الأحد، 27 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قراءة موجزة : في ( سلالة إرث المدى ) للشاعرة إنعام كمونة / بقلم جاسم آل حمد الجياشي // العراق

قراءة موجزة: الدلالة الروحانية في (سلالة إرث المدى) للشاعرة إنعام كمونة برؤيا الأديب جاسم آل حمد الجياشي
ما يبهجني جدا هو قراءة نص يحتوي على التدوير في الفكرة ( العودة لما بدأ به ) فنهاياته تكون دوما كما هي بداياته ، ولايرتبط ذلك التدوير بالعودة نصاً في الكلمات لكنه يكمن في الخيط السري الرابط مابين الحرف الأول وحرفه الاخير ، ليس كما يحصل في سيناريوهات الافلام السينمائية والتي تنتهي باختلاف ما تبدأ به ! كيف اذن ونحن نقرأ نصا يتكونُ من شتات سطح الفكرة تحت مسميات عدة ، وهذا النوع طالما هوَ طارد لي كقارئ ، إذ يخلو من روح الشعر حتى يبدو لي كأني أقرأ بدرس الجغرافيا ، وكم كنت أبغض هذا الدرس لجفافه من الروحانية ! بينما أجد نفسي وروحي مشدودة برباط وثيق مع نص أمتلك الرمزية التي تتصف بالمعقولية ذات الوحدة الفكرية التي اشتغل عليها الناص بدراية وقصدية تامة ، نص مالك لرباطة جأشه دون أسفاف كهذا النص الذي انا قرأته الان والذي ابدعت فيه الشاعرة (أنعام كمونة ) فنجدها ممسكة بروح الفكرة من عتبته الى الخاتمة ، تلك الفكرة الوجودية التي طالما اشتغلت على تعليلها الاسطورة في الحضارات القديمة والاديان ، فكرة وسمتها هي بإرث المدى وشاية بحواء !! الطرف الاهم في لغز الوجود ، رغم استضعافها من قبل شريكها في تكون اللغز الوجودي ،،! والذي صرحت به الشاعرة بمتن النص ( آدم) ،،، نص يستحق وقفة مطولة لما احتواه من اشتغال فني ... أولا ...
البناء اللغوي والذي منح الكلمة في النص عدة مداليل ، إذ تكتسب مدلولها مما هو قبل وما بعد..!
ثانياً ... أحتوى النص على السرد الفني ،، النثري ،، الشعري ،، الحبكة بصياغة الفكرة ..!
ثالثاً ...
تضمن النص محاولة جادة جديدة للتراكم السببي الذي يعلل تلك العلاقة الأزلية التي ربطت ( إرث المدى ) بطرفها الآخر ..!
واشتغالات اخرى لايتسع المكان لتناولها لكني وددت الاشارة لبعض مما أحتوى هذا النص .. شكرا لحرفك اختنا الاديبة إنعام كمونة وشكرا لكل حرف يثمر في القارئ الخصب ..! تحيتي
-------------------
سلالةُ إِرث المدى (سرد تعبيري)
نجمةٌ.. في هملايا البهاء تقتفي أثر الغياب في غياهب ماء التيه وفضاءات سر الرقيم, على ضفاف فجر اللاوجود, اهتزت مشيمة حلم الوقت على مرأى سدرة الضياء فاخضرت نبوءة غبش شهقة عجول بسريان القلم, ذرف ضلع الفطرة أنين لهفةَ المخاض من ذرى صُلب سكينة مخضبة بحواس ذاكرة بتول عارية الأمس, أشَرَقَت... ,وووأشـــــــرقت من بصيص خباءه ,حورية مقرنة العطور بذوائب حناء , حافية الخطايا بطيلسان مطر خجول حلت بناظري آدم يمامةَ فرحٍ بأجنحةِ المرحِ كرهمةَ الطللِ مكللة بالحلي والحلل, فاتقدت روافد وحمة الود ونبض تساؤل يرتقُ معصمي خياله زادَ وجهَ بشارةً, اِستنهض رواكد رقدتهُ الفضية ذهابا وإيابا, خلَعَ سطوةَ عقاله الممرد وولى مقبلا ,يقلبُ فراغَ ذاكرتهُ الناصعة الجبين على مدار خطوط كفيهِ وصدى تمتمةِ الحواس تخضرمُ صفا رأس الذهول , ياااا لفتاتِ ضلعٍ تدلى هنيهةٌ حبلى من رحيقِ بسملةُ المشيئةَ في دروبِ أحجية ضوءٍ ساربٍ !!, ما أن مس جوف الطين بذار الروح حتى هجر الليل سفح جفونه فاستفاق على وترٍ صباح هادر التوهج يلتفُ حبله السري بدفء مرايا أنسية !, معطر لحاء العمر همسات وجد, شرقية الخصال ممتشقة عروش البدء قبل سكرة الوقت وبرق التأين !! ...
وبهشاشةِ لحظةِ الوسن فارَ تنور النوى خفقة محاق كلمحٍ بالبصر, فتبوءَ ملاذ القدر ميلاد نجم غوى ثم بطيف سكرتهِ هوى, هناااا وهناااك أشجارا معلقة الجذور في هباء التراب صلصال هشيم , وغدت سنديانة الحرير أرث سلالة المدى تكحل بريق عينيها سذاجة عمر الفرح...
23/1/2019 ...إنعام كمونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق