كـونيـة الثـورة الحـسينيـة
بقلم / حسين الساعدي
الكونية دعوة الى البحث عن المشتركات من قيم الخير والعدل بين الإنسانية جمعاء . وتأكيد على ما هو قيمي من حقوق وحريات ومثل ومبادئ وقيم خير . والحديث عن ثورة الإمام الحسين(ع) يحمل أبعاداً كونية عديدة رافقت أحداث المعركة وما بعدها ذكرها أرباب الحوادث والسير في مجلداتهم ، وكذلك تحمل دلالات إنسانية عظمية من تضحية ومبدئية وأيثار وبطولة وعنفوان و... فهي بحق ثورة كونية بأهدافها وغاياتها ، وفق قوانين الطبيعة وقوانين الكون الإستثنائية . فتأثير قضية الإمام الحسين(ع) هو كونها قضية إستثنائية وحدث كوني ، أدهش الجميع في وقوعه وعلى مختلف الاتجاهات والملل والنحل والاديان والمعتقدات ، وما تعجب الناس من هذا الحدث إلا لأستثنائيته ، فالتفاعل الكوني لم يكن وليد واقعة حدثت من قبل ، وأنما جاء من عظيم الرزية وعظمة الموقف وفق نسق وتغيير كوني واضح أمتد أمده إلى يومنا هذا وسيستمر إلى يوم تُبعث الإنسانية ، ليحكى للأجيال عظيم ما وقع وجليل ما أرتكب . أن الثورة الحسينية تلتقي بالتأكيد مع الثورات الكبرى العالمية ذات التوجهات الأصلاحية ، من حيث الوقوف بوجه الظلم والإستبداد وإشاعة مبادىء الحرية والحقوق الإنسانية ، إلا أنها تفترق من حيث كونها وضعت آلية الإستمرار لها وأبتكرت أساليب الديمومة سواء عن طريق الأحاديث الشريفة الداعية الى زيارة الإمام الحسين(ع) أو أستذكار ثورته وشهادته عن طريق تعظيم الشعائرها . فهي تمثل أنعطافة كبيرة في مسيرة الإنسانية ونقطة تحول في مسار حوادث التاريخ ، نتيجة للزخم الهائل الذي ولدته هذه الثورة العظيمة لدى كل الأحرار في العالم وأصبحت مثالاً يحتذي به .
إذن هي ثورة كونية بكل المقاييس وإن جرت أحداثها في بقعة محددة قد تبدو صغيرة بالمقارنة مع سعة المساحة التي كونتها هذه الثورة في نفوس البشر ، فهي حدثت في عصر معين لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض مادام الظلم والأضطهاد قائمان في هذا العالم . فهي منهج وسلوك إنساني وتضحية قل نظيرها في كل ثورات العالم ، فكانت درساً عالمياً أقتدى به عظماء تاريخ النضال والتحرر في العالم أمثال: المهاتما غاندي ، ومحرر الصين (ماوتسي تونغ)، وجيفارا وكثير من رجال الفكر والثقافة والمبادئ التحررية في أرجاء الارض .
لقد فطن المؤرخون والباحثون الغربيون لرمزية ثورة الحسين(ع) ،فكانت تمثل ضمير الأديان بالنسبة لهم ، فهي تعبير عن رؤية للوجود وتصوير للواقع ، وهذا ما أكده المستشرق الأمريكي غوستاف غروينيام بقوله :(أن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين ذلك الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى) .
أن القرون تأتي وتذوب قرناً بعد قرن، كما تذوب حبة الملح في المحيط . وهذا الحسين أسمه باق في القلوب وفي الأفكار والضمائر، فهو أكبر من القرون وأكبر من الزمن .فهذه الثورة تبقى ثورة تاريخية أستلهم منها كل ثوار العالم وحركات التحرر في العالم نضالهم من أجل الأرتقاء بكرامة الإنسان .
بقلم / حسين الساعدي
الكونية دعوة الى البحث عن المشتركات من قيم الخير والعدل بين الإنسانية جمعاء . وتأكيد على ما هو قيمي من حقوق وحريات ومثل ومبادئ وقيم خير . والحديث عن ثورة الإمام الحسين(ع) يحمل أبعاداً كونية عديدة رافقت أحداث المعركة وما بعدها ذكرها أرباب الحوادث والسير في مجلداتهم ، وكذلك تحمل دلالات إنسانية عظمية من تضحية ومبدئية وأيثار وبطولة وعنفوان و... فهي بحق ثورة كونية بأهدافها وغاياتها ، وفق قوانين الطبيعة وقوانين الكون الإستثنائية . فتأثير قضية الإمام الحسين(ع) هو كونها قضية إستثنائية وحدث كوني ، أدهش الجميع في وقوعه وعلى مختلف الاتجاهات والملل والنحل والاديان والمعتقدات ، وما تعجب الناس من هذا الحدث إلا لأستثنائيته ، فالتفاعل الكوني لم يكن وليد واقعة حدثت من قبل ، وأنما جاء من عظيم الرزية وعظمة الموقف وفق نسق وتغيير كوني واضح أمتد أمده إلى يومنا هذا وسيستمر إلى يوم تُبعث الإنسانية ، ليحكى للأجيال عظيم ما وقع وجليل ما أرتكب . أن الثورة الحسينية تلتقي بالتأكيد مع الثورات الكبرى العالمية ذات التوجهات الأصلاحية ، من حيث الوقوف بوجه الظلم والإستبداد وإشاعة مبادىء الحرية والحقوق الإنسانية ، إلا أنها تفترق من حيث كونها وضعت آلية الإستمرار لها وأبتكرت أساليب الديمومة سواء عن طريق الأحاديث الشريفة الداعية الى زيارة الإمام الحسين(ع) أو أستذكار ثورته وشهادته عن طريق تعظيم الشعائرها . فهي تمثل أنعطافة كبيرة في مسيرة الإنسانية ونقطة تحول في مسار حوادث التاريخ ، نتيجة للزخم الهائل الذي ولدته هذه الثورة العظيمة لدى كل الأحرار في العالم وأصبحت مثالاً يحتذي به .
إذن هي ثورة كونية بكل المقاييس وإن جرت أحداثها في بقعة محددة قد تبدو صغيرة بالمقارنة مع سعة المساحة التي كونتها هذه الثورة في نفوس البشر ، فهي حدثت في عصر معين لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض مادام الظلم والأضطهاد قائمان في هذا العالم . فهي منهج وسلوك إنساني وتضحية قل نظيرها في كل ثورات العالم ، فكانت درساً عالمياً أقتدى به عظماء تاريخ النضال والتحرر في العالم أمثال: المهاتما غاندي ، ومحرر الصين (ماوتسي تونغ)، وجيفارا وكثير من رجال الفكر والثقافة والمبادئ التحررية في أرجاء الارض .
لقد فطن المؤرخون والباحثون الغربيون لرمزية ثورة الحسين(ع) ،فكانت تمثل ضمير الأديان بالنسبة لهم ، فهي تعبير عن رؤية للوجود وتصوير للواقع ، وهذا ما أكده المستشرق الأمريكي غوستاف غروينيام بقوله :(أن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين ذلك الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى) .
أن القرون تأتي وتذوب قرناً بعد قرن، كما تذوب حبة الملح في المحيط . وهذا الحسين أسمه باق في القلوب وفي الأفكار والضمائر، فهو أكبر من القرون وأكبر من الزمن .فهذه الثورة تبقى ثورة تاريخية أستلهم منها كل ثوار العالم وحركات التحرر في العالم نضالهم من أجل الأرتقاء بكرامة الإنسان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق