الجمعة، 14 أكتوبر 2016

خيول الشعر // للاستاذ ابراهيم جواد // سورية

خيول الشعر
تضجُّ القوافي من صريرِِ الكوابحِ
ووسعَ المـدى تشدو طيـورُ السوانحِ
تصولُ خيولُ الشعر في حومةِ الوغى
ترومُ مباراةَ الجيادِِ الضوابحِ
إلـى نينوى حيث الحسينُ وآلُه
شموسُ الهدى في حالكاتِ الكوالحِ
إلـى حيث رمـلُ الطفِّ ماس زهاوةً 
بما مارَ فيه من عطورٍ فوائحِ
وأجمعَ ترحاباً بمن بات طُهرُه
مخيَّمَ تقوى بالهداية راشحِ
ولكن أرضَ الكرب تسرحُ بالبلا 
تصب علـى الأطهارِ سيلَ الفوادحِ
تهبُّ الرزايا الصائحاتُ عليهمُ
ركبنَ خيولَ الحقدِ من كلِّ صائحِ
سيوفٌ قد اختبرَ الحِمامُ شِفارَها
وأرسلها برقاً ورعدَ سوافحِ
تصدّى الحسينُ السبطُ يهدرُ صوتُه
بأفصحِ زجرٍ بالبلاغةِ ناضحِ
حذارِ غِوى الشيطانِ أحمى أنوفَكمْ
وأوردكم مستنقعاتِ القبائحِ
وأوغركمْ صدراً علـى ابنِ نبيِّكمْ
إمامِ الورى أنعِمْ به من مُناصِحِ
أتيتُ أُفدّي الدين بالنفس صائناً
رسالةَ جدّي من هبوبِ الجوائحِ
أتيتُ لكي تحيَوا فما لسيوفِكمْ
تريدُ مماتـي واجتراحَ المذابحِ
فغَمداً لهـا وامضوا لنجتثَّ بالهدى
جذورَ طغاةٍ أسرفوا فـي الفضائحِ
سهامٌ أبتْ إلا الصدورَ منازلاً
سيوفٌ تلظّتْ فـي حنايا الجوارِحِ
فكم صاحبٍ بَرٍّ أُسيلتْ دماؤه
تُعطِّرُ تربَ الطفِّ بالمسكِ فائحِ
وكم من فتىً من آل بيت محمدٍ
أعارَ رمالَ الطفِّ أزكى الروائحِ
وأُفردَ سبطُ المصطفى بعد آلِه
ببحـرِ الذئاب الضارياتِ السوارحِ
لبئسَ رجالٌ إِبنُ سعدٍ يقودُهمْ
وشِمرٌ لحتفٍ فـي جهنمَ لائحِ
أحاطوا بـه والرعبُ حشوُ قلوبهمْ
مهابةَ ليثٍ بالعزيمةِ طافحِ
فصال عليهم صولةً حيدريّةً
فشتّتَ قلبَ الجيش قبل الجوانحِ
وحزناً على قتلاه سالت دموعُه
لِما حِيزَ عنهم يوم نشرِ اللوائحِ
ونادى القضا: حان الفِدا من حسينِه
فهبّتْ رياحٌ بالقنا والصفائحِ
وغودرَ إِبـنُ الطاهرِينَ علـى الثري
عفيراً رضيضَ الصدرِ بين النوائحِ
فكيف لعيني لا تفيضُ دموعُها
دماءً تفجَّرُ بالجمارِ اللوافحِِ
وكيف لشعري يقبل الكبحَ صاغراً
ويرضى سكوناً دون شحذ القرائحِ
ولا ينتضي سيفَ القصائد صائلاً
بها بين ألوان الرثا والمدائحِ
تخطُّ لكل الثائرين على المدى
دروب الفدا فـي داجيات المسارحِِ
3 محرم الحرام 1438هـ
4 تشرين الأول 2016م
د. إبراهيم محمد جواد- دمشق- سورية
* * *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق