أُريــــْــدُكَ ليّْ !!
--------------------------
عدنان الرِّيكاني/ 2018-08-01
-------------------------------
لا تَقِفْ عِنْدَ حُدودِ تِلكَ الفَوَاصِلِ المُغْبَرّةِ، مَنَاسِكُ العِشْقِ تَتَجلّى مَوَاقِيتها بِفَناءِ الّلاءَاتِ، حِينَها يَفقِدُ كل لَّونِ صِبْغَته مُعْترِفاً بأنَني إبْنُ القَدَر..
مَدينَتيَ الخَضْراء لا تَمْتَلِكُ بَوَابَة ولا نَوَافِذ خَشَبِيّة، لتُطِلَ عَليْهَا أشِعَةُ الشَّمْسِ المُثِيرَةِ للرَّغْبَة، كتُفْاحَةٍ سَقَطَتْ مِنْ عَيْنِ السَّمَاء، لَمْ يَدْخُلهَا الرّيحُ ولَمْ يَتَعَطرّ بِأنْفَاسِهَا صَهِيلُ خُيُولِ جَامِحَةِ ولا حَتّى ضُوْءُ الفَوَانِيسِ، ولم تُدَحْرِجْها شِفَاهٌ مُسْتَديرَة، سَألتْني ذَاتَ مَرّة، أسُبَاتُ اللّيْلِ الطَوْيلِ أعْمَقُ من عَبَقِ انْحِنَاءَات تَضَاريسُ جَسَدَي؟، فَهَمَسَتْ بِصَوْتِ رَفيفُ أوْرَاقِ الخَرِيف، أرِيْدُكَ ليَّ، ثُمَ غَابَتْ بِغَيَاهِبِ خَلوَة الرّاهِبَاتِ للانْعِتَاق..
الخَوفُ يَمَلأ قِرّبَتي بِنَشَازِ اللّحْنِ، والضَمَأ يَشُدُنْي للتَّوَضْئ بِكُحِلِ العُيُونِ، مُلْتَهِبُ سُكُونُ المَدَى بِفَضْاءِ هَدْيرُ الشَّوْقِ، يَصْطَلي بأمْواجِه نَحْيبُ أجْرَاسُ الكَنَائيسِ ومَعَابِدِ القِدْيسّين، حُزْنها تَميمَة فَوَقَ جِبَاه أبْجَديَّتي المُبَارَّكة بِأسْمِهَا العَتِيق، لَنْ تَأكُلهَا العُثّة وهي مُعَلقة على جُدْرَانِ القَلبْ ..
أريدُكَ ليَّ .. بالمَنِ والسَّلوَى هِبَةٌ مِنَ السّمَاء !!
---------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق