السبت، 3 ديسمبر 2016

من الرابح من الخاسر ؟ / بقلم عبد الله محمدي / تونس

الهجرة أنواع تختلف باختلاف الغايات والظروف وشخصية المهاجر .ليست كلها سلبية ولا كلها مريحة .
أقترح عليكم هذه المحاولة وليدة اللحظة تصف شباب اليوم
من الرابح من الخاسر
عاش الخصاصة بين أحضان والديه الأكرمين .لم يرض بما رضيا به من حرمان لأن حضنيهما لم يردا عنه النظرة الدونية في الشارع المقيت. اجتهد وثابر في المدرسة والمعهد والكلية ليرفع رأسه بأعلى الشهائد العلمية لكنها لم توفر له ثمن الخبز. تربه الذي غادر المعهد مبكرا يدير مصنع أبيه .عرض عليه شغلا بالفتات لا يغني من جوع .رفض بالطبع، غضب . اقتلع جذوره، ألحق بهما أسنانه وأنفه . استغنى عن مشيته. تاق إلى أم أخرى حليبها دافئ يعطيه نخوة. قرر وعزم . ركب البحر لكن الزورق المهترئ سرعان ما غطس في الأعماق. لحسن حظه مرت سفينة .أنقذه ربانها هو وصحبه.
على الشاطئ الآخر استقبله العراء والبرد والجوع ورجال الأمن .استضافوه اسبوعين في غرفة معزولة . حسبوه إرهابيا له مخططات هدم . لما اكتشفوا سره رموه بالشارع فالتقطته غانية ذكية. طلبت منه مرافقتها. كسته وأشبعت بطنه. عفوا ، كانت قد اشترطت عليه قبل ذلك ان يجعلها أميرة دربه أينما حلت على أن توفر له القوت والنكهة. 
كان عليه أن ينسى ما تعلم، وأن ينسى الكرامة والمبدأ فأميرته أصبحت هي المعلم.فهي وحدها تعرف كيف تعيش .
قبل الشروط وأمضى بكل أصابعه ونفذ للتو .
عبدالله محمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق