مجنونٌ
مذْ وثقتُ بدفءِ الشتاء ، وتلك السحب السوداء في ليالي كانون وماتلاه من مزنٍ ساكبةٍ وريحٍ عاصفةٍ تقتلعُ الأشجار ، مجنونٌ لمّا أستأمنتُ الذئب على بقايا الخراف ، وقد أزددتُ جنونآ لإعطاء الثعلب شيفرة القلب ومنتهى الآمال ، فعقد هدنة مع جراء الحي وبايع كلاب القوم حتى طلوع النهار ! ليصول ويجول كيفما شاء مبعثرآ أوراق نصيبي على منضدة السكر ، ونبيذ خمرته إبتسامة صفراء من شفاه ذابلة وعينين ناعستين ليوهماهُ بأنه سحر الغرام ، مجنونٌ لم يذقْ طعمَ شهدٍ ولا رحيقِ ثغرٍ فقد أمسى موسومآ بالمكر والخديعة وسرقة جمال الآمال .
علاء الدليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق