السبت، 4 أغسطس 2018

صراخ / قصيصة // بقلم : حسين الباز // المغرب

صراخ /قصيصة
_أصرخوا ليسمع صراخكم أولاد آخر الدرب!
..حرضتهم و أنا أسرع الخطى، وكنت قد وصلت إلى آخر الدرب إذ جاءني الصدى!
ومازلت أشرع في تكرار التجربة مع العيال الذين وصلهم الصدى ليوصلوه بدورهم إلى الزقاق الأخير، حتى هزني صراخ عجوز من فوق السطح:
_أصمتوا يا عيال!
غالبا ما أنجو بفعلتي هذه، بحيث ورثتها عن أبي كلما كان هاربا إلى المقهى، ولم تك إلا حيلة منه لتلتفت الأم لأبنائها و تنساه.
_أصمتوا يا عيال! (تصرخ الأم المسكينة).
..نشأت في بيت يتكون من أحد عشر كوكبا، والأب شمسنا و الأم هي القمر، و ما علمت بألم الصراخ إلا حين لطم أبي رأسه بالحائط وقت قيلولة إستلذ نومها، وما تركناه منعما بها..
_أصمتوا يا عيال! (يصرخ الأب المسكين).
من صغري و أنا ملازم للضجيج كظلي، وكلما كان الصراخ، كلما جاء الصمت بعده، لأنهما توأمان لا يفترقان.
_لم بعد الصراخ الصمت؟
سؤال لازمني طيلة حياتي، إلى أن عرفت جوابه بعد الربيع العربي.
_حسين الباز/المغرب_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق