السبت، 11 فبراير 2017

بقلم الاستاذ // صالح هشام /// خاطرة ،، لاسؤال بعد موتك /// المغرب

بقلم الأستاذ :صالح هشام / المغرب !
خاطرة ///// لا سؤال بعد موتك !
أجرد نفسي من طلاء نفسي: حقيقة روحي فوق راحتي ، قمر يجوب سماء صافية ! مظاهري مموهة، خداعة، كذابة،براقة بلا بريق! الحقيقة :.زجاج شفاف يكشف سوءهم و سوءاتهم ، يعري عوراتهم ويتركهم عراة ،حفاة لا حول لهم ،هم أقل من فتات مصارينهم قيمة . 
الحقيقة قيمة :لا لون لها، يصبغونها، يلونونها.. يزيفونه ، منها يخلقون قوس قزح ، تتلاشى ألوانه ، فيكشفون؟ يمسحونها بنذف ثلجية صروحهم أوهى من بيت عنكبوت !
أوجه مرآتي : تنعكس صورتهم على صفحتها: أراهم كذبة حمراء، كذبة ، بيضاء،. سوداء ، الكذب له ألوان ..تغشى عيني الغشاوة !
هم: زجاج شفاف مكسور ..يعكس حقيقتهم غير الحقيقية ! 
غريبة أطوارهم :نفس مقابل ثمن بخس،شرف مقابل ابتسامة عريضة وشيء 
من مديح ، هم وهم قاتل :زيف في زيف، فراغ في فراغ ! 
يراودني فيهم شك : حتى أشك في نفسي ، فأنا منهم ، نفسي من نفوسهم ، اقتحمهم أجدني مرآتهم :
- فما دمت لا تخاف نفسك ، فلماذا تخاف إذن نفوسهم ؟ فأنت جزء لا يتجزء منهم، فقط أنت تراهم من زجاج شفاف ، وهم يرون أنفسهم عبر كتل صخرية صماء : 
-الكذب ؟! يلفهم من الرأس إلى أخمس القدم هم يرون أنفسهم في صدق لكن لا صدق فيه حقيقة لا حقيقة فيها !
جمعيهم جموع : نفاق و رياء ،كذب وبهتان ! 
- يا هذا : هم خراف تشتتهم قعقعة شنان راع لا حول له؟ يتيهون ، يضيعون ، يحل مشرقهم في مغربهم ،تتساوى في بؤبؤ العين منهم، كل ألوانهم ، حياتهم ليل سرمدي دامس، لا أحد يرى حقيقة نفسه ، يرى فقط حقيقة غيره، كل يمسح عيب نفسه : لا زيف في طلائها لا خدوش فيها :
لكنها شحوب في شحوب !
من أنا ؟ و من انتم يا هؤلاء ؟ 
جوابي: فقاعة قزحية تتشظى في فراغ السؤال !
جوابهم :زبد أمواج تتكسر على صخورصماء !
أحول مساري هناك :
هناك رجل أصلع ، مستكرش ، لكن لا عجين ولا طحين في بطنه ، أمعاؤه فارغة، أسماله رثة مثقوبة .
- من أنت رعاك الله ؟ 
تتمدد تجاعيد وجهه ، يبرق برق في عينيه، ربما شيء من إجابة :
- غني بما اغناني خالقي: صريح ، لا أحب المديح : إنه ينحر الحقيقة من الوريد الى الوريد ، أكره أن أكون قتالا في سبيل تلميع وتزييف صورة غيري، عزيز نفس، طويل نفس ،أقتات من لا شيء ،أشبع حتى التخمة !أبسمل ، أحمدل .أبوس ظاهر اليد والراحة وأروح في نوبة أحلام رائعة ، لا ينغصها إلا لغطهم !
- ومن هم هؤلاء يا هذا ؟
- هم حيوانات تقتات على أكبادنا، على فلدات أكبادنا ، يتوضؤون. بعرق جبيننا، ويتيممون بنهود بناتنا ، ويصلون صلاة الفجر والعصر والظهر ؟ 
- هذا أنا ؟! هذا أنت؟! هذا هم ؟! فمن انتم ؟:
- فقراء ، حرافيش دنيا، أغنياء دين ،طينتنا ذهب خالص ، طينتهم صلصال مقزز ، مقيت! هم يعيشون على الكذب ، يلبسون الكذب ، يأكلون الكذب، يتغطون بالكذب ، يفترشون الكذب ، حياتهم كلها كذب في كذب ..سراب في سراب :
هم فقراء في أعيننا ، هم أغنياء في أعينهم..
نحن أقوياء بلا قوات ؛ بلا جيوش ، جيوش بلا قواد ، ملوك بلا قصور ، بلا دمقس ، بلا حرير ! 
قصورنا : أدمغة عريضة مسطحة، مخاخ فيها،مغارات سحريةغنيةبالعجائب والغرائب ،مكتبات بلا كتب ، صرح حرية مقموعة، مقيدة بقوانين ظلم وقمع، جيوشنا ترعبهم ،ترهبهم ، يعلنون علينا الحرب :
تموت جيوشهم وتخلد جيوشنا .
فجيوشنا عنيدة ، قوية لها سطوة بلا سلطة، ثكناتها ذاكرة، محفورة على جدرانها كنوز من الجواهر والدرر . حريرنا بساط خرافي يجوب بنا متاهات الماضي والحاضر،و لا يرضى لنا فقرهم ، وضحالة فكرهم ، بساطنا نسيج من حلم ننسجه من نفوسنا ومن أرواحنا ، بساطنا مقدس أبد الدهر لا ، يستحقه غيرنا : 
ملوك : سلطتنا ، ذوق وذائقة ، لا سلطة حديد ونار !
مملكتنا : حاء معقوفة مكسورة الجناح .. وباء ثائرة منفجرة ، مكتومة ، خروجها مقهور إلى هذا العالم العجيب ، الغريب ، المريب !
- فوالله شوقتني ياهذا !عشقت أن أكون منكم لا منهم :
- عالمنا محصن منذ الأزل ، من شوائب الكذب.. إذا أردتنا تجرد من نفسك، فهي أمارة بالسوء ، تخلص من أنانينتك ؛اترك مالك وف بما عليك، وأسكن قصورنا فهي من ورق أقوى بنيانا من قصورهم ، وورقنا هذا مصدر غنانا وعزتنا !
يلتحف برنوسه المثقوب ؛ و يحمل عكازته ؛ وتمتصه الأرض !
أبقى تائها :لا أعرف من أنا لا من هؤلاء ولا من أولئلك ،لا أحد يرشدني إلى من أكون؟ غير بعيد مني أرى : 
جماعة يتهامسون ؛ بأصوات خافتة في آذان بعضهم البعض ؟
- من أنتم يا قوم : نحن مرآتكم ، مستقبلكم . عيوننا عيون حرابي . نرى كيف كنتم وكيف أنتم ؛ وكيف ستكونون، مرآة تعكس حياتكم ... نعرف الغني بفقره والفقير بغناه ؛و ما نحن إلا أغنياء هذا العالم الأبله بكذبنا : نكذب عليكم ؛ فتصدقوننا؛ و هدفنا : نجري وراء تركات لم تترك لنا، بالمكر نغتصبها من أصحابها، بتزييف حقائقكم : الأحمق، المعتوه في عرفنا عالم ؛ والعالم جاهل، والصعلوك ملك ، يثق فينا الناس؛ هم أ بلد من الحمير : ينخدعون (بالسماوي، الله يداوي) وتنطلي عليهم الحيلة !
اتركني يا هذ؛ فما نحن غير عرافيكم؛ و ما نحن إلا سعاة وسحرة ؛ لكننا أبطال خرافيون ننتزع منكم احترامنا ؛ ونفرض عليكم سلطتنا !
غير بعيد جماعة : تلهو بالجماجم ؛ تشرب الدم ؛ تفترس اللحم ؛ تمتص العظم ، تتلذذ بالشحم :دمي ودمك ؛ عظمي و عظمك.شحمي وشحمك ؛ زمرة طاغية، حاشيتها مفترسة ؛ بارتياب أسألهم : 
- من أنتم ؟ 
- سؤالك قبل أن تسأل ؛ سيتحجر على شفتيك؛ سيقطع لسانك ؛ لا سؤال؛ فالسؤال ممنوع ؛ نحن زمرة منزهة عن السؤال؛ نسألكم ولا يحق لكم سؤالنا؛ وضعت يا هذا رقبتك على المقصلة ؛ وتلمس عنقك سيف سياف؛ متعطش للدم ،يتلمظ عذوبة ارتجافك ؛ فرأسك يا هذا:
مقطوع ؛ مقطوع ؛ سؤالك سبب موتك !
فمت قبل أن ينتشر بينكم السؤال !
فلن يكون هناك سؤال بعد موتك ! 
بقلم :الاستاذ صالح هشام 
--الخميس ٩فبراير ٢٠١٧ --

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق