الخميس، 16 فبراير 2017

فالنتاين كلوديوس /// للاديب عبد الجبار الفياض //// العراق

فالنتاين
كلوديوس* 
مازلتَ حاضراً بيننا
لأنّنا في عصرِكَ الوثنيّ الحديث . . . 
صليباً صَلَبتْ 
هلالَاً شنقتْ 
خليطَ أجناسٍ مرمى قوس . . . 
الصورةُ بأبعادِها الأولى 
اغمضوا عيوناً 
أيُّها الأشتات
أنتم مَنْ تخلقون أرحامَ الخوْف . . . 
لا تروْنَ ما تروْنَ إلاّ بعيْني . . .
بيني وبينَكم قلمٌ وسيف 
وكلاهُما لي . . . 
فهلْ لكم من بعدِ ذلكَ دلوٌ لبئر ؟ 
. . . . . 
سيرتُك الذهبيّة ! 
يخرُّ لها بائعُ الأيامَ والأيتامَ والتُرابَ ساجداً . . .
حُبلى جيوبُهُ بما لبيوتِ الطّين . . .
دائرةُ الظّلامِ 
تتسعُ بعيونِ لصّ . . .
عقوقُ الأرضِ لا غُفرانَ له !
. . . . . 
حَضرْتَ 
بياقةٍ بيضاء 
بعمّةٍ
بقبّعةٍ
بسيكارٍ كوبي
بزجاجةِ خمرٍ اسكتلندي . . .
تعبّئُ داءً بدواء . . .
تَهَبُ الأطفالَ موتاً تحتَ خيامٍ من دُخان
لا سؤالَ عن قبورِ الماءِ والجليد . . .
. . . . .
دَنَساً 
كانَ العشقُ لديْك 
تطهّرُهُ بقعةُ دم . . .
لكنَّكَ تجذُّ الآنَ الذّكورةَ 
حتى لا تكونَ هناك فسحةٌ لحياة !
الأشجار 
المياه 
الصخور 
يلوّنُها طيفُ حُبّ . . .
يغرقُ قيسٌ ببيتِ غَزل
تمدُّ ليلى إليهِ يداً !
. . . . .
ضاجعْتَ ليالينا
فأنجبتْ غداً مشوّهاً
لا يُشبُهُ أيَّاً من أيّامٍ تداولْناها بينَ النّاس . . . 
تشظّى خوفاً 
لهُ ما لجهنمَ بابٌ لا يُغلق . . . 
. . . . .
أي كلوديوس !
ما زلتَ تشربُ قهوةَ الصّباح 
مستلذّاً بأخبارِ بُقعٍ داكنة 
ديارٍ مُستباحة
حشرجاتٍ 
تكتمُها الأرصفة . . . 
بحرقةٍ في جوفكِ 
يُطفؤها حريقٌ ظامئ . . .
. . . . .
ليلُكَ السّاخنُ
ملهاةٌ 
يندلقُ منها مُجنٌ
في خيالِ مُخرجٍ نَزق . . .
غوانٍ 
بغابةِ سيقانٍ بضّةٍ 
في لجةِ شهواتٍ مُنفلتة
يوزّعْنَ اللّذةَ بسخاء !
. . . . . 
فالنتاين 
أيُّها القدّيس 
وهبتَ أحمرَكَ
لا ليكونَ عيداً أحمرَ 
على شفاهٍ حُمر 
تَرسمُ القُبلاتِ قبلَ أنْ تكون . . . !
ما ذهبتْ صرختُك 
في وادٍ سحيق . . .
صفعةً كانت
رُبَما 
قبراً بلا شاهدة
في مدافنِ اليوم . . . 
وجوهُ الظّلامِ تستحقُ الأكثر !!
. . . . .
عبد الجبار الفاض
شباط/2017
*كلوديوس
امبراطور روماني حكم في القرن الثالث الميلادي أصدر قراراً منع بموجبه الخطوبة وزواج الشباب لدفعهم لحروبه التوسعيّة .فتصدى له القس فالنتاين ، فأمر بإعدامه لتمرده ، فجعل الناس من مقتله عيداً بلون أحمر باعتباره ناصرَ العشق والعاشقين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق