الجمعة، 1 سبتمبر 2017

ياعيد دعني // بقلم الشاعر الاستاذ : كاظم مجبل الخطيب // العراق

[يا عيدُ دعني ]
...................
لا جئتَ يا عيد يا من تحمل الألما 
لتوقظ الهمّ ان اقبلتَ والسقما 
**
خمسون عاماً وثوب الحزن يلبسني 
فانظرْ عزائيَ حتى الآن ما خُتما 
**
هل جئت َ يا عيد بالافراح تخبرني 
فما الجديد ليمحو ذلك القِدما 
**
وما قدومكَ عندي زائراً وقِحاً
من غير إذنٍ دخلتَ الدار مقتحما 
**
من للفقير اذا ما العيد هاجمهُ
كأنّما الموت لاعيدٌ اذا هجما 
**
من للفقير الذي عزّت شمائلهُ
فأغنت الخلق َ مما عندهُ كرما 
**
قيل الفتى خُلُقٌ يعطيهِ منزلةً
وليس ذي الارض الّا موطىءٌ فَسَما
**
خمسون عاماً أنا فقري أحاربهُ
صبراً ولكنّهُ بالصبر ما هُزما 
**
إذْ كيف يقدرُ مكسورٌ بمعركةٍ
أنْ يحرزَ النصر لمّا سيفهُ ثلما
**
الفقرُ لو رجلٌ ما كنتُ أتركهُ
إلّا ممرّغ َ يشكو العار والندما 
**
يا عيدُ دعني فذو الاموال منتظرٌ
اذهبْ إليهِ وقبّلْ عندهُ القدما 
**
أسجدْ على باب من دنياهُ مترفةٌ
خذْ منهُ ما تشتهي مما تراهُ رمى 
**
ماء المُحيّا رخيصاً بعْهُ لا خجلٌ
واملأْ ركابكَ إن ْ ألقى لكَ الّلقما
**
ولا تسلْ كيف هذا المال خزّنهُ
إذْ يزعمُ الله يعطي عبدهُ النِعما 
**
الحبُّ أيضاً وجدتُ الفقرَ يقتلهُ
أمام عينيَّ مسفوكاً يسيلُ دما 
**
مستصرخاً كلَّ أهل العشق وا أسفا
ولا مجيرَ لمن في نارهِ التهما 
**
لا جئتَ يا عيدُ عمراً أنتَ تفضحني 
ألستَ تعلمُ أنّي أملكُ العدما 
**
أيّامكَ السود لا عادتْ ولا قدمتْ
وليتَ وصلكَ منّي بان َ وانفصما 
**
كما الاحبّة لم أسمعْ لهمْ خبراً
حين اللقاء بهمْ لم يبلغ الحلما 
**
عن أيّ عيدٍ وهذا الجوع يأكلني 
ولحم بطني اذا ما احتجتهُ هُضما 
**
هل جئتَ يا عيدُ حقّاً كي تعذّبني 
والجرح في النفس حتى الآن ما التحما 
**
شكوايَ لله ممّا أنت فاعلهُ
فعندهُ العدل لاأخشاهُ إن ْ حكما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق