الأحد، 25 ديسمبر 2016

قصة قصيرة /// الرهان ،،،،/ للاستاذ صالح هشام //// المغرب

قصة قصيرة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠الرهان ●
بقلم صالح هشام / وادي زم 1993● 
هذه القصة : ______________________________________________________
وأنا أبحث في أرشيفاتي القديمة ، عثرت على هذه القصة التي كانت باكورة بدايتي في كتابة القصة القصيرة ، وتعود إلى سنة 1993 ، إذ تركت الكتابة إلى حدود سنة 2014 ، وحاولت أن أنقلها كما كتبتها دون أن أغير فيها شيئا حتى تحافظ على طابع البداية ، وتعمدت حتى ترك الأخطاء والتراكيب التي لا تليق بأسلوب القصة القصيرة لكن مع تغيير طفيف لبعض الأحداث التي تعود لطيش الشباب ! فتقويمها سيكون لفترة تفوق 24 سنة ،لكاتب لم يتمرس بعد بأسلوب السرد ، وهي خلاصة لطفولة شقية مشاغبة !
________________________________________________________________
يا هذا ، يا شيطان الشياطين !
كل مرة ، أنصحك بأن تقلع عن اغتيال الضفادع ،التي تقتفي أثرها في برك المياه الضحلة ، ومجاري الوديان ، تحث سويقات أشجار الدفلى ، تهشم رؤوسها الصغيرة ، بمقذاف مطاطي ، ينط الموت من بين ذراعيه !
أنهيك عن تخريب الأعشاش ٠٠ أن تترك تلك العصافير الوديعة تعيش بين فراخها في أعشاشها بسلام ٠٠لم تكن تعرف معنى السلام ، حتى تلك الهوام الصغيرة لم تكن تنجو من شرك ٠٠
تمنى بفشل دريع ،خلال سنتين متتابعتين تذوق فيهما أبشع أنواع العذاب ، وتكاد المدرسة تلفظك إلى الشارع ،فما أنت إلا هندي شرس متوحش ،ترتسم على ساقيك أشكال من الخطوط ، نتيجة إهمالك :من امتزاج كثرة الأوساخ والسوائل !
أتذكر يا هذا ! قلت لك يوما :
- إنك أذكى من الشيطان نفسه !
كل يوم تنهمك في إصلاح ما عاب وفسد من مقذافك المطاطي٠٠ تستعد لاغتيال مزيد من الضفادع في مجاري الوادي الحار جنوب مدينة وادي زم ، تريد إشباع نهمك العدواني المتوحش ،وأنا يساورني أمل كبير في تقويم اعوجاجك وإصلاح أمرك ! 
-لكن ما دمت تحسن تسديد الضربة القاتلة إلى رأس ضفدع بريء ، مسكين ،يمكنك حل مسالة حسابية ،أو إعراب جملة ، أو على الأقل ملء فراغ ٠٠
لم تكن يا هذا لا بالكسول ولا بالبليد ، تنقصك فقط الإرادة الصلبة ، وبعض الاهتمام !
ودون أن تكثرت بي ، أو ترفع رأسك ، وأنت تضع اللمسات الاخيرة على حجرة الذخيرة في مقذافك، تقول بامتعاض :
-الحساب ؟! أكرهه ،لا أحبه ، أما الإعراب ،فإني دوما على استعداد لأخذ مائة جلدة ، مقابل كل خطأ ، في ذلك الخميس الأسود ٠٠ كانت عصا المعلم الأصلع تؤلمني عندما يضربني على رؤوس الأصابع ،أيام البرد القارس ، تصوروا ثمن كل خطأ مائة جلدة أهذا عدل يا ناس ؟! 
أتظاهر بالوقوف إلى جانبك ، وألعن ذلك المعلم وإن كنت لا أعرف حتى اسمه ، وأقول لك بلهجة مشجعة :
-ستربح الرهان هذه السنة يا هذا ، إن أنت أقلعت عن القتل المجاني ،وتخلصت من عاداتك القبيحة ، وسلخت نفسك من عدوانيتك ، وغسلت رجليك حتى الركبتين لإزالة ما علق بهما من أوساخ وخطوط تثير القيء !
وبحزم الرجال تقرر خوض المعركة ، لربح الرهان ، وكانت عزيمتك أقوى مما كنت أتوقع :دون تردد تكسر المقذاف ،وتنظف مظهرك ،وتربح الرهان ٠٠ يشهدلك جميع معلميك هذه السنة بالتفوق ويمنحونك لوحة شرف مستحق ٠٠حتى ذلك المعلم الأصلع لم يتردد في تشريفك ، ومنحك هذه الدرجة ٠٠رغم أنف عدوك اللذوذ تنتزع منه ثمانية من عشرة كالعظمة تنتزعها من فم كلب شرس ،هذا الذي كان مثار سخريتك ، وكنت مزارا يوميا لعصاه الغليظة المطرزة بالنتؤات البارزة ، منحوت عليها [خرجت من الجنة ] !
يكرهك ، و تكرهه : كره متبادل ٠٠ تلتقي نظراتكما الحقودة ،يأخذ عصاه يتلمسها فيراقصها بين يديه رقصة حية في حضرة مزمار داوود : تهديده ووعيده ،غير معلن، فقط تدركه بذكائك الشيطاني ، وبتواطؤ ملعون أصبح معهودا بينكما !
تعود يا هذا ، صبيحة ذلك اليوم مبكرا ،مختالا ،فخورا ،في كبرياء طاووسي ، توزع قبلاتك مجانا على الأصدقاء والجيران ، وأنت تنتشي بمرارة الراسبين وتنتقم من سنواتك العجاف : سنوات الفشل والإخفاق !
تعرج على على مقهى[ لمعلم عباس] هناك يدمن أبوك على الجلوس رفقة أصدقائه ،المتقاعدين لاجترار ذكريات الزمن الجميل ،أو لعب أوراق( الروندة ) !
يلمحك تتسلل بين الكراسي في خجل مصطنع ، يعرف أنك ربحت الرهان ،فسنوات الاخفاق عودته أن لا يراك مدة تربو في بعض الأحيان على الشهر ،لكن هذه المرة فور ظهور النتيجة ، جئت ترفع رأسه عاليا بين أصدقائه وترد له اعتباره في مقهى[ لمعلم عباس] ،جئت أيضا لهدف آخر أبوك أدرى به ٠٠جئت تستفز (شكارته ) بطلباتك التي لا تنقطع أبدا ،حتى وأنت تعفر وجهه في التراب امام خلق الله !
بسخاء يمطره أصدقاؤه بالتهاني ، يفرغ كوب الشاي دفعة واحدة في معدته ، يتلمظ الحلاوة ،يتظاهر بعدم الاهتمام بنجاحك ، ويرد على أصدقائه بلطف مبالغ فيه : 
-أنجح الولد في امتحان دكتوراه ؟ انتقال من مستوى إلى آخر لا أقل ولا أكثر !
يردعليه لمعلم عباس وهو يضع برادا ثانيا منعنعا للجماعة :
-على كل حال ،فقد نجح واجتاز عقبة ،و قطرة ٠٠قطرة ،يحفر النهر مجراه ، وقشة٠٠ قشة ينسج العش !
يا هذا : كنت خبيرا في تحليل فراسة أبيك ،فالفرح يكاد يقفز من وراء تجاعيد وجهه القمحي البشرة ، هذه فرصتك ، أطلب أكثر لا تترد ، فالفرصة لا تتكرر٠٠ يقرأ أبوك سبب قدومك للمقهى في نظراتك الملتصقة بالارض ، يعتدل في جلسته ، يتلمس شكارته ، يجذبها من على خصره ،يدس يده فيها ، يخرج قطعة نقدية فضية كبيرة ، يرميها في وجهك ، تغوص في التراب ، ترتمي عليها ، تأخذها ،تلعقها بلعابك ربما لم يسبق لك أن وقع في يدك مثلها من ذي قبل ، دون أن تتلفظ بكلمة شكر ، تطلق ساقيك للريح ، تبغي الحرية !
كانت الشمس تغازل الكون ، تتكسر أشعتها الصفراء ، على سطوح المنازل ، وزجاج النوافد ، تعفر بتراب الشفق البعيد وجهها استعدادا للرحيل ، تنحدر ،تنحدر ، إلى أن تختفي تماما ، تاركة وراءها احمرار غادة ساعة حرج أو مغازلة ، يخيم الليل ، ليل الأسرار ، ليل المغامرات ، يبتلعك الزقاق الضيق الطويل ، تحت أضواء خجولة باهتة صفراء ، وأنت في قمة فرحة لا تقاوم : سحقت كل خصومك ، حتى ولد لمعلم عباس لم يحصل إلا على ثلاثة من عشرة ، كان يوهم أباه بأن المعلم الأصلع (قاري فيه حسيفة )! 
بخطوات بهلوانية رشيقة ،تميل الى دكان السجائر ، ترمي صاحبه بقطعتك الفضية ، يناولك سيجارة نحيلة يربو طولها عن شبر البالغ : هذا ما كانت تصوره لك ذاكرتك المخبولة ، يبتسم ابتسامة ماكرة ويقول لك :
-بالصحة والراحة، يارجل !
يدس في كفك حفنة لا يستهان بها من قطع نقدية صغيرة ،من أحجام وألوان مختلفة ،ويقول مبتسما :
-هذا كل ما تبقى لك من قطعتك النقدية الكبيرة ! 
تنزوي في مكان هادئ في رأس الدرب ،غير بعيد من مقهى لمعلم عباس ،تتلمس السيجارة الطويلة ، تشم رائحة تبغها الأشقر ،تتلمظه ، تنتشي به ، و بمسكنتك المعهودة يناولك أحد المارة عود ثقاب ، تشعل النار في رأس سيجارتك ، تشرب جرعة عميقة من دخانها اللذيذ ،تنتابك نوبة سعال حاد ،تبالغ في السعال ، تكاد يغمى عليك ، تشفعه ببصاق يميل إلى الصفرة ،يتكيف الدخان مع مسالك تنفسك ، تبالغ في الامتصاص ، يلتصق جلد وجهك بأضراسك النخرة ، تنفت الدخان بتلذذ ، يتصاعد مكونا أشكالا مختلفة شبيهة بالأشجار ، وحينا آخر بدوائر ، تتحول إلى أطياف وأشباح عفاريت ، ثم تتكسر على ضوء المصباح المشنوق في أعلى العمود الكهربائي، دخانك يرهب أسراب الخفافيش التي يستهويها الضوء الباهت ٠
تكثر مطامعك ،ينتابك الغرور ، تراودك رغبة جامحة في ربح المزيد من الرهانات ، ولم لا ؟ فالخبير في تسديد الضربة القاتلة ، والناجح بميزة ،بإمكانه أن يربح حتى في مبارزة الكبار ،من أبناء الحي ، ستربح ما دمت أعلنتك الهدنة مع العصافير و أ وقفت حربك الضروس ،على الضفادع !
تدس يدك تحت حزام سروالك ، تتحس شيئا ، تشعر بانتفاخ لذيذ ، تشم رائحة إبطك ، تزودك ذاكرتك المثقوبة بلقطات سنيمائية ضبابية ، كان( لقرع ) يتعمد حرمانك منها كباقي عشاق أفلام العري ، تتذكر صراخهم وتأففهم ، وكثيرا ما كانت قنينات الخمر تتشظى على الشاشة الكبيرة ، انتقاما من( لقرع) ، كنت من أبرز عشاق هذا الشغب السنمائي ٠
تسترجع شريط [احميدة ] ولد لمعلم عباس ، يحكي لندمائه مغامراته الغرامية الكاذبة ، وهم يمعنون في الإنصات ، يتجرعون حموضة كبتهم ، وأفواههم مفتوحة عن الآخر ، كنت تتربص بهم ، تتلصص عليهم ،تتظاهر باللامبالاة ، لا ترغب في إشعارهم بوجودك ، فيطردونك شر طردة ، تدحرج كرتك الحمراء قربهم ،تتماطل في التقاطها : رادارك اللعين يلتقط أسرارهم ، فقد روضك معلمك الأصلع على التجسس ، كنت تتجسس على زملائك وتنقل إليه آخر ألقابه الرائجة بينهم ،لكنك لم تكن تنج من غضبه ، لم تكن تدرك أنك تحفر حفرة ستغوص فيها انت ايضا !
فما أغربك يا هذا ، وما أغرب أطوارك !
قوة غريبة تقذف بك في جوف تلك الأزقة الخربة ،تلهث ككلب مسعور ، تبحث عن شيء ما في داخلك ،تنساق لرغبة كامنة في أعماقك لشيء ضاع منك قهرا !
كالمعتوه تتفحص تلك الأبواب الخشبية القديمة ،التي جردها الزمن من أصباغها كما جردتني من حيائي ،يا هذا !
فجأة تجد نفسك ،أمام خرابة خربة كئيبة ،تهم بطرق بابها ، تتراجع إلى الوراء ،تكرر قراءة عبارة مكتوبة بخط رديء على الجانب الأيمن من الباب ( اطرق وادخل) تحاور نفسك ، تفهمها بفهمك المدرسي البليد : الباب مغلق ،فكيف ستدخل ؟ يتملكك خوف ورغبة ، و أخيرا تعزم أمرك ، تطرق طرقا خفيفا وقلبك يكاد يخرج من صدرك ،تشغل رادارك ،صوت نسوي مبحوح يجيبك متأففا :
-شكون ؟ من الطارق ؟ شكون ؟
ينزاح قلبك يمين صدرك ، دقاته تسمعها بوضوح :
-قريب٠٠٠قريب٠٠قريب !
وأنت تدرك أن لا قرابة لك بسكان هذه الخرابة ، يتحرك مزلاج الباب بعنف ، محدثا صريرا يفزعك ، تعن لك فكرة شيطانية : أن تعانق الريح ،وتفر من مجهول ينتظرك ، تطل امرأة بهكنة ، أربعينية ، شبه عارية ،تتفحص الزقاق يمينا وشمالا وتجذبك بعنف :
-ماذا تريد يا ولد في هذا الليل ؟
وأنت تحاول أن تلملم أوصال كلماتك ، تجرك وتهمس في أذنيك ،ورائحة الخمر تفوح من خيشومها :
-اطلع٠٠٠ اطلع ٠٠٠ أريني ما معك ، سوس لفلوس يا فلوس !
تدس يدها في جيب سروالك المثقوب ، تخرج منه حفنة نقودك وتقول بتهكم وسخرية :
-هذا كل ما عندك ، والله أرثي لحالك يا ولدي !
تجذبك بقوة داخل الخرابة ،تغمرحقارتك بترحاب ساخر:
-ضيف عزيز ، لكنه حمل ، لازال يقتات من ثدي أمه !
قهقهقات ممزوجة بسعال حاد ، تمنعك عتمة المكان من معرفة مصدرها ، تجد نفسك محاطا بخمس أو ست جثث ضخمة ،ترتدي ملابس شفافة ، من أعمار وألوان مختلفة ، كن يتجرعن النبيد مناوبة ، ويدخن أعقاب السجائر مناوبة ويسخرن منك مناوبة ، كل شيء عندهن مناوبة ، كن يجلسن على الركب فوق بساط مهتريء مثقوب بأعقاب السجائر ، مكان يثير وحشة المكان في نفسك :
روائح عطر رخيص ممزوجة بروائح تبغ رخيص ، روائح خمر رخيص ممزوجة بروائح الكبريت ، تشعر برغبة ملحة في القيء حتى آخر مصران ، تتجمد في مكانك ، يحدجنك بنظراتهن الساخرة ، ويغصن في ضحك متقطع ، والكؤوس في رحلة مكوكية بين الأفواه الحمراء مناوبة ، تشعرك إحداهن بخوف شديد وتتأفف بغضب وتقول للأخريات :
-يا لحظنا العاثر ، حتى الأطفال !
بغمزة مفضوحة تجيبها أخرى :
-إنه ليس طفلا مادام يمتلك حفنة لا بأس بها من الفلوس !
وردت عليها أخرى وقد لعبت الخمزة برأسها وأفقدتها توازنها :
-على كل حال فهو فحل وسط نعاج !
تقهقه الأخريات بصوت مخمور متكسر ، تشعر بالانتفاخ يراودك من جديد ، لكنك كنت عاجزا عن خوض المغامرة أمام هذه العيون الذابلة ، عن لك هاجس ملعون أفسد عزيمتك :
سيل من أبشع صورالمرأة ، مما سمعت ، وتخيلت : عائشة قنديشة تبقر بطون عشاقها من رواد الليل ،بعدما تنتشي ، وتشبع شذوذها منهم ، تتبول على جثثهم !
(ماما غولة ) تقتات على القمل ،وتفضل قلوب الغلمان والحسناوات ،وأنت يا هذا أبلد من الحمار ، فرق شاسع بينك وبين [حديدان لحرامي ]الذي هزم ( ماماغولة) أما أنت ، فإن فرائصك ترتعد أمام امرأة مخمورة ، فاقدة وعيها ،تنتظرك!
وأنت في عز هذيانك وشرودك ، تنتشلك صرخة قوية ، تعقبها صفعة على قفاك ، وركلة على مؤخرتك ، تكتم بكاءك ، تنحصر الدموع في مقلتيك ،حلزونك لم يطاوعك ،وينزوى في أقصى القوقعة ، تفكر جديا في الخروج من ورطتك بأخف الأضرار ،هاجس المومس يسيطر عليك ، في كل مكان ،في كل ركن، هناك مومس ، هناك قنديشة تتحين فرصة اغتصابك ،وبقر بطنك والتبول على جثتك ،ركلة أخرى هذه المرة أقوى تستقر في فم معدتك :
تترنح ، تسقط أرضا بين المومسات يشبعنك ركلا ورفسا وأنت تصرخ ، تستغيث ،يمتص خراب الخرابة صراخك ، لا أحد يسمعك ،كابوس رهيب ، تتحسس كالجرذ أقرب المسالك المؤدية إلى الباب ،تبوء محاولاتك بالفشل ،فما أقسى غلب المرأة إذا غلبت يا هذا ، وما أضعفك بينهن !
تتمرغ تحت تلك السيقان العارية ، تلوكك الأقدام:
أرواح ضحاياك من قطط وضفادع وعصافير تحل في أجساد مومسات مخمورات ، شريرات ، يدنسن طهارتك !
تحل بك اللعنة : سيقان٠٠ أرداف٠٠ أثداء مترهلة ٠٠ خمور ، سجائر٠٠قهر ٠٠عهر ،لعنة قطعة نقدية تحظى بها دون إخوانك الثمانية بغير حق !
تظهر لك فجوة بين تلك السيقان والأجساد المترنحة ، تتسلل بخفة وتنطلق: 
رصاصة طائشة ، من فوهة بندقية ، ولحسن حظك أن باب الخرابة كان شبه مغلق ، تطلق ساقيك للريح تحت وابل من قنينات فارغة ،وأحذية وأشياء أخرى لم تميزها ، تلفظك الخرابة ، إلى الزقاق الضيق الطويل ، وقد خلا من المارة تماما ، تهرول ككلب أجرب تلعق جراحك ، وأنت تردد بحسرة : ( لامال بقي لا وجه تنقى )!
تتدحرج لؤلؤتان كبيرتان على خذيك ، تمتزجان بمخاطك الأصفر ، يبتلعك الزقاق من جديد :
-هذه المرة خسرت الرهان ٠٠خسرت الرهان !!
بقلم صالح هشام !!!
وادي زم سنة 1993

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق