الاثنين، 24 يوليو 2017

أنا وأمي / بقلم الشاعر الاستاذ : صالح مادو // العراق

××× أنا وامي ×××××
قرب مخيمي تسكن فيها أمراة هربت من الغزاة ونجت مع ابنها ، لي بنت اسمها نسرين انهت الدراسة المتوسطة قبل النزوح من مدينتنا، تزور تلك المرأة يوميا"، وتمضي ساعات معها وكانت تلك المرأة سعيدة ،عندما تشاهد نسرين، وكانت تناديها أمي.....مرة كنت جالسا"قامت بنتي وقالت : ساذهب الى أمي هي وحيدة.
طلبت من نسرين الجلوس وسألتها ما حكاينك مع تلك المرأة المسكينة وأراك تناديها أمي ، قالت حكايتها حزينة ومؤلمة، فطلبت منها ان تحكي لي حكايتها، وانا متشوق الى سماعها، انا اذهب يوميا اليها وتفرح عندما تشاهدني، وتقول لي تعالي اجلسي بجانبي يا بنتي، وانا اناديها امي احتراما" لها .وهذه احدى حكايتنا.....
نسرين:هل الدواعش ،قتل احد من أبنائك
الأم:الدموع تنزل من عينيها ، والحزن على وجهها ، تقول لي : لقد قتل المجرمون أربعة من أبنائي ، وكانوا قد أ"لقوا الرصاص على زوجي،سبع طلقات حتى مات،وكانت جثته مرمية تحت شجرة التين،أما أبنائي ،فلم نجد جثثهم لحد الان.
نسرين:كنت مرتبكة ، والدموع تنزل من قلبي،ولكن كنت امنع الدموع تخرج من عيني ، لأني لم أريد ابكي امامها،قلت لها: لا يا امي لماذا تقولين هكذا؟! ....ان شاء الله ، هم مخطوفون، وهم أحياء، وسوف يرجعون قريبا، بعون الله.
لا اعلم كيف كانت تبكي،فبكاء الام،لا يمكن وصفه
الأم: لا يا بنتي، لقد قتلوهم،
نسرين:لا اعرف ما ارد عليها، امي: كلنا سوف نموت، سوف ترين زوجك بعد الموت، انه شهيد، و أبنائك سوف يعودون.
الأم:بنتي ،اِني أموت في اليوم ألف مرة"،لو لم يموتوا بهذة الطريقة،كنت راضية بالموت،كم اتمنى الموت، وواحد منهم حي.
نسرين:لقد فشلت في ارضاء أمي،ولو قليلا", وقلت الله ياخذ حقنا من الهمجيين،الله يرحمهم .
الأم :يا بنتي ، لا اريد الرجوع الى سنجار، سيكون هذا حالنا ، معهم حتي الجيران والاصدقاء، خانوا العهد والجيرة , انظري بقى لي هذا الابن الوحيد حي .... لا يتذكر، شيئا" ،لقد اصبح مجنونا" ,من الحزن ، والالم على ابيه واخوانه.
اوصيك يا ابنتي ،ان تساعدي أبني فهو يحتاج الى مساعدتك له ، 
نسرين: حاضر يا امي,واستأذنت منها الرجوع الى البيت ،وعندما اقوم أذهب الى تقبيل يدها ،وهي تقبل رأسي,وتقول لي لا تنسيني تعالي عندي أنت مثل بنتي.
نسرين:مستحيل اماه ان انساك،اعتبري كلنا ابناءك , وما حدث لك , حدث لناجميعا" ,
اقبل يديها ،واعود الى البيت، هذه أبي حكايتي معها كل يوم اتحدث معها وأتالم ما حدث لها عندما خطفوها وكيف استطاعت الهرب من الغزاة,وانا اسمعها , كلها اّلام , ابكي معها أحيانا", لاني لا أتحمل تلك الماسي المؤلمة .
# صالح مادو- العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق