الأربعاء، 15 فبراير 2017

في عيد الحب /// للاستاذ عبد الجبار الفياض /// العراق

في عيد الحب
وطني
أحببتُك 
وانتهى حبّي لكَ قطرةَ دم 
فأعطِ أمّي شهادةً بذلك . . . 
. . . . .
أنسيتني 
قصائدَ الغزل 
والتشبيب 
والغناء. . . 
وكنتُ 
حينَ أشربُ خلوتي 
واقذفُها في داخلي جرعةَ صمت 
تقف (قفا نبك )
مهفهفةً بيضاء 
سرقتْ ثيابَها دارةُ جلجل
وعُقر بعيرُها 
فانشطرتْ بين خوف 
ورغبةٍ 
لا يعقلُها وقار . . . 
وضليل 
يصبُّ في كأسه صلفَ قبيلة
لا صحوَ 
ودنانَ خمر 
تختصر شواردَ فتية 
أنصفهم الدهرُ بصحراء كضوم
دفنتْ جنونَهَا بخفِّ بعير . . . 
. . . 
ومترنحةً 
تأتي 
(دع عنك لومي) 
صفراء
تحمل إبريقَها 
فيلوح في غرفتي أضواء 
وتدلع لسانها مستخفةً بعقل فيلسوف . . . !
أسيان 
وقوفٌ على طللٍ بالٍ 
يستعبرُ عيوناً 
يجرّها زمنٌ لقفاه
وجلوسٌ على دكة خمار
يفترشُ دنياه
لندامى تقاسموا زمنَهم بأقداحِ المساء ؟
. . . 
وتطلُّ من نافذتي 
(استودعُ اللهَ في بغداد )
يصحبُها قمر 
وتحفّها نجوم 
تزيحُ خمارَها قليلاً
فيخجلُ قمرٌ 
وتتوارى نجوم . . . 
وما بَعْدَ بُعْدٍ إلآ أشباحُ ماضٍ 
ومصارعُ عشاق 
فتنوا آتيَهم 
فكان دون ما كانوا . . . 
. . . . .
وأخرياتٌ 
غوانٍ 
خرجنَ من بحور ترفٍ ودلّ
أفاعيَ من الفردوس
دانياتِ القطوف 
يخطرْنَ بطيبِ استحمامِهن 
ولا طيبَ سواه . . . !
يوقدن وجداً بين الرصافة والجسر 
حنيناً بين ماءٍ 
وطين 
تتجافى جنوبهن للتجافي
عند طلحٍ 
ووادٍ . . . 
وما أحلى أنْ يحملني إلى الصين 
من نهودِهن عطور. . . 
فلا اسعدَ من محمولٍ على سفنٍ 
ربابنتُها صبايا 
يُفرقْن بين المرءِ وزوجهِ . . . !
. . . . .
أنسيتني 
مرافئَ الشّفاه 
وهي تعصرُ خمراً 
تُسكرُ زُهداً في محاريبِ الاعتكاف . . . 
وكم من هالكٍ على هذه الضفاف 
ألقى مجاديفَه 
وعاد مخذولاً 
بشهقةِ غريق 
يلتقطُ بقاياهُ بصمت 
يتمناهُ نوماً لا صحو بعده . . .
. . . . .
أنسيتني 
قباباً 
لم يبقَ عاشقٌ ألاّ وأثنى كبرياءَهُ راكعاً 
في محرابِها الرّخام . . . 
وشاعرٌ
هربتْ منه قوافيه
فجُنَّ 
باحثاً عن وجههِ في مرايا الأنتظار . . . 
. . 
عابدٌ 
نزعَ كلَّ سني زهده 
ووقفَ عارياً
يتلظّى بين جلدٍ 
ورجم . . . 
. . 
فارسٌ 
أبكى سيوفاً 
واحتكم إليه غبارُ وغى
لكنّهُ 
بكى بدموعٍ عصية 
وماتَ ظمأً 
يغسلهُ من غمامٍ غاربٍ
قطر. . . 
. . . . . 
أنسيتني هي 
وهي 
لا أكونُ إلا بها 
ولها
ومنها 
أتوهج . . . !
فجرحُك أيّها الأنتَ فقط . . .
قصيدة 
تنهي عندها كلُّ قوافي الشّعراء
وشفاهُ عشق
ومحرابُ صلاة . . . 
خذْ كُلَّ حروفي 
ودعني 
انظر إليكَ 
أتلاشى فيكَ
أعَلِمَ مَنْ تنكّرَ لترابكَ 
لا يساوي عقبَ سيكارة ؟
وانَّ الكونَ بدونكَ قبرٌ كبير . . . !
فهلّا أعطيتني قطعةَ حبٍّ . . . !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق