اللغة بين الابداع و ضجيج الابداع!!
مقالة نقدية : صالح هشام /المغرب
هو الإبداع يمخره طاعون الضجيج ، يعيش التشويش ،وفيه تنوء اللغة العربية بكل الأنواء ، تدبر لها المكائد ، يعرفون مسبقا أن تدمير اللغة حتما سيساعد على تدمير الهوية ، فيعتدى عليها في كل دقيقة فتنحر بأداة حادة باسم العصرنة ، وفي كل ثانية تفتض بكارتها في عمق صمت الصامتين اه عفوا الشامتين !
هناك أقلام تعيث فيها فسادا ،ولا تحترم شموخها ورقيها وجمالها ، باسم الإبداع المتحرر ،فعن أي إبداع متحرر نتحدث يا ناس ،إذا كنا لا نحترم لغة الدين والقرآن والتاريخ والحضارة ، فوالله ما رأيتها إلا بحرا بلا شطآن و نهرا بلا ضفاف ، و ربوعا بلا تخوم وبساتين بلا حدود، فهي كريمة حد التبدير مع الذي يحسن الغوص في مستغلقاها والإبحار في مجاهيلها بدون مجاذيف ،ولكنها بخيلة مقترة على من يبخل عليها ولا يعطيها كله حتى تعطيه بعضها ، فكيف نريد إحكام سيطرتنا عليها و نحن نجرحها وندميها ، ونقول إننا نبدع ،فعن أي إبداع نتحدث !!
نلحن وكأننا العجم ، وكأننا لسنا أبناء النابغة والفراهيدي وسبويه وعنترة والعلماء والأدباء والشعراء والتاريخ يضيق بذكرهم ! ،عن أي إبداع نتحدث واللغة العربية مكسورة الجناح غريبة الدار ، تعيش الوحشة والغربة بين أبناء وطنها الذين استخفوا بها ولم تعد تعني لهم شيئا ! تمنعت واستعصت علينا واختلط علينا الحابل بالنابل ولم تعد لنا القدرة للسيطرة على مخارج حروفها السامقة ،أليس هذا قمة الضجيج ،إنه الضجيج بكل مقاييسه ومعاييره ، أليس هذا قمة الضجيج عندما نتسارع ونجري لاهثين لتوزيع الالقاب ،والتسميات ، وكأننا نقتسم الكعكة ، أو نتبادل الهدايا ، ونحن نجهل أو نتجاهل أن التسميات غير المستحقة تخلق نوعا من الضجج على الذين يستحقونها ،وتعبوا من أجل أن يحظوا بها ،هذا الضجيج الذي يعرقل الإبداع ويدمر اللغة ، ومن أطرف طرائف الضجيج أن تجد اللقب يعادل الجبل ثقلا وصاحبه لا زالت مقولات اللغة تمارس عليه العصيان وتعلن عليه التمرد فيستسلم ويأتينا بنحو جديد ما عرفه العرب أبدا ،رغم الداء والأعداء يطبق قاعدة( اجزم تسلم) عندما يقع في دوامة اللغة ، ويغوص في متاهاتها ، فلا يجد من مخرج إلا الوقوف على الساكن الذي ما ابتدأت به العرب أو وقفت عليه ،أو يجمع بين ضميرين يؤديان الوظيفة النحوية نفسها ،ربما نجد لهم العذر في النثر فنقبل الخطأ على مضض، أما الشعر فهذا شيء آخر! ،أليس هذا كله ضجيجا من شأنه أن يبخر الإبداع الحقيقي في سماء العفونة ،ويضيع بين أقدام المتطفلين ! إن هذا الضجيج أضحى مشكلة خطيرة تعيشها اللغة والفكر والإبداع في جميع المجالات ،والله أساتذتي أنا شخصيا لم أعد أفرق بين الشعر والنثر بين المقالة والخاطرة ، لقد استوت أمامي جميع الأجناس الأدبية قديمها وحديثها ولنعمل بفكرة (،ومن رأى منكم منكرا فليغيره !)
بقلم الاستاذ : صالح هشام **
الجمعة 25/مارس /2016
مقالة نقدية : صالح هشام /المغرب
هو الإبداع يمخره طاعون الضجيج ، يعيش التشويش ،وفيه تنوء اللغة العربية بكل الأنواء ، تدبر لها المكائد ، يعرفون مسبقا أن تدمير اللغة حتما سيساعد على تدمير الهوية ، فيعتدى عليها في كل دقيقة فتنحر بأداة حادة باسم العصرنة ، وفي كل ثانية تفتض بكارتها في عمق صمت الصامتين اه عفوا الشامتين !
هناك أقلام تعيث فيها فسادا ،ولا تحترم شموخها ورقيها وجمالها ، باسم الإبداع المتحرر ،فعن أي إبداع متحرر نتحدث يا ناس ،إذا كنا لا نحترم لغة الدين والقرآن والتاريخ والحضارة ، فوالله ما رأيتها إلا بحرا بلا شطآن و نهرا بلا ضفاف ، و ربوعا بلا تخوم وبساتين بلا حدود، فهي كريمة حد التبدير مع الذي يحسن الغوص في مستغلقاها والإبحار في مجاهيلها بدون مجاذيف ،ولكنها بخيلة مقترة على من يبخل عليها ولا يعطيها كله حتى تعطيه بعضها ، فكيف نريد إحكام سيطرتنا عليها و نحن نجرحها وندميها ، ونقول إننا نبدع ،فعن أي إبداع نتحدث !!
نلحن وكأننا العجم ، وكأننا لسنا أبناء النابغة والفراهيدي وسبويه وعنترة والعلماء والأدباء والشعراء والتاريخ يضيق بذكرهم ! ،عن أي إبداع نتحدث واللغة العربية مكسورة الجناح غريبة الدار ، تعيش الوحشة والغربة بين أبناء وطنها الذين استخفوا بها ولم تعد تعني لهم شيئا ! تمنعت واستعصت علينا واختلط علينا الحابل بالنابل ولم تعد لنا القدرة للسيطرة على مخارج حروفها السامقة ،أليس هذا قمة الضجيج ،إنه الضجيج بكل مقاييسه ومعاييره ، أليس هذا قمة الضجيج عندما نتسارع ونجري لاهثين لتوزيع الالقاب ،والتسميات ، وكأننا نقتسم الكعكة ، أو نتبادل الهدايا ، ونحن نجهل أو نتجاهل أن التسميات غير المستحقة تخلق نوعا من الضجج على الذين يستحقونها ،وتعبوا من أجل أن يحظوا بها ،هذا الضجيج الذي يعرقل الإبداع ويدمر اللغة ، ومن أطرف طرائف الضجيج أن تجد اللقب يعادل الجبل ثقلا وصاحبه لا زالت مقولات اللغة تمارس عليه العصيان وتعلن عليه التمرد فيستسلم ويأتينا بنحو جديد ما عرفه العرب أبدا ،رغم الداء والأعداء يطبق قاعدة( اجزم تسلم) عندما يقع في دوامة اللغة ، ويغوص في متاهاتها ، فلا يجد من مخرج إلا الوقوف على الساكن الذي ما ابتدأت به العرب أو وقفت عليه ،أو يجمع بين ضميرين يؤديان الوظيفة النحوية نفسها ،ربما نجد لهم العذر في النثر فنقبل الخطأ على مضض، أما الشعر فهذا شيء آخر! ،أليس هذا كله ضجيجا من شأنه أن يبخر الإبداع الحقيقي في سماء العفونة ،ويضيع بين أقدام المتطفلين ! إن هذا الضجيج أضحى مشكلة خطيرة تعيشها اللغة والفكر والإبداع في جميع المجالات ،والله أساتذتي أنا شخصيا لم أعد أفرق بين الشعر والنثر بين المقالة والخاطرة ، لقد استوت أمامي جميع الأجناس الأدبية قديمها وحديثها ولنعمل بفكرة (،ومن رأى منكم منكرا فليغيره !)
بقلم الاستاذ : صالح هشام **
الجمعة 25/مارس /2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق