{ من قراءاتي الخاصة للتراث }
مما ورد في كتاب/ المستطرَف من كل فنٍّ مستظرَف / لشهاب الدين الأبشيهي ( ت 852 هـ / 1448 م ) قصة يفهم ماورائيات مقاصدها ذوو الحِجر ، لا الحَجَر ، سأوردها هنا بتصرفٍ وايجاز ، لغاية جلية الهدف ، واضحة السبب ، تحاول مؤسسات السلطة التغطية عليها ، والتستُّر على دلالاتها التي تتأكد كل يوم في مجتمعات ( بلاد العُرب ) ، لكي يبقى الوعي مغلفاً بصَدَف المقدّس ، وصدأ الماضي و ( المجد التليد ) ، وان كان حاضرهم اليوم عنوان ( الجهل العتيد ) ، مع ملاحظة أنني سأروي القصة بلغتي ( التراث ـ معاصرة ) ، لضمان تواصل اكبر مع القراء :
قصد أحدُهم ، في حاجة طرأتْ له ، احدى حواضر العرب ، فصادف وصولََه إياها ، موعدُ الأذان ، فإذا المؤذن يذكر : [ أشهدُ ألّا الهَ إلا الله ..( وهم يقولون ) أن محمداً رسولُ الله ] ، فهاله ما سمع ، وانكر مابه المؤذنُ صدع ، فقرر أن يشكوه لإمام الجامع ، وبعد التقصي والسؤال ، اهتدى للمكان ، ودخل على الامام بعد الاستئذان ، فوجده بين اكوام عناقيد العنب ، بعصرها ويملأ منها القوارير ، يكتظ بعديدها المحراب ، فإستغرب مما رآى ، بعد الاستفسار من الامام ، اجاب أنه يعصرُ خمراً ، فكاد الرجل يفقد الصواب ، فهرع يلتمس الخروج ، فتعثّرَ قبل الوصول للباب ، مستعيذا بالله ، من شرِّ الرجيم ، مستغفراً إياه ، من هذا الاثم العظيم ، مُزبداً بالوعيد ، مُرعداً بالتهديد ، بأنه سينصف الدين من هؤلاء البغاة ، حين يصير الى قاضي القضاة ، وبعد طول مشقة ومعاناة ، بلغ مقصده ، ورُفعَ له الستار، عمن نشدَه ، فكاد من هول ماشاهد ، أن يُغمى عليه ، ولم يصدق مقلتيه ، وهما تريان قاضي الأنام ، يمتطيه ويلُـو.......( حذفتُ اخرَ الفعل حياءً ) به غلام ، فهام على وجهه في الطرقات ، باحثاً عن قصر الوالي ، كي ينصرَ الدينَ ، على ما حاق به من نوازلَ طاميات ، وبعد حفاوة الاستقبال ، هدّا الوالي روع الرجل
وقال :
أمّا ما جاء في سياق الأذان ، فسِرُّهُ في اضطرارِ الإمام ، لإستئجار من ينوب عن المؤذن ، بعد ان منعه المرض من القيام ، يكون ذا صوتٍ جهوريٍّ محنانِ ، فوقع اختيارُهُ على رجلٍ نصراني ، والنصارى لايشهدون ، بنبوّةِ خير الأنام ، وأما ما كان من أمرِ عصْرِ العنب ، فإليك السبب كي يبطلَ منك العجب ، الجامع يقصده الفقراء وذوو السؤال ، وماعاد يسد جوعهم لإفتقادِهِ الأموال ، فزرع الإمامُ باحتَهُ بالكروم ، ليعصرَ عناقيدها خمراً ، يببعُهُ معتَّقاً لمن يروم ، وبما يتحصل من دراهم ، يلبي حاجة كل محروم ، وأما قاضي القضاة ، فما أتى من منكرات ، بل اراد انصاف المحصنات ، بعد أن شكى احد الرجال عنده ، زوجَهُ أنها زنت مع ذاك الغلام عبده ، والزوجة انكرت ، وبعد بلوغ الغلام تذرعتْ، فأراد القاضي الوقوف على الحقيقة ، فطلب من الغلام أن يكون ضجيعه ، فإن قذف فيه صدق الرجل ، وإلَّمْ صدقت الزوجة وكان على دجل ، وهكذا ياأخَ العرب ، ليس فيما سمعتَ أو رأبتَ من عجب ، لأنَّ الاعمالَ بالنِّيات ، وغايتهانُصرةُ الدين ، وإزالةُ عن طريقِ الملَّةِ ، مايعترضُها من عثرات ،
فإذهبْ راشداً ، وكنْ عن الشكِّ زاهداً ، فأنا الوالي الأمين ، على دولة الفضيلةِ ، والحقِّ المبين ، و إقامةِ حدودِ الشريعة ، بما يرضي ربَّ العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق
مما ورد في كتاب/ المستطرَف من كل فنٍّ مستظرَف / لشهاب الدين الأبشيهي ( ت 852 هـ / 1448 م ) قصة يفهم ماورائيات مقاصدها ذوو الحِجر ، لا الحَجَر ، سأوردها هنا بتصرفٍ وايجاز ، لغاية جلية الهدف ، واضحة السبب ، تحاول مؤسسات السلطة التغطية عليها ، والتستُّر على دلالاتها التي تتأكد كل يوم في مجتمعات ( بلاد العُرب ) ، لكي يبقى الوعي مغلفاً بصَدَف المقدّس ، وصدأ الماضي و ( المجد التليد ) ، وان كان حاضرهم اليوم عنوان ( الجهل العتيد ) ، مع ملاحظة أنني سأروي القصة بلغتي ( التراث ـ معاصرة ) ، لضمان تواصل اكبر مع القراء :
قصد أحدُهم ، في حاجة طرأتْ له ، احدى حواضر العرب ، فصادف وصولََه إياها ، موعدُ الأذان ، فإذا المؤذن يذكر : [ أشهدُ ألّا الهَ إلا الله ..( وهم يقولون ) أن محمداً رسولُ الله ] ، فهاله ما سمع ، وانكر مابه المؤذنُ صدع ، فقرر أن يشكوه لإمام الجامع ، وبعد التقصي والسؤال ، اهتدى للمكان ، ودخل على الامام بعد الاستئذان ، فوجده بين اكوام عناقيد العنب ، بعصرها ويملأ منها القوارير ، يكتظ بعديدها المحراب ، فإستغرب مما رآى ، بعد الاستفسار من الامام ، اجاب أنه يعصرُ خمراً ، فكاد الرجل يفقد الصواب ، فهرع يلتمس الخروج ، فتعثّرَ قبل الوصول للباب ، مستعيذا بالله ، من شرِّ الرجيم ، مستغفراً إياه ، من هذا الاثم العظيم ، مُزبداً بالوعيد ، مُرعداً بالتهديد ، بأنه سينصف الدين من هؤلاء البغاة ، حين يصير الى قاضي القضاة ، وبعد طول مشقة ومعاناة ، بلغ مقصده ، ورُفعَ له الستار، عمن نشدَه ، فكاد من هول ماشاهد ، أن يُغمى عليه ، ولم يصدق مقلتيه ، وهما تريان قاضي الأنام ، يمتطيه ويلُـو.......( حذفتُ اخرَ الفعل حياءً ) به غلام ، فهام على وجهه في الطرقات ، باحثاً عن قصر الوالي ، كي ينصرَ الدينَ ، على ما حاق به من نوازلَ طاميات ، وبعد حفاوة الاستقبال ، هدّا الوالي روع الرجل
وقال :
أمّا ما جاء في سياق الأذان ، فسِرُّهُ في اضطرارِ الإمام ، لإستئجار من ينوب عن المؤذن ، بعد ان منعه المرض من القيام ، يكون ذا صوتٍ جهوريٍّ محنانِ ، فوقع اختيارُهُ على رجلٍ نصراني ، والنصارى لايشهدون ، بنبوّةِ خير الأنام ، وأما ما كان من أمرِ عصْرِ العنب ، فإليك السبب كي يبطلَ منك العجب ، الجامع يقصده الفقراء وذوو السؤال ، وماعاد يسد جوعهم لإفتقادِهِ الأموال ، فزرع الإمامُ باحتَهُ بالكروم ، ليعصرَ عناقيدها خمراً ، يببعُهُ معتَّقاً لمن يروم ، وبما يتحصل من دراهم ، يلبي حاجة كل محروم ، وأما قاضي القضاة ، فما أتى من منكرات ، بل اراد انصاف المحصنات ، بعد أن شكى احد الرجال عنده ، زوجَهُ أنها زنت مع ذاك الغلام عبده ، والزوجة انكرت ، وبعد بلوغ الغلام تذرعتْ، فأراد القاضي الوقوف على الحقيقة ، فطلب من الغلام أن يكون ضجيعه ، فإن قذف فيه صدق الرجل ، وإلَّمْ صدقت الزوجة وكان على دجل ، وهكذا ياأخَ العرب ، ليس فيما سمعتَ أو رأبتَ من عجب ، لأنَّ الاعمالَ بالنِّيات ، وغايتهانُصرةُ الدين ، وإزالةُ عن طريقِ الملَّةِ ، مايعترضُها من عثرات ،
فإذهبْ راشداً ، وكنْ عن الشكِّ زاهداً ، فأنا الوالي الأمين ، على دولة الفضيلةِ ، والحقِّ المبين ، و إقامةِ حدودِ الشريعة ، بما يرضي ربَّ العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق