السبت، 31 ديسمبر 2016

عند عتبة ،، أول الأمر سؤال /.. ؟؟ وآخره ..!!! // الشاعر جاسم آل حمد الجياشي // ألعراق // بقلم الناقدة الكبيرة عزة الخزرجي // تونس


عند عتبة "أول الأمر /.. سؤال ..؟؟ وآخره".. !!!
الشاعر جاسم آل حمد الجياشي 
نصّ شعري مثقل بالأسئلة لا لاستخبار وطلب معرفة ولكنّها لمقاربة الإشكاليّ الواقف في مهبّ القلق عند اشتداد رياحه وعصفها. وصميم الإشكالية السعي في أثر شذرات كينونة في مرحلة حرجة من مراحل وجودها والشاعر جاسم آل حمد الجياشي في قصيدته " أول الأمر /.. سؤال ..؟؟ وآخره.. على وعيّ حادّ وعميق وشقيّ في الآن ذاته بألاّ إقصاء للفلسفي ولا لتهميشه في نصّ شعري منشغل بإشكاليات حضاريّة وزخمها وحدتّها في مراحل حرجة من مسيرة أمّته وفي هذا السياق يقول الشاعر خليل حاوي في مقدمة لقصيدته لعازر"كنت صدى انهيار في مستهلّ النضال فغدوت ضجيج انهيارات حين تطاولت مراحله" 
فثمّة إذا وجود محلّق منشود تحاول اللّغة القبض عليه ولكنّ سيرورة البطلان واللاجدوى تسير في اتّجاه اللاعودة وتذكي نار السؤال وتؤججها فأحدقت نيران القلق بالنصّ من كلّ جانب وكان لها أثر بيّن في توزيع وحدات النصّ الدنيا وتشكيله المرئي وعلامات تنقيطه الصارخة تحت وقع لفح هذه النار الحارقة المحرقة .
وبعد إدامة نظر في تشكيل النصّ المرئي نخلص إلى أنّ فيض الأسئلة أنبت غابة كثيفة من صميميّ الإشكاليات وها أنّنا مع الشاعر جاسم آل حمد الجياشي في خضم تساؤلات كثيرة ومتنوّعة وندرك مدى هذا الانشغال بأسئلة واسعة وأن مسيرتها مشرعة أبوابها ونوافذها وحتّى كواها على إمكانات شتّى وعلى احتمالات لا تحصى قد تخالف كلّ أفق انتظار ومع ذلك يتصدّى لها غير متهيّب شاعر اعتاد اقتحام الدروب غير السالكة وان طوّقته نيران القلق والحيرة هذه وهو يحاور ذاته حتى لا تنكص وتتراجع وتمضي في طريق البحث عن جواب ولسان حاله يردد 
أخائف أنت
إذن تعال
نقود الخوف إلى السؤال 
ونبدأ البحث عن الجواب 
ونترك الكتاب لقارئ أخر
لا يرتاب
لباحث عن نفسه في لجة الضباب 
// // مهدي، سامي: الخطأ الأول
واقتحام لجج الضباب يتطلّب قدرا كبيرا من المجازفة والصبر على عنت تجشّم مخاطر المضي في سبل لا نعرف لها نهاية أوليس الإبحار في محيطات الحلم بحثا عن جزيرة كنز المعرفة مخاطرة كبرى ؟تحفّ بها مصاعب عدم امتلاك السيطرة على التوغّل في هذه الأصقاع والإمساك بزمامها ولا شكّ أنّ الاستغراق في الأحلام الوجوديّة قد يكون تورّطا أو ورطة عدم اقتدار على إدارة دفة الحلم نحو الساحل عند الحاجة لذا كانت أسئلة نصّ السؤال ينسل بعضها بعضا ترشح قلقا وفرقا
أنملك /..؟ صحونا بعد
أم ترى ..؟
إنا سنثمل 
أكثر/.. بنقيع الخمر 
اللاذع 
بكأس الغرباء 
أتجنح /..؟ مواكب أحلامنا؟؟
للضفة الأخرى
فلم ينبت السؤال إلاّ تمزّقا نفسيّا عميقا بين إقبال أو إدبار خشيّة خروج حلم الكشف والاكتشاف عن السيطرة لذا تراود الشاعر مشاعر متضاربة متعاكسة انه في منزلة بين المنزلتين موزّع بين الإشفاق من تمرّد حلمه عليه والضيق بالقعود وذرف الدموع عند أجمة من صبًار يقطر دمعه بكلّ 
مساء 
وهذا الصبّار العاكف على الانتحاب في صمت وحزن دفين وبصوت مبحوح متحشرج من عناصر الطبيعة وقد أسقط الشاعر عليها هواجسه ليكون رمزا توحّد به وتماهى ليحمل دلالات مكابدة الحاجة الدائمة إلى الارتواء والى قطرات من ماء يضنّ بها عليه لأنه قابع في مكان مجدب لا يبرحه ولا يمكن أن يرتوي من التصق بأديم الأرض بلا شموخ ولا تطلّع إلى آفاق أبعد.
ومن تحركت بداخله وبأعماقه جذوة السؤال لا يطمئن إلى حياة على شاكلة حياة الصبّار وقد جرّب الصبر حتّى ملّه وهكذا كان سؤال 
أم ستقبع عند 
ذلك الصبار.. ال يقطر 
.دمعه صمتا.كل 
مساء؟
متمحّضا للدلالة عن الانشقاق عن الصامتين العاكفين على الدمع يتجرّعون مرارته كمّا الصبّار الحزين لتقمّص صورة فراشة محلّقة تغمرها الحيويّة امتلاء بفيض من الرحيق والتذاذا بعبّ من مناهل ارتواء ثمّ إقامة طقوس احتفاء بالتشبّع
أم ترى ستحلق فراشاتنا 
بفرح غدقا 
ولكنّ مشهد البهجة يذوي شيئا فشيئا فما كانت بهجة أبديّة دائمة إذ أنّ النقص يداهمها 
أم تراها سترحل 
مهاجرة ..؟
.كما الورد المضرج
خديه بعويل 
النساء
وينمو النصّ الشعري متخذا اتجاه التهاوي وجليد الشتاء وصقيعه يداهم الفراش ويهاجمه في عنف ويغمر ورد عنفوانها بطبقات من جليد وتقام محافل الدفن وتتصاعد أصوات التفجّع تندب حقلا من ورد وياسمينه كان منهل الفراش ومنتجعها فتضطّر للرحيل بعيدا بحثا عن أسباب استمراريتها ولن تلوذ بالصبّار الحزين تشاركه عويله ولن تتوقف عن طلب حدائق بهجتها وان كانت لا تدرك إلا بعد لأي ومشقّة تذكّر بمن أدمن أسئلة البحث عن موارد يقينه 
إذا تماهى شاعر السؤال المضطرم بالفراش وقطع كلّ صلة له بأسباب الاستلاب ومدّ جسورا تصله بموطن الوعي وان كان موجعا وتلحقه بالفراش المهاجر ليؤسس حضورا للذات الرافضة الواعية المتسائلة الداعية إلى القبض على جمرة الوجود اللامتناهي الذي يعدم نفسه إذا أصابها وهن وينفيها من أجل سيرورة دائمة فهو يجعلها تتطهر بنار أسئلة محرقة لتنغمس بعد ذلك بماء دافق يضيق بالركود وهو كالظل لن تظفر به بالمكان مرتين وان استراح لبرهة تحت سدرة وارفة الظل مانحة الفيء ولكنه لن ينجو من لفح سياط من نار السؤال 
ماذا /..؟؟
لو /.. رفضت تلك السدرة 
أن نستظل بها 
وقالت...أنتم... وسافح دمي
سواااااااااااء
وانه لهاجس القلق من الآتي وقد استبدّ بمن كان محترفا للسؤال والأشد هولا و إيذاء للنفس أن تتمرّد النخلة وهي معادل موضوعي للانتماء والأرض و التجذّر ويسمع من براه السؤال صوتها وقد انطقها صانع المخلوقات اللغويّة فيغرق بهوّة أسئلة ولا جواب وما حلّت تلك المعضلة الوجوديّة ولا يزيدها التراكم إلا استعارا وكأنّ وقودها مهج من فطن فشقي 
أول الأمر /.. سؤال ..؟؟ وآخره .. !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم آل حمد الجياشي 
ماذا /.. ؟؟
.إن مضينا عميقا 
نحو
أروقة أحلامنا 
ذات ليل
أنملك /..؟ صحونا بعد
أم ترى ..؟
إنا سنثمل 
أكثر/.. بنقيع الخمر 
اللاذع 
بكأس الغرباء 
أتجنح /..؟ مواكب أحلامنا؟؟
للضفة الاخرى
أم ستقبع عند 
ذلك الصبار.. ال يقطر 
.دمعه صمتا.كل 
مساء
أم ترى ستحلق فراشاتنا 
بفرح غدقا 
أم تراها سترحل 
مهاجرة ..؟
.كما الورد المضرج
خديه بعويل 
النساء..!
.ماذا /..؟؟
لو /.. رفضت تلك السدرة 
أن نستظل بها 
وقالت...أنتم... وسافح دمي
سواااااااااااء..!
ماذا /..؟؟
لو..ان النخلة شهرت 
.سعفتها ..!
وبوجهنا... نطقت.... أنا منكم 
براء...........!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق