الأحد، 13 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // أيوب // نص كُتبَ بمداد الشاعر د. عبد الجبار الفياض // العراق

أيّوبُ 
أيُّها المنقولُ من أزمنةِ أوتادٍ 
تُسقى بشمسٍ غيرِ ذاتِ غروب . . . 
شاءَ لكَ أنْ تكونَ عصاً
تشقُّ صَمْتاً مُنتفخاً بسنواتٍ عِجاف 
أضاعَ فيها الطّيرُ منقارَهُ بوهمِ البيادر . . .
ما استكانَ في ليلِها عِرْق 
عشِقَ أرضاً 
أرضعتْهُ دونَ فِطام . . .
ما لنهرٍ دافقٍ أنْ يعتذرَ لظمأِ السّواقي . . . 
. . . . .
كُنتَ صغيراً 
تحلمُ بطائرةٍ ورقيّة 
ترى فيها ما يَكلُّ عنهُ بصرُك . . .
كيفَ يصطرعُ البؤساءُ مع يومِهم المشدودِ بأربطةِ تعبٍ 
يُوهنُ عظماً بصبرِ جان فالجان ؟
سياطَ ظهيرةٍ لا ترحمُ مَنْ أدارَ لها ظهراً . . .
ليسَ لبيوتِ الصّفيحِ إلآ أنْ تسفَّ الرّيحَ
مُفتّحةَ الأزرارِ لمضاجعةِ المَطر . . .
آبارَ البترول 
تعصرُها حيتانُ البرِّ خمراً على موائدَ خُضرٍ 
تستبيحُ خطوطَ الطّولِ والعَرضِ بوقاحةِ عينٍ زانية . . .
هذا ما نقلتْهُ الطّائرةُ الورقيّةُ قبلَ أنْ ينقطعَ خيطُها الأمل . . . 
غيرَ أنَّكَ السّاعةَ أنتَ هي 
بجناحِ نَسر !
دونَكَ فريستَك 
ودَعْ ما تعفّنَ منها
فالخائنُ تقتلُهُ عفونتُه . . .
الجروحُ 
لا تندملُ بحزن . . . 
لم ينمْ جرحٌ دونَ أنْ يَفتحَ تحتَ ضمادِهِ جُرحاُ لطاعنِه !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض 
كانون ثان 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق