الأربعاء، 22 يونيو 2016

شؤون ثقافية عامة / لا عندما تمسح أو تستبدل / بقلم ماجد الجاغوب / دبي

لا عندما تمسح أو تستبدل/ماجد جاغوب
لا هي من حروف اللغة العربية التي تتسبب إزالتها من جمل معينة في قلب معناها وفحواها رأساً على عقب، ففي إحدى محطات العبور البري لإحدى الدول كتبت لافتة الرجاء لا يسمح الدفع لحملة الحقائب وبما أن حملة الحقائب من عمال المعبر خاسرون في هذه الحال فقد مسحوا حرف لا وأصبح بإمكانهم مطالبة المسافرين بأجورهم المشروعة حسب اللافتة، بعد التغيير الذي أجراه العمال ويمكن أن يتسبب إزالة الحرف في السماح بأفعال منافية للقانون لا يسمح بدخول غير الموظفين، لو تم مسح لا عن لافتة وضعت في مكان تحظر الدخول لمن هم أقل من 18 عاماً، لا يمكن الدخول لمن هم دون سن 18 عاماً، فما النتيجة إذا كان المكان يحتوي على أمور لا يمكن لغير البالغين استيعابها وتترك آثاراً في نفوسهم يصعب محوها حتى آخر العمر، وهناك أقسام في المستشفيات لا يسمح للأطفال بدخولها ويكتب عليها لا يسمح باصطحاب الأطفال دون سن العاشرة، فما النتيجة عندما يقرأ الزوار اللافتة بعد إقدام شخص ما على مسح لا وكذلك في مناطق معينة وبهدف المحافظة على سلالة من الحيوانات أو الطيور يحظر فيها الصيد ويكتب تحذير على مداخلها لا يمكنك الاصطياد في هذه المنطقة، وأقدم أحد المستهترين بمسح حرف لا ويمكن للقارئ أن يتخيل ماذا يحدث في العالم إذا وضعت كلمة لا بدلاً من نعم في حالات معينة مثل لا للقتل لا للحرق لا للتخريب لا للتدمير، لا لقطع الأشجار وهكذا، ومن المؤكد أن حياة الناس إذا استمعوا لمن يبدل كلمة لا بكلمة نعم أو من يدعو إليها أو يشجع عليها في هذه الحالات فكأنه يدعو إلى سوء المصير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق