حصاد الملح
عن خيرِ أُمّةٍ أُخرجتْ للنّاس
تولّى الفجرُ أنْ يأتيَ بخيطٍ أبيضَ
في أرضٍ عقَّها حبلُها السّريّ . . .
ألقى الظّلامُ عصا ترحالِه
أوتادَ خيامِه . . .
عَميتِ البوصلة
تعسّرتْ ولادةُ يومٍ بعدَ عُقم . . .
. . . . .
النّاسُ هنا
يزرعونَ الملحَ
يضرعون أنْ تغفو على بيادرِهم النجوم . . .
ضّفادعُ
تنقُّ بمُستنقَعِ زمنٍ
تنويمةً
أحسنَ صنعَها وعّاظٌ
يُتقنون فنَّ اللّعق . . .
استرقّوا الصّفرَ
لصّاً بطاقيةِ إِخفاءِ
يحثو لهم تَرَفا
ولو أكلتِ الحُرةُ بثدييها
سرقَ ثوبٌ جيوبَهُ المثقوبة . . .
. . . . .
النّاسُ هُنا
بأعجازٍ عارية
يلعنونَ الحظَّ . . .
كسروا المرايا
أحرقوا رفوفَ ما كتبوا . . .
ماذا يقولُ حزيرانُ لأمةً
أضاعَها برميةِ نَرد ؟
نادباً لِمَ لمْ ترسلِ السّماءُ طيراً ؟
وجهُكَ اصبحَ قفا
فهل غيرُ لعَنٍ
ورجَم ؟
قارعةُ الطّريق
تحفظُ أسماءَ الأقدامِ الهاربة
ليسَ للقمامةِ أسمٌ آخر!
. . . . .
النّاسُ هنا
يشترون أحلامَ العصافيرِ بعملةٍ مُنقرضة . . .
الظّلامُ
يتمدّدُ في عيونِ المدينة
جفّتْ دموعُ الشّمع
لا سِقطَ من زِند . . .
يومُهم زحفٌ
لحستِ الأرصفةُ أقدامَهم . . .
كيفَ يكونُ الطّوافُ إذن ؟
مَنْ قالَ أنَّ أُسافة ونائلة لم يتناسلا ؟
أنَّ هبلَ لم يكنْ مُتعدّدَ الزّوجات ؟
ذيلاً قُطعَ لحمّالةِ الحَطب ؟
أولمْ يزلْ أبو لهبٍ يعبُّها كُّلَّ صباح
وحولَهُ مَنْ يعصرون ؟
لا ضيرَ
ففي الجماجمِ مساحةٌ للطواف !
. . . . .
النّاسُ هنا
قاعدون
ساحةُ الحربِ لا تكفي
لِيذهبْ موسى وربُهُ إلى فرعونَ . . .
أوَ إِنَّهُ طغى ؟
ما فتئَ السّحرةُ بين يديهِ لهم أطرافُهم والعيون
يُدافُ اسمُهُ برائحةِ الخوْف . . .
هامانُ
ينتعلُ رؤوسَهم عندَ الباب ؟
التّقطيعُ من خلافٍ
أساسُ الحُكم !
. . . . .
النّاسُ هُنا
يتفكَّهون
التّثاؤبُ
ابتلعَ الخُضرَ واليابسات
استُمرِأَ بعدَها حُثالةَ جدْبِ
تعاوروا
لَهمْ على ذلكَ كيْلٌ من جوع
لباسٌ من خوف . . .
ربحوا ما ربحَهُ حُنيْن !
. . . . .
النّاسُ هُنا
ببريقٍ خاطف
يخدعون عيونَ الصّغار
إنَّهم سيرزقون دجاجاتٍ
تبيضُ ذهباً
لا يروْن عيداً بلا جواربَ من حرير . . .
أمطارُ الصّيفِ ليستْ كاذبة
الآلهةُ
تبرُّ بما تَعِد
في زمنِ الهباتِ المؤجّلةِ بعدَ فناءِ الأشياء !
. . . . .
النْاسُ هنا
يقرؤون الهوامش
المَتنُ
دلوٌ في قعرِ جُبّ
لا تُبصرُهُ عينٌ واحدة . . .
فقد أطفأَ الأُخرى ذو عصا غليظة
لا تُقدُّ لهُ كلمة
ليسَ بينَه وما يريدُ شعرةُ قِطْ . . .
سبّابتُهُ
ترفعُ
تخفضُ
تُميتُ . . .
لعبةُ شطرنج من طرفٍ واحد
ملكُ
مشطورٌ بينَ كأسٍ وغانية . . .
وزيرٌ
مخصيٌّ في حرمِ السّلطان . . .
حصانٌ
ينتظرُ رصاصةَ رحمة . . .
قلعةٌ
بيعتْ أبوابُها بمزادٍ سرّيّ . . .
جنودٌ على عيونِهم غشاوة . . .
أيُّها . .
احضروا الشمعَ الأحمر !
. . . . .
أيَّتُها الأصنامُ الملعونة
بعيدٌ عنكِ أنْ تكوني كما أنتِ
مما يفعلُهُ فأسٌ بيد حاطم . . .
ما لغفاريٍ ألآ يُجردَ سيفاً
كعكةٌ
فتحتْ دهاليزِ الباستيلِ المظلمة !
لستمْ ممَنْ ينالُكم من حجرٍ رحمة . . .
ما جاءَ بهِ أبو رغالٍ جئتُم
أنتم الذّيلُ
آخرُه
اركعوا لأقدامٍ تروْن فيها الثّريّا
وترى فيكم حافرَ بَغل . . .
ما زالَ موعدُنا الصّبح !
. . . . .
حزيران / 17
عبد اجبار الفياض
عن خيرِ أُمّةٍ أُخرجتْ للنّاس
تولّى الفجرُ أنْ يأتيَ بخيطٍ أبيضَ
في أرضٍ عقَّها حبلُها السّريّ . . .
ألقى الظّلامُ عصا ترحالِه
أوتادَ خيامِه . . .
عَميتِ البوصلة
تعسّرتْ ولادةُ يومٍ بعدَ عُقم . . .
. . . . .
النّاسُ هنا
يزرعونَ الملحَ
يضرعون أنْ تغفو على بيادرِهم النجوم . . .
ضّفادعُ
تنقُّ بمُستنقَعِ زمنٍ
تنويمةً
أحسنَ صنعَها وعّاظٌ
يُتقنون فنَّ اللّعق . . .
استرقّوا الصّفرَ
لصّاً بطاقيةِ إِخفاءِ
يحثو لهم تَرَفا
ولو أكلتِ الحُرةُ بثدييها
سرقَ ثوبٌ جيوبَهُ المثقوبة . . .
. . . . .
النّاسُ هُنا
بأعجازٍ عارية
يلعنونَ الحظَّ . . .
كسروا المرايا
أحرقوا رفوفَ ما كتبوا . . .
ماذا يقولُ حزيرانُ لأمةً
أضاعَها برميةِ نَرد ؟
نادباً لِمَ لمْ ترسلِ السّماءُ طيراً ؟
وجهُكَ اصبحَ قفا
فهل غيرُ لعَنٍ
ورجَم ؟
قارعةُ الطّريق
تحفظُ أسماءَ الأقدامِ الهاربة
ليسَ للقمامةِ أسمٌ آخر!
. . . . .
النّاسُ هنا
يشترون أحلامَ العصافيرِ بعملةٍ مُنقرضة . . .
الظّلامُ
يتمدّدُ في عيونِ المدينة
جفّتْ دموعُ الشّمع
لا سِقطَ من زِند . . .
يومُهم زحفٌ
لحستِ الأرصفةُ أقدامَهم . . .
كيفَ يكونُ الطّوافُ إذن ؟
مَنْ قالَ أنَّ أُسافة ونائلة لم يتناسلا ؟
أنَّ هبلَ لم يكنْ مُتعدّدَ الزّوجات ؟
ذيلاً قُطعَ لحمّالةِ الحَطب ؟
أولمْ يزلْ أبو لهبٍ يعبُّها كُّلَّ صباح
وحولَهُ مَنْ يعصرون ؟
لا ضيرَ
ففي الجماجمِ مساحةٌ للطواف !
. . . . .
النّاسُ هنا
قاعدون
ساحةُ الحربِ لا تكفي
لِيذهبْ موسى وربُهُ إلى فرعونَ . . .
أوَ إِنَّهُ طغى ؟
ما فتئَ السّحرةُ بين يديهِ لهم أطرافُهم والعيون
يُدافُ اسمُهُ برائحةِ الخوْف . . .
هامانُ
ينتعلُ رؤوسَهم عندَ الباب ؟
التّقطيعُ من خلافٍ
أساسُ الحُكم !
. . . . .
النّاسُ هُنا
يتفكَّهون
التّثاؤبُ
ابتلعَ الخُضرَ واليابسات
استُمرِأَ بعدَها حُثالةَ جدْبِ
تعاوروا
لَهمْ على ذلكَ كيْلٌ من جوع
لباسٌ من خوف . . .
ربحوا ما ربحَهُ حُنيْن !
. . . . .
النّاسُ هُنا
ببريقٍ خاطف
يخدعون عيونَ الصّغار
إنَّهم سيرزقون دجاجاتٍ
تبيضُ ذهباً
لا يروْن عيداً بلا جواربَ من حرير . . .
أمطارُ الصّيفِ ليستْ كاذبة
الآلهةُ
تبرُّ بما تَعِد
في زمنِ الهباتِ المؤجّلةِ بعدَ فناءِ الأشياء !
. . . . .
النْاسُ هنا
يقرؤون الهوامش
المَتنُ
دلوٌ في قعرِ جُبّ
لا تُبصرُهُ عينٌ واحدة . . .
فقد أطفأَ الأُخرى ذو عصا غليظة
لا تُقدُّ لهُ كلمة
ليسَ بينَه وما يريدُ شعرةُ قِطْ . . .
سبّابتُهُ
ترفعُ
تخفضُ
تُميتُ . . .
لعبةُ شطرنج من طرفٍ واحد
ملكُ
مشطورٌ بينَ كأسٍ وغانية . . .
وزيرٌ
مخصيٌّ في حرمِ السّلطان . . .
حصانٌ
ينتظرُ رصاصةَ رحمة . . .
قلعةٌ
بيعتْ أبوابُها بمزادٍ سرّيّ . . .
جنودٌ على عيونِهم غشاوة . . .
أيُّها . .
احضروا الشمعَ الأحمر !
. . . . .
أيَّتُها الأصنامُ الملعونة
بعيدٌ عنكِ أنْ تكوني كما أنتِ
مما يفعلُهُ فأسٌ بيد حاطم . . .
ما لغفاريٍ ألآ يُجردَ سيفاً
كعكةٌ
فتحتْ دهاليزِ الباستيلِ المظلمة !
لستمْ ممَنْ ينالُكم من حجرٍ رحمة . . .
ما جاءَ بهِ أبو رغالٍ جئتُم
أنتم الذّيلُ
آخرُه
اركعوا لأقدامٍ تروْن فيها الثّريّا
وترى فيكم حافرَ بَغل . . .
ما زالَ موعدُنا الصّبح !
. . . . .
حزيران / 17
عبد اجبار الفياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق