الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

الحدباء // شعر للاديب الكبير عبد الجبار الفياض / العراق

الحدباء
يا أَّم دجلةَ في لُقيــــــــاكِ نحتفلُ كُفّي الدّموعَ فهذا يومُكِ الجَللُ
مُدّي يديْكِ فعندي ما أنوءُ بـهِ لكنَّما الفتحُ في الأوداجِ مُتصِلُ
اليومَ نأتي لردِّ الضَّيْمِ أوَّلُـهُ شوقٌ إليكِ وثانٍ بوحُهُ غَزَلُ
يا أُمَّ دجلةَ لم نَهنأّ بغافيةٍ إذ إنّما الصّمتُ يطوي مَنْ بهِ عِللُ
هم افردوكِ مًهاةً عزَّ طالبُها خابتْ مرامٍ وتبتْ أيدي مَنْ فعلوا
تمضي النوائبُ بحراً لا ضفافَ لهُ لكنَّما الحبُّ باقٍ ليسَ يُختزلُ
إنّي غفلتُ وما عذرٌ يعمدُني إنسي العتابَ فها ما فاتَ يشتملُ
طالتْ ليالٍ على بلواكِ مُغلقةً لا شئ منها سوى سؤاتِهم حملوا
أُمَّ الرّبيعِ وذا عذرٌ أُلمْلمُهُ في القلبِ أنتِ ولو دالتْ بنا دولُ 
كانوا هوامشَ في فصلٍ بهِ انتهكتْ فُضلى المزايا وما جادتْ به مِلَلُ
جاؤوا بغاةً وها رُدّتْ بضاعتُهم بادتْ قرونٌ وباقٍ شامخاً جبلُ
ظنّوا وخابوا وهذا سعيُهم زَبَدٌ الوترُ يجمعُهمْ في كُلِّ ما عملوا
قد يحجبُ الشـمسَ غيمٌ في تلبّـدِهِ لكنـَّهُ زائـلٌ ، هلْ تمكثُ الظِللُ ؟
هلاّ قرأتَ عراقاً قُدَّ مِن صَلدٍ حتى حداك إلى افيائِهِ خَبلُ
العينُ فيهَ فلا نامتْ على وجَعٍ تُكسـرْ لخالقِهــا ما كانتِ الرّسلُ
هذا عراقٌ وقـَـدّ مرّتْ بساحتهِ غُبرُ الجباهِ فما أنْ شارفَوا رحلوا
يا حالماً في العُلى ما عُدتَ ترجعُها ما أنتَ إلآ خريفٌ صحوُهُ شَوِلُ
لا يُغرينَّك يومٌ أنتَ سـارقُهُ اصدعْ لأمرٍ فقدْ يجري بـكِ المَثَلُ
ابنُ السّـوادِ سـوادٌ عندَ غضبتهِ لا تُلوى يُمناهُ حينَ الخطْبُ يمتثلُ
صبرٌ وفاضَ على لاءٍ لهُ اختصرتْ فيها المنايا على جنبيْهِ تنفتلُ
يا راكباً زَلَلاً ما كنتَ تحسبُهُ فيئاً مُباحاً وذا أودى بـكَ الزَللُ 
اوسعْ بحلمكَ ما أغرتكَ حالمةٌ خذْها دروساً هنا من قبلِكمْ جهِلوا
يا أخوةَ الجُبِّ هذا يوسفٌ ولـهٌ ملأى الخزائنِ لا يُحصى لهـا قِبلُ
مازلتُ أجمعُ من صبري لدائِكمُ يا رُبما الكيّ متبوعٌ به شــــللُ
يا آلَ ياسرِ عُذراُ إنْ سطوتُ على ما في ذخيرتِكم فالقومُ قدْ سـفِلوا
يا أمَّ دجلةَ قد هانتْ مواجعُنا سارتْ خُطانا إلى مَنْ جارَ تَنتعِلُ 
طائيكِ ينشدُكِ من بحرهِ دُرَرَاً السّيفُ أصدقُ أنباءً فهلْ عقِلوا؟
صفرُ الوجوهِ وهذا الكَرْمُ قد نضُجَتْ منهُ الدّوالي وقرصُ التّينِ يكتملُ
جيشَ العراقِ وأسنى الشعرِ نعقدُهُ تاجاً لهامِكَ ،فاسلمْ أيُّها البَطلُ
. . . . .
عبد الجبار الفياض
18/10/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق