الاثنين، 21 نوفمبر 2016

ملف خاص بموسوعة ينابيع الابداع العربي والأنسانية جمعاء / للأديبة المبدعة فاطمة منصور / من لبنان

فاطمة منصور من لبنان
1-عضو =في اللقاء الادبي العاملي
في لقاء بيت الشعر
في بيت الارز
في الاتحاد العالمي للثقافة والادب
في هيئة تحرير جريدة انباء الساعة
في هيئة تحرير جريدة النبض المصري المستقلة
ممثلة مؤسسة ارض كلكامش للثقافة والاعلام
في هيئة تحرير مجلة حبر ابيض الايرانية
2-نشرت الكثير من قصائدي ومقالاتي في جرائد وصحف عربية
وفي مواقع الكترونية
نالت بعض نصوصي الترجمة الى اللغة الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية
تم دراسة ونقد بعض قصائدي من نقاد عرب معروفين
الناقد فيصل فيصل
الناقد حسين الدليمي
الشاعر الناقد علي حمادي الناموس
الشاعر الناقد الدكتور عبد الكريم راضي جعفر
الشاعر الناقد ابراهيم خليل ياسين
الشاعر الناقد هاني عقيل
الناقد امجد نجم الزيدي
الناقد علاء الحامد
الشاعر الناقد وجدان عبد العزيز
الشاعر الناقد حازم فيصل مردان
الناقد مصطفى الهيتي
من اصداراتي
1-مجموعة شعرية:من وحي القيود
2-مجموعة شعرية :امراة من فصيلة الشمس
 3-حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية (مشترك)
4-الابحار بالرغيف (مشترك)للناقد الشاعر علاء الحمد
5-الموسوعة الكبرى للشعراء العرب (مشترك)للسيدة فاطمة بو هراكة
6- حروف وهواجس ( مشترك ) للشاعر عامر الساعدي
7- تهيؤات عاشقة ( للطبع )
قراءات \
الشاعر الناقد علي حمادي الناموس

((اللوعة المفروضة.وشجاعة التطلع الانساني))
قراءتي للشاعرة اللبنانية..فاطمة منصور..
.......................................................
تعدد القراءات مجالٌ واسع لإضاءة النصوص الشعرية. وبيان خلجات النفس البشرية من خلال اطلاق عنان المشاعر الانسانية. مما تعرضه تلك النفحات التي يبوح بها الشاعر في المنتج الادبي. ومنهجية العرض لتنبيه المتلقي الحاذق وما يريده النص من هدف. بالرغم من وجود نصوص لا تهتم بذلك . ولهم رأيهم ومبرراتهم ومن يقف معهم ويوافقهم على ذلك .ما يعنينا ماذا يقدم النص للمتلقي؟ من هنا ننطلق بمحاولة أولية لقراءة بعض نصوص الشاعرة( فاطمة منصور) لنختار نصا أختيارا عشوائيا مقتفين فيه أثر الانحياز الفكري وما تروم التصدي له بكتاباتها كي لا نقع في مطب تطويع النص لما نريد بل لما تريد الشاعرة ومن خلال كتاباتها وفق المقولة المشهورة(الانسان مخبوء تحت طي لسانه لا طيلسانه)مبتعدين عن الانضواء تحت آلية مَدرسة نقدية محددة بل ننتقي ما يخدم المتلقي لننأى به بعيدا عن هوس المصطلحات التخصصية للنقد جهد الامكان وبعيدا عن دوامة الاكاديميات المرهقة كونها لا تعنيه بقدر ما يعنيه النص وادراك مضامينه وصوره وما يصبو اليه ويوصله من رسائل وسعة أفق . وهو التخيل المنتظر الذي يعمق الانتظار المفتوح على الاحتمالات اللامحدودة والتحولات التي تعيشها المجتمعات في علاقة بنيوية مع تحولات تاريخة فتعمل اللغة الأبداعية دورا مهما في تشخيص هذه الرؤى. اعتمدت الشاعرة وبذكاء المحاكات بأسلوب الترميز لجوانب يتعطش لها المتلقي الشرقي كي تثير انتباهه .لما تصبو اليه لتوضيح مضامين غائبة عنه. فهي تصرح احيانا نيابة عن بنات جنسها وتكثف الرمز احينا أخرى عارفة من أين تؤكل الكتف كي تثبت تسامي المرأة ومساواتها مع الرجل بعيدا هوس التكوين (البايالوجي) الذي استهلكه الشعراء جاعلين منها لوحة اغراء جسدي فقط ممتهنيها كحاجة ذكورية متناسين موقعها الاهم في ساحة الحياة ولولاها ما اكتملت عجلة الوجود ودورتها الطبيعية ...نحاول ان نستقرئ بعض الصور التي بثتها الشاعرة بين طيات المفردة التي تتكون منها لوحة القصيدة معتمدين على المخيلة والتماهي بينها وخلجات النفس..فتقول (انا دائماً استطرد صغراي)ما يكنه القلب يستطرد ببوح اللسان(المرء بأصغريه قلبه ولسانه)هكذا قالت العرب. من هنا يجهش هاجس المكنون في الاصغر الاول ليصرخ به الاصغر الثاني .قررت الشاعرة ان تطلق العنان لأفكارها لِقَدَرٍ صعب بين موروثات تربوية نشأت عليها اجيال فاصبحت من قِدَم التقادم حقائق مُسَلّم بها لا يجوز تجاوزها. فمطالبتهن بالحقوق( طولة لسان)والعكس هو الصحيح اذا تكلم الذكر(لا يسكت عن حقه)(لا ينام على ضيم)(يجب ان يفرض رجولته). وهي عارفة مسبقا وفق المنظومة الاجتماعية اذا صرحت. دمها الثمن(دمي عائم في الجدوى)..كبرت معها الاحلام ف(كبرت الهموم)لممنوعات صبت على رؤوس بنات جنسها( الان كبرت ايها الاجنحة الضالة)تشبيه راقي استخدمته الشاعرة لتعبر به عن احلامها التي تحلق بها عاليا ويعتبرها الموروث ظلالة.عندها اعترضت على احلامها البريئة لا تكثر منها حتى وان كانت هواية تمارسها خيالا لا واقعا .خوفا من ان تصبح أدمان يسيطر عليها وتتحول الى عشق.رفضت الحق الطبيعي كمخلوق سليم التفكير.هنا وبأسلوب ساخر تؤكد تحجيم وتقنين العقل الانثوي وانصياعه قسريا للموروث الاجتماعي بدون النظر لسلبياته..عندها تحولت المقطوعة الى آهةٍ تَصَدْعَ لها القلب (والسر الصغيرالذي تصدع هو خافقي)تصريح واضح لما حاولت ان تخفيه الشاعرة. محنة الانثى والعقل الشرقي.فتجمدت كل المشاعر وتحولت الى آلة على شكل انسان .هذا جُلَّ ما يصبو الية الموروث الشرقي.وبه تحدد القيمة .ولأجله كل الترانيم والاغنيات مهملة...( وحمائم احلامي ترانيم لأغنيات مهملة)............
((القصيدة))
.............
(اغنياتي المهملة)

انا دائما استطرد صغراي
دمي عائم في الجدوى
ونبضي شفيف في ماء الطفولة
النوارس ﻻ تعيدني الى حدود الوداعة ...
اﻻن كبرت ايتها الاجنحة الضالة
ايتها الفصول
ﻻ تجزلي باغنياتي البريئة
من ياء الهواية
الى الف الهوى
اخضراري
يموج في حلاوة القلب
تستغرقني في قزح سحابة تمر
والشمس تبذر من سنبلة
والسر الصغير الذي تصدع
هو خافقي
صغراي....
قطب جليد ذاب في خمر الدقائق
وحمائم احلامي
ترانيم ﻻغنيات مهملة

هنا تأويل ذاتي وهم جماعي يتقاذفه العقل والافتراض .ان صور الومضات في شعرها تتكئ على الترميز يبقى على المتلقي أن يكتشف ما تريد ان توصله الشاعرة بالصورة المبتعدة عن المباشراتية مستخدمة الترميز المكثف بتقنيتها الخاصة .فأشبعت الذاكرة بالفيض التاريخي والاجتماعي لذا يحتاج شعرها الى تأويل مضاعف .كلّ حسب قدرته على قراءة النص والابحار فيه مع مراعات الدلالة والمعلول بتقنية تصاعدية متسلسلة والتي يسميها (بول ريكور)*( التعادلية الشعرية) أن صور الشاعرة بعيدة عن النمطية والمألوف متجهة الى مطالب مشروعة لتهشيم جدار العزلة بينها وبين الطرف المكمل لها والمكملة له .اليس هو حقا انسانيا واخلاقيا مشروع؟؟هكذا قرأت الشاعرة فاطمة منصور وتبقى القراءة مفتوحة لتعددية اخرى....
بقلم -علي حمادي ناموس\ العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بول ريكور)* فيلسوف فرنسي هو أحد ممثلي التيار التأويلي..ومن ثم أهتم بالبنيوية ويعتبر رائد سؤال السرد(النظرية
والتأويل)
..........................................................................................................................................................................................................
نوافذ القراءة وباطن النص
           مجموعة (من وحي القيود) للشاعر فاطمة منصور إنموذجاً
                                                              أمجد نجم الزيدي
    يرفض الشعر ان يتموضع في انساق التصورات العامة لعالمنا المعيش، لانه اعادة خلق لهذا العالم، وجنوح مستمر في فهمه – انجاز لي القول- من خلال البحث في البنى التي تكون الصورة الخارجية والسطحية له، الصورة الجامدة والمعروفة والمتوقعة، لانه بحث في الجوهر، واكتشافه هو –بتصوري على اقل تقدير- اكتشاف لمحركات هذا العالم.
   لذلك فهذا الجوهر المغلف والمغطى بالقشرة السطحية للغة، يخفي عالما باطنيا للنص الشعري، فاللغة الشعرية لديها القدرة على اخفاءه، خلف حجب بلاغية وسياقات بنائية، تحتاج الى ذائقة مدربة لاكتشاف تلك المجاهيل، لانها – اي اللغة الشعرية- غير متصالحة مع العالم الواقعي المكشوف والمباشر، بل هي وسيلة لاعادة بناءه من منظور متعدد، غير جامد في سياقات بنائية وايحاءات دلالية لا تتطامن لها الذائقة التقليدية، واللغة المباشرة بدلالاتها التي تمثل سطح النص هي نوافذ نطل منها الى باطنه، وليس معنى هذا ان قراءة تلك النصوص يجب ان تكون خاضعة لهذا المفهوم الذي نفترضه هنا، بل انه سياق تتخذه بعض النصوص لمحاولة التخلص من السلطة المعجمية للغة، اي ان الشعر لا يدع مجالا للمفردة القاموسية ان تحافظ على وجودها وكينونتها، بل انها تزيف تلك المرجعية بما توفره العلاقات التي تنشأها دلالات النص والفضاءات التي تجترحها، المرتبطة أكثر بذلك النص وفضاءه النصي.
    يغلب على اكثر النصوص النسوية طابع مميز وهو ذاتية التجربة الشعرية، وتتخذ اسلوب البوح الشعري وسيلة لبناء هذا النص، وهذا الاسلوب ربما ولارتباطه بذات الشاعرة وهواجسها ومشاعرها، ينحو الى ان يهتم بسطح النص والدلالات التي يولدها، بينما باطنه فيأتي عارضاً للوهلة الاولى، بينما يمكننا عده وان كان غير مقصود، كما توحيه القصيدة الذاتية البوحية، وجودا لازماً، لان لاوعي النص يكشف الانساق الثقافية المتحكمة بذات الشاعر حتى وان حاول اغفالها او تغطيتها، لان كل دلالات النص ومفرداته وكما اسلفنا هي نوافذ تقود الى الوجه الاخر لهذا النص، وهو عالمه الباطني وجوهره الشعري المغاير عن دلالاته المباشرة، وبوح الانثى يختلف عن بوح الذكر، لان الذكر الشاعر يميل في اغلب الاحيان الى تجريد هذا البوح، من خلال اختلاق علاقات وتراكيب مع العالم الخارجي، يسعى ربما بها الى اكتشاف ذاته بدل الانغلاق عليها ومحاورتها كما يفعل النص النسوي.
    وفي مقاربتنا هذه لمجموعة نصوص (من وحي القيود) للشاعرة فاطمة منصور، لن نحاكم النصوص بأعتبارها نصوصا نسوية، او هي بوح انثى ومقارنتها ببوح الرجل، وانما سنحاول ان نكتشف ما اسميناه النوافذ التي تفتحها القراءة الى باطن النص، والاحالات التي ممكن ان تجترحها هذه القراءة، وان كنا سنعرج على موضوع (البوح) في بعض النصوص، كآلية شعرية تستعين بها الشاعرة.
    يثير نص (فلسفة) وهو اول نصوص المجموعة تساؤلا مهما، عن تلك النوافذ التي تحيلنا الى الطرف الاخر من القراءة والذي نسعى الى اكتشافه:
الرأس شرخ أولي من خطأ رائب
حين استعصى في الاثر
تزلف في جزر الجنون
بجريرة تأكلها نيران الله
حيث اننا لو جردنا مفردات هذا النص، وصنفناها بحسب دلالتها الى صنفين أحدهما يرتبط بالعالم الواقعي الموضوعي المحسوس، والاخر بالمتخيل والافتراضي واللامحسوس، لأكشافنا ان الصنف الاخير والذي من الممكن ان نفترض انه تلك النوافذ التي نقصدها والتي ستحيلنا الى جوانيات النص وباطنه، يتناسى ان المقصود بتلك النوافذ ليست كونها تنتمي دلاليا الى المفترض والمتخيل واللامحسوس، وانما هي اداة تنشأ من خلال العلاقة الدلالية بين هذين الصنفين، لان المفردة بكونها منغلقة على نفسها لا تحقق ذلك الانتقال الى ماوراءها، الا بكونها جزء من اللعبة التفاعلية بين سطح النص وباطنه، ربما يقود هذا الكلام الى بعض اللبس في فهم مرامينا، لذلك فالنستعين بالنص لكشف هذه الافتراضات، فمثلا مفردة (الرأس) تشير الى دلالة مادية محسوسة وكذلك (شرخ) و(رائب)، بأستثناء (خطأ) والتي تشير الى مفردة تقييمية افتراضية، اي ان ليس لها وجودا ماديا حقيقيا، وايضا يمكننا ان نجد هذا الافتراض ايضا بمفردات اخرى داخل النص، كـ (الجنون) أو (جريرة) وحتى (نيران الله) التي تنتمي دلاليا الى عالم افتراضي لا محسوس، اما ما تحيل اليه هذه المفردات ودلالاتها وبالتفاعل بينها، فهي النوافذ التي تفتح على شعرية النص وفرادته، اي العلاقة بين هذين الصنفين من الدلالات، اذ ان هذه العلاقة ترسم لها مداراً يبتدأ بالرأس، الذي كما وصفناه سابقا بحسيته وماديته، ماراً بـ (خطأ) الباني له بدلالة حرف الجر (من) الذي يدل على التبعيض، رغم تفارقهما دلالياً، الا اننا يمكننا قبول هذه العلاقة بصورتها المجازية، وهي الخطوة الاولى في مدار دلالة النص التي ابتدأت بالرأس ودخلت الى الحدود التي فرضتها الدلالة الاخرى وهي (خطأ)، والذي تسير على منواله باقي دلالات النص، لتنتهي بـ (تأكلها نيران الله) التي هي حتمية بالمعنى الديني الذي ينهي المادي في اللامادي او المفترض كما اطلقنا عليه.
   وهذا الافتراض الذي بنيناه سابقا بقراءتنا لنص (فلسفة) ينطبق ربما على بعض النصوص الاخرى داخل المجموعة، ولكن ضمن حدود التصنيفين وليس المدار الذي يصنعانه، وهذا الامر يحسب لهذه النصوص، لانها بهذه الطريقة لا تقع ضمن تراتبية وايقاع بنائي واحد، وانما تتنوع تلك العلاقات بتنوع المداخل الدلالية المشتركة بين الصنفين، وهذا الامر ينطبق بنسبة أو بأخرى على النص الثاني، وهو (ثيلاسيميا)، رغم ان فهمي قد تعثر قليلا لاحد مفردات النص والتي ربما تكون نتيجة خطأ طباعي، قد يؤثر على الدلالة وهي كلمة (عريا) في النص والتي اعتقد انها (عاريا):
لا وحل لبرهة تتبدد في الدقائق
الريبة التي اينعت في كيمياء الوقت
كانت جسرا عريا
بلا ستائر
يمور في لجة دمي.
ونلاحظ على هذا النص ان العلاقة بين الصنفين الذين افترضناهما سابقا هما اللذان يحددان اللعبة البلاغية التي يلجأ لها النص، فمفردات كـ (وحل)، (جسرا)، (ستائر) و(دمي) كلها دلالات تحيل الى المادي والمحسوس، بيد انها تختط لها مسارات بنائية مع مفردات اخرى تنتمي الى الصنف الثاني، التي تنقلها – بهذه العلاقة- الى فضاء اخر بعيد عن فضاءها كلغة قاموسية متداولة، وهذه المفردات هي (برهة)، (دقائق)، (الريبة).. الى اخره، وهنا يجب الوقوف على ملاحظة اعتقد يجب الاشارة اليها، وهي ان هذه التقسيمات وهذه العلاقات والتوصيفات، ربما تكون متذبذبة من نص لاخر،كيف ذلك؟ هذا ما سنلاحظه على بعض النصوص التي ربما لا تكون خاضعة كليا لهذه التوصيفات، وقد تظهر ربما بصورة هامشية بين طيات النص.
  أما الموضوع الاخير الذي اعتقد يجب الاشارة اليه هو ما اسميناه بـ (نصوص البوح) بعيدا عن كونها نصوصا نسوية او ذكورية ولكن قراءتنا لها ستقع تحت الافتراض الذي اجترحناه منذ البدء، ففي نص مثل(سمكة) وفي مقطع منه:
كأن البحر عيناه
وانا تحت وطأته
مجرد سمكة دون حركة
اتنفس انفاسه
واعيش اوقاته
 وحين يداعبني
اقفز من وطن الى أخر.
نلاحظ على هذا النص ما قلناه سابقا، بأن كل مفرداته ودلالاتها تحيل الى المباشر الواقعي، حتى وان غلف ظاهريا بالشعرية، ولكن يبقى تعاملنا المباشر معها مرتبط بالعلاقة الثنائية بين ذات تبوح وأخرى يتوجه لها الخطاب، ولكن ان اعتمدنا الالية التي اجترحناها سابقا وقسمنا مفردات المقطع على الصنفين الذين اشرنا اليهما سابقا، سنرى ان هناك دلالة اخرى تنهض من باطن النص، واعتقد ان اهم هذه العلاقات هي بين (عيناه)، (سمكة) كوجود مادي محسوس، و(وطن) الذي هو مفردة افتراضية تطلق على مكان مادي. وهذا ايضا ربما ينطبق على نص اخر هو (بشبه اعتراف):
(الان)
بشبه اعتراف
 قال لي:
وهو يصفها بأشتهاء
شعرها
هذا الكستنائي
حزمة الشغف الهائجة
يحيط بي
يفتح للافق نافذة من الاحلام
وويدخل في هذا الحيز ايضا نص (حافية الروح):
كم اشتهي ان اغفو
على عنق ليلك..
وأروي عطشي
من فجر همسك..
وانا حافية الروح
أداعب ليلي بفجرك
حيث نلاحظ على هذا النص سيطرة الدلالة اللامحسوسة، والتي تدخل حيز المحسوس (لن اغفو على عنق ليلك)، اي ان المادي (عنق) دخل ضمن حيز اللامادي وهو الليل، ضمن العلاقات المجازية التي بناها النص، وان تسطحت الدلالة قليلا بعد تكرار مفردة الفجر مرتين داخل هذا النص القصير، والتي ربما تربك القارئ والمؤول لدلالاته.
لا يمكننا في هذه المقالة القصيرة ان نحصي كل النصوص التي قد تقع تحت الافتراضات التي سقناها، ولكننا سنكتفي بهذا القدر من النماذج التي نتمنى ان اختياراتنا لها استطاعت ان توضح مرامين
.....................................................................................................................................................................................................................................
(نــــصوص\8)
1

عاشقات النذور

والهوى قطفناه نجوما
غمرتنا امنيات ولقاء
أمطر عطرا وعناقاً
وولادة قمر
رقصت على فرحنا
نسائم المساء
وعذارى السحر
وعاشقات النذور
تغنت بأحلى القبل
لنا انحنت همسات الاماني
وتمايلت بعذوبة الوصال
علّنا ٠٠ علّنا
غرقنا قبل انبلاج الفجر



2

شفاهك أغنية

ولحنها قبلاتي الوردية
ولعناقك جسورمسائية
هاتها تلك اللمسات
واتركني أغفو ...
على وسادتك المخملية
حلوة أحلامي معك
كررها أرجوك
هي آخر أمنية

3

تعويذة النسيان

لاح في افقي
هائما...تائها
عاصيا عني
دنوت...اقتربت منه
ياااااه
من جمال عينيه
روعة مبسمه
ساحر مشعوذ ...هو
لا ادري ان كان
لكنني في عالمه
مسحورة
امشي بلا وعي ..بلا علم
لا اقوى على حالي
يا حالي
لا ارض...ولا سماء
تطالني
في بحوره غرقت
ومن الغرق
لا انوي
ان الوذ
خذنيته بي
الى اعمقاعمق
نقاط بحورك
الى ادق تفاصيلك
والقي علي
تعويذةالنسيان



4

تحت المطر

تحت المطر
تذكرت مظلتي
هاجمني شتاء الغابات
مبكرا
واستفزت الرياح
دلع الشجر
اضطربت الاغصان
تساقطت اوراقها
هربت من بين ذراعي
العصافير خائفة مبللة
من صراخ الليل فيها
صحت عاليا
في وسط الرياح
ايها الكوخ البعيد
كيف تصل اليك
اقدامي المثقلة بالذكريات
ووجه حبيبي
في نسائمك المتسارعة
وفي الرعود يروح ويجيء
كنصف قمر يبتسم
وعند رصعات خديه
ينزل القطر
واناملهالبيضاء
تومئالي تعالي
اختبئي تحت شجرة
احتمي
في اسمائنا المحفورة فيها
واحتمي في ذاكرة البلل
واهربي ... اعطفي شمال
اوتعالي يمينا
حاذري ان تسقطي
هنا حفرة ... هناك حجر
امامك جدول
ان الحبيب
عند الموقد الحجري
ينتظر
في مدن يضيئها الدفء
وحنان ذراعيه
يقف العمر كله
دافئا بالكلمات


5

ازرار قميصي


تنسل انامله باتجاهي
ترتجف ازرار قميصي
يفز الصبح يخذلني
حين يكبر طفل عشقي
يطالبني بحلم البراءة..
اه لحلم ماعاد يساورني
ولا لون ثيابي يعشقني..
فعد بأناملك تداعب اغطيتي
ترتجف الشمس
في صبحك
وتضيع اصابعكفي شعري
فيعود ليلك
يتنهد قربي
يطالبني بقبلة
لاتضيع في مدار الوقت
فقميصكالزهري
يطالبني بقبلة


6


الوردة الحمراء


اتاني مختالا
واشبعني شعرا
مس اطراف قلبي
فكّ ضفيرتي
سرّح شعري بأنامله
رتّبه ...عاينه...تأمله
شمّه
شبك وردة حمراء بخصلاته
اصبحت كالريشة بين يديه
واهداني قبلة على الجبين
فاحمرّ الخدّان
وتصاعد الدم
ياويلي ما حلّ بحالي
اصبحت ادور في مكاني
حملتني العصافير عاليا
السماء ابتهجت
الارض فرحت
كل ما في الكون
رقص وزغرد
كم وكم وكم
اتمنى ان يعود
ويسرح لي شعري
بيديه مرة اخرى


7

زورق بلا شراع


اشعلُ ضلوعَ قلبي
حطبا...لا يقاد ذاته
جحد
واتهمني بالبخل
كأني من انكر
وما بين غضبي وشوقي لقائك
احترقُ تحت لهيب انفاسي
لأجد نفسي فيك ذائبة
اذ اذكر التلاقي
لا استطيع منع كياني
فيغيض صبري
لأتحطم قطعا صغيرة
عند سماعي لهاثك الدافئ
انينك يخترق شراييني...
يسبح بروافد جسدي
ولوعة متأججةتملئني رهبة
يا هذا
انك تتأرجح...على وهجي
على ناري الهادئة
فاْنازورق بلا شراع
لا شاطئيأويني
ولا مرفأ يحضنني
ما زلت تائهة
في بحارك
على جمر نار لقائك
الذي انتظره كجنة.

8

يسالونني

يسألوني من هوذاك الاتي..؟!
هذا الذي يحمل في حقائب اسفاره قبلاتي
ورائحة عطري وفيض آهاتي
حين يمضي له شاغر
أقصى يسارالصدر  ..
كل الالوان ..أراها .. هو
كل الزهور .. حتى السحاب
حتى المطر ..
كل النجوم حتى القمر .اراها ...هو
والبحار ..والشجر
 ان قبلني ولامست شفتاه
شفتّي ..يتجمع العاشقون
حولنا بلمح البصر
وان عانقني ...بدفئنا
ثلج الشتاء يذوب كالنهر
ويسألونني من .. هو
هوالهواء لي
ما ناديته يوما إلاحضر
هو انا ... هو انت ... هو هو
هو في عالمي كل البشر
.........................................................



هناك تعليق واحد:

  1. كم احسد نفس احيانا لانني اعرفك
    وكم احتاجك احيانا فألتفت بجواري اجدك
    كلها حكايات نرويها لمن سوف يقبل على الوجود
    ونكون نحن تحت طوى النسايان العتيق
    فكم جميل ان ينقل الأثير هذه المشاعر والحنين
    وكم جميل ان تكون في القلب تسكنين
    سيدتي
    وروح نبضاتي ووجداني
    هل تعلمين
    هل تعلمين انني احببتك منذ سنين
    هل سألتي القمر يوما ؟
    هل سألتي موجات البحر عن الحنين
    ففي كل مد وجزر وأكنمال هالة البدر
    اكون في انتظارك فتأتي بثوب ابيض جميل
    ملاك ساحرة وباقة من الورود تحملين
    سيدتي
    ما أجمل الصباح الذي فيه انفاسك العطرة
    وما أجمل الكون الذي فيه تسبحين
    كلما تأملت دروبي
    وجدت خطواتك تسبقني الى الحنين
    فأي حنين بعدك سوف يكون
    كلها أيام تمضي وأخرى تأتي الى حين
    وتبقى الملاك ملاك ويبقى عبق السنين
    ففي عيناكي أتأمل بشغف ولهفة الحزين
    اعلم انك تعلمين
    سالم ابودبوس

    ردحذف