فالنتاين
كلوديوس*
مازلتَ حاضراً بيننا
لأنّنا في عصرِكَ الوثنيّ الحديث . . .
صليباً صَلَبتْ
هلالَاً شنقتْ
خليطَ أجناسٍ مرمى قوس . . .
الصورةُ بأبعادِها الأولى
اغمضوا عيوناً
أيُّها الأشتات
أنتم مَنْ تخلقون أرحامَ الخوْف . . .
لا تروْنَ ما تروْنَ إلاّ بعيْني . . .
بيني وبينَكم قلمٌ وسيف
وكلاهُما لي . . .
فهلْ لكم من بعدِ ذلكَ دلوٌ لبئر ؟
. . . . .
سيرتُك الذهبيّة !
يخرُّ لها بائعُ الأيامَ والأيتامَ والتُرابَ ساجداً . . .
حُبلى جيوبُهُ بما لبيوتِ الطّين . . .
دائرةُ الظّلامِ
تتسعُ بعيونِ لصّ . . .
عقوقُ الأرضِ لا غُفرانَ له !
. . . . .
حَضرْتَ
بياقةٍ بيضاء
بعمّةٍ
بقبّعةٍ
بسيكارٍ كوبي
بزجاجةِ خمرٍ اسكتلندي . . .
تعبّئُ داءً بدواء . . .
تَهَبُ الأطفالَ موتاً تحتَ خيامٍ من دُخان
لا سؤالَ عن قبورِ الماءِ والجليد . . .
. . . . .
دَنَساً
كانَ العشقُ لديْك
تطهّرُهُ بقعةُ دم . . .
لكنَّكَ تجذُّ الآنَ الذّكورةَ
حتى لا تكونَ هناك فسحةٌ لحياة !
الأشجار
المياه
الصخور
يلوّنُها طيفُ حُبّ . . .
يغرقُ قيسٌ ببيتِ غَزل
تمدُّ ليلى إليهِ يداً !
. . . . .
ضاجعْتَ ليالينا
فأنجبتْ غداً مشوّهاً
لا يُشبُهُ أيَّاً من أيّامٍ تداولْناها بينَ النّاس . . .
تشظّى خوفاً
لهُ ما لجهنمَ بابٌ لا يُغلق . . .
. . . . .
أي كلوديوس !
ما زلتَ تشربُ قهوةَ الصّباح
مستلذّاً بأخبارِ بُقعٍ داكنة
ديارٍ مُستباحة
حشرجاتٍ
تكتمُها الأرصفة . . .
بحرقةٍ في جوفكِ
يُطفؤها حريقٌ ظامئ . . .
. . . . .
ليلُكَ السّاخنُ
ملهاةٌ
يندلقُ منها مُجنٌ
في خيالِ مُخرجٍ نَزق . . .
غوانٍ
بغابةِ سيقانٍ بضّةٍ
في لجةِ شهواتٍ مُنفلتة
يوزّعْنَ اللّذةَ بسخاء !
. . . . .
فالنتاين
أيُّها القدّيس
وهبتَ أحمرَكَ
لا ليكونَ عيداً أحمرَ
على شفاهٍ حُمر
تَرسمُ القُبلاتِ قبلَ أنْ تكون . . . !
ما ذهبتْ صرختُك
في وادٍ سحيق . . .
صفعةً كانت
رُبَما
قبراً بلا شاهدة
في مدافنِ اليوم . . .
وجوهُ الظّلامِ تستحقُ الأكثر !!
. . . . .
عبد الجبار الفاض
شباط/2017
*كلوديوس
امبراطور روماني حكم في القرن الثالث الميلادي أصدر قراراً منع بموجبه الخطوبة وزواج الشباب لدفعهم لحروبه التوسعيّة .فتصدى له القس فالنتاين ، فأمر بإعدامه لتمرده ، فجعل الناس من مقتله عيداً بلون أحمر باعتباره ناصرَ العشق والعاشقين .
كلوديوس*
مازلتَ حاضراً بيننا
لأنّنا في عصرِكَ الوثنيّ الحديث . . .
صليباً صَلَبتْ
هلالَاً شنقتْ
خليطَ أجناسٍ مرمى قوس . . .
الصورةُ بأبعادِها الأولى
اغمضوا عيوناً
أيُّها الأشتات
أنتم مَنْ تخلقون أرحامَ الخوْف . . .
لا تروْنَ ما تروْنَ إلاّ بعيْني . . .
بيني وبينَكم قلمٌ وسيف
وكلاهُما لي . . .
فهلْ لكم من بعدِ ذلكَ دلوٌ لبئر ؟
. . . . .
سيرتُك الذهبيّة !
يخرُّ لها بائعُ الأيامَ والأيتامَ والتُرابَ ساجداً . . .
حُبلى جيوبُهُ بما لبيوتِ الطّين . . .
دائرةُ الظّلامِ
تتسعُ بعيونِ لصّ . . .
عقوقُ الأرضِ لا غُفرانَ له !
. . . . .
حَضرْتَ
بياقةٍ بيضاء
بعمّةٍ
بقبّعةٍ
بسيكارٍ كوبي
بزجاجةِ خمرٍ اسكتلندي . . .
تعبّئُ داءً بدواء . . .
تَهَبُ الأطفالَ موتاً تحتَ خيامٍ من دُخان
لا سؤالَ عن قبورِ الماءِ والجليد . . .
. . . . .
دَنَساً
كانَ العشقُ لديْك
تطهّرُهُ بقعةُ دم . . .
لكنَّكَ تجذُّ الآنَ الذّكورةَ
حتى لا تكونَ هناك فسحةٌ لحياة !
الأشجار
المياه
الصخور
يلوّنُها طيفُ حُبّ . . .
يغرقُ قيسٌ ببيتِ غَزل
تمدُّ ليلى إليهِ يداً !
. . . . .
ضاجعْتَ ليالينا
فأنجبتْ غداً مشوّهاً
لا يُشبُهُ أيَّاً من أيّامٍ تداولْناها بينَ النّاس . . .
تشظّى خوفاً
لهُ ما لجهنمَ بابٌ لا يُغلق . . .
. . . . .
أي كلوديوس !
ما زلتَ تشربُ قهوةَ الصّباح
مستلذّاً بأخبارِ بُقعٍ داكنة
ديارٍ مُستباحة
حشرجاتٍ
تكتمُها الأرصفة . . .
بحرقةٍ في جوفكِ
يُطفؤها حريقٌ ظامئ . . .
. . . . .
ليلُكَ السّاخنُ
ملهاةٌ
يندلقُ منها مُجنٌ
في خيالِ مُخرجٍ نَزق . . .
غوانٍ
بغابةِ سيقانٍ بضّةٍ
في لجةِ شهواتٍ مُنفلتة
يوزّعْنَ اللّذةَ بسخاء !
. . . . .
فالنتاين
أيُّها القدّيس
وهبتَ أحمرَكَ
لا ليكونَ عيداً أحمرَ
على شفاهٍ حُمر
تَرسمُ القُبلاتِ قبلَ أنْ تكون . . . !
ما ذهبتْ صرختُك
في وادٍ سحيق . . .
صفعةً كانت
رُبَما
قبراً بلا شاهدة
في مدافنِ اليوم . . .
وجوهُ الظّلامِ تستحقُ الأكثر !!
. . . . .
عبد الجبار الفاض
شباط/2017
*كلوديوس
امبراطور روماني حكم في القرن الثالث الميلادي أصدر قراراً منع بموجبه الخطوبة وزواج الشباب لدفعهم لحروبه التوسعيّة .فتصدى له القس فالنتاين ، فأمر بإعدامه لتمرده ، فجعل الناس من مقتله عيداً بلون أحمر باعتباره ناصرَ العشق والعاشقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق