[التعدية واللزوم /قواعد لغوية]
[بقلم الأستاذ : صالح هشام ]
في كثيرمن الأحيان ما نقرأ نصوصا سردية جميلة تستحوذ على عقولنا ، فنعجب بها حد الاندهاش لكن سرعان ما يخبو هذا الإعجاب ، لأن الأذن العربية الموسيقية التي تسيطر علينا بفضل الملكة و السليقة اللغوية التي تحيا فينا ، تبدأ في رفض بعض التراكيب التي تعج بالأخطاء النحوية ، التي تشوه النص ، ولا يأتي الخطأ من عدم المعرفة النحوية وإنما من حيث الالتباس الذي يقع للكاتب ، ألاحظ أن الالتباس يقع في مجموعة من القواعد اللغوية ، التي يستلزم أن ننتبه لها أثناء الكتابة .
من بين هذه الأخطاء ارتأيت أن أتطرق إلى الفعل اللازم والمتعدي ، فكثيرا ما نخلط بينهما نعدي اللازم ونلزم المتعدي ، فإذاكان اللازم هو الذي لا يتعدى إلى مفعول به ويكتفي بالفاعل فقط ، نجد أن الفعل المتعدي يتعدى إلى مفعول به او مفعولين أو ثلاث مفاعيل ، فالفعل اللازم هو الذي يدل على أفعال الطبيعة أوالسجايا كقولنا مثلا ( وسخ الثوب --- جنح المركب ----- مات فلان ----- ) يقول صاحب الألفية :
(ولازم غير المعدى وحتم لزوم افعال السجايا كنهم )
(كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا وما اقتضى نظافة أو دنسا )
( او عرضا أو طاوع المعدى لواحد كمده فامتدا )
يتضح من هذه القواعد أن الناظم حدد الأفعال التي تستوجب اللزوم ولا تتعدى إلى معفول بعدها وتكتفي بالفاعل فقط ، وهي تلك التي تدل على الطبائع وهو ما عبر عنه بالسجايا ، كقولنا ( نهم الرجل .....جاع المسافر ......الخ ) وكذلك الأفعال التي تكون على وزن افعلل ( بتشديد اللام اﻷخيرة ) مثل( اقشعر جلده فرقا ...اشمأز .. الخ) وكذلك ما كان مضاهيا من حيث الوزن لفعل (اقعنسس مثل اجرنجم ...افرنقع.)
أو اذا كان مطاوعا للفعل المتعدي ، وتكون المطاعة دائما بالزيادة في أصل الفعل بحرفين أوثلاث مثلا ( مد الحداد الحديد ....امتد الحديد ....) فحرفا الزيادة تلزمان الفعل الذي كان متعديا .ولكن أباح النحاة تعدية الفعل اللازم لكن هذا يكاد يكون شادا فيتعدى اللازم بحرف جر كقولنا ( مررت بالديار ) وإذا حذف حرف الجر اصبح المجرور منصوبا على المفعولية ويقولون في ذلك :
تمرون الديار ولم تعوجوا ............كلامكم إذن علي حرام
والشاهد هو الديار التي وردت منصوبة لأن حرف الجر حذف ، ويقول الناظم في هذه الحالة :( وعد لازما بحرف جر وإن حذف فالنصب للمنجر ) لكن اعتقد أن الشاهد لا يقاس عليه لأن الشاذ في اللغة العربية لا يقاس عليه ،وليس في النحو فحسب وإنما في جميع أمور حياتنا ،اللهم إلا اذا أردنا تطبيق قاعدة ( خالف تعرف ) .فالانتباه أظن لتوظيف الفعل اللازم وفق القواعد والشروط النحوية ضروري حتى لا يقع أي إخلال بمعاني الجمل أو بجمالياتها اللغوية والتركيبية ، أما الانزياح فإنه لا يمس التركيب النحوي أبدا إلا في الشعر في بعض الأحيان أي ما يسمى بالضرورات الشعرية .
أما المتعدي ، فهو اسم فاعل من الفعل تعدى أي تجاوز الحدود ، والمفعول متعدى عليه ، أي الفعل ظلمه وعمل فيه عملا وهو النصب ، كما رفع الفاعل من قبله ، فالمتعدي هو الذي لا يقتصر على رفع الفاعل فحسب وانما يتعداه لنصب المفعول به ، ويختلف المتعدي ، حسب عمله في الفعل ، فهناك افعال متعدية تتعدى الى مفعول واحد ونوب عنها في بعض الاحيان المصدر إذا حذف الفعل كقولنا (ضرب زيدا .... ضربا زيدا ،،،،،،والمقصود : اضرب ضربا زيدا . أي أنه ينوب عنه المفعول المطلق )
وهناك أفعال تتعدى إلى مفعولين كقولنا (أقرض عمر زيدا درهما ) وهناك أفعال تتعدى إلى ثلاث مفاعيل وهي (أرى ...اعلم.....نبأ .....انبأ.......خبر .....أخبر ...)
والفعل غير المزيد بالهمزة مضعف العين (نبأ...خبر...) هذه الأفعال تتععدى إلى ثلاث مفاعيل ، فيها ما يكون المفعول به فاعلا في الأصل قبل الزيادة بالهمزة التي تسمى همزة الثقل أو التعدية ، كقولنا ( أرى والدك زيدا خالدا اخاك ) أو (أعلمت عليا محمدا مسافرا) ومنه أيضا قوله تعالى (" كذلك يريهم أعمالهم خسرات عليهم ) فالضمير المتصل هم مفع أول وأعمالهم مفع ثان وخسرات مفع ثالث ،. على أي أن ضبط هذه القواعد يجنبنا الأخطاء التي تشويه نصوصنا الإبداعية وآمل أن تفتح نوافد لنقاش القواعد اللغوية التي غالبا ما نهملها ونحن نعرف أننا لا يمكن أن نحيد عنها لأنها هي اللغة واللغة هي ديدن الإبداع ، وعصب الكتابة .
صالح هشام ~٢٩/٧/٢٠١٥
[بقلم الأستاذ : صالح هشام ]
في كثيرمن الأحيان ما نقرأ نصوصا سردية جميلة تستحوذ على عقولنا ، فنعجب بها حد الاندهاش لكن سرعان ما يخبو هذا الإعجاب ، لأن الأذن العربية الموسيقية التي تسيطر علينا بفضل الملكة و السليقة اللغوية التي تحيا فينا ، تبدأ في رفض بعض التراكيب التي تعج بالأخطاء النحوية ، التي تشوه النص ، ولا يأتي الخطأ من عدم المعرفة النحوية وإنما من حيث الالتباس الذي يقع للكاتب ، ألاحظ أن الالتباس يقع في مجموعة من القواعد اللغوية ، التي يستلزم أن ننتبه لها أثناء الكتابة .
من بين هذه الأخطاء ارتأيت أن أتطرق إلى الفعل اللازم والمتعدي ، فكثيرا ما نخلط بينهما نعدي اللازم ونلزم المتعدي ، فإذاكان اللازم هو الذي لا يتعدى إلى مفعول به ويكتفي بالفاعل فقط ، نجد أن الفعل المتعدي يتعدى إلى مفعول به او مفعولين أو ثلاث مفاعيل ، فالفعل اللازم هو الذي يدل على أفعال الطبيعة أوالسجايا كقولنا مثلا ( وسخ الثوب --- جنح المركب ----- مات فلان ----- ) يقول صاحب الألفية :
(ولازم غير المعدى وحتم لزوم افعال السجايا كنهم )
(كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا وما اقتضى نظافة أو دنسا )
( او عرضا أو طاوع المعدى لواحد كمده فامتدا )
يتضح من هذه القواعد أن الناظم حدد الأفعال التي تستوجب اللزوم ولا تتعدى إلى معفول بعدها وتكتفي بالفاعل فقط ، وهي تلك التي تدل على الطبائع وهو ما عبر عنه بالسجايا ، كقولنا ( نهم الرجل .....جاع المسافر ......الخ ) وكذلك الأفعال التي تكون على وزن افعلل ( بتشديد اللام اﻷخيرة ) مثل( اقشعر جلده فرقا ...اشمأز .. الخ) وكذلك ما كان مضاهيا من حيث الوزن لفعل (اقعنسس مثل اجرنجم ...افرنقع.)
أو اذا كان مطاوعا للفعل المتعدي ، وتكون المطاعة دائما بالزيادة في أصل الفعل بحرفين أوثلاث مثلا ( مد الحداد الحديد ....امتد الحديد ....) فحرفا الزيادة تلزمان الفعل الذي كان متعديا .ولكن أباح النحاة تعدية الفعل اللازم لكن هذا يكاد يكون شادا فيتعدى اللازم بحرف جر كقولنا ( مررت بالديار ) وإذا حذف حرف الجر اصبح المجرور منصوبا على المفعولية ويقولون في ذلك :
تمرون الديار ولم تعوجوا ............كلامكم إذن علي حرام
والشاهد هو الديار التي وردت منصوبة لأن حرف الجر حذف ، ويقول الناظم في هذه الحالة :( وعد لازما بحرف جر وإن حذف فالنصب للمنجر ) لكن اعتقد أن الشاهد لا يقاس عليه لأن الشاذ في اللغة العربية لا يقاس عليه ،وليس في النحو فحسب وإنما في جميع أمور حياتنا ،اللهم إلا اذا أردنا تطبيق قاعدة ( خالف تعرف ) .فالانتباه أظن لتوظيف الفعل اللازم وفق القواعد والشروط النحوية ضروري حتى لا يقع أي إخلال بمعاني الجمل أو بجمالياتها اللغوية والتركيبية ، أما الانزياح فإنه لا يمس التركيب النحوي أبدا إلا في الشعر في بعض الأحيان أي ما يسمى بالضرورات الشعرية .
أما المتعدي ، فهو اسم فاعل من الفعل تعدى أي تجاوز الحدود ، والمفعول متعدى عليه ، أي الفعل ظلمه وعمل فيه عملا وهو النصب ، كما رفع الفاعل من قبله ، فالمتعدي هو الذي لا يقتصر على رفع الفاعل فحسب وانما يتعداه لنصب المفعول به ، ويختلف المتعدي ، حسب عمله في الفعل ، فهناك افعال متعدية تتعدى الى مفعول واحد ونوب عنها في بعض الاحيان المصدر إذا حذف الفعل كقولنا (ضرب زيدا .... ضربا زيدا ،،،،،،والمقصود : اضرب ضربا زيدا . أي أنه ينوب عنه المفعول المطلق )
وهناك أفعال تتعدى إلى مفعولين كقولنا (أقرض عمر زيدا درهما ) وهناك أفعال تتعدى إلى ثلاث مفاعيل وهي (أرى ...اعلم.....نبأ .....انبأ.......خبر .....أخبر ...)
والفعل غير المزيد بالهمزة مضعف العين (نبأ...خبر...) هذه الأفعال تتععدى إلى ثلاث مفاعيل ، فيها ما يكون المفعول به فاعلا في الأصل قبل الزيادة بالهمزة التي تسمى همزة الثقل أو التعدية ، كقولنا ( أرى والدك زيدا خالدا اخاك ) أو (أعلمت عليا محمدا مسافرا) ومنه أيضا قوله تعالى (" كذلك يريهم أعمالهم خسرات عليهم ) فالضمير المتصل هم مفع أول وأعمالهم مفع ثان وخسرات مفع ثالث ،. على أي أن ضبط هذه القواعد يجنبنا الأخطاء التي تشويه نصوصنا الإبداعية وآمل أن تفتح نوافد لنقاش القواعد اللغوية التي غالبا ما نهملها ونحن نعرف أننا لا يمكن أن نحيد عنها لأنها هي اللغة واللغة هي ديدن الإبداع ، وعصب الكتابة .
صالح هشام ~٢٩/٧/٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق