علــى هيئـــةِ المـــاء... / سليمـان دَغَـش
يُراوِدُني عِطرُها في المساءِ بلا مَوعِدٍ مُسبَقٍ بَينَنا
حينَما توقِدُ النّجَماتُ المَصابيحَ في خَيمَةِ الليلِ
أدخُلُ مِحرابَها خِلسةً حافِيَ الروحِ والقَدَمَينِ
أُقيمُ لها وَلَهاً كُلّ ما تَشتَهي مِنْ طُقوسِ الغِوايَةِ
في عِشقِنا المَلَكِيِّ المَلاكِيِّ في حَضرَةِ الصَّمتِ
لا يَكسِرُهُ غير هَمسٍ خَفيفٍ على نايِ روحي الرَهيفِ
أوقِدُ في مَعبَدِ العِشقِ ستاً وأربَعينَ شمعَةَ حُبٍّ
وَعَشرَ أصابِعَ أُشعِلُها شمعَداناً يليقُ بها
عَلَّ لقاءً حَلمنا بِهِ تَحتَ جُنحِ الظّلامِ طَويلاً
يُوَحِّدُ ما بينَ روحَينِ في جَسَدَينِ
قَريبَينِ في البُعدِ حَدَّ الحُلولِ المُقَدَّسِ عِشقاً
فلا شَيءَ يَفصِلُ بَينَهُما الآنَ
في خُلوَةِ النَّفسِ مَع ذاتِها
لا المَسافاتُ
لا ساعَةُ الوَقتِ حينَ تَئِنُّ عَقارِبُها
خارِجَ المَنطِقِ الزَّمَنِيِّ على نَبضةِ القلبِ
ما القَلبُ حينَ يُحِبُّ سوى ساعَةٍ
تَحْرِفُ الوقتَ عن خطّهِ الأزَليَّ الرّتيبِ
وَتوقِفَ نَبضَ الوجودِ على حالهِ لحظةَ العِشقِ
مستَسلِماً لاندلاعِ العَواصِفِ في ساعةِ الصِّفرِ
حيثُ تقيمُ الكَمنجات ُفي آخِرِ الليلِ
قُدّاسَها الكَنَسِيَّ الأخيرَ
ويَبدَأُ ما بيننا البَحرُ مداً وجَزراً وجَزراً ومَداً
يُعَرّي الشّواطِئَ عَن شَهوَةِ الرّمل
للزَّبَدِ المُستَثِارِ في شَهقَةِ البَحرِ، هل يَقهَرُ البحرَ فيَّ
إذا ما علا مَوجُهُ في دَمي المُتَوَتِّر
غَير انكِساريَ فوقَ شَواطئِ سُرَّتِك المُستَفَزّةِ في دَفقَةِ
الزًبَد المُنتَهى
فَمَنْ يُطفئ النارَ في شَهوَةِ الرّوحِ للرّوحِ
والرّيحُ عِلَّتُها
َدَعِي الرّيحَ تَمضي لِغايَتِها في الوجودِ
دَعي الروحَ تَخلَعُ قمصانَها جَسَداً جَسَداً
مثلما تَشتَهي الأبدِيّةُ فينا
دعي الرّيحَ دَعي الرّوحَ إنَّهُما أمر رَبّي وحبّي
يُراوِدُني طَيفُها ليلةً ليلةً في المساءِ المُشاكِسِ
في شَعرِها الأسوَدِ الغَجَرِيِّ
فأبحَثُ عَنها طويلاً وأدخُلُ في ليلِ أجفانِها المُستَبِدِّ
على حُلكَةِ الليلِ ذُلاً وظِلا
أحاوِلُ أن أتَحَسَّسها في قميصي النَّدِيِّ وتَحتَ ثيابي
التي أدمَنَتها، كأنِّيَ أبحَثُ عني
أُمَرِّرُ كفي على جَسَدي، رُبما في التّفاصيلِ ما دَلَّ قلبي إليها
وأفتُحُ أزرارَه واحداً واحِداً
وأُشَرِّعُ فيَّ نوافذَ روحي لعلّي أرى
ما تُخَبِّئُهُ في المرايا الرؤى
تَتَجَلّى على هَيئَةِ الماءِ قِديسَةً في قَميصِ النّدى
كلُّ شيءٍ هُنا جاهِزٌ لِطُقوسِ التّوَحُّدِ
مُنتَصف الليلِ ألمَحُها شمعةً في ثياب الدُّجى
أمُدُّ يَدَيَّ لها غَيمَتَينِ على كَتِفِ الرّيحِ
أهتِفُ ملءَ المَدى :
خُذينـــــــــــــــــي
خُ ذ ي ن ي
يَرُدُّ الصَّــــــدى
يُراوِدُني عِطرُها في المساءِ بلا مَوعِدٍ مُسبَقٍ بَينَنا
حينَما توقِدُ النّجَماتُ المَصابيحَ في خَيمَةِ الليلِ
أدخُلُ مِحرابَها خِلسةً حافِيَ الروحِ والقَدَمَينِ
أُقيمُ لها وَلَهاً كُلّ ما تَشتَهي مِنْ طُقوسِ الغِوايَةِ
في عِشقِنا المَلَكِيِّ المَلاكِيِّ في حَضرَةِ الصَّمتِ
لا يَكسِرُهُ غير هَمسٍ خَفيفٍ على نايِ روحي الرَهيفِ
أوقِدُ في مَعبَدِ العِشقِ ستاً وأربَعينَ شمعَةَ حُبٍّ
وَعَشرَ أصابِعَ أُشعِلُها شمعَداناً يليقُ بها
عَلَّ لقاءً حَلمنا بِهِ تَحتَ جُنحِ الظّلامِ طَويلاً
يُوَحِّدُ ما بينَ روحَينِ في جَسَدَينِ
قَريبَينِ في البُعدِ حَدَّ الحُلولِ المُقَدَّسِ عِشقاً
فلا شَيءَ يَفصِلُ بَينَهُما الآنَ
في خُلوَةِ النَّفسِ مَع ذاتِها
لا المَسافاتُ
لا ساعَةُ الوَقتِ حينَ تَئِنُّ عَقارِبُها
خارِجَ المَنطِقِ الزَّمَنِيِّ على نَبضةِ القلبِ
ما القَلبُ حينَ يُحِبُّ سوى ساعَةٍ
تَحْرِفُ الوقتَ عن خطّهِ الأزَليَّ الرّتيبِ
وَتوقِفَ نَبضَ الوجودِ على حالهِ لحظةَ العِشقِ
مستَسلِماً لاندلاعِ العَواصِفِ في ساعةِ الصِّفرِ
حيثُ تقيمُ الكَمنجات ُفي آخِرِ الليلِ
قُدّاسَها الكَنَسِيَّ الأخيرَ
ويَبدَأُ ما بيننا البَحرُ مداً وجَزراً وجَزراً ومَداً
يُعَرّي الشّواطِئَ عَن شَهوَةِ الرّمل
للزَّبَدِ المُستَثِارِ في شَهقَةِ البَحرِ، هل يَقهَرُ البحرَ فيَّ
إذا ما علا مَوجُهُ في دَمي المُتَوَتِّر
غَير انكِساريَ فوقَ شَواطئِ سُرَّتِك المُستَفَزّةِ في دَفقَةِ
الزًبَد المُنتَهى
فَمَنْ يُطفئ النارَ في شَهوَةِ الرّوحِ للرّوحِ
والرّيحُ عِلَّتُها
َدَعِي الرّيحَ تَمضي لِغايَتِها في الوجودِ
دَعي الروحَ تَخلَعُ قمصانَها جَسَداً جَسَداً
مثلما تَشتَهي الأبدِيّةُ فينا
دعي الرّيحَ دَعي الرّوحَ إنَّهُما أمر رَبّي وحبّي
يُراوِدُني طَيفُها ليلةً ليلةً في المساءِ المُشاكِسِ
في شَعرِها الأسوَدِ الغَجَرِيِّ
فأبحَثُ عَنها طويلاً وأدخُلُ في ليلِ أجفانِها المُستَبِدِّ
على حُلكَةِ الليلِ ذُلاً وظِلا
أحاوِلُ أن أتَحَسَّسها في قميصي النَّدِيِّ وتَحتَ ثيابي
التي أدمَنَتها، كأنِّيَ أبحَثُ عني
أُمَرِّرُ كفي على جَسَدي، رُبما في التّفاصيلِ ما دَلَّ قلبي إليها
وأفتُحُ أزرارَه واحداً واحِداً
وأُشَرِّعُ فيَّ نوافذَ روحي لعلّي أرى
ما تُخَبِّئُهُ في المرايا الرؤى
تَتَجَلّى على هَيئَةِ الماءِ قِديسَةً في قَميصِ النّدى
كلُّ شيءٍ هُنا جاهِزٌ لِطُقوسِ التّوَحُّدِ
مُنتَصف الليلِ ألمَحُها شمعةً في ثياب الدُّجى
أمُدُّ يَدَيَّ لها غَيمَتَينِ على كَتِفِ الرّيحِ
أهتِفُ ملءَ المَدى :
خُذينـــــــــــــــــي
خُ ذ ي ن ي
يَرُدُّ الصَّــــــدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق