الأربعاء، 16 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // نص رثاء // كثتبَ بمداد الشاعر : شلال عنوز // العراق


الى روح ابن شقيقي ناجح ولدنا ( مصطفى) في الذكرى الثانية لرحيله.. تغمده الله بواسع رحمته...
لماذا يرحل الأنقياء
يستبدّ بهم نهم الموت
تأكلهم رحى الجدب
تستبيحهم سطوة المنايا
وهذي الدروب ممتلئة بالتافهين ؟
لماذا تموت النوارس في بلادي
وينعق في سمائنا نزق الغربان ؟
لماذا كتب علينا الرحيل
قبل أوان المواسم؟
لماذا نواح الفقد يعانق
دموع البكاء في صمت الوحشة ؟
اني لأعجب كيف ينتحر ربيع الطفولة
في دروب المحنة
وكيف للقدر أن يصادر ابتسامة
براعم الشباب بفم الجفاف
يوم أمس ...
كانت ذكرى وداعك الأبدي يا مصطفى
فمن لي والطاقة على رثائك
وأنا الأولى بالرثاء منك ؟
كيف أرثيك وأنا المبتلى بشهقات الوداع ؟
ماذا أخبرك يامصطفى ؟
أنت الآن في ملكوت الفردوس
حيث لا نفاق ولادجل هناك
تصلك الحقيقة كماهي بلا تسويف
وربما علمت أني المحب
الذي لا ينسى حبيبه
وحتما علمت لأن بريد الجنة لايخطيء
أخبرك أيها الحبيب أن القلوب تغيّرت
والطرق ترملّت
عاث بها هوس الظنون الظالم
وغادرتنا بهجة المحبة
اجتاحتنا أعاصير الكره
وماعادت المشاوير
تلملم دفء الأرواح
بعبق أزاهير الحنان
يا أيها الطائر الممهور بشغف الحب
الذي رحل ولم يغرّد في ارجوحة عرسه
ايها الحبيب القابع في ثنايا الروح
أيها الغائب الحاضر على الدوام
مازلت أمارس هواية النسيان كي أنسى
لكني فشلت
فأنت مازلت تمتلك كل ذاكرتي
مازالت محطات الأماني
تضجّ برائحة الهلاهل الخرساء
ومازال الوقت مفجوعا
تطوّقه جيوش السواد
وكل ندّاهات الحزن
متجمهرة تبكيك
على شجر الذكرى
النجف : صباح يوم 13-1- 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق