الأربعاء، 14 يونيو 2017

أعتراض شديد جداً .. ودعوة لأصحاب المعاول !! // بقلم الاستاذ جاسم آل حمد الجياشي // العراق

اعتراض شديد جداً .. ودعوة لاصحاب المعاول
!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
جان كوكتو يطلع للمرة الاولى على قصيدة في احدى الصحف الفرنسية لشاعر مغمور، واذا به يكتشف بأن الشاعر الذي كتبها يقبع في السجن ! كونه لصاً محترفاً 
فيسعى لمقابلته ، وفعلا يكون له ما أراد ، وبعد اللقاء يقرر بأن يقوم هو ومجموعة من الادباء الفرنسيين بمقابلة رئيس الجمهورية آنذاك لاجل انقاذ هذا الشاعر المحكوم بالاعدام على جناية قتل لم يرتكبها هوَ، ويطلق سراح هذا اللص الشاعربعفوٍ خاص  ليصبح من اعظم شعراء وأدباء فرنسا في القرن الماضي ، (جان جينية ) هذا الاسم الذي ألف عنه جان بول سارتر كتاباً اسماه جان جينية القديس !! هذا القديس كانت له صفات ملازمة له في حياته منها ، الانحراف السلوكي والاخلاقي ، حيث عاش طفولته في ميتم كونه لقيط حتى سمي جينية بأسم امه كونه مجهول الاب إذ كانت أمه مومس ، ولنا ان نتخيل ماذا سيكون مصير أنسان بهكذا طفولة بائسة ؟ الاجابة على هذا السؤال لدى جان كوكتو الذي كان سبباً ببعث هذا العملاق من بين ركام التقزم والتفاهة لمجرد ان وقعت مصادفة بين يديه قصيدته ( المحكوم بالاعدام ) التي احدثت انقلابا في حياة جينية ، إذ كان بينه وبين الموت القسري أيام ، هنا تحضرنا أسئلة كثيرة حول هذا الحدث ، ماذا لو أن كوكتو لم يتصرف بمسؤولية أزاء العظمة التي تلمسها بقصيدة هذا السجين والتي دفعته للتصرف باصرار لانقاذه ؟؟ ماذا لو تعامل بأنانية وتجبر مع الامر، وتجاهله ؟؟ هل كان سيخدم كوكتو الادب الفرنسي والعالمي لو انه ترك هذا اللص القابع في السجن يواجه مصيره ؟؟ كثيرة هي الاسئلة ولانقصد الاستعراض هنا ابداً ، بل نود عقد مقارنه بينها وبين ظاهرة نسجل عليها اعتراضنا وبشدة ، هي ظاهرة (الهدم ) و(الثلم ) المتبعة بين معظم الادباء وللاسف بل والسعي الحثيث للبحث عن أي سلبية سواء كانت صحيحة من عدمه لغرض الاتكاء عليها اثناء ممارسة الهدم الموجعة للارواح لا لشيء إلا لاننا فاشلون . دعوتي هنا هي ، فلنكن جميعا او لنتحلى بجزء من روح جان كوكتو وانسانيته الرائعة ولنسأل انفسنا سؤالا واحداً ولنجب عليه بصدق ولو سراً !! كم من العظماء هدمنا ؟؟؟ ستكون الاجابة مريرة بالتأكيد !! وستكون اكثر مرارة اذا ما سألنا انفسنا سؤالا أخر، كم من الادباء احتاجونا ولم نمد يد العون لهم كما فعل كوكتو العظيم انساناً !!! وكنا نحن قادرون على بعثهم من جديد لاننا نعلم عظمتهم ، وانانيتنا منعتنا .. لذا اسجل اعتراضي وبشدة على كل اصحاب معاول الهدم الانساني والادبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق