الثلاثاء، 21 يونيو 2016

التجربة الإبداعية ///// المغامرة / في شعر جاسم ال حمد الجياشي / انطباعات نقدية / الاستاذ صالح هشام المغرب

التجربة الإبداعية ///// المغامرة 
في شعر جاسم ال حمد الجياشي
انطباعات نقدية بقلم صالح هشام 
كماقال أخي الكريم س مصطفى بلعوام الابداع مغامرة ،فعلا أستاذي هو مغامرة سندبادية في خضم العدم وهذه المغامرة غالبا ما تكون غير محسوبة العواقب لأنها دائما محاطة بجميع العراقيل والعوائق التي تحاول منعها من الخروج إلى الحياة كتجربة جديدة ، هو الإبداع مغامرة وإبحار في غير المألوف وكل ما هو غير مألوف يكون غريبا عنا ، نقاومه ونتصدى له بكل قوانا لكننا نألفه بعد حين ثم يصبح في يوم ما قديما ، فإن كان مرصوص البنيان أثبت وجوده بين هؤلاء المعارضين ، وبالتالي يخلق نوعا من الألفة معهم ، والمغامرة تستوجب التضحية والإصرار لإتباث وجود التجربة الجديدة ، ولكن لا نقول بأن هذه التجربة / المغامرة تنطلق من عدم ، من فراغ ، لأنها تتسلم المجاذيف والمراكب من كل قديم ضارب في عمق التاريخ ، فلا جديد بدون قديم ،لأن الإبداع في المجال الأدبي هو مغامرة تعتمد أساسا على الامتصاص من التراكم المعرفي الشبيه بالترسبات الكلسية ، الذي يعج به جدران أرشيفات الذاكرة البشرية ، وربما أخالف بعض الشيء معلمي وأستاذي مصطفى في مسألة المحاكاة حسب فهمي المتواضع ،فالإبداع قد يعتمد في بداية المغامرة على المحاكاة لكن سرعان ما يستقل بذاته فما دام الإبداع من عدم منعدم ومستحيل ، فالمحاكاة حاصلة لا محالة لكن بشكل لا ينفي الخصائص الخاصة بالجنس ا لأدبي المبدع ، قد يحتاج الطفل إلى محاكاة أبيه في خطواته الأولى لكن سرعان ما يستقل بمشيته الخاصة ، وهذه سنة الحياة ، هي كما قلت أستاذي جاسم إنك تجمع الخيال والتناقض والمنطق ، فتجد نفسك تشتغل خارج المنطق ، وما مغامرة الابداع إلا اعتماد على جمع مالا يجمع ، والتأليف بين المختلف ولعل هذه الخاصية هي التي تخص هذا الشاعر أو ذاك دون غيره ، هذا يعني أن الإبداع اساسا يعتمد على قدرته على الخوض في عالم فوضى اللغة وتطويعها لخلق ما لم يستطع القيام به احد غيرنا ، يقول المعري : إني وإن كنت الاخير زمانه.........لآت بما لم تستطعه الأوائل 
قد نجتمع على الفكرة ، ولا نختلف فيها ، لكننا نختلف في التعبير عنها ، وهذا الاختلاف هو ديدن الابداع ، وهذا يدل على انك استاذي جاسم لك القدرة الابداعية على خوض عوالم اللغة الفوضوية التي لم تتشكل بعد ، لكنك كمتكلم تخوض غمار التجربة في هذه الفوضى فترتبها في قوالب قد تظهر للبعض لا منطقي في حين تراها انت منطقية ، فتمارس لغة جنونك الإبداعي هذه اللغة التي في كثير من الاحيان ما تفتقر الى المخاطب ، فتبقى لغة تخاطب نفسها او قل لغة صمت تقتات من صمت صمتها ، فكيف للغة يجمع فيها المبدع بين المنطق واللامنطق بين المؤتلف والمختلف فتستقبل بالاحضان ، حتما ستجد المغامرة نوعا من المعارضة لكن الإصرار هو الذي يتبثها بين ظهرانينا ، فمن هذه الجهة أرى أن الإبداع هو قدرة المتكلم على تشكيل اللغة في قوالب تعجز عنها قرائح الآخرين ، ان على مستوى التركيب أو ربط أعناق المتنافرات ، ولعمري هذا ما كان يدفع النقاد العرب الى القول عندما يتوقفون على تركيب غاية في الغرابة واإادهاش : هذا ما سبق له احد أو هذا ما قالته العرب ، وأرى استاذي ان التجربة التي تخوضها تستوجب منا التشجيع والتصفيق ، لانك كانت لك الجرأة على المغامرة كما قال استاذي مصطفى بلعوام ، والمغامرة هناك تكمن في مستوى تشكيل قصائدك بصريا على منوال ، جديد ، وهذا طبعا سيفودنا الى التجديد حتى على مستوى البناء الداخلي للقصيدة ، فمزدا من التألق استاذي !!!!
الشاعر جاسم ال حمد الجياشي -----------------------------------------
سِفر تراكمي .. في حلم متعرج الجريان ! 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م
+
\ـــــــــــ/
ل
+
\ـــــــــــ/
ح 
=
\ـــــــــــ/ 
بياض حاد الملامح 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
x
تواءمية التكوين ..هلامية 
=
ـــــــــــــــ
3
ــــــــــــــــ 
÷
ـــــــــــــــــ
أشرعة تتقاذفها ريح الرغبة 
المتدفقة حد الرغوة المندفع دخانها 
بشفيف عاطفة بليدة حيكت نسائج معطفها 
بليل دامس الملمس !
وأنا ذلكَ العصفور 
الساكب دمعه حتى نقيع الريش 
وخلع سنابكَ أجنحتي !
إذ.. إني نسيت ذاكرة التحليق 
عند أول بائع للطيور صادفني 
يا ليلي .. متى تمنحني هدأة ريحك 
لالتقط اخر صورة للذكرى مع اشرعتي 
مجتمعة .. والموقنة بالرحيل 
فلم يبقَ لي سوى أمل واحد 
تلك النجمة المستلقي ضوؤها على كتف
صحراء سفني الغارقة أنوفها 
بوحل الخديعة .. متى يا ليلي الأملس؟!
السارق ظلي 
تعريكَ أصابع ضوئي 
فأستعيد ذاكرتي ! 
من بائع الطيور المخادع 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ج - ح - ج -
ايضاح موجز .
ـــــــــــــــــــــــ نص اخر يضاف لشعري التجريبي .
لِأن الشعر نشاط أنسانيا داخليا له علاقة بالتركيب العقلي والنفسي للانسان .يعتمد هذا النشاط الخيال والتناقض والاشتغال على المنطق خارج حدود المنطق ولِأني أكتب شعرا تجريبيا تجدني اشتغل على جمع الخيال والتناقض والمنطق بشكله الحاد من خلال استعمال بعض العمليات الحسابية والتي لااستخدمها بشكل عشوائي بل اجريها كما معمول بها مما يمنحني مساحة من التراكمية السببية فتجدني اجمع اسباب ومكونات واستخرج نتائج ثم اجري عليها عمليات من جدول الضرب واستخرج نتائج اخرى واجري عليها عملية تقسيم مما يمنحني نتيجة اخرى تنتهي مع بداية النص وما يمنح تلك العمليات الحسابية الدلالة هو النص وما يتضمنه وليس العكس فلو توقفت عند النتائج التي استخرجها دون الولوج لعوالم النص سيكون نصا بصريا بحتا أي أني اعمل على نص شكل خارجي لامحتوى له .. ن ملاحظة مهمة ..التجريب بالاضافة لما له من محاسن فله مساوئه فكأننا نسير الان فوق حقل الغام قد يكون مصيرنا فيه الفناء وقد يكون العبور مصيرا. لكن يبقى لنا شرف المحاولة .اما فيما يصطلح عليه النقاد بالتيبوغرافيا فلقد اشتركت فيها مع بعض زملائي منهم اخي بابسم الفضلي ببعض النصوص لكني تعاملت معها بروحي الشعرية وتفردها من خلال تركيبتي العقلية والنفسية مما اضاف لها مع علمي وعلم الجميع بان التيبوغرفيا موجودة اصلا قبلنا وخير من يعلم فنونها هو الاعلام وعلي الاشارة لمسئلة استعمال لعلامة الزائد والطرح والتقسيم الخ اتت بشكل غير تتابعي أي من غير استخراج نتائج تراكمية تكون خادمة للنص وليست بصرية ويبقى كل ذلك في اطار الشعر التجريبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق