أيلفُّنا المطرُ بشالِ الحنانِ ؟
_______________________
لم يخترْ وطني حضورَ مسرحيةِ الشتاءِ الكئيبِ، لكنَّه كانَ مرغماً أن يكونَ الضحيةَ حضرَ أو غاب عنها ، كما أجسادُ أطفالي و عيونُ شعري ، الفصلُ الأولُ يتوزعهُ تقاسيمُ نايٍ شجنٍ لعصفورٍ لفحتهُ رياحُ الفراقِ ،و أبكتهُ زمجرةُ الرعودِ بغيابِ الدفءِ و يتأوجهُ إيقاعُ وترٍ كإيقاعِ الأملِ في أفئدةِ الأحلامِ الخضراء، يزاحُ الستارُ ؛ فترى الشتاءَ يبعثُ رسوليهِ العتيدين إلى الأرضِ في مهمةٍ جديدةٍ ،كما أرسلَ القطبُ الشمالي المتقهقرُ مبعوثيهِ إلى الشرقِ ؛ ليرمما جسور التواصلِ المتهدِّمةِ بعد جسيم خساراتهِ و انكسارِ رهاناتهِ .
أغدقَ مبعوثُ الشتاءِ الأولُ حبَّهُ على البشرِ ، فجمعَ كنوزَ السُّحبِ ولآلئ البحرِ ،و نثرهما على المسكونةِ و ألبسَ السهولَ والربا ثوباً قشيباً ، لتضحكَ عيونُ الزهرِ ، و تحتفي الأشجارُ بميلادِ الربيع، رافقهُ طاغيةٌ تمرَّدَ على قوانينِ المطرِ ؛ احتكرَ الوقودَ والكهرباءَ في أدراج الأغياءِ والملوكِ ، ونشرَ الفاقة والحاجةَ بين المساكين والضعفاءِ، لم يثنهِ نشيجُ شيخٍ ،أو يوقفهُ دموع طفلٍ بريءٍ، ياللقسوةِ !! كانَ عاتياً ، حصدتْ قبضتهُ الحديديةُ زروعَ الأرضِ ، صفعتْ خدودَ السنابلِ ، ولوتْ أعناقَ الورد الرقيقةِ ، حملَ في حقائبهِ الشتويِّةِ البردَ والزمهريرَ للأطفالِ ، والجوع والقفرَ للكائناتِ كلِّها ، فتعرَّت الطبيعةُ من ثوبها البهيِّ ، وأقفلتْ أبوابُ الرزقِ بتجمدِ الملاحةِ والصيدِ .
_______________________
لم يخترْ وطني حضورَ مسرحيةِ الشتاءِ الكئيبِ، لكنَّه كانَ مرغماً أن يكونَ الضحيةَ حضرَ أو غاب عنها ، كما أجسادُ أطفالي و عيونُ شعري ، الفصلُ الأولُ يتوزعهُ تقاسيمُ نايٍ شجنٍ لعصفورٍ لفحتهُ رياحُ الفراقِ ،و أبكتهُ زمجرةُ الرعودِ بغيابِ الدفءِ و يتأوجهُ إيقاعُ وترٍ كإيقاعِ الأملِ في أفئدةِ الأحلامِ الخضراء، يزاحُ الستارُ ؛ فترى الشتاءَ يبعثُ رسوليهِ العتيدين إلى الأرضِ في مهمةٍ جديدةٍ ،كما أرسلَ القطبُ الشمالي المتقهقرُ مبعوثيهِ إلى الشرقِ ؛ ليرمما جسور التواصلِ المتهدِّمةِ بعد جسيم خساراتهِ و انكسارِ رهاناتهِ .
أغدقَ مبعوثُ الشتاءِ الأولُ حبَّهُ على البشرِ ، فجمعَ كنوزَ السُّحبِ ولآلئ البحرِ ،و نثرهما على المسكونةِ و ألبسَ السهولَ والربا ثوباً قشيباً ، لتضحكَ عيونُ الزهرِ ، و تحتفي الأشجارُ بميلادِ الربيع، رافقهُ طاغيةٌ تمرَّدَ على قوانينِ المطرِ ؛ احتكرَ الوقودَ والكهرباءَ في أدراج الأغياءِ والملوكِ ، ونشرَ الفاقة والحاجةَ بين المساكين والضعفاءِ، لم يثنهِ نشيجُ شيخٍ ،أو يوقفهُ دموع طفلٍ بريءٍ، ياللقسوةِ !! كانَ عاتياً ، حصدتْ قبضتهُ الحديديةُ زروعَ الأرضِ ، صفعتْ خدودَ السنابلِ ، ولوتْ أعناقَ الورد الرقيقةِ ، حملَ في حقائبهِ الشتويِّةِ البردَ والزمهريرَ للأطفالِ ، والجوع والقفرَ للكائناتِ كلِّها ، فتعرَّت الطبيعةُ من ثوبها البهيِّ ، وأقفلتْ أبوابُ الرزقِ بتجمدِ الملاحةِ والصيدِ .
أتغمرنا السماءُ بالحبِّ ذاتَ صباحٍ ، ويلفُّنا المطرُ بشالِ الدفءِ ياوطني ؟ فنحتسي كؤوس الطمأنينةِ و نطعمَ خبزَ الرضى في الفصلِ الأخيرِ من فصولِ المسرحيةِ ، أم يمطرنا الثلجُ بألوانِ العطاء ،فيرفعَ الظلم والأسى عن أرواحنا ويزيلَ بنقائهِ ندوبَ أكبادنا ؟ أيحملُ مبعوثا الأممِ سلالَ الخير إلى بلادي بعد سني حربٍ طويلةٍ جرَّتْ البؤسَ والشَّقاءِ كرسول الشتاءِ الأول ؟ أم أنَّ مبعوثي الشَّمال غريبانِ عن أوجاعنا ، لاوجهَ للخير في رحلتهما ، ولا سطورَ للرحمةِ والمحبةِ في رسائلهما ، وعلينا أنْ نطيلَ أمدَ الكفاحِ ، و نتجرعَ حنظلَ الصبرَ كما كنا نعجنهُ بماءِ الإيمانِ ، و نخلطهُ بالتداني والأمل لنصلَ إلى شاطئ الأمانِ ؟؟
_________
مرام عطية
_________
مرام عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق