مربع بغداد
محمد علي الشعار
نوارس أحلام القصيد ودلُّها
ودجلة ما روَّى القوافيَ نخلُها
وليس كبشار بن برد بحيها
إذا بعضها أذني، فعيناي كلُّها
وصُلِّبتُ أشواقاً، هواكِ وعزَّتي
فتبرد أوصالٌ ويحرق مثلها
وراحت على شوك الورود تدلني
ورحت على القطر الندي أدلُّها
توائم ما جاد النقيض بحسنه
ففي شفتي خَلٌّ وفي القلب خِلُّها
لبستكِ أوهاني ولف جبيرتي
وعكاز شيبٍ من ضلوعي أسلها
عريشتك النشوى ضفائر مهجتي
وأتعبني ضفري لهنَّ وحلُّها
وزنبقكِ الساهي على شرفاته
أحاديث نجوى لا يملُّك فصلُها
وهبتُكِ أبصاري ومحض بصيرتي
وأرجوحة بين الحواجب حبلُها
فهيَّجتِ أشجاني ومعبد بركتي
كما طار من أعشاش صمتك نحلُها
ووزرك تلو الوزر عندي كريشة
فخفُّ على جيد الحمامة ثقلها
يمرُّ بي الغيم النبيذيُّ ماطراً
وشمسك في كأس النديم أبلُّها
وكسرة أحلامي بقاياك ليلتي
وفيك بقاياي الدموعُ وكُحلها
شباكي من سرد الحفيف أقصُّها
فأكثرها همسي وبوحي أقلُّها
وما زال في الكرخ القديم زريقها
يودِّع أقماراً تبارك وصلها
وبوصلة بالحب تاه سبيلها
وأجزل خطوات الفؤاد أضلُّها
شققت إليك الدربَ نصف مجنَّح
فحيناً بها أحبو وحيناً أظلُّها
فأرسلتُ نايات الهوى وأصابعي
وجلَّق من لوز الشفايف هلُّها
توسَّدتُ اشتاتي على النار هائماً
فبغداد في جرحي يلملم شملها
وربّك طيَّان القبور وشمرها
تماهى بها فنَّاً وأعياه جبلها
ووجهك في وجهي موانئ غربتي
وترحالُ آلام اليراع وحِلُّها
عراقٌ على مُرِّ الخطوب مآذنٌ
يحاك بأثواب السماء أجلُّها
تصول بأنياب الزمان ملاحمٌ
وأطلسك العسَّال فيها أذلُّها
وما صعَّر الباغي عليك خدوده
ولا يده إلا وربي يشلُّها
على جرحك المصقول زلَّت قوافلي
فكم فوقه جالت رماح ونبلُها
وحدَّادك المسكين قُوِّس ظهره
يقوِّم أسيافاً وأنت تفلُّها
فمن خافقيك الأرض غنَّت نشيدها
فسهلك أوتار وزرياب تلُّها
وفانوسك السهران لغز فراشة
وقِبلة عشَّاق الجِمَالِ وثُكلُها
أغطِّس فرشاة العذاب بلونها
فهاتيك لوحاتي وذلك شغلها
وها هي مرساتي، سفيني، وبحرها
وملهى، ومأساتي، وجِدِّي، وهزلها
نقاسم أكدار الحياة سوية
ومن راحتَي كفِّ المنون نعلُّها
وأغلقت أبواب الشآم وفوقها
قناديلُ أشعاري، حجابي وقفلها
سأعبر منديل الوداع بلفتتي
فكوفان من نوحٍ وحِطَّة أهلها
طويتك عن سبع طباق نوائباً
وما بين كل اثنين وضعي وحملها
وعدتُ كأدراج الرياح ببيدها
وأشرعتي خلف المسيرة رملُها
***
محمد علي الشعار
هذه القصيدة فائزة بمسابقة اتحاد كتاب العرب 14 /3 / 2004 جائزة الجولان للابداع اﻷدبي على مستوى القطر في الجمهورية العربية السورية .
وهي من مجموعة ... أنساق الغياب. ....الشعريه الصادرة عن وزارة الثقافة .
2015
محمد علي الشعار
نوارس أحلام القصيد ودلُّها
ودجلة ما روَّى القوافيَ نخلُها
وليس كبشار بن برد بحيها
إذا بعضها أذني، فعيناي كلُّها
وصُلِّبتُ أشواقاً، هواكِ وعزَّتي
فتبرد أوصالٌ ويحرق مثلها
وراحت على شوك الورود تدلني
ورحت على القطر الندي أدلُّها
توائم ما جاد النقيض بحسنه
ففي شفتي خَلٌّ وفي القلب خِلُّها
لبستكِ أوهاني ولف جبيرتي
وعكاز شيبٍ من ضلوعي أسلها
عريشتك النشوى ضفائر مهجتي
وأتعبني ضفري لهنَّ وحلُّها
وزنبقكِ الساهي على شرفاته
أحاديث نجوى لا يملُّك فصلُها
وهبتُكِ أبصاري ومحض بصيرتي
وأرجوحة بين الحواجب حبلُها
فهيَّجتِ أشجاني ومعبد بركتي
كما طار من أعشاش صمتك نحلُها
ووزرك تلو الوزر عندي كريشة
فخفُّ على جيد الحمامة ثقلها
يمرُّ بي الغيم النبيذيُّ ماطراً
وشمسك في كأس النديم أبلُّها
وكسرة أحلامي بقاياك ليلتي
وفيك بقاياي الدموعُ وكُحلها
شباكي من سرد الحفيف أقصُّها
فأكثرها همسي وبوحي أقلُّها
وما زال في الكرخ القديم زريقها
يودِّع أقماراً تبارك وصلها
وبوصلة بالحب تاه سبيلها
وأجزل خطوات الفؤاد أضلُّها
شققت إليك الدربَ نصف مجنَّح
فحيناً بها أحبو وحيناً أظلُّها
فأرسلتُ نايات الهوى وأصابعي
وجلَّق من لوز الشفايف هلُّها
توسَّدتُ اشتاتي على النار هائماً
فبغداد في جرحي يلملم شملها
وربّك طيَّان القبور وشمرها
تماهى بها فنَّاً وأعياه جبلها
ووجهك في وجهي موانئ غربتي
وترحالُ آلام اليراع وحِلُّها
عراقٌ على مُرِّ الخطوب مآذنٌ
يحاك بأثواب السماء أجلُّها
تصول بأنياب الزمان ملاحمٌ
وأطلسك العسَّال فيها أذلُّها
وما صعَّر الباغي عليك خدوده
ولا يده إلا وربي يشلُّها
على جرحك المصقول زلَّت قوافلي
فكم فوقه جالت رماح ونبلُها
وحدَّادك المسكين قُوِّس ظهره
يقوِّم أسيافاً وأنت تفلُّها
فمن خافقيك الأرض غنَّت نشيدها
فسهلك أوتار وزرياب تلُّها
وفانوسك السهران لغز فراشة
وقِبلة عشَّاق الجِمَالِ وثُكلُها
أغطِّس فرشاة العذاب بلونها
فهاتيك لوحاتي وذلك شغلها
وها هي مرساتي، سفيني، وبحرها
وملهى، ومأساتي، وجِدِّي، وهزلها
نقاسم أكدار الحياة سوية
ومن راحتَي كفِّ المنون نعلُّها
وأغلقت أبواب الشآم وفوقها
قناديلُ أشعاري، حجابي وقفلها
سأعبر منديل الوداع بلفتتي
فكوفان من نوحٍ وحِطَّة أهلها
طويتك عن سبع طباق نوائباً
وما بين كل اثنين وضعي وحملها
وعدتُ كأدراج الرياح ببيدها
وأشرعتي خلف المسيرة رملُها
***
محمد علي الشعار
هذه القصيدة فائزة بمسابقة اتحاد كتاب العرب 14 /3 / 2004 جائزة الجولان للابداع اﻷدبي على مستوى القطر في الجمهورية العربية السورية .
وهي من مجموعة ... أنساق الغياب. ....الشعريه الصادرة عن وزارة الثقافة .
2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق