السبت، 15 أكتوبر 2016

ذو الساقين المخططتين // قصة قصيرة للاستاذ هادي المياح // العراق

ذو الساقين المخططتين
خرج الى الشارع بنصف وجه، سار مسرعاً، تعثر في بداية الطريق، غادرته فردة نعله .. استمر يسير بواحدة .. عبرَالمخاضة التي توسطت الشارع الفرعي .. سَمِعَ باذنه اليمنى صوت بكاء طفلة .. انتبه الى أحد ما يتعلق بأسفل ساقه واذياله .. نظر اليها بعين واحدة ، ركلها بكف قدمه .. فغادرته الفردة الثانية.
رآه سائق سيارة إجرة يؤشر عليه، فتوقف. 
ركب . قال له:
-أين تريد؟ 
اجابه:
-لا يهم ذلك!
-كيف لا يهم ؟
- كما قلت لك!!
انطلقَ السائق، كان نصف وجهه المواجه له منبسطاً وعضلاته مرتخية، أما نصفه الاخر بما فيه عينه اليمنى وخدّه وآذانه اليمنى وجزء من انفه وفمه كلها تبدو للناظر من جهة اليمين كسالب صورة جانبية !
وصلتْ السيارة الى اقرب منطقة، ظل صامتاً .. وأشار للسائق أن يستمِّر .. المنطقة التالية بعيدة جدا ! لذا زاد السائق من سرعته، ووصل. لكنّه لم ينزل ، لم تكن المنطقة هي المقصودة! أصبحتْ المسافة تزداد كلما سار على الشارع العام.. المنطقة القادمة تبعد اكثر من نصف ساعة.. تراءى له كأن السيارة تطير في الفضاء .. وهي بطيرانها وشدة سرعتها راحت تبتعد عن الارض ..وأنها تخترق الكون وتمر بالكواكب .. شاهد زحل والمشتري والمريخ وبلوتو .. وشعر بلهب حراري على مسافة قريبة منه .. فأحسّ برأسه يسخن .. وبسائل يندلق منه، ومن فمه و أذنيه .. رأى صخوراً كبيرة وصغيرة كثيرة تمر كالبرق من أمامه ومن بين جنبيه .. ثمة صخرة كبيرة مشرشبة الحواف قادمةً باتجاهه ، بعد ذلك دوّى صوت انفلاق كبير في داخل رأسه .. هناك ألة عملاقة تدقّ الركائز في أحد الجسور ، وكان السائق متوقفاً على مسافة من الجسر .. لا يعرف ماذا يصنع او هكذا بدا عليه!؟
حدّق به مستغرباً بعين واحدة، وكشفَ له الاخر بغتة، عن ساقين عاريتين مخططتين بالابيض والاسود ! 
واصابه ذهول آخر فقد كان :
بنصف عقل .. ونصف وعي.. ونصف ادراك..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق