الخميس، 3 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // حبّاتُ تُراب // كُتبَ النص بمداد الشاعر : فراس المصطفى // سوريا

حبّاتُ تُراب 
/ فراس المصطفى /
.................................
كُلُّنا سَواء 
مَسيحيُّون.. مُسلِمون..
وكُلُّنا أولادُ أُمّنا حَوَّاء..
فَرَبُّ الخَلقِ واحِدٌ..
ويَسوعُ في نُفوسِنا.. وآية القُرآن..
ومَريَمٌ تأثّرت بما رأتهُ عينها..
في جلد روحِ الله..
سورةٌ لها في قلبِ قرآنٍ 
قد تنزَّلَ خاشِعاً على حبيب الله..
ويأتي العيد.. بعدَ الصَّوم في رمضان..
ويزورُنا مسيحيُّونَ.. مسلمون..
هكذا تعودُ الذكريات..
وسَيِّدُ الغيابِ موسى يخطبُ
في كنيسةِ الصلاة..
يتكَلَّمُ الكلمات..
تقرُّباً وتآخياً.. بلْ وتشارُكاً..
فالدِّينُ محبَّةٌ وسَلام..
أينَ أنتَ يا حَبيب..
يا سَيِّدَ المَغِيبِ أنتَ..
يا إمامَ مَحَبَّةِ الإخاءِ يا موسى..
إلى متى الغِياب..
أَحِبُّوا بعضَكُم
كما قالَ يَسُوعُ في بشارته..
وكما أراد محمدٌ وعترته..
عليهم أزكى التحية والسلام..
لا تَلُوموا الدَّمعَ في عَينَيّ..
فإنَّني مُتَألّمٌ.. 
بكيتُ على الحُسين مُنذُ طفولتي..
ممزوجةً بخمرة العبرات..
وفاطمةٌ تمزَّقَ قلبُها.. تهشّم صدرُها..
بَكَتْ على رسولِ الله..
وتأوَّهَتْ آه الحُتوف على مصارع كربلاء..
وبكيتُك أمي.. فكُلومُك في ودق المدى..
وبكيتُ روحَ الله..
ها أنا ذا أخُطُّ على برديّتي..
بأنّنا سواء..
وأنّنا في الأصل حبّات التُّراب..
................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق