الخميس، 23 يونيو 2016

شؤون ثقافية عامة / مخلوق أسمه الأنسان / بقلم ماجد جاغوب / دبي

مخلوق اسمه الإنسان/ماجد جاغوب
الطيور تذبح والخراف تسلخ والعجول تقطع والأسماك تخنق والأرض تنتج زرعاً والمصانع والمشاغل والورش على اختلاف مواصفاتها تنتج وسائل لتسهيل وسائل المواصلات والاتصال والتواصل والعمران ينتشر والخدمات تتضاعف الحاجة إليها والأسواق تعمل على التصريف والبنوك والمؤسسات الاجتماعية تنظم وتطور أعمالها وبرامجها وعمال تنظيف البيئه يعملون ليل نهار .
كل هذا يتم بيد الإنسان أو باستخدام أدوات ووسائل صنعها الإنسان لراحته ولاشباع حاجاته وغرائزه، وإرضاء نزواته وبنى المستشفيات وصنع الأدوية لعلاج آلامه ووضع مخططات وقرر برامج لتحقيق آماله وطموحاته في حياة سهلة ومريحة وصحية، وبغرض تحقيق ذلك يتم استغلال مقومات ومقدرات الكون والطبيعة لتسهيل حياة الإنسان الأناني الطبع الذي لا يكترث بما يتعدى ما يحتاجه، وما يريده بمعزل ليس فقط عن الطبيعة والمخلوقات الأخرى، بل حتى عن أشقائه في الإنسانية وقابيل كان البداية وتبادل جوهر شخصيات قابيل وهابيل أو قابيل مع قابيل مع اختفاء جوهر شخصية هابيل من بين البشر، حيث غدا جوهر شخصيته استثناء بين نفوس البشر، علماً بأن الحياة إذا فقد فيها الإنسان الأمان اضطربت من كل مناحيها وتعرقلت حياته السهلة وربما يواجه صعوبة في الحصول على شربة الماء أو رغيف الخبز والسبب الأنانية والرغبة في تحقيق الحياة لجموع بشرية على حساب أخرى بمعزل عن الأذى الذي يلحق بالأخرى على صعيد المزيا الإنسانيه .
ولو تمعنا في ما يجري حولنا لاكتشفنا أن الأنانية بمفهومها الضيق والموسع هي البؤرة السوداء التي تفرز كل أشكال السلبيات في حياة البشر بما فيها من عدوانية وشرور وآثام والعالم منقسم بين أيتام ينتظرون كرماً لا أمل في تحقيقه من اللئام، ولا يوجد من يتوجهون إليه بالشكوى سوى خالق الكون عز وجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق