الخميس، 20 أكتوبر 2016

حنانيك ربي / شعر للاستاذ فراس المصطفى / سوريا

حنانيك ربي
/ فراس المصطفى /
…………………
حنانيكَ ربي
سُحِقَتْ طفولتي.. 
سُبِيَت بنعال المارقين
وشُقَّ فمي ..
دميتي ابتُلِعَتْ.. 
قتيلة في جنون الطين..
وقرطيّ هاجرتا.. 
كانتا هدية عيد ميلادي 
سُرِقَتا كالدين 
وأفتش في الأزقة.. 
عن سقف بيتٍ صامدٍ
يقيني وخزة المطر الحزين..
ووجنتيَّ هامتا.. كطير 
يبحث عن أمل..
وسكاكري التي اشتريتُها 
من حانوت آخر الطريق
قِطَع الشوكولا..
وعلبة بسكويت..
ونسيتُ ذِكرَ أقنعة الورق
تبللتْ..
ليس بالمطر الهطول.. 
بل من رطوبة العَرَق
طعمه خوف.. كآبة 
ومن دخان سماء وطني
من الوجل المستديم 
وهالة الشلل..
حبيبي.. أنا مشتاقةٌ إليك
خذني صغيرةً إليك.. 
لا أريد قرابة البشر
أنا مشتاقةٌ لدفء.. لأم..
لأيِّ حضن عاطفةٍ..
أفقد فيه ذاكرة.. تدثرتْ بالحزن
أنا طفلةٌ يا رب
ما تلذَّذتْ بعذب ماء طفولةٍ
ما تنفَّستْ نسيم الصبح
ولم أرَ في رقيمِ ذاكرتي
إلا خصلة دندنات 
نشيد حصة الموسيقا
تغني بلحن طائر الكنار 
يوماً من الأيام..
تكلَّمَ العصفور..
قال أنا ابن الشجر العالي
أنا ابن النور..
أنا مصداق ثورة العصفور 
في أعزِّ نشيد.. 
عصفورةٌ في خيط نور
أنا طير.. ضاع 
في قشِّ الحصيد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق