السبت، 5 أغسطس 2017

حنين يلسعني / بقلم الشاعرة المبدعة : وفاء تقي الدين // سوريا

حنين يلسعني 
بي حنين يلسعني ويطنطن كالنحل بين جوانحي
أجهل كنهه ، أو سببه ، يربكني
كثيرا ماأشعر بلسع الحنين والطنين الخفي ، يؤثر علي ، يجعل أوصالي تتقد ويشتتني 
يأتيني عند وقوع حدث كبير ، يغير مسار حياتي ، ويغيرني 
ربما حنين مرتبط بأيام وسنين خلت من عمري، أسعدتني ، أو أحزنتني 
ربما بحبيب ماوجدته ؛ وقط يوما لم يلتقيني
وربما بحدث يغير مفاصل حياتي يهذبني أو يقتلني
ربما.. وربما بأمي التي رحلت ، ووحدي تركتني
اشتقت لجسر ابتساماتها امتد لتتهادى بين جناحيه بتؤدة سعادتي 
فليغب القمر ولتنطفئ الشمس 
ولتفض البحار والمحيطات ، ولتغمر الغابات 
برحيلك ، لم يعد شيئا مهما أماه 
أنت من علمني كيف ألبس الحمام الأطواق؟
وكيف أجعلها تحلق مع الأحزان وتغيب في السديم
مؤجلة وهني وحزني ؟
بي حنين لشيء مجهول يستفزني 
جعلني أكبت أنات من عظمة الإحساس وثورانه ، تتكبدها روحي أرهقني 
فلا تسل بعد هذا من أين يأتي الرعد ؟
ولم يصم الهزيم الآذان؟
ولم يفقد الحكيم اتزانه ؟
فالرعد وجد منذ غابر الأزمان ، وما زال يهذي ويزجر وهذا ديدنه 
ولا تسل لم اختفت من السهل القطعان ؟
ولم ترتع الذئاب عندما يختفي الحكماء النبلاء ؟ 
ولم انكسف القمر؟ 
ولم تطغى الشمس وتحمأ ؟
ولا كيف تستطيع إغناء الحقل بعد الإضمحلال ؟
ولا لأي الأفكار تنتصر ؟
ولا كيف تحتل موقعا رشيدا وتختار ؟
سل هل نقضي على موروث القهر بالقهر ؟
والإضطهاد بالإضطهاد ؟
ماذا سيخلف القضاء على الموروثات الأليمة غير مزيد من الألم ؟
" لاتكثر من الغوص في الذكريات 
جميعها مؤلمة حتى الهانئة منها تثير الألم لفواتها وعدم القدرة للإمساك بها لبقية عمرنا الباقي "
قم وصلي ركعتين عل روحك المعذبة علك تنتشي قليلا
ولعل ألمك العظيم يستكين ويغفو في سبات 
لاتصارع الأقدار لأنك كمن يصارع دبا قطبيا بلا سلاح ، فحتما ستنهار 
حنين وأفكار تتبادل المواقع في معركة الإحساس والوجود ليل ونهار 
سأذهب لاقرأ كتابا ما في الفلسفة الوجودية 
لأني أريد أن أكون أكثر تعقلا وحكمة 
لأستطيع أن أحدد قوانين الحياة 
وأدافع عن رسالتي و قيمي المنتقاة 
باعتبارها طريقا ليتفهمني الآخرون 
فأنا لاأحيا ككثير من الناس في الأوهام اللذيذة 
منذ زمن بدلت طريقة حياتي وواجهت الحقائق بمرها وحلوها بشيء من الإصرار 
فالحياة قابلة لتُبلغَ كلية الأشياء 
فقط لمن هو مهيأ لتقبل الرسائل الحية 
ولمن يحيى حياة تتماهى مع الواقع 
ومن يرغب في إدراك حياته بلا ارتهان أو استهتار 
تعال حبيبي 
لنضع دستورا يتخطى المعروف
نتحرر من الوثوقية .. فلا حقيقة مطلقة غير قابلة للتغيير 
الحقيقة الوحيدة الثابتة في الكون هي دوام التغيير
والواقع شاهد على التبرير 
فلا النجوم مستقرة ولا الضغط الجوي ثابت لايتغير 
كل شيء في تغيير لحظي يبهرني ويدهشني ويجعلني أستغرق بالبحث والتدقيق 
دعنا نعمل بالواقعية ذات القيم المنتقاة بعناية 
ونجعلها دستورا وقيما تغنينا باستمرار 
دعنا نبتعد عن الدوغمائية ونكون أحرارا منصفين 
لاأريد الحياة أن تتمرد وتهزمني 
سأسابق الزمان وأجعل منه حارسي الأمين 
سأستغل دقائقه لأبدأ قصة جديدة مع الحب والسلام 
دعنا نضيء الظلام 
نتمرد على العتمة بالنور نتلألأ 
وبكلمات وقسم كل يوم نبدأ صفحة جديدة نقية 
في الحياة مايستحق التفكير والإهتمام 
والعناية الإلهية مع المستحقين تنصرهم على الدوام 
.....................................................................
وفاء تقي الدين 
سورية دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق