اشكالية الرمز والفهم المستعصي في النص الشعري ..
الشاعرة شروق المرسومي مثالاً
سعد الساعدي /العراق
تمتاز الشاعرة الدكتورة شروق المرسومي بشجاعة متميزة ؛ وشجاعتها من نوع خاص تمتلكها بتطويع كلماتها ورموز صورها فيما تكتب رغم صعوبة الفهم للبعض احيانا وتُلقيها للمتلقي بالتدريج وان كانت للوهلة الاولى تبدو سريالية اللهجة واللون ونَحْت الجملة ، لكنها تفسح المجال لاحقا على اقل تقدير لمتوسطي الثقافة بفك الرموز والتأمل بلوحاتها الشعرية والاستشعار بالمتعة وهذا سر من اسرار نجاح العمل الفني مهما كان شكله وجنسه ..
القصيدة لا تحمل عنوانا وهذه ميزة اخرى انتهجتها الشاعرة وقالت عنها بلا تردد :
( هذا تعليق للشاعرة على قصيدتها ) قالت :
لا تفتشوا بين أوراقي عن أسماء أو عناوين
لا هوية لي في الكتابة
ما هذه الخلجات سوى قلب مربك و وصفة دواء
امررها على المتعبين
أمسح على رأس الألم
حينا ب مشرط
و حينا ب قلم
الكلمة رصاصة
و كم من رصاصة صوبت جهتي
تلقيتها ب قلق السطور
و هدوء المسعى
و انتماء ضئيل لذات مفقودة
صدقا سعيدة جدا ب هذا الفضاء الرحيب الذي أضاء ف أبهر
و صعد ف امطر...
تقترب الشاعرة وتُقرّب اسيجة قصائدها الخارجية والداخلية وتبدأ بسر حكاية هي في الحقيقة قصيدة تحكي معاناتها تارة
( ومن منا ليست له معاناة ) ، وتارة اخرى تصف هواجس شتى كانتمائها للارض وحب الوطن والحنين والغزل والعزف المنفرد على اوجاع وآمال وذكريات متنوعة تدل على اصالة في عشقها لكل شيء جميل ،ومع هذا اظن في اول قراءآتي لنصوص الدكتورة شروق المرسومي انها تكتب للنخبة فقط ، وهذا لدي غير مخبذ البتة وادعو للابتعاد عنه ، فكم من النخبة سينتفع بما يكتبه الكاتب و هو اصلا وصل الى مرحلة الادراك وفهم ما بين السطور كونه من نفس الجيل والمستوى والثقافة ربما ، وربما لديه نفس المعاناة وتفيض منه ابداعات متشابهة ، وهنا لا نفع من النخبة انما الفائدة مع الوسط المتحرك من جمهور المتلقين مما قلنا انهم اواسط المثقفين..
الدكتورة شروق المرسومي لو كتبت بصيغة رسم وصفة طبية لا يعرفها الا الصيدلي المجاور لها فان قارءها سيتنحى عنها بعيدا ، وهذا مالم تفعله ، فكتبت بلغة شفافة تفصح عن نفسها ليفسرها القاريء بما شاء لان هذا هو مفتاح الغاز الشعر الحر والنص المفتوح في قصيدة النثر او السرد التعبيرية.
النخبة تقرأ وتفسر والقاريء البسيط يقرأ ويفسر والناقد ما عليه الا تكسير النص والكشف عن مكنوناته التي ربما بعضها سهى عنها كاتبها وايصال ما يمكن ايصاله للمتلقي ايضا .
في هذا النص وفي غيره هناك متعة خفية وارهاصات تبرز في مواضع شتى وتختفي احيانا ، تعلن بها وتكشف الشاعرة قدرتها وتقول بصراحة :
انني شجاعة واكتب بلا خوف او تردد .
وبالنسبة لي شخصيا كقاريء لمثل هكذا نص ومحاولة تحليله و بنائه بقدر اود الاشارة الى انه جاء بموسيقى حزينة حالمة في ان واحد معا ويدل على عمق الثقافة والمقدرة على السباحة عكس التيار بالنسبة لشاعرة مهما تكن هي انثى مرهفة الحس نبيلة المشاعرة عزيزة بقوة ثقتها بنفسها .
النص ..
---------
قـالوا عني ...... عــقيمة خرساء
لا تصلح للــتاريخ
عـويصة دعوتها
مغشوشة شــذّت عن التصديق
حتى تزوّجت ُ من فطرتي ليلة
أبداً لم أثنـّــيها
الدافع أن أنجب من فمي قططـًـــا لـلنسيان
و أنجب زعيـــمـًـا واحدًا يترفّـــع إلى مرتبة كلمة
قالوا عني .......
مأسوفـًــا يـا طالعها و يقولون
يتوارثون الحب مني بـــ نحالة
قيودهم على يدي
و جنوبهم زلفـى
نسبوني إلى فصيل الناي و يظلمون
أكره مسكة العصا
أكره رقصة الأفعى
مهدّدة بـــ الطلّل الزائل
مهدّدة بــــ خطابة غزل عظمى
أرفض هذه التغريدة
فـــ القابض على قلبه
كـــ الساعي إلى حتفه بــــ غير أجــل
د. شروق المرسومي
الشاعرة شروق المرسومي مثالاً
سعد الساعدي /العراق
تمتاز الشاعرة الدكتورة شروق المرسومي بشجاعة متميزة ؛ وشجاعتها من نوع خاص تمتلكها بتطويع كلماتها ورموز صورها فيما تكتب رغم صعوبة الفهم للبعض احيانا وتُلقيها للمتلقي بالتدريج وان كانت للوهلة الاولى تبدو سريالية اللهجة واللون ونَحْت الجملة ، لكنها تفسح المجال لاحقا على اقل تقدير لمتوسطي الثقافة بفك الرموز والتأمل بلوحاتها الشعرية والاستشعار بالمتعة وهذا سر من اسرار نجاح العمل الفني مهما كان شكله وجنسه ..
القصيدة لا تحمل عنوانا وهذه ميزة اخرى انتهجتها الشاعرة وقالت عنها بلا تردد :
( هذا تعليق للشاعرة على قصيدتها ) قالت :
لا تفتشوا بين أوراقي عن أسماء أو عناوين
لا هوية لي في الكتابة
ما هذه الخلجات سوى قلب مربك و وصفة دواء
امررها على المتعبين
أمسح على رأس الألم
حينا ب مشرط
و حينا ب قلم
الكلمة رصاصة
و كم من رصاصة صوبت جهتي
تلقيتها ب قلق السطور
و هدوء المسعى
و انتماء ضئيل لذات مفقودة
صدقا سعيدة جدا ب هذا الفضاء الرحيب الذي أضاء ف أبهر
و صعد ف امطر...
تقترب الشاعرة وتُقرّب اسيجة قصائدها الخارجية والداخلية وتبدأ بسر حكاية هي في الحقيقة قصيدة تحكي معاناتها تارة
( ومن منا ليست له معاناة ) ، وتارة اخرى تصف هواجس شتى كانتمائها للارض وحب الوطن والحنين والغزل والعزف المنفرد على اوجاع وآمال وذكريات متنوعة تدل على اصالة في عشقها لكل شيء جميل ،ومع هذا اظن في اول قراءآتي لنصوص الدكتورة شروق المرسومي انها تكتب للنخبة فقط ، وهذا لدي غير مخبذ البتة وادعو للابتعاد عنه ، فكم من النخبة سينتفع بما يكتبه الكاتب و هو اصلا وصل الى مرحلة الادراك وفهم ما بين السطور كونه من نفس الجيل والمستوى والثقافة ربما ، وربما لديه نفس المعاناة وتفيض منه ابداعات متشابهة ، وهنا لا نفع من النخبة انما الفائدة مع الوسط المتحرك من جمهور المتلقين مما قلنا انهم اواسط المثقفين..
الدكتورة شروق المرسومي لو كتبت بصيغة رسم وصفة طبية لا يعرفها الا الصيدلي المجاور لها فان قارءها سيتنحى عنها بعيدا ، وهذا مالم تفعله ، فكتبت بلغة شفافة تفصح عن نفسها ليفسرها القاريء بما شاء لان هذا هو مفتاح الغاز الشعر الحر والنص المفتوح في قصيدة النثر او السرد التعبيرية.
النخبة تقرأ وتفسر والقاريء البسيط يقرأ ويفسر والناقد ما عليه الا تكسير النص والكشف عن مكنوناته التي ربما بعضها سهى عنها كاتبها وايصال ما يمكن ايصاله للمتلقي ايضا .
في هذا النص وفي غيره هناك متعة خفية وارهاصات تبرز في مواضع شتى وتختفي احيانا ، تعلن بها وتكشف الشاعرة قدرتها وتقول بصراحة :
انني شجاعة واكتب بلا خوف او تردد .
وبالنسبة لي شخصيا كقاريء لمثل هكذا نص ومحاولة تحليله و بنائه بقدر اود الاشارة الى انه جاء بموسيقى حزينة حالمة في ان واحد معا ويدل على عمق الثقافة والمقدرة على السباحة عكس التيار بالنسبة لشاعرة مهما تكن هي انثى مرهفة الحس نبيلة المشاعرة عزيزة بقوة ثقتها بنفسها .
النص ..
---------
قـالوا عني ...... عــقيمة خرساء
لا تصلح للــتاريخ
عـويصة دعوتها
مغشوشة شــذّت عن التصديق
حتى تزوّجت ُ من فطرتي ليلة
أبداً لم أثنـّــيها
الدافع أن أنجب من فمي قططـًـــا لـلنسيان
و أنجب زعيـــمـًـا واحدًا يترفّـــع إلى مرتبة كلمة
قالوا عني .......
مأسوفـًــا يـا طالعها و يقولون
يتوارثون الحب مني بـــ نحالة
قيودهم على يدي
و جنوبهم زلفـى
نسبوني إلى فصيل الناي و يظلمون
أكره مسكة العصا
أكره رقصة الأفعى
مهدّدة بـــ الطلّل الزائل
مهدّدة بــــ خطابة غزل عظمى
أرفض هذه التغريدة
فـــ القابض على قلبه
كـــ الساعي إلى حتفه بــــ غير أجــل
د. شروق المرسومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق