الخميس، 20 أكتوبر 2016

همسات من زمن الحرب / للاستاذ مجبل طالع / العراق

همساتٌ منْ زمنِ الحربِ( ستار مجبل طالع 1985)
موعدٌ تحتَ أمطارِ الموتِ
على طرقاتٍ خاليةٍ خائفةٍ
في مدينة ٍ مرتقبةٍ نزولَ الموتِ
والبيوتُ تقي أهلها بأهلها
والطرقاتُ تنزعُ المسرعين في كل اتجاه 
تنكشفُ عوراتَها لأعينٍ غيرَ مبالية ً اعتادت قبحَها 
التقينا على غيرِ موعدٍ
افترقنا على غيرِ موعدٍ
وأنا عارفٌ وراءُ اللقاءِ أقدارٌ
وأنا عارفٌ وراءُ الفراقِ أعذارٌ 
لكني لم أجد لك ولي أسباب
لكورةِ الحزنِ الموقدةِ ليلا ونهارا 
نقتسمها بعدل كل مساء
ولا لقلقِ روحي ولا انسكاب الدموعِ
وأنا أتسائل لِمَ التقنيا إن كان الفراقُ نهايةَ المطافِ
أكنا كما الأزهار تعرفُ نهايتها الذبولَ
أكان كل لهونا وعشقنا فرحنا وأشواقنا وكل عهودنا وتلهفنا 
كذباتُ قلوبٍ ما اهتدت لهداها 
ولا فتحتْ عينيها لنورِ سماءِ 
أم ان كلَّ شيءٍ مزحة ً مؤلمةً بلا قصدٍ 
او قتلٌ بغيرِ عمدْ
إن كان مقدرٌ الفراقَ لِمَ في طريقٍ واحدٍ التقينا
لِمَ زهرتا حبٍ في روضِ أيام ِ زٌرعِنا
وبيدٍ متخشبةً الإحساسِ قُطفنا
أتعلمُنا الأقدارُ حكمةَ أقدارها أم تلهو بهملِ دمعنا
أم تستلذُ بمذاقِ الشهد في حزننا
أم لتشهد َ قيامَ القصائدِ لحفلةِ بكاءٍ 
وأناتٍ وشوقٌ يحترقٌ وعناء ٍ
لم التقينا لِمَ رحلنا 
لم في طريقٍ واحدٍ كنا
لا اصدق انك جرح من جروحي
لا اصدق انك طاعنتي في روحي
لا اصدق إن ضفائرك التي أعشقها وسيلةَ رحيلي من سفوحك
وأنا الذي غنيت على وقع قلبي أغنية عشقٍ بتولِ
أنا الذي رسمتك فجراً ضحوكا على وجهكِ الصبوحِ
أنا الذي غيرُ مصدقٍ انك بُحتي احبك من روحي
وأهدرت ِ سكوني وأوقدتِ مواقدَ شعوري
وزلزلتي كل صروحي وأنا الصلدُ من قشوري
وأنا الذي توا ًحلمتُ حلمي الجديدِ
بنيتُ رمالَ قصوري من جديد وبَرِئتْ توا ًجروحي
أتصدقين أني بدأت أمسحُ من وجهِ الأفقِ صورك
واسكبُ أناتي ماءا يغسلُ من دربي أثارك
لا تستغربين إن نَزَّتْ أطيافك على الأرصفة دماء
انا طاعنها بحزني لعتقك وعتقي من كل العهود
وأعود منزويا في ركنٍ صامتٍ شاهدٍ
لذلةِ الدموعِ وخشوعُ الألم في معبدِ الانكسارِ
تهتكُ الحلمُ ومصارعُ الأملِ تحتَ تراكمَ اليأسِ على الجروح
أو مسافرا على سفنٍ تحملك مرساةَ
عيناك بحرها وضفافها شفتاك
غاياتها ألوانك من الشفقِ أو الصبحِ إذا فلق
البحرُ يبكيهِ من رحلةِ الحياةِ
لم يبقى منها في كأسه إلا بعضَ خمرِ الذكرياتِ
وحلمُ مبهمُ قصيرٌ تجتاحه ُعلى عجلٍ ريحِ النسيانِ
ينعي قصيدا كتبته لك
ربما يوما تقرئيها
أو من ألمٍ تحرقيها
أو تكون ملاذك لما تحتاجين ذلَّ البكاء ِ
إقرئي كل ما كتبت 
الحروف والكلمات والنقاط
حتى ظلال الحروف وما وراء الكلمات
ستأتيك انهارَ دمعي مسرعةً
خذيها أبكيها إن عزَّتْ عليك الدموعُ
إطفئي جمر قلبك فيها
إن عزَّ عليك الرملُ والمسيانِطرُ
وأشهدي إعراجها للسماء 
قبلها بعض مني عرج
روحا ذوتْ في الاحتراقِ حتى العدمِ
دعيها تحترق لا تحاولي إنقاذها
علَّها إن رحلتْ يسكنُ قلبُك الصغيرِ على طوفانِ سفني الغارقةِ في الن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق