اسرار حضارة وادي النيل - التحنيط نموذجا ( بحث اولي )
الباحث الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري
المقدمة
حضارة قدماء المصريين' أو كما تسمى أحيانا حضارة وادي النيل هي حضارة نشأت على امتداد نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم مع الحضارة العراقية القديمة ، ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء، ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة ..
حضارة وادي النيل
ينبع نهر النيل ، الذي تدور حوله حضارة قدماء المصريين ، من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا إلى مصر ليأتي الفيضان كل عام ويغذي التربة بالطمي ، وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا على الزراعة ..
ومما ساعد على ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرقة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء بالدفء والضوء ، كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء من الغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبا بالنوبة على النيل معا ، وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية ..
وهذا الإستقرار الجغرافي أو المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون في تكوين حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم، فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم تسجيلات جدارية ومخطوطات على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة وشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن ، علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي مازالت اثارها باقية حتى اليوم ..
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليدهم لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع، فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية ، وهي كتابة تصويرية فيها تعبر فيها الرموز عن صور معروفة، وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم تقويما زمنيا حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم ..
ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا أن دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون، كما أنهم أول من صـــــور وابتدع عقيدة الحياة الاخرى ، وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب باستثناء العراقيين القدماء ، وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية ، حسب معتقداتهم ، وكان لمصر دور كبير في العالم القديم ، وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا إلى أفريقيا وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال ..
كان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء التي تحترق تحت أشعة الشمس ، وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يقيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر، وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس ، وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار ..
وتشير بعض مصادر المعلومات التاريخية والاثارية ان تاريخ مصر يبدأ منذ سنة 8000 ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية ، وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية ، وآثارهم تدل على أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية، وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في حوالي العام 6000ق.م ، ونزح احفاد هؤلاء بعد 2000سنة إلى وادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرت هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها ، واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة وأبيدوس ..
اما الزراعة فبدات في بلدة البداري منذ سنة5000 ق.م. وكان الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة ، وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف الذي يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا، وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر الــسفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .. ثم جاء الملك مينا عام 3200ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي)، وكان يضع علي رأسه تاجين ، الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري ، وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
أما التعليم والكتابة فكانا مستقلين في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري، وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر، اما أبناء الشعب فكانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنازل ، وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت ، في حين كان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب ، وكانت الكتب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخرى ..
وبالنسبة للمخطوطات فكانت تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وهو أشبه بالمكتبة ، وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب ، ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلى والبيطرة و طب الأسنان ، وكانت كل الكتب تستنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية ، ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية ، وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد فيه على ملاحظانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام ..
وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيل الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم وتأريخ القرارات الملكية ، وكانت أول محاولة لصنع تقويم عام 8000ق.م. عندما تم صنع الدوائر الحجرية في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا ، وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها، وقد قسم المصريون القدماء اليوم 24ساعة (12 نهارا و12 ليلا )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم والسنة 12 شهرا ، وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور ، وكانت السنة تعادل 360 يوم ..
وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5أيام ، كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله خاص ، و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم ، وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسية ولم يكن المصريون يعرفون إضافة يوم كل 4سنوات ..
بالاضافة لما تقدم فقد قام قدماء المصريين بالعديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط والموسيقى والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما ..
عدد السكان في مصر القديمة
كان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون نسمة ، وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة ، بعدها دخلت مصر العصر الروماني ، وكان المصريون يجاورون النهر، فأصبح مجتمعهم زراعيا وكانت منف وطيبة مركزين مهمين عندما أصبحت كل منهما عاصمة في زمانها ..
العقيدة الدينية
بعد توحيدها أيام مبنا أصبح للعقيدة الدينية سمات رسمية من التعددية في الآلهة ، وكان للبيئة تأثير علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها ، وقد جسد قدماء المصريين في هذه الاشكال قوى الطبيعة وعناصرها ، وتم تأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم ..
كما لعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياة المصريين القدماء وكان لها تأثيرها على فنونهم وعلى تصورهم للحياة الأخرى وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم ، وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي ، وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية مجسدين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور لتعبر عن الخلود من خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع ، وكان يوضع اسم صاحب التمثال على القاعدة أو بجانبها ، والأهرامات نجدها تعبر عن عظمة العمارة لدى قدماء المصريين ، وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت ..
وكانت المعابد مربعة الشـــــكل باتجاه الشرق والغرب على خط شروق وغروب الشمس ، وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة ، وقد استفاد الإغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات. فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها ..
وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت. وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلةفي عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر ممثلا في عقيدة توت والأرض ممثلة في عقي
دة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو تفنوت إلها الريح والرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان عقيدة آمون رع كملك الآلهة. وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها.
وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي. وفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة . وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان. وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المرتزقة الأجانب. وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت بإستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا ورمسيس الاول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي . وقلما كانت امرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479ق.م. وتقاسمت الحكم مع تحتمس الثالث . وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله. وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله. وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان اقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمد مصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهة والخضروات. وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد. وكان الشادوف وسيلة الري بعد إنحسار الفيضان ..
كل هذه العوامل ساعدت على ظهور الحضارة المصرية في وادي النيل ، والتي استمرت وقتاً طويلاً مقارنة بالحضارات التي تبعتها .. وهذه الحضارة بما بلغته من رقي وتقدم علمي ساعدها على أجراء عمليات تحنيط الموتى وبناء الاهرامات كما مر بنا سابقا ...
رأي علماء الآثار
ويرى علماء الآثار أن حضارة وادي النيل القديمة ما زالت تشكل بهاءً وبريقاً ومصدر إلهام وإعجاب على مر السنين وتعاقب الأجيال والقرون لكثير من علماء الآثار، منذ أن عرف المؤرخ اليوناني هيرودوت ودون ما شاهده في رحلته إلى هذا البلد في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أبدى دهشته من الطريقة التي بنى فيها المصريون صروحهم من الأحجار الكبيرة، والقسوة والقوة التي كان يتمتع بها سكان هذا البلد، وانبهر بجمال وفن العمارة والهندسة التي بنيت بها هذه الصروح العملاقة.
وظهرت عند المصريين القدامى محاولات عديدة ومساع باتجاه البقاء، وقد برزت هذه النزعة من خلال فن العمارة والزخرفة والنقوش وكذلك في الكتابات، وتجلى ذلك بشكل واضح في رحلة الفرعون نحو تخليد تاريخهم.
ولادة أولى الممالك
كانت ولادة الحضارة المصرية القديمة منذ ما يقارب ۵۰۰۰ سنة، لتصبح اليوم ميداناً يستقطب السواح من مختلف أصقاع الأرض، وتعتبر آثار الحضارة المصرية من أهم الأماكن السياحية في العالم، وقد كان مهد الحضارة المصرية في وادي النيل، التي تحاط بصحراء كبيرة على مد النظر على طرفي الوادي من الشرق والغرب حيث كانت هنا الولادة الأولى للممالك القديمة، وظهرت الكتابة الهيروغلوفية، إضافة إلى مفاهيم السلطة والتحكم.
ولا يجب أن نفاجأ بأن المصريين قد أدهشوا العالم حتى الباحثين في علم الآثار والتاريخ البشري بحضارتهم وتاريخهم في مجال هندسة العمارة وعلوم الأجنة.
والآن وبعد مرور آلاف السنين على هذه الحضارة، لابد لنا أن نلقي نظرة على الماضي لنكتشف الثقافة الإنسانية والأسطورة المصرية التي تجعلنا نبحر في قرون عديدة ولتقدم لنا رؤية فيها الكثير من الإعجاب بمصر القديمة.
فلأول مرة ظهرت الصروح المصرية على شكل جبهة عريضة عملاقة، حيث تصادف ما يخرج عن الطبيعة المألوفة، فهناك أهرامات الجيزة وروعة القصور والمعابد وقبور الفراعنة..
مصر القديمة أرض المعجزات والأساطير، لم يبهر ولم يشغل خيال المختصين وعلماء الآثار مثلما فعلته آثار مصر فأصبحوا أسرى أمام أصولها ومعابدها وهندسة صروحها هذه المعابد والأهرامات التي تعتبر أشهر الصروح الأثرية القديمة في العالم وتعد واحدة من عجائب الدنيا السبع، وتمثال أبي الهول شاهد على عظمة الإنسان المصري في ذلك الزمان، وقوة إرادته وخصب خياله.
ضخت مياه نهر النيل في حياة المصريين فسقت الحضارة في هذا المكان، هذا النهر الذي ينبع من قلب إفريقيا ليتجه إلى الشمال نحو البحر الأبيض المتوسط لينهض بالحضارة الفرعونية وليبعث في الأرض التي مرت منها الحياة والازدهار والتنمية، فيجذب اليها السكان وتنتعش الصحراء القاحلة لتتحول إلى أراض خصبة أصبحت مصدراً للعيش ومهدت لحركة ونشاط بشري كبير فحولت نمط الحياة ومهدت للزراعة التي أصبحت فيما بعد المصدر الوحيد للعيش.
مقبرة توت عنخ آمون
كما أن للشمس رموزاً مهمة تجسد الولادة والموت. فالفراعنة يسعون من خلال بنائهم لهذه الصروح العملاقة من أهرامات وتماثيل إلى البقاء.
وكان المصريون القدامى يعتقدون خطأ أن الروح والجسد شيئان متلازمان للوجود الإنساني سواء في الحياة أو الموت، لذا لجأوا إلى عملية التحنيط للجسد في القبور وكانت قبورهم تعج بالمجوهرات والكتابات وممتلكات خاصة بالملك المتوفي مثلما أكتشف في مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام ۱۹۲۲م من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، حيث كان يدفن مع الملك كل ما كان يستعمله في حياته اليومية من لعب أطفال وأدوات الكتابة وعصا الصيد وأقلام وألوان وملابس. والحلي يبلغ عدد قطعها ۱۴۳ قطعة بأشكال مختلفة تجسد الشمس والقمر وأواني وأحجار..
كما وجد في قبره كرسي العرش وصولجانات وأقواس وسيوف وخناجر، وعثر فيه على التابوت الذهبي الذي يزن أكثر من ۱۱۰ كيلوغرامات، وكذلك القناع الذهبي المغطى بالحجارة الكريمة إذ يبلغ وزنه ۱۱ كيلو غراماً، وكان يغطي وجه المومياء.
واعتبر اكتشافها حدثا عظيماً في تاريخ الآثار المصرية وتاريخ العالم. هذه المقبرة التي بقي بابها مغلقا لمدة ۳۰۰۰ سنة، وتعرضت لمحاولتي سرقة من قبل مهربي الآثار.
القبور الأكثر أهمية هي الأهرامات، الأكثر شهرةً وأهميةً ومكانةً التي بناها مهندسون مهرة وعمال امتلكوا الكثير من القوة العضلية ومن الصبر، فحملوا الحجارة الكبيرة على ظهورهم ليبنوا بها أهرامات لأسيادهم.
واليوم علماء الآثار في مصر مستمرون في التنقيب عن الآثار في سعي منهم إلى الفوز بالمزيد من الاكتشافات المهمة ومستمرون في دراساتهم العلمية على مومياء الملوك الفراعنة وعلم الأجنة وتحديد الأنساب، وفك شفرة الأرقام والكتابات الهيروغليفية، ودراسة حياة الناس في ذلك الزمان، ليردوا على الكثير من الأسئلة التي مازالت غامضة، إغناءً للثقافة المصرية، هذه الحضارة التي دار حولها وحول أسرارها جدال كثير وأفرزت انطباعات وأفكار يؤكد البعض منها على اهتمام المصريين القدماء بالموت، في حين تذهب الأخرى إلى أبعد من ذلك فتركز على السعادة التي كان يتمتع بها هذا الشعب في الحياة فعرف كيف يجسدها.
التحنيط
ان التحنيط هو فن الاستعداد للحياة الأخرى – حسب اعتقاد المصريين القدماء - ونحن حتى الآن نجهل اسرار التحنيط ولكننا نسمي من يجهز الموتى حانوتي اي محنط ..
وكان الميت توضع معه وثيقة موته أي مايسمى الآن شهادة الوفاة.. وفيها ملخص لحالته ولسنه والمرض المسبب للوفاة والمكان المصرح فيه بالدفن وذلك بعد دفع رسوم التحنيط.. وكان دفن الميت منذ القدم فيه اهتمام بالحفاظ على الجثة ولقد وجدت البعثة البولندية في الكدرو حفراً بطريقة منظمة ومع الميت سلاحه ومتعلقاته الشخصية.. وقام الانسان القديم بدفن الموتى على جلود الحيوانات ووضعوا معهم اواني الاكل الفخارية استعداداً للحياة بعد الموت..
وعندما تطور الامر كان الموتى يدفنون بعد ان يتم حفظ اجسادهم بالصمغ الصنوبري والسودان طبعاً بلاد الصمغ.. وصار التحنيط منذ القدم لأهل مصر والسودان وادي النيل وكان لرئيس التحنيط تأثير خاص فلا يبقى للاشتراك معه الا من يثق بهم من رجال الكهنوت الانقياء ومن الجراحين والعمال وبعض أرباب الصنائع التي يستلزمها التحنيط.. وكانت مهنة التحنيط التي يقوم بها الحانوتي مهنة متوارثة.. وكان الميت يلف في لفائف من غزل الكتان ..وقد ذكر صلاح الصادق ، وهو اثاري مصري متخصص ، أربعة انواع للتحنيط هي :
1- تحنيط الملوك :
ويبدأ بإزالة الاعضاء التناسلية واستخراج المخ عن طريق الانف وتملأ الفراغات بالطيب والصمغ والصنوبر ويستعملون لهذا الغرض اداة خشبية وخنجراً من المعدن ومقراضاً صغيراً وتوضع الجثة على مائدة خشبية ويوضع ماء ويبدأ في شق الجنب الايسر إلى نهايته وكان يستعمل في هذا قطعة حجر تسمى حجر اثيوبيا اي السودان وقالوا عنه حصاة اثيوبيا وبعدها يستخرجون الاحشاء وكل الاجزاء اللينة والقلب والكلى في اواني ثم يغسلون الجوف بنبيذ البلح الممزوج بكمية من المر والخيار والشنبر والطيب ثم يخيطون الجلد ثانية ويغسلون الجثة ويضعون فوقها كميات من املاح ويغطونها بمسحوق النطرون..
ويستخرج المخ ويملأ بلفائف بها صمغ لمدة سبعين يوماً وبعدها يدهنون الجثة بزيت شجر الارز والعطر وتملأ البطن بالقرفة والصمغ ويدهنون غطاء الوجه ويرسمون فوقه صورة الميت وكانت اللفائف التي يلف بها مطرزة برسوم ونقوش هيروغليفية ثم يأتي أهل المتوفي ويضعونه في صندوق خشبي مصنوع على شكل آدمي ويوضع في قاعة مخصصة لهذا..
وكان هذا النوع من التحنيط كثير التكاليف ومقتصراً على الملوك والعظماء والمشاهير.
2- الطبقة الوسطى :
وكان يكتفي عندهم بتحنيط يحافظ على الجثة من التلف وهنا يكتفي المحنط بحقن الجثة بكميات من الدهن السائل المستخرج من شجر الارز ويستعمل بدون شق الجسد وبدون اخراج شئ من المحتويات والامعاء ويسدون منفذ الحقن منعاً لسقوط السائل ثم يضعون الجثة مدة سبعين يوماً في محلول ثم بعد هذا يجففون العظام بمسحوق النطرون ثم توضع في لفائف معقمة ويدهن الوجه بلون أحمر ثم تسلم لأسرة المتوفي لإجراءات الدفن ..
3- تحنيط الفقراء:
وينحصر في ايداع الجثة مدة سبعين يوماً في محلول قلوي من النطرون وتستخرج منه بعد ذلك وتجعل في لفائف بسيطة وتسلم إلى اهلها للدفن ..
4- ارخص تحنيط :
وكان للفقراء جداً وتوضع الجثة في لفائف ممزوجة بمركبات تقيها من التعفن والتلف زمناً محدداً ثم تدفن في مكان رملي على عمق متر تقريباً ..
التحنيط عند نبته ومروي
تبني ملوك نبته عادات التحنيط من قدماء المصريين ويعد الملك الشهير بعانخي هو اول من ظهر التحنيط في زمانه فلقد كان هو ملك مصر والسودان وأول من اسس المملكة المتحدة واسس الاسرة الخامسة والعشرين في تاريخ الاسر الفرعونية ويرجع بعانخي إلى اعوام 751م – 716 قبل الميلاد ..
ويعد أول من بنى هرما في (الكرو) وقد أحضر مهندسين مصريين لهذا واحضر خبراء تحنيط من الكهنة لتحنيطه قبل مماته..وشمل التحنيط الملكات المرويات وقد تم تحنيط الملكة "تابيري" ابنة الملك "كشتا" وزوجة الملك بعانخي ..
وكان ملوك نبته يدفنون في تابوت خشبي .. وفي اثناء التحنيط تقوم المرأة بالبكاء على الميت وقرع الطبول على قرع في طشت ماء في شكل حلقة دائرية ويقولون (حي ووب) وبعد وضع الميت في صندوق يبدأ الموكب الجنائزي ويوضع كتاب الموتى مع الميت ويحمل التابوت على عنقريب يحوطه الكهنة ورجال الدين أو يوضع على محفة تجرها التيران يتقدمها حملة البخور والزهور والعطور والزيوت والماء المقدس والنائحات النادبات مع فرق جنائزية تعزف على الآلات الموسيقية المروية ويتقدم الموكب اسرة المتوفي وقد لطخن رؤوسهن وشعورهن بالسخام والرماد وهن يضربن وجوههن وخدودهن ..
ومع الموكب عدد من الخدم يقومون ببناء مصطبة لخدمة المتوفي في دنياه المقبلة لكي تكون هذه المصطبة قاعة لقاءات او منتدى ثقافي ..وقبل ان يوضع في مقره الأخير يقوم بعض الكهنة بتلقين المتوفي بعض صيغ وكلمات دينية تنفعه في المحاكمة الاخيرة بعد الموت ..
المراجع
1 . موقع منتديات واتا الحضارية في 13/ 7/ 2007
2 . موقع منتدى فرسان الثقافة في 1/3/ 2008
3 . موقع دنيا الوطن في 5/5/ 2004
4 . جريدة الشرق الاوسط في 5/ 1/ 2005
5 . شبكة النبا المعلوماتية في 18/ 2/ 2008
6 . منتديات ستوب المعلوماتية في 4/ 8/ 2008
7 . منتديات قمر الرياض في 22/ 8/ 2007
8 . متابعة شخصية
العراق في 28 / 10 / 2009
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2017
الباحث الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري
المقدمة
حضارة قدماء المصريين' أو كما تسمى أحيانا حضارة وادي النيل هي حضارة نشأت على امتداد نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم مع الحضارة العراقية القديمة ، ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء، ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة ..
حضارة وادي النيل
ينبع نهر النيل ، الذي تدور حوله حضارة قدماء المصريين ، من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا إلى مصر ليأتي الفيضان كل عام ويغذي التربة بالطمي ، وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا على الزراعة ..
ومما ساعد على ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرقة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء بالدفء والضوء ، كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء من الغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبا بالنوبة على النيل معا ، وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية ..
وهذا الإستقرار الجغرافي أو المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون في تكوين حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم، فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم تسجيلات جدارية ومخطوطات على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة وشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن ، علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي مازالت اثارها باقية حتى اليوم ..
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليدهم لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع، فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية ، وهي كتابة تصويرية فيها تعبر فيها الرموز عن صور معروفة، وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم تقويما زمنيا حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم ..
ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا أن دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون، كما أنهم أول من صـــــور وابتدع عقيدة الحياة الاخرى ، وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب باستثناء العراقيين القدماء ، وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية ، حسب معتقداتهم ، وكان لمصر دور كبير في العالم القديم ، وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا إلى أفريقيا وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال ..
كان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء التي تحترق تحت أشعة الشمس ، وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يقيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر، وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس ، وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار ..
وتشير بعض مصادر المعلومات التاريخية والاثارية ان تاريخ مصر يبدأ منذ سنة 8000 ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية ، وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية ، وآثارهم تدل على أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية، وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في حوالي العام 6000ق.م ، ونزح احفاد هؤلاء بعد 2000سنة إلى وادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرت هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها ، واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة وأبيدوس ..
اما الزراعة فبدات في بلدة البداري منذ سنة5000 ق.م. وكان الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة ، وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف الذي يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا، وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر الــسفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .. ثم جاء الملك مينا عام 3200ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي)، وكان يضع علي رأسه تاجين ، الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري ، وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
أما التعليم والكتابة فكانا مستقلين في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري، وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر، اما أبناء الشعب فكانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنازل ، وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت ، في حين كان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب ، وكانت الكتب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخرى ..
وبالنسبة للمخطوطات فكانت تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وهو أشبه بالمكتبة ، وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب ، ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلى والبيطرة و طب الأسنان ، وكانت كل الكتب تستنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية ، ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية ، وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد فيه على ملاحظانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام ..
وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيل الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم وتأريخ القرارات الملكية ، وكانت أول محاولة لصنع تقويم عام 8000ق.م. عندما تم صنع الدوائر الحجرية في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا ، وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها، وقد قسم المصريون القدماء اليوم 24ساعة (12 نهارا و12 ليلا )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم والسنة 12 شهرا ، وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور ، وكانت السنة تعادل 360 يوم ..
وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5أيام ، كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله خاص ، و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم ، وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسية ولم يكن المصريون يعرفون إضافة يوم كل 4سنوات ..
بالاضافة لما تقدم فقد قام قدماء المصريين بالعديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط والموسيقى والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما ..
عدد السكان في مصر القديمة
كان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون نسمة ، وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة ، بعدها دخلت مصر العصر الروماني ، وكان المصريون يجاورون النهر، فأصبح مجتمعهم زراعيا وكانت منف وطيبة مركزين مهمين عندما أصبحت كل منهما عاصمة في زمانها ..
العقيدة الدينية
بعد توحيدها أيام مبنا أصبح للعقيدة الدينية سمات رسمية من التعددية في الآلهة ، وكان للبيئة تأثير علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها ، وقد جسد قدماء المصريين في هذه الاشكال قوى الطبيعة وعناصرها ، وتم تأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم ..
كما لعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياة المصريين القدماء وكان لها تأثيرها على فنونهم وعلى تصورهم للحياة الأخرى وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم ، وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي ، وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية مجسدين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور لتعبر عن الخلود من خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع ، وكان يوضع اسم صاحب التمثال على القاعدة أو بجانبها ، والأهرامات نجدها تعبر عن عظمة العمارة لدى قدماء المصريين ، وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت ..
وكانت المعابد مربعة الشـــــكل باتجاه الشرق والغرب على خط شروق وغروب الشمس ، وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة ، وقد استفاد الإغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات. فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها ..
وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت. وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلةفي عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر ممثلا في عقيدة توت والأرض ممثلة في عقي
دة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو تفنوت إلها الريح والرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان عقيدة آمون رع كملك الآلهة. وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها.
وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي. وفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة . وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان. وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المرتزقة الأجانب. وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت بإستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا ورمسيس الاول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي . وقلما كانت امرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479ق.م. وتقاسمت الحكم مع تحتمس الثالث . وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله. وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله. وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان اقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمد مصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهة والخضروات. وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد. وكان الشادوف وسيلة الري بعد إنحسار الفيضان ..
كل هذه العوامل ساعدت على ظهور الحضارة المصرية في وادي النيل ، والتي استمرت وقتاً طويلاً مقارنة بالحضارات التي تبعتها .. وهذه الحضارة بما بلغته من رقي وتقدم علمي ساعدها على أجراء عمليات تحنيط الموتى وبناء الاهرامات كما مر بنا سابقا ...
رأي علماء الآثار
ويرى علماء الآثار أن حضارة وادي النيل القديمة ما زالت تشكل بهاءً وبريقاً ومصدر إلهام وإعجاب على مر السنين وتعاقب الأجيال والقرون لكثير من علماء الآثار، منذ أن عرف المؤرخ اليوناني هيرودوت ودون ما شاهده في رحلته إلى هذا البلد في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أبدى دهشته من الطريقة التي بنى فيها المصريون صروحهم من الأحجار الكبيرة، والقسوة والقوة التي كان يتمتع بها سكان هذا البلد، وانبهر بجمال وفن العمارة والهندسة التي بنيت بها هذه الصروح العملاقة.
وظهرت عند المصريين القدامى محاولات عديدة ومساع باتجاه البقاء، وقد برزت هذه النزعة من خلال فن العمارة والزخرفة والنقوش وكذلك في الكتابات، وتجلى ذلك بشكل واضح في رحلة الفرعون نحو تخليد تاريخهم.
ولادة أولى الممالك
كانت ولادة الحضارة المصرية القديمة منذ ما يقارب ۵۰۰۰ سنة، لتصبح اليوم ميداناً يستقطب السواح من مختلف أصقاع الأرض، وتعتبر آثار الحضارة المصرية من أهم الأماكن السياحية في العالم، وقد كان مهد الحضارة المصرية في وادي النيل، التي تحاط بصحراء كبيرة على مد النظر على طرفي الوادي من الشرق والغرب حيث كانت هنا الولادة الأولى للممالك القديمة، وظهرت الكتابة الهيروغلوفية، إضافة إلى مفاهيم السلطة والتحكم.
ولا يجب أن نفاجأ بأن المصريين قد أدهشوا العالم حتى الباحثين في علم الآثار والتاريخ البشري بحضارتهم وتاريخهم في مجال هندسة العمارة وعلوم الأجنة.
والآن وبعد مرور آلاف السنين على هذه الحضارة، لابد لنا أن نلقي نظرة على الماضي لنكتشف الثقافة الإنسانية والأسطورة المصرية التي تجعلنا نبحر في قرون عديدة ولتقدم لنا رؤية فيها الكثير من الإعجاب بمصر القديمة.
فلأول مرة ظهرت الصروح المصرية على شكل جبهة عريضة عملاقة، حيث تصادف ما يخرج عن الطبيعة المألوفة، فهناك أهرامات الجيزة وروعة القصور والمعابد وقبور الفراعنة..
مصر القديمة أرض المعجزات والأساطير، لم يبهر ولم يشغل خيال المختصين وعلماء الآثار مثلما فعلته آثار مصر فأصبحوا أسرى أمام أصولها ومعابدها وهندسة صروحها هذه المعابد والأهرامات التي تعتبر أشهر الصروح الأثرية القديمة في العالم وتعد واحدة من عجائب الدنيا السبع، وتمثال أبي الهول شاهد على عظمة الإنسان المصري في ذلك الزمان، وقوة إرادته وخصب خياله.
ضخت مياه نهر النيل في حياة المصريين فسقت الحضارة في هذا المكان، هذا النهر الذي ينبع من قلب إفريقيا ليتجه إلى الشمال نحو البحر الأبيض المتوسط لينهض بالحضارة الفرعونية وليبعث في الأرض التي مرت منها الحياة والازدهار والتنمية، فيجذب اليها السكان وتنتعش الصحراء القاحلة لتتحول إلى أراض خصبة أصبحت مصدراً للعيش ومهدت لحركة ونشاط بشري كبير فحولت نمط الحياة ومهدت للزراعة التي أصبحت فيما بعد المصدر الوحيد للعيش.
مقبرة توت عنخ آمون
كما أن للشمس رموزاً مهمة تجسد الولادة والموت. فالفراعنة يسعون من خلال بنائهم لهذه الصروح العملاقة من أهرامات وتماثيل إلى البقاء.
وكان المصريون القدامى يعتقدون خطأ أن الروح والجسد شيئان متلازمان للوجود الإنساني سواء في الحياة أو الموت، لذا لجأوا إلى عملية التحنيط للجسد في القبور وكانت قبورهم تعج بالمجوهرات والكتابات وممتلكات خاصة بالملك المتوفي مثلما أكتشف في مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام ۱۹۲۲م من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، حيث كان يدفن مع الملك كل ما كان يستعمله في حياته اليومية من لعب أطفال وأدوات الكتابة وعصا الصيد وأقلام وألوان وملابس. والحلي يبلغ عدد قطعها ۱۴۳ قطعة بأشكال مختلفة تجسد الشمس والقمر وأواني وأحجار..
كما وجد في قبره كرسي العرش وصولجانات وأقواس وسيوف وخناجر، وعثر فيه على التابوت الذهبي الذي يزن أكثر من ۱۱۰ كيلوغرامات، وكذلك القناع الذهبي المغطى بالحجارة الكريمة إذ يبلغ وزنه ۱۱ كيلو غراماً، وكان يغطي وجه المومياء.
واعتبر اكتشافها حدثا عظيماً في تاريخ الآثار المصرية وتاريخ العالم. هذه المقبرة التي بقي بابها مغلقا لمدة ۳۰۰۰ سنة، وتعرضت لمحاولتي سرقة من قبل مهربي الآثار.
القبور الأكثر أهمية هي الأهرامات، الأكثر شهرةً وأهميةً ومكانةً التي بناها مهندسون مهرة وعمال امتلكوا الكثير من القوة العضلية ومن الصبر، فحملوا الحجارة الكبيرة على ظهورهم ليبنوا بها أهرامات لأسيادهم.
واليوم علماء الآثار في مصر مستمرون في التنقيب عن الآثار في سعي منهم إلى الفوز بالمزيد من الاكتشافات المهمة ومستمرون في دراساتهم العلمية على مومياء الملوك الفراعنة وعلم الأجنة وتحديد الأنساب، وفك شفرة الأرقام والكتابات الهيروغليفية، ودراسة حياة الناس في ذلك الزمان، ليردوا على الكثير من الأسئلة التي مازالت غامضة، إغناءً للثقافة المصرية، هذه الحضارة التي دار حولها وحول أسرارها جدال كثير وأفرزت انطباعات وأفكار يؤكد البعض منها على اهتمام المصريين القدماء بالموت، في حين تذهب الأخرى إلى أبعد من ذلك فتركز على السعادة التي كان يتمتع بها هذا الشعب في الحياة فعرف كيف يجسدها.
التحنيط
ان التحنيط هو فن الاستعداد للحياة الأخرى – حسب اعتقاد المصريين القدماء - ونحن حتى الآن نجهل اسرار التحنيط ولكننا نسمي من يجهز الموتى حانوتي اي محنط ..
وكان الميت توضع معه وثيقة موته أي مايسمى الآن شهادة الوفاة.. وفيها ملخص لحالته ولسنه والمرض المسبب للوفاة والمكان المصرح فيه بالدفن وذلك بعد دفع رسوم التحنيط.. وكان دفن الميت منذ القدم فيه اهتمام بالحفاظ على الجثة ولقد وجدت البعثة البولندية في الكدرو حفراً بطريقة منظمة ومع الميت سلاحه ومتعلقاته الشخصية.. وقام الانسان القديم بدفن الموتى على جلود الحيوانات ووضعوا معهم اواني الاكل الفخارية استعداداً للحياة بعد الموت..
وعندما تطور الامر كان الموتى يدفنون بعد ان يتم حفظ اجسادهم بالصمغ الصنوبري والسودان طبعاً بلاد الصمغ.. وصار التحنيط منذ القدم لأهل مصر والسودان وادي النيل وكان لرئيس التحنيط تأثير خاص فلا يبقى للاشتراك معه الا من يثق بهم من رجال الكهنوت الانقياء ومن الجراحين والعمال وبعض أرباب الصنائع التي يستلزمها التحنيط.. وكانت مهنة التحنيط التي يقوم بها الحانوتي مهنة متوارثة.. وكان الميت يلف في لفائف من غزل الكتان ..وقد ذكر صلاح الصادق ، وهو اثاري مصري متخصص ، أربعة انواع للتحنيط هي :
1- تحنيط الملوك :
ويبدأ بإزالة الاعضاء التناسلية واستخراج المخ عن طريق الانف وتملأ الفراغات بالطيب والصمغ والصنوبر ويستعملون لهذا الغرض اداة خشبية وخنجراً من المعدن ومقراضاً صغيراً وتوضع الجثة على مائدة خشبية ويوضع ماء ويبدأ في شق الجنب الايسر إلى نهايته وكان يستعمل في هذا قطعة حجر تسمى حجر اثيوبيا اي السودان وقالوا عنه حصاة اثيوبيا وبعدها يستخرجون الاحشاء وكل الاجزاء اللينة والقلب والكلى في اواني ثم يغسلون الجوف بنبيذ البلح الممزوج بكمية من المر والخيار والشنبر والطيب ثم يخيطون الجلد ثانية ويغسلون الجثة ويضعون فوقها كميات من املاح ويغطونها بمسحوق النطرون..
ويستخرج المخ ويملأ بلفائف بها صمغ لمدة سبعين يوماً وبعدها يدهنون الجثة بزيت شجر الارز والعطر وتملأ البطن بالقرفة والصمغ ويدهنون غطاء الوجه ويرسمون فوقه صورة الميت وكانت اللفائف التي يلف بها مطرزة برسوم ونقوش هيروغليفية ثم يأتي أهل المتوفي ويضعونه في صندوق خشبي مصنوع على شكل آدمي ويوضع في قاعة مخصصة لهذا..
وكان هذا النوع من التحنيط كثير التكاليف ومقتصراً على الملوك والعظماء والمشاهير.
2- الطبقة الوسطى :
وكان يكتفي عندهم بتحنيط يحافظ على الجثة من التلف وهنا يكتفي المحنط بحقن الجثة بكميات من الدهن السائل المستخرج من شجر الارز ويستعمل بدون شق الجسد وبدون اخراج شئ من المحتويات والامعاء ويسدون منفذ الحقن منعاً لسقوط السائل ثم يضعون الجثة مدة سبعين يوماً في محلول ثم بعد هذا يجففون العظام بمسحوق النطرون ثم توضع في لفائف معقمة ويدهن الوجه بلون أحمر ثم تسلم لأسرة المتوفي لإجراءات الدفن ..
3- تحنيط الفقراء:
وينحصر في ايداع الجثة مدة سبعين يوماً في محلول قلوي من النطرون وتستخرج منه بعد ذلك وتجعل في لفائف بسيطة وتسلم إلى اهلها للدفن ..
4- ارخص تحنيط :
وكان للفقراء جداً وتوضع الجثة في لفائف ممزوجة بمركبات تقيها من التعفن والتلف زمناً محدداً ثم تدفن في مكان رملي على عمق متر تقريباً ..
التحنيط عند نبته ومروي
تبني ملوك نبته عادات التحنيط من قدماء المصريين ويعد الملك الشهير بعانخي هو اول من ظهر التحنيط في زمانه فلقد كان هو ملك مصر والسودان وأول من اسس المملكة المتحدة واسس الاسرة الخامسة والعشرين في تاريخ الاسر الفرعونية ويرجع بعانخي إلى اعوام 751م – 716 قبل الميلاد ..
ويعد أول من بنى هرما في (الكرو) وقد أحضر مهندسين مصريين لهذا واحضر خبراء تحنيط من الكهنة لتحنيطه قبل مماته..وشمل التحنيط الملكات المرويات وقد تم تحنيط الملكة "تابيري" ابنة الملك "كشتا" وزوجة الملك بعانخي ..
وكان ملوك نبته يدفنون في تابوت خشبي .. وفي اثناء التحنيط تقوم المرأة بالبكاء على الميت وقرع الطبول على قرع في طشت ماء في شكل حلقة دائرية ويقولون (حي ووب) وبعد وضع الميت في صندوق يبدأ الموكب الجنائزي ويوضع كتاب الموتى مع الميت ويحمل التابوت على عنقريب يحوطه الكهنة ورجال الدين أو يوضع على محفة تجرها التيران يتقدمها حملة البخور والزهور والعطور والزيوت والماء المقدس والنائحات النادبات مع فرق جنائزية تعزف على الآلات الموسيقية المروية ويتقدم الموكب اسرة المتوفي وقد لطخن رؤوسهن وشعورهن بالسخام والرماد وهن يضربن وجوههن وخدودهن ..
ومع الموكب عدد من الخدم يقومون ببناء مصطبة لخدمة المتوفي في دنياه المقبلة لكي تكون هذه المصطبة قاعة لقاءات او منتدى ثقافي ..وقبل ان يوضع في مقره الأخير يقوم بعض الكهنة بتلقين المتوفي بعض صيغ وكلمات دينية تنفعه في المحاكمة الاخيرة بعد الموت ..
المراجع
1 . موقع منتديات واتا الحضارية في 13/ 7/ 2007
2 . موقع منتدى فرسان الثقافة في 1/3/ 2008
3 . موقع دنيا الوطن في 5/5/ 2004
4 . جريدة الشرق الاوسط في 5/ 1/ 2005
5 . شبكة النبا المعلوماتية في 18/ 2/ 2008
6 . منتديات ستوب المعلوماتية في 4/ 8/ 2008
7 . منتديات قمر الرياض في 22/ 8/ 2007
8 . متابعة شخصية
العراق في 28 / 10 / 2009
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق