*********
عندما يجف يراعي من مداده
قدموا آنذاك العزاء
الطموا خدودكم إن شئتم..
عفروا وجوهكم طينا
وانثروا فوق قبري كل الرثاء
فنحن قوم ما حفظنا عهدنا
للأحياء فينا ..
فكيف نحفظه لمن أخذته السماء
فلا رجالات الأمس تم تكريمهم
ولا لأسمائهم كان البقاء
فما جدوى العزاء
وكل أقلام قد تحطمت
ومحابرنا جفت من كل ارتواء ؟
ما جدوى العزاء ..
والنسيان السريع يسكننا
ككل وباء أو بلاء ؟
فلا البيت الذي يأوينا له ذاكرة
ولا الشوارع قد تحمل الأسماء
فماذا يجدي العزاء
إن لم نجد سبيلا لخلود
لا ضامن له غير العطاء
والحب القدسي
الغافرللإنسانية جمعاء ؟
ماذا يجدي العزاء
عنما تنمحي معالم القبور
وتعجز الذاكرة حتى عن ذكر الأسماء
ألا يصير العزاء فينا طقسا أبلها
ورتابة لحظة جوفاء
وموائد تنثر الطعام وتستجدي
عل القلوب ـ بعد تخمة ـ
تهدي بصيصا من الثناء
تلك طقوس الموت عنندنا
وإن أدرفت العيون يوما
بحارا من دمع البكاء
فلا تجف يوما يا قلمي
علني ألقاك في يومي وغدي
يافطة لخير عزاء
**********
هاشم لمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق