سعالُ قصيدة
—————
جاءني
ذات مساء ٍ باهت
يتمطى نجماتِ السهاد ،
على ظهرهِ المدى القادم
تتدلى من طوله المظللِ بالعتمة
نوافذُ الرّدةِ وعناقيدُ العمر
حينما ينفلتُ المساءُ
من يومٍ عقيم…
***
جاءني
يساورُ أضلاعي وبدنَي الهشيم
يصوّرُ نفسه كغرفةٍ
يعمُّ فيها دفءُ الشتاء
وقتَ قرصةِ الصقيع ،
أنا القادمُ إليك
لا تتعبْ خطواتِكَ الرشيقة ،
أنا الذي أبادر الدخول …
***
لا خير في مفتاحٍ
يُغلق بوجهي بابَ اللجوءِ ،
لا خير في حرارةِ مدفأةٍ
تدمع من دخانها العيون ،
جئتني لترسمَ خريطةَ الخوف
على أوراقي المدللةِ
بأنغام أسمك ،
كم كان الصبر يجبرني
أن أتلوكَ بين السطور
إن تنفع الذكرى بُقعَ النسيان …
***
لا جدوى في هواءٍ يخنقني
ولا جدوى في نهرٍ يغرقني
بينما يمرّ بسلاسةٍ بين دعائمِ الجسور ،
لا فائدة من ماءٍ لا يرويني
ويهطلُ الغيثُ في مكانٍ مجهول ،
ما جدوى أمان المربي
الذي يحرسُ الحمائمَ من بناتِ آوى
ثم يبدأ بذبحِ الواحدة تلو الآخرى إكرامًا للضيوف…
***
لا أصاحبُ عكازاً يسقطني في مسيري
ولا يسندُ خطوتي العرجاء ،
لا أشربُ من كأسٍ يسقمني بغصةٍ
يُخرجني عرياناً من الثمالةِ
ثمَّ أصحو على نصفِ الحديثِ
في غايةِ العمر
لم يبقَ في حقائبي إلا حدودك
أهاجر عليلاً منكَ إليكَ
ومنكَ سعالُ قصائدي
الذي يملأ رذاذهُ دواويني ..
———————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١ - ٧- ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق