يامن جبت أقاصي الأرض
تتفقد وتتلصص على النواصي
والنوافذ
والساهرين
وتتلمس القلق في الجفون
والسهر في المآقي
وتسمع أنات المتعبين
والمرجفين الخائفين
رأيت غفوة وجفاف الأزهار والورود
والعواصف بالأمس نثرت آخر العطور
ومازلت تعاقر الحلم
وتنسى أني امرأة شرقية
تهوى الموسيقا والسكون والسوسنة
وانا عطر فريد
لايدانيني خيال
ولا يقربني موال
غير مواويل الأوطان
فلا تجوب مدائني سرا
وتنثر أشعارك المستهلكة
تفوح منها رائحة الغدر
أعرف كيف أجتث وجودك
وأجعل أسواري منك آمنة
وقلبي في سكون مكين
وفي آخر الليل
أسمع فيروز و"موزار "
وأقرأ "لفيودور دوستويفسكي وتولستوي وسقراط "
وأعيش حلمي اللامنتهي
واللامنتمي لعالم الخيال
حلمي الذي رويته بدمع العينين
والسهر والتعب لينمو
ويجعل الوجود له معنى
فلست من حريم السلطان
كان هذا أيام زمان
فهل تستطيع محو ذاكرتي
وماعرش في شخصيتي
عشت حلما بعد كفاح السنين
بين السطور أدفنه خوفا عليه من الضياع
حلم لم يشاركني فيه غير إله الأرض والسماء وكل الأكوان
وانت ياأمي يامن كنت لي الورد والريحان والموسيقا وروح فلسفتي والمنطق والحق
أناشدك في علياءك أن لاتفارقيني حتى اللقاء
في عالمك المسجور بجنان السندس واللؤلؤ والطهر .
وفاء تقي الدين
سورية دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق