الجمعة، 20 يناير 2017

يومُنا أمسنُنا /// شعر ،،، للأديب الكبير عبد الجبار الفياض /// العراق

يومُنا أمسُنا
لورنس العرب*
رَكبوا بعيري
حلبوا ناقتي
سفّهوا أشعاري
مرارةَ قهوتي 
وكنتُ أشربُها سُكّراً لمرارتي . . .
كتبوا 
إنّهم أمةٌ لا تصلُحُ إلآ لسرقةِ الخِراف. . .
يومُهم 
يتسكّعُ على أطرافِ الغَضى بينَ صهيلٍ وثُغاء . . .
على دِلاءِ بئرٍ موْتٌ ينتَصب 
أعشابٌ
تُسقى دماءً من عِرقٍ واحد . . . 
. . . . .
إعشوْشبتْ بيدهِ الرّمال
اشتملَ إصلاحَ ذاتِ البيْن . . .
تهافتوا 
ألبسوهُ عِقالَاً عربيّاً
كالوا لهُ ما أوسعَه . . . 
كادَ أنْ يتشحَ اسماً من جُرْهم
لولا الزرقةُ والضّاد !
. . . . .
جرَّهم لحربٍ 
بميّتٍ تحتَ التحْت 
مُعلّقٍ من أُذنيْهِ في غرفةِ سايكس وصاحبهِ بيكو** . . .
نزعَ فروتَهُ 
عيونُ اللّصوصِ تَحسَبُ نجومَ السّماءِ ثقوباً. . .
. . . . .
حفروهم قبلَ حفرِ الآبار 
فتجوّفوا 
كراسيَ لا محلَ لها من الإعراب 
تربَّعُها الأجوفُ من بطانتِه . . . 
تيهاً 
يمتدُّ سنابلَ نفطٍ دائمةِ الخُضرةِ 
لا نقطفُها 
لا نطحنُها
نلوكُها أخباراً على شفاهِ الحِسان . . . 
باطنُها في بطنِهم
ولنا ما يحرقُنا ! 
. . . . .
هل نحنُ كما كُنّا ؟
وما زالوا كما كانوا ؟
أي
كنّا صنعْنا الأصنامَ من حجرٍ
الآنَ 
من لحمٍ ودم . . .
صامتةً كانتْ
فنطقتْ
وجوهٌ 
يمْمَتْ غيرَ وجهِ الله !
لُمّتْ جُذاذاتُهُ هُبَل
عطسَ !
أصابَ الطّائفين دوارُ شُرك . . .
مازالوا كما كانوا
يرفعون 
يخفضون . . .
يتبضّعونَ اليُتْمَ من أسواقِ الموْت !
هم حاذقون بلعبةِ الشّطرنج
ليسَ للآخرِ أنْ ينقلَ حَجراً 
العشرةُ منهُ للبصمِ فقط 
ولخسارتِهِ يُصفّق . . . 
. . . . .
داحسُ والغبراء 
يرسمونَها
بألوانِ الطّيفِ القبليّ
يسوقونُها بقضيب من ثأر . . . 
ومازلنا حَطَباً لأيِّ نارٍ 
يُصيبون منها دفئاً . . .
. . . . .
حفنةُ أسماءٍ داكنة 
سماعُها اهدارٌ لزمنٍ مبتورِ السّاقيْن . . .
تحفرُ رغباتِها بسكينٍ على ظهرِ الوجعِ اليوميّ . . .
ترى ما تراه
لا ما يراهُ رغيفُ خبزٍ 
أغلقَ التنورُ دونَهُ باباً
فَتَحتّْ للجحيمِ ألفَ باب . . .
أطفأتْ بقايا النورِ في جفونِ النّوافذ !
. . . . .
أسماءٌ
تُورقُ بينَ شقوقِ الجَدْب
تنحتُها همومُ العُبور
لا للعنكبوتِ أنْ يبني بيتاً . . .
خيوطُ الفجرِ
لا تُحاكُ بأيْدٍ مُرتعشة . . .
. . . . .
رمى العِقالَ على الرّصيف 
هتفَ من على ظهرِ السّفينة
شكراً 
رفيقَ الصّحراء
كنتَ ممثلاً على مسرحٍ أبكم
فيلاً حبشيّاً بعيونٍ عربيّة . . .
سرقتَ منهم كُلَّ الظّنون
بسُمرةٍ كاذبة 
‎أخفيْتَ النّمَشَ الإنجليزي !
كُنْ أنتَ الرّاعي الذي كسرَ جرّتَه
فسالتِّ أحلامُهُ على شاربيْه . . .
في المحاقِ
نلتقي 
فعينٌ للبرّاقِ ترى !
. . . . .
نمْ لورنس
ما زالَ الكيْدُ يحزُّ الرّقبة 
عشاءُ الأخوةِ بُكاءٌ بدمٍ كَذِب
وابيضَّتْ للعيدِ عيون !
فهل للشّمسِ أنْ تَلِدَ فجراً يعرفُ اسمَ أبيه ؟! 
. . . . .
عبد الجبار الفياض
2/ 1/2017
*ضابط بريطاني أُنيطت به مهمة كسب الجزيرة العربية وإطرافها التي كانت تحت السيطرة العثمانية لصالح الحلفاء .وعد العرب بالحرية ، لكنه تركهم للتقسيم تحت بنود معاهدة سايكسبيكو الشهيرة .
**سايكس سياسي بريطاني .
بيكو سياسي فرنسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق