظالم الحجاج ذلك
الدليل القاطع لكل سلطان جائروالذي يفخر بظلمه ويتباهى بالرؤس المقطوعة لا يرى غير
اللذة.. يتلذذ باحتقار الناس والشعب الذي يتسلط عليه بنفوذه والتفنن بقتلهم حيث لا
يتوانى لأي سبب بسيط وهو من شرار الحكام ما ان يذكر في اي زمن حتى يلعن شر اللعن .
للشاعر استحضار شخصية الحجاج ليبين جور وظلم ما جرى لشعب العراق من حكام توارثوا اللعن
بسوء افعالهم .. الزمن يكرر نفسه والحقد يتكالب الا ان الأيادي الملطخة بالدماء توالدت
وكثرت.. تخطيط لموت جماعي لأستهلاك البشر في الخريف المتهم بربيع الشرق ..دم يتدفق..
قبورمهيأة مسبقا تنتظرالمزيد لتكميم افواهها المفتوحة لا مهرب ولا عاصم غير الله..
الى اين ؟ تساؤلات توقد التشتت رحيل لغربة وداع لفراق .. دلائل عديدة بشخوص الموقف
والموت سابقنا حاضر في كل حين كضفيرة لا متناهية وصف بلغة شعرية رقيقة متوهجة عذبة
المعنى قوية الدلالة تناقض حي كما حياتنا .. يتطرق الشاعر لكُنه ما يحدث وصمة تاريخ
اشباه الحجاج وفكرهم القمعي الدموي وعقيدتهم العاتية بالكره لممارسات دينية اخرى ما
ان يستذكرهم احد في اي زمن الا يلعنوا .. تامل لصيق الحدث خيال مقارنة بلغة الموقن
من نظرته المعرفية و ادراكه الثاقب مما يحدث باقنعة زائفة حرفت ما انزله الله وفسرت
على هواها كلام البيان يُحرف لأهوائهم العبثية باستحقاق الموت فالحجاج كان متعلم القرآن
والحديث ومُعَلِمَهُ الا انه سفاك دماء.. سيفه على رقاب من يبغضهم علنا كما فعل مع
المؤرخ التابعي سعيد بن جبير المحب لله ورسوله واهل بيته بعد جدال بينهما تميز سعيد
بقوته واعتقاده المتمكن وضعف الحجاج رغم سيفه المتسلط ودعى ان يكون آخر من يقتله..
وقد مرض الحجاج بعد ما قتله وكان يقول مقولته المشهورة : مالي وقتل سعيد !! بعد ان
طارحته التوبة والندم والخوف قال شعر في ذلك ! .. بذلك يوحي لنا الشاعر برمزية ملموسة
صادقة لحر وقف بوجه الظلم ولم يخيفه السيف بل مات وهو ساخر من الحاكم الظالم الذي لا
يدوم ظلمه مهما تسلط وطغى وهو مؤشر لحكام تسلقوا المنابر ونطقو البيان الا انهم قساة
على شعوبهم والعراق صورة طبق الأصل لكل ما اوردنا من تامل شاعرنا الفذ حيث يمازج الصور
ويخلط الدلائل لنستكشف تاويل خياله لحقائق حتمية من صلب الحياة التي تحيط بتامله وهو
المؤرخ لكل ما مر ويمر بانساق لغوي وانساق اسلوبه المتوحد الراقي .. ..
رؤية نافذة من عمق الحياة الجافة جوهرية
الأهتمام مرهقة الأجواء … يتفحصها الشاعر بأنامل حسه المرهف والمتوقد البصيرة يطرقها
برموز لا تخلو من العتمة والوضوح.. معاني بلغة جامحة الغضب .. متمكنة التواصل بصورها
الشعرية المتكاتفة التواصل مجازات راقية بساطة ممتعة بعذوبة الأنثيالات لا تخلو موسيقى
الحزن من وجع عميق متزامن يلفع ارواحنا بأسى المشاعر غربة مزمنة الجروح تغمرنا بالم
نفسي نشاركه احساسه المتألم لا نملك غيرغرابة التساؤل لما تضج ايامنا من وقائع موت
بتشظي عنيف ساخر من احزاننا غير مبال من تقرحاتنا وقص اشلاء الوطن وبعثرة اوصاله متاجرة
بدم الأنسان العربي ؟.. باعتناقات موروثة جاهلية الفكر بذرت التفرقة الطائفية والأنشقاق
الأجتماعي وحتى الأسري.. ثأر لا ينضب لا هوادة من حماقة الفكر المتشدد لتمحو تواريخ
الأنتماء للأرض للوطن للأنسانية.. استعمار منظم لسحق العروبة باشكال شتى لا تبرر وهم
الربيع الممزق .. استُهدِف لخنق الأنسانية ونشر أعتقادات بائدة وطرق الاسترزاق الرخيصة
قد يظنوا غنيمة انتصار رغم ما ينالوا من خسران فكل ما يحصلون عليه هباء منثورا ! …
…اجاد الشاعر بمعاناة رسمها بمداد دمه ووجع
نبضاته تداخلت لغته بمجازات شعرية رائعة مبهمة وواضحة كثيرة التأول متناقضة التصويب
بكلية النص وجزئية الأستخدام بمعان عديدة كما عودنا على تناول رؤياه ببساطة ممتنعة
عميقة الولوج في ذات الحقائق من تامله الطاعن في الأبداع وتصويره البراق سهلة بلهفة
الأنفاس.. لغته الراقية ببوحه الرشيق المقصود المعنى ودلائل مموهة الترميز..تملكتها
انزياحات لفظية رائعة بدلالات اخرى....
لنستقرئ ما يشير الشاعر له من موت لملامح
الحياة نغوص في غمر إلهامه النابع من خلجات شمولية المشاعر تؤرق حياة عمومية المواطن
المتعب المتواجد في مركز الحدث نتابع نبضه ….
تقوّس ظهرُ الأرض
موت
:
انا الذي لا يتجزأ
:
أنّ المرأةَ حربٌ منتصرة
:
بخشبةِ
وسيفٍ من قصب !!
لازلت ممسكة بتلابيب النص اسحبه معي اردده
بثنايا النص فهو الغاية التي تدرك من تؤيل قابع في غياهب العبارات وبين انسيابها المتناغم
ابحر باستقراء يجذبني ينقلني لحدوة التاريخ رغم ما رسم لنا من صور المأساة وفوضى الضمير
الا انه يمثل الشعب العراقي الصبور والمغبون فله حين لصرخته.. العربي لا يسكت على ضيم
ولا ينام قرير العين لكل أوان..
من عمق احساسه الوجداني والأنساني المحفور
بتامله الموجوع.. مشيرا الى زمكان وطن انهكته الحروب والموت ارتدت الأرض عباءة الدم
احدودب ظهرها شاخت معالمها تساق جموع لحتفهم هنا يشير الى وقائع كثيرة وهول الموت الشنيع
وضياع الحقوق..
..على القارئ ان يملك ثقافات منوعة ويتابع
فالكل تجره حبال الجديلة لواقع مرير لا يختلف غير المكان ولنفهم ما تسطر كلماته وفحوى
مايشير له واسع وممتد بقدر تفاصيل الأحداث فالحكومات سكرى في ضبابية الذات تقرع كؤس
الأنا .. تمثل …
لا زال رمزه يتمثل الحاكم المستبد الحاقد
يستوعب اوصاف الحجاج والذي كان ولائه لبني أمية وكما وصفه الوليد لشدة ثقتهم به ودعمهم
لظلمه.. كان أبي يقول ( مروان بن عبد الملك ) : أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا
فأقول أنه جلدة وجهي كله.. مما يعني لكل حاكم ظالم دعم وسند من حكومات ودول اخرى تاريخ
يتفاوت ويؤرخ تقويم الشعوب وما جار حاكم الا بضعف شعبه ,والتسلط على المسكين والضعيف
لا تمثل شجاعة بل جبن واستخفاف بحقوق الآخرين فيلهمنا لتأويل نبضه.. لم أتجبّرْ بقوّتي
بلْ بضَعفِهم أيقظتُهم بسيفي فناموا تحتَه !...مما يدل على الأستبداد بالشعوب لخوفهم
وخنوعهم وضعفهم فالحاكم ضعيف لولا خضوعهم وسكوتهم عنه ..ورواية التاريخ للشاعر الفياض
باسلوبه المجازي واللغوي هي لعبته المرنة كيفما يدحرج الحروف تلقفها ادواته تشكلها
كيفما يحثه خياله ليروي لنا ويمتعنا بثقافات عديدة باسلوب تامله الضالع بروحه الوطنية
والتي ضاقت طعم الأستبداد نطالعها بشغف عنيد نستقرؤها بدلالات كيفما وضع عباراته ورتبها
يتميزه بلغته الأدبية .. أوكيفما نفسرها فتروي اكتشافنا ونستلهم من غموضها الأستقراء
والبحث ... ومن احداث شتى من أيام الحجاج وحكمه وان بدى متجبرا الا انه ما يضعفه ارق
خلق واقرب المحبين فلا زلنا في طماطم بيته وتحت سقوفه الهاوية لدينا اسماء كثيرة لنساء
قد عفرت انفه بالتراب وأراقت عرقه وأرقت مضجعه منهم اسماء بنت أبي بكر والدة عبد الله
بن الزبير والتي تسمى بذي النطاقين حيث كانت تغطي اناء طعام النبي بغطاء وآخر تلتفع
به وقد قتل ابنها الزبير وصلبه وطلب منها المثول لديه الا انها ابت لأحتقاره فذهب اليها
فلم تغشاه ونشبت بينهم مكالمة تثبت قوة المرأة والوقوف امام الظالم بقوة وشجاعة وتمسك
بدين قويم وهي التي تربت باحضان اللغة وتفسير البيان رغم كهولتها الا انها لم تتخل
عن قيمها وكذبته واثبتت احقيتها ولأبنها كذلك تناول الشاعر بخبرته المعتقة شخصية اخرى
سكينة بنت الحسن التي تقدم لخطبتها ورفضته بعد بيان افعاله وجرائمه واصالة نسبها وغزالة
التي حاولت قتله في عقب داره ولها موقف اخر في مسجد الكوفة تعني باحتقاره وكوامن ضعفه
وجبنه وهند مطلقته التي تزوجها غصبا عن رضاها ورضى والدها قد طلب يدها عبد الملك بن
مروان فشرطت أن يسوق راحلتها الحجاج ويوصلها للخليفة ايضا تحقيرا له واذلالا مما يدل
على دور المراة باسقاط عروش وهاهي الأنتكاسات التي طعنته وما يريده الشاعر من ذكرهم
ان يضع للمراة مكانة مميزة وذكاء تفوقت عليه لانها تعرف مواطن ضعف الحجاج وجبنه فلا
يملك اي شجاعة غير كلام لأرهاب المستضعف والفقير …
فالشاعر يفرز للمرأة مكانة مرموقة تستحقها
وما حدث للمراة بالذات في وطنه فالشاعر يغرس لها اهتماما مميزا.. مقاما انساني لأنها
نالت القسط الأكبر من التهجير والأعتداء والأهانة ولعائلتها التشتت والضياع والرجل
من ضمن حياتها فمسؤليتها في العراق اكبر واشمل من دول اخرى لانها عايشت حروب مستمرة
فخسرت الكثير وعانت وجع لا يوصف لذا نسجها مع تامله وانفعالاته الحيثية .
قد استذكر الشاعر بتامله معلومة قد يعرفها
القليل وهو كليب اسم الحجاج عندما ولدته امه بعد ذلك استبدله والده بأسم الحجاج ومعناه
محطم العظام وهو الذي دحرته امرأة بل نساء كثيرات بما يستذكره لنا الشاعر من حياته
ومما يدل قوة وسطوة العقل عند المرأة فاصبح سيفه قصبة وحصانه خشبة خاتمة تشدنا لموارد
البدايات تدهشنا بترابط الصور الشعرية وبلغة عميقة هفهافة تتماوج تاريخ وتراث ماض وحاضرعبق
البوح يرسمه بذبذبات مداده الوجداني.. وجرحه الوطني..
نهاية لكل جبار عنيد يستذكر باللعن والبغض..
أعترافات مبطنة بسيرة حياة دموية واعترافات سايكولوجية مؤثرة تنساب من شرايين مئساوية
تناول الشاعر هذه الشخصية في وقتها الراهن من وجدان اعماقه التاملية لكثير ما تعرض
الشعب العراقي لحكام جور وعانى المواطن الجوع والتشرد والظلم وشضف العيش لان الحجاج
هو مثال لكل حاكم ظالم ومستبد لا يفقه الأنسانية الا بقطع الرؤوس اعاذنا الله منهم
ان شاء الله.. بوركت شاعرنا السامق بطرحك ولغتك الغزيرة التامل وتاريخ احاط بمنافذها
حتى استشفينا منها الكثير وشاركت بهمومك الوطنية كل مظلوم ونصرت بآلامك كل مستضعف.
القصيدة:
القصيدة:
دمٌ
يُغادرُ الوريد
رأسٌ
يُغادرُ البدن
قبرٌ
يُعلًّق في الهواء
قبورٌ مفتوحة
لا تدري متى تُغلق ؟
تتنفسُ برئةِ زمنٍ
يحرسهُ خوفٌ بارد . . .
إلى أين تذهبُ أين ؟
. . . . .
حياةٌ
مشدودةٌ بضفيرةِ دمّ
لا ظلَّ لشجرةٍ
غرسَها الله !
سيفٌ
يتحدثُ بلغةِ اهلِ الجنّة
يخطبُ في أهلِ النّار
بضحكةٍ تخرجُ لحداً . . .
ولو تلاهُ
ندمٌ
توبةٌ
خوف
ما أذنتُ لنفسي يوماً
أنْ تأسَف !
. . . . .
أطباقٌ
بمقطوعاتٍ مُلطّخةٍ بأحمرَ
يصرخُ مُختنقاً
لا يُذكرُ زمنُها إلآ بلعنٍ ملعون . .
.
يرسمُ ايقونةَ التّحتِ الذي ينبغي الآ يكون
في حضرةِ سلطانٍ
تفقأُ عينيْهِ اللّذة . . .
عيونُ الظّلامِ
لا يمسحُها منديلُ الفجر . . .
وراءَ البابِ
قابعون
لهم نصفُ ما يحلمون زبداً !
. . . . .
تقوّس ظهرُ الأرض
موتٌ
حياةٌ بلونِ الموت . . .
قطعانٌ بلا أفواه
تفقدُ اسماءَها
يختمُها مجهولٌ تحتَ حوافرِ الخيول
يشربُها رملٌ
تبعثرُها ريحٌ
ترقصُ بثيابٍ لا تسترُ عورة . . .
. . . . .
لجوجٌ
حقودٌ
حسود
جِلدةُ وجهي
لا أستثني أيَّهن !
لم أتجبّرْ بقوّتي
بلْ بضَعفِهم
أيقظتُهم بسيفي
فناموا تحتَه !
. . . . .
أنا الذي لا يتجزّأ
تجزّأت
أمامَ اسماء
سكيْنة
غزالة
هنْد !!
ما مسحتُ دَمَاً عن سيف
بلْ يمسحُها دمٌ آخر
ما تلجْلجَ لساني عن امتطاء شواردِ الكَلِم
ما تداركتُ بعد مضيّ . . .
علّمتُ القرانَ
وما علمتُ
أنّ المرأةَ حربٌ منتصرة . . .
تُسقطُ أميراً
صنعَ من الرّمالِ أسرجةً لخيْله
ومنَ الرّيحِ أحذيةً للجُند . . .
ما حسبَ أنّ امراةً
تُرجعُهُ كُليباً
صبيّاُ
يعلًقُ بذيلِ امّهِ
بخشبةِ
وسيفٍ من قصب !!
--------------------
.غرفتي..
في غرفتي تجد حبيبة ووطنا
و كتبا مبعثرة عقَفَ الوجوم طياتها
وبعض كلمات مختصرة علّقتُها قبالتي ..
في غرفتي تسبيح وذكر ..ومد وجزر
و بقايا دموع تعثرتُ بها فعلقت بي ..
صلبتني فوق سطورٍ لا تصمت..
في غرفتي قهوتي الباردة وسجائري ..
وموج صاخب و طفلٌ لا يكبر ..
يضخني بالسؤال صبح ومساءْ
في غرفتي أشياءَ وأشياءْ ..
لا يكفي العمر لسردها
أتنهد بها حنواً
فأستردني من بشاعة النباح
أقدم وجهي بحروف سهلة توصله الجمال
دافقة العطر .. وارفة الأفياءْ
أسامر ذاكرة الفراش في ظلال ابتسامة هاربة
من سفوح الغياب أتعربش هامات المجهول..
أشهق حلمي من خلف الغروب
أنظر للسماء في كنف الحياة ..
وقُبيل الموت أرسل قلبي سفيراً لكل الجهات
كي لا يعود بصورٍ خرساء ..
توحي بأن القمر قد دفن في محفلٍ برتقالي
ومات الآخر غرقا
وظل الموج يزاور الشطآن
وأن الحب قُتل رمياً بالخلو والغثيان
وأن الصدفة ظلت الشرفة الاخيرة
التي يطل منها تاريخ الصقيع
في غرفتي
قد توقن أن الصدق لا يفوح من بين الجثث
وأنه ليس عاراً وليس فتنة وليس بهتانا
ولا يرُميَ من فوق مرتفعات الصخور
لواد ليس بذي إبتسامة
في غرفتي قبائل وخيل
وليل أعرفه ولا يعرفني
في غرفتي خاتمتي وإن طال السفر
في غرفتي علي وعمر وابو بكر وعثمان
و قرآن يتلى آناء الصحو ولفح الضجر
في زاوية أعدت للصلاة
فترقى الروح ما فوق العناء
في غرفتي
عروبة أبكي غربتها
أساجلها كلما اجتمع لنهش قدها الغرباء
في غرفتي يعزف الصمت لحن الغد قبل ولادته
في غرفتي صراع بين الأشياء
ماء طافح .. وجمر
ورياح قد تأخذ ورق الشجر
وأخرى تهيّئ لمولد الثمر
في غرفتي وطن زهرٍ ينتظر إناء
واشياء كثيرة منها ما يغادر معي
ولا يغادر غرفتي ...
ناصر رباع ..سائد ..
شطرنج
…………نص….إنعام كمونة
زيف وجوه …………
كُهولَة مرايا توشحت بانامل أحجية اللمى
تَسَكَعَت في جفوني ندبة مَعصيَة ….أورثتها
الذنوب
تناسل غواية بلعاب مارد ….يُمَزق المسامات
خافقة صمت بفضاء شطرنج…. كأنه غزل
تغورتأملاتي بقطع سبلي الدنيوية ….لأتيمم
الصباح
متكئة بفوضى سريرتي…. يسترها بوح عالق
ممسكة بمعصم الريح.....جنود جداول
تواتر قتاعتي …………..
تكالبتُ بطقوس مملكتي …..كنتوء اعتكاف
تشظت قريحتي وأعتَدَت في ذهني…. القرفصاء
ممسكة بعصا فراستي تنوء على …..هُدُب الرذاذ
قد استظل بقلعة تأبى النزوح بخصر الرمال…..
قد اطلق عنان صهوتي ….. عبر شغف اللهاث
وقد اترنح السحاب متنفسة…. غيث طريدة
لاستطراقة تحدي ………
مربعات حالكة البياض كثلج البراءة …..معتمة
كتزوير
الابيض ينقلني قفزة تعفيرأنوفي الصارخة
بالتجديد
الأسود يلعقني بمواجهتي الحتمية بصدحي المرهف
بطلاقة رمل رمادي التوهج فاضت…. غياهب الظلام
فُطرةٌ تُحَلق ترسم اقفية ألتهجي….. تعشُق
التنافر
تُجاذب نقلة مستترة الولوج...هروبها
....نجوى حدس
بطيف أنتصار………
تناقلتها أنامُلي تصدت لغربة البتلات
تقوست أكفي مُقَبلَة باصابعي الحناء
تعفرت الحقول بالأنفاس واحتفت السنابل للحصاد
ببرقع الشجون تتنامى نشوة احتفاء لميلاد
أبدي
أسمع أصوات تفرقع ألعطب في ثآليل ألمربعات
خطوة القدر فوق خفق الشيطان تحتظر المكوث
صَهيل فَرسٌ أردف الجُموع…..وتنَفَسَ بَرد
ألفجر
كش ملك
16/1/2016.....إنعام كمونة
بمناسبة انتصارات جيشنا وشعبنا واسترجاع
الرمادي
راحلة انا
……………نص ….إنعام كمونة
تحت شفاعة الاحتضار
تنغرز لحظات وجودي
بغابة الموت المتردد
لاتثير اهتمامي للوعة غيابي
لا تحذرني من اختناق دموعك
راحلة انا رغم العتاب
رغم اهات العذاب
يستشهدني صمتك بوطاة الهزيمة
يستنفرني ذهولك بعالي الصراخ
لقاع شهقتي المترامية الغضب
هناك …تبكيني اقداري
فوق بأس الصبر
-----------------------------------
نور الشهادة
نص.. / إنعام كمونة
تحت هزيع جفون الليل
يوقظ صهيل الفراق ….همهمة وداع
بيباس الرضاب واللمى…. جوعا وعطشا
يهمس الفجرحقا… يقين رباني
وصية الحنين بعباءة الورع
هناك جعجع شعاع توهج…صدى ازلي
اخترق بريقه صفحات الأزمنة عشقا
سيدي …… يابضعة رسول الله
كَتبتكَ حروف التاريخ قراطيس انتصار
ملحمة الطف … واقعة قرابين واكتمال
تناسلتّ دموع العلقم …فرات تسابيح
اصطبغت بدم نحرك.. ابواب السماء
سيدي …تحل بضريحك قِبْلَةً ترضاها
تنشدُكَ الارض جموعا زحفا وثراها
نورا مخضبا بوهج الشهادة معظم
هيهات منا الذلة… دحَرَ الطغاة
مؤرخة صدق وعزيمة أوصياء
منسك الهي يمطرنا شفاعة
يغمرنا برحيق كوثره
لا عطشا سواها
/1/143710….. محرمع. لجنة الاشراف النقدي واللغوي لموسوعة المبدعين العرب والانسانية جمعاء / جاسم آل حمد الجياشي / العراق
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف