خيوط الضّوء
—————
اشتدّت على القناديل زحمة الضّباب في ظلِّ حكم اللّيل الجائر
واكتفت بإشتعال الزّيت المسكوب على سطح القارب الهائم نحو المصبّ الأخير للفجر الضّاحك بوجه التّغريد ، ما عادت النّجمات تسامرُ العتمة ،
الفوج المنتصر على أبواب النّهار ، دلو الضّحى واضح للعيان رغم غرس الفيء على أكتاف اليمّ مازال يحلم برعشة الحبل، وللسّيّارة معبر إلى الحرير، عبر قصّة تتلوها جدّة عمياء، ابيضّت عيناها في وديان سيل الدّموع، لأجل مثوبة من يبكي على الرّفات تأتيه الملائكة كلّ حين، الصّوت المسرع إلى ضياع الصّدى في كهف من كهوف السّنين، تفرغ كنوزها وحجرات الرّطوبة مرغمة على مسامات الوحدة تأكل من حمإٍ محموم، يقلّب كفّيه ما غربت طيور الجنّة، يمطّ شفتيه ما برحت الأسلاك، تلوك سلاحف مسافات العودة قبل صهيل الحصان.. سروج الهرولة تشمّ لون الرّمال على خريطة التّيه، المحاربون القادرون على حمل القنا بوجه دوّي الطّبول ، يحبو ويحبو على سجّادة التّراتيل لأنّه الغريب في حلكة الجوف وخرير العتمة تنفع الحلم في السّكون على نغمة من ألحان التّراث، يمثّل جيلاً من أجيال العهد البائد. نافذة مؤطّرة بأجفان الانتظار ويلعق الماعونُ بقايا الشّمع السّائل لن تكويه لسعة ضوء ، السّطر اليتيم يترنّح بين النّقاط المبرقعة بالتّأويل، كلٌّ يمشي إلى مبتغاه والمخرز في قفا البعير متى يُرى النّزيف المستور، ذلك الصّوب هو المقصود، كلّما ينفلتُ المساء من سرير اليوم يمكثُ في وادٍ أبله عطشانَ تمتزج عنده الرّؤيا بكحل الأهداب، أيّ عشقٍ يروي هذا الضّوء..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١-١٢-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق