الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

صبر أيوب /// نثر سردي للاستاذ عبد الزهرة خالد /// العراق

صبر أيوب
--------- 
لو كانَ الشوقُ رجلاً لخنقتهُ بحبلِ القوافي على صليبِ القصائدِ ورميتهُ في الطبقةِ السابعةِ من الأرضِ ، هكذا كانت جولةُ أمنيتِي في تيهِ الأيَّامِ الخوالِي٠٠ 
كما أعطيتُ كل شيءٍ للوطنِ لأنّه منحنِي الهواءَ والمدادَ والقلمَ ، أصارعُ بها أفكاري المنحرفةَ والمنحازةَ إلى قنواتِ الأبجديّةِ المستترةِ خلفَ ديكوراتِ الوطنيّةِ ، أبداً لم أكن محايداً في حبِّكََ رغمَ أنَّ كفَّ الولاءِ يشدُ وثاقَ عنقي لحدّ الموتِ٠٠
لأنّكَ الاسمُ المنحنِي على لقبِي قرّرتُ أن أسيرَ في المقبرةِ آمناً لا أخشَى النّميمةَ ولا غدرَ الخناجرِ فالموتَى أمناءُ على رقودِهم حتى المحكومونَ بالإعدامِ لم يطلبوا الثأرَ ، لقد اكتسبوا القرارَ النهائيَّ ٠٠ 
يجبرني ظلُّكَ المحتلُ نصفَ وجهي عندما يغزو الغروبُ القطيعَ الأخيرَ من النهارِ وقد شيّدتُ لكَ من الشوقِ غاباتٍ في أحشائي ، لأنكَ الكائنُ الوحيدُ المرفرفُ حوّلي ٠٠ وطيفُكَ يقطنُ أعشاشَ أحداقِي ، هلْ يكفيكَ كلُّ صبري ؟!٠٠
ظنّوا كظنِّ المستقبلِ على مرآةِ العرّافِ أنَّ الصبّارَ ينبتُ في التربةِ فقط وما علموا أن في القلبِ أشجارًا من الصبرِ مثمرةً بوجهِ أيُّوبِ٠٠َ
*************
عبدالزهرة خالد
البصرة/٢٨-١٢-٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق