هدى أبو العلا
مصر
قاصة وشاعرة
عضو إتحاد الكتاب
عضو عامل فى نادي أدب ثقافة الجيزة
وعضو رابطة الكاتبات المصريات
عضو رابطة الأدب الإسلامي
لي ثلاث أعمال
ملامح غائبة نصوص نثرية
خلف عيون الزمن
مجموعة قصصية
لحظة هروب نصوص نثرية
*
*
دنو فراق
..........
خيم على سمائي
طائر الفراق
ظل ينعق طوال الليل
صوته مزق شراين القلب
بعثرتني الرياح كأشلاء
فى كل إتجاه
حاولت أن اتمسك بجذورك الراسخة فى أغواري...
لكن كلماتك خذلتني..
أشعرت أنت أيضا بدنو
ليل الفراق
أم أنه كان هنا ينام في فراشنا دون أن نراه
حتى قصائد الشعر التي حضرناها معا وتحدثنا عنها...
انقبض لها صدري
سألتك...لماذا القدر فى ذات اللحظة التي يجمعنا فيها..يكتب بيده اليسرى
النهاية حتما ستكون الفراق..؟!
ولماذا... إذا كان الحب متوهجا والشوق قاسياً
والحنين فى اعماقنا يتماوج إلى حد السماء؟!
كنت أنتظر بلسم كلماتك
الذي ينتشلني من ركام
اليأس المسيطر على انفاسي
صدمتني كلماتك
اجهضت بقايا أمل تنير
درب الظنون
فكتمت نهنة اضلعي
حتى لا يؤلمك رعد صرخاتي
تركتك وكأن خبل أصابني
أتحرك فى كل إتجاه دون هدف..
أضرب رأسي فى جدار الحائط
الذي كان بالأمس أتكأ عليه من ثمل جنون حب وعذب الكلام
أراجع كلماتك بأسي
_ربما سنكون معا في حياة أخرى وبإسمين مختلفين _
ماذا دهانا حبيبي؟
خبئت عنك كثيرا من الصعاب..
ويسرت لك دروب جنة اللقاء...
كنت خائفة ارتعد كلما دنا الموعد..
وارجوك الا تطيل الغياب
ماذا دهانا...؟!
يتوقف نبضي فى اللحظة
التي يعلن فيها القدر
الصلاة على روح اللقاء.
هدى أبو العلا
*
يامليكي..../ ومضة الشاعرة / هدى ابو العلا / مصر المحروسة ...
يامليكي....
كفاك هجرا...!!
قد تكالبت على فؤادي
براثن الأشواق
أمحو ظلال غيابك
عن أفق سمائي
كى تكتحل عيني
بمحياك.
بقلمي..هدي أبو العلا
*
اهيم على وجهي شوقا
لهمسك..
احلق بين أروقة روحك
وأتنسم من زفيرك فأثمل
استرق السمع لنبضك
اترجم ذبذباته فأتقد جمرا
يامن تغلغلت فى مسامات
روحي عنوة
أكنت تنتظرني..؟!
أم تبحث أيامي عنك..؟!
هناك عند الروابي
بين السهول والوديان قصرك
أنتظرك...فلا تغب
..أسبق الزمان وأتخطى الوقت
وأنتظرك فارسا
عند باب قصرى يترجل
ياسلطاني...
لأنك مختلف اخترتك
لتكون ربان سفينتي
فانشر شراعك وبأحلامي أبحر
*
مولاي
أشتاق القصر لخطوك
العطر لأنفاسك
الليل لشِعرِك
أشتاق القلب لضمك
اناملي..بعدما عبثت
بين بياض الثلج فى
خصلات شَعرِك
كيف تلمس شيئا بعدك...
فستاني الأحمر الذى
رقص على قدميك
يتوق لسحرك
الشمع يذوب متأوها
يئن فى بعدك..
شعري الملقى بإهمال
على خصري..
أشتاق غزلك...
الموسيقى تعبت من التكرار
عزف اللقاء. .منتظرة وتّرك
الأرض اشتكت كثرة ذهابي
وايابي من فرط قلقي عليك
ولهفة عيوني لضيائك
يظن سمعي المتلهف
لكل دبيب هو خطوك
فينكره الخطو...
يامولاي...
مليكتك كل نبضة وكل خفقة
وكل رمشة وكل خطوة وكل لفتة...تنتظر عطرك..فلا تطل الغياب أخشى أن تذوب الشموع...وتذبل الورود
وينكسر القلب ..فلا شئ
لترميمه يفلح.....
*
الكرسي الفارغ
قصة قصيرة
بقلمي هدى أبو العلا
ذهب إلى نفس المكان
الذي تعودا أن يلتقيا فيه
قادته قدماه دون أن يشعر كأنه أشتاق لسحر بسمتها،لدفءحنانها لوجودها،لبريق عينيها الذي كان يحتويه ويتيه فيه،
نظر إلى الكرسي الفارغ من عطرها،كأنه يأن وحيدا
أيشتاقها أيضا مثله،تنهد وهو يجلس شارد الذهن حزين،يقبض على ميدالية مفاتيحه الفضية التي أهدتها له،ربما. يخشي من فقدها،من غيابها،هذا الزمن كل الجمال يغيب
قالها وهو يحكم القبض بيده أكثر،آفاق على صوت النادل يسئله ماذا أقدم لك سيدي،أم تنتظر أحد،فابتسم بسخريه قائلا لا أحد هاتلى قهوتي السادة المرة كأيامي بدونها،كم يمر الوقت ثقيل،كل شئ أصبح باهتا
مملا..فراغ من كل جانب يحيط به..
وأسند رأسه على الحائط
الذى كان يشهد فرحه بالأمس،اليوم يتكأ بحزنه عليه،وارتفع صوت الغناء
وبدأ المكان يضج بزواره
كل اثنان معا،يثرثران،يضحكان،تتشابك أيديهما فى تناغم تام
هاهى أغنيتهم المفضلة
التي طالما تمايلت بدلال ساحر وهى تغني معها،تذكر قراءتها لفنجانه
ومشاكستها له وهى تمثل دور العرافة،أمامك سكة سفر فى البعيد،أما القريب
أمامك صبيه ساحرة الجمال،عابقة السحر،تعشقك بجنون،
لكنك لم تتزوجها فقد يخطفها منك شبح غريب
يطاردها كأنفاسها كظلها القريب..كان يخطف منها الفنجان غاضبا..لاتمزحي ماأغلثك
وأنت تبالغين بالكلمات،اغرورقت عيناه بالدموع حتى سقطت فى فنجان قهوته
قال بصوت يشبه حفيف أوراق الخريف،لوكان إنسان قد خطفك مني،لأنهيت حياته،
لكن خطفك قابض الروح
ليته قبضني معك،لكنه تركني جثة تتحرك بلا وجود ولا كيان.
قرار
ــــــــــــــــــــــ
*
تنفس الصعداء وهو يتأمل دخان سيجارته، وأخيراً أفاق من كابوس كان يؤرِّق مضجعه، قلبه كان هناك معها، وشاءت الأقدار أن يكون مع غيرها، عانده القدر، وقف له الفقر بالمرصاد يتتبع خطواته، فاختار ألَّا يكون أنانياً، تركها وقلبه يتمزَّق من أجلها.
كانت شفَّافة جميلة المظهر والروح، من أسرة متيسِّرة الحال، مها زميلته فى كليَّة الآداب، تمت خطبتها وتزوجَّت فى خلال ستة أشهر، وانغمس هو فى عراك مع الحياة، مرَّة يبتسم له الحظ ومرَّات أخرى يعانده، كثيراً ما نام دون عشاء، فى غرفته المتواضعة فوق سطح إحدى العمارات العتيقة فى وسط البلد، دقَّ الحَظُّ بابه، زميل من أيام الجامعة كان يعلم قسوة ظروفه، وضنك معيشته عثر له على عمل وجاء ليبشِّره به، طار من الفرحة وترقرق الدمع فى عينيه، تركه زميله، وهو يردِّد :
لا تتأخر... تمام السابعة صباحاً أمام باب الشركة.
قام على الفور بغسل ملابسه ونشرها، وحاول أن يعالج شكل حذائه ويداوى جروحه المنبثقة من كل جانب، وجدها لا تستجيب فاضطر إلى أن يذهب إلى محل تصليح الأحذية، وعاد, لم ينم حتى شروق الشمس.
بدأ فى كى ملابسه التى مازال أثر الماء يظهر فيها، ارتدى ملابسه على عَجَل ووصل إلى الشركة قبل الموعد، قابله صديقه وقدَّمه للمدير الذى وافق على تعيينه بعد حوار قصير لحاجة العمل إليه.
حمد الله، ووضع كل همومه فى عمله، وتبسَّمت فى وجهه الحياة.
من أوَّل راتب اشترى حذاء جديداً، وتذوق طَعم اللحم الذى كاد أن ينساه .
أثبتَ كفاءته بعد فترة قصيرة من العمل، وحاز رضا رؤسائه، لذلك حصل على ترقية سريعة، وهناك بالمكتب الجديد تعرَّف على زميلته (نغم)، شخصية دبلوماسية تتمتع بالذكاء والغنى، متواضعة الجمال، احتوته وأبدت له اهتمامها وكانت تكبره بعامين، أخذ قرار الزواج سريعاً، فهو يحتاج إلى الاستقرار، لم يهتم لتحذير صديقه، كانت تمتلك شقة فى حىٍّ راقٍ مجهزة بكل شئ، طلبت شَبْكة متواضعة، وتمَّ الزفاف فى حفل جمع الأهل والأصدقاء.
مرَّ أسبوع العسل سريعاً وعادا إلى العمل، كان يتغاضى عن بعض المضايقات والخلافات بينهما، وتمادت هى فى فرض سلطتها عليه حتى كاد يختنق، كان يقارن بين مَن ملكتْ قلبه بحنانها ورِقَّتها، وتلك العصبية المجنونة الغيور وصوتها المرتفع الأجشّ.
استحالت الحياة بينهما، وبعد خلاف طال، ألقى عليها يمين الطلاق، فثارت كالمجنونة تناولت آنية الزهور بيدها وهجمت عليه.
هنا استفاق من الحلم، جلس يحمد الله وتناول هاتفه النقَّال وبأنامل مرتعشة اتصل بصديقه حاتم:
أنا اتخذت قرارى، لن اذهب لطلب يد الزميلة، أرجو أن تتفهَّم موقفى، اعتذر عن الميعاد .
ثم أشعل سيجارته بهدوء .
مصر
قاصة وشاعرة
عضو إتحاد الكتاب
عضو عامل فى نادي أدب ثقافة الجيزة
وعضو رابطة الكاتبات المصريات
عضو رابطة الأدب الإسلامي
لي ثلاث أعمال
ملامح غائبة نصوص نثرية
خلف عيون الزمن
مجموعة قصصية
لحظة هروب نصوص نثرية
*
*
دنو فراق
..........
خيم على سمائي
طائر الفراق
ظل ينعق طوال الليل
صوته مزق شراين القلب
بعثرتني الرياح كأشلاء
فى كل إتجاه
حاولت أن اتمسك بجذورك الراسخة فى أغواري...
لكن كلماتك خذلتني..
أشعرت أنت أيضا بدنو
ليل الفراق
أم أنه كان هنا ينام في فراشنا دون أن نراه
حتى قصائد الشعر التي حضرناها معا وتحدثنا عنها...
انقبض لها صدري
سألتك...لماذا القدر فى ذات اللحظة التي يجمعنا فيها..يكتب بيده اليسرى
النهاية حتما ستكون الفراق..؟!
ولماذا... إذا كان الحب متوهجا والشوق قاسياً
والحنين فى اعماقنا يتماوج إلى حد السماء؟!
كنت أنتظر بلسم كلماتك
الذي ينتشلني من ركام
اليأس المسيطر على انفاسي
صدمتني كلماتك
اجهضت بقايا أمل تنير
درب الظنون
فكتمت نهنة اضلعي
حتى لا يؤلمك رعد صرخاتي
تركتك وكأن خبل أصابني
أتحرك فى كل إتجاه دون هدف..
أضرب رأسي فى جدار الحائط
الذي كان بالأمس أتكأ عليه من ثمل جنون حب وعذب الكلام
أراجع كلماتك بأسي
_ربما سنكون معا في حياة أخرى وبإسمين مختلفين _
ماذا دهانا حبيبي؟
خبئت عنك كثيرا من الصعاب..
ويسرت لك دروب جنة اللقاء...
كنت خائفة ارتعد كلما دنا الموعد..
وارجوك الا تطيل الغياب
ماذا دهانا...؟!
يتوقف نبضي فى اللحظة
التي يعلن فيها القدر
الصلاة على روح اللقاء.
هدى أبو العلا
*
يامليكي..../ ومضة الشاعرة / هدى ابو العلا / مصر المحروسة ...
يامليكي....
كفاك هجرا...!!
قد تكالبت على فؤادي
براثن الأشواق
أمحو ظلال غيابك
عن أفق سمائي
كى تكتحل عيني
بمحياك.
بقلمي..هدي أبو العلا
*
اهيم على وجهي شوقا
لهمسك..
احلق بين أروقة روحك
وأتنسم من زفيرك فأثمل
استرق السمع لنبضك
اترجم ذبذباته فأتقد جمرا
يامن تغلغلت فى مسامات
روحي عنوة
أكنت تنتظرني..؟!
أم تبحث أيامي عنك..؟!
هناك عند الروابي
بين السهول والوديان قصرك
أنتظرك...فلا تغب
..أسبق الزمان وأتخطى الوقت
وأنتظرك فارسا
عند باب قصرى يترجل
ياسلطاني...
لأنك مختلف اخترتك
لتكون ربان سفينتي
فانشر شراعك وبأحلامي أبحر
*
مولاي
أشتاق القصر لخطوك
العطر لأنفاسك
الليل لشِعرِك
أشتاق القلب لضمك
اناملي..بعدما عبثت
بين بياض الثلج فى
خصلات شَعرِك
كيف تلمس شيئا بعدك...
فستاني الأحمر الذى
رقص على قدميك
يتوق لسحرك
الشمع يذوب متأوها
يئن فى بعدك..
شعري الملقى بإهمال
على خصري..
أشتاق غزلك...
الموسيقى تعبت من التكرار
عزف اللقاء. .منتظرة وتّرك
الأرض اشتكت كثرة ذهابي
وايابي من فرط قلقي عليك
ولهفة عيوني لضيائك
يظن سمعي المتلهف
لكل دبيب هو خطوك
فينكره الخطو...
يامولاي...
مليكتك كل نبضة وكل خفقة
وكل رمشة وكل خطوة وكل لفتة...تنتظر عطرك..فلا تطل الغياب أخشى أن تذوب الشموع...وتذبل الورود
وينكسر القلب ..فلا شئ
لترميمه يفلح.....
*
الكرسي الفارغ
قصة قصيرة
بقلمي هدى أبو العلا
ذهب إلى نفس المكان
الذي تعودا أن يلتقيا فيه
قادته قدماه دون أن يشعر كأنه أشتاق لسحر بسمتها،لدفءحنانها لوجودها،لبريق عينيها الذي كان يحتويه ويتيه فيه،
نظر إلى الكرسي الفارغ من عطرها،كأنه يأن وحيدا
أيشتاقها أيضا مثله،تنهد وهو يجلس شارد الذهن حزين،يقبض على ميدالية مفاتيحه الفضية التي أهدتها له،ربما. يخشي من فقدها،من غيابها،هذا الزمن كل الجمال يغيب
قالها وهو يحكم القبض بيده أكثر،آفاق على صوت النادل يسئله ماذا أقدم لك سيدي،أم تنتظر أحد،فابتسم بسخريه قائلا لا أحد هاتلى قهوتي السادة المرة كأيامي بدونها،كم يمر الوقت ثقيل،كل شئ أصبح باهتا
مملا..فراغ من كل جانب يحيط به..
وأسند رأسه على الحائط
الذى كان يشهد فرحه بالأمس،اليوم يتكأ بحزنه عليه،وارتفع صوت الغناء
وبدأ المكان يضج بزواره
كل اثنان معا،يثرثران،يضحكان،تتشابك أيديهما فى تناغم تام
هاهى أغنيتهم المفضلة
التي طالما تمايلت بدلال ساحر وهى تغني معها،تذكر قراءتها لفنجانه
ومشاكستها له وهى تمثل دور العرافة،أمامك سكة سفر فى البعيد،أما القريب
أمامك صبيه ساحرة الجمال،عابقة السحر،تعشقك بجنون،
لكنك لم تتزوجها فقد يخطفها منك شبح غريب
يطاردها كأنفاسها كظلها القريب..كان يخطف منها الفنجان غاضبا..لاتمزحي ماأغلثك
وأنت تبالغين بالكلمات،اغرورقت عيناه بالدموع حتى سقطت فى فنجان قهوته
قال بصوت يشبه حفيف أوراق الخريف،لوكان إنسان قد خطفك مني،لأنهيت حياته،
لكن خطفك قابض الروح
ليته قبضني معك،لكنه تركني جثة تتحرك بلا وجود ولا كيان.
قرار
ــــــــــــــــــــــ
*
تنفس الصعداء وهو يتأمل دخان سيجارته، وأخيراً أفاق من كابوس كان يؤرِّق مضجعه، قلبه كان هناك معها، وشاءت الأقدار أن يكون مع غيرها، عانده القدر، وقف له الفقر بالمرصاد يتتبع خطواته، فاختار ألَّا يكون أنانياً، تركها وقلبه يتمزَّق من أجلها.
كانت شفَّافة جميلة المظهر والروح، من أسرة متيسِّرة الحال، مها زميلته فى كليَّة الآداب، تمت خطبتها وتزوجَّت فى خلال ستة أشهر، وانغمس هو فى عراك مع الحياة، مرَّة يبتسم له الحظ ومرَّات أخرى يعانده، كثيراً ما نام دون عشاء، فى غرفته المتواضعة فوق سطح إحدى العمارات العتيقة فى وسط البلد، دقَّ الحَظُّ بابه، زميل من أيام الجامعة كان يعلم قسوة ظروفه، وضنك معيشته عثر له على عمل وجاء ليبشِّره به، طار من الفرحة وترقرق الدمع فى عينيه، تركه زميله، وهو يردِّد :
لا تتأخر... تمام السابعة صباحاً أمام باب الشركة.
قام على الفور بغسل ملابسه ونشرها، وحاول أن يعالج شكل حذائه ويداوى جروحه المنبثقة من كل جانب، وجدها لا تستجيب فاضطر إلى أن يذهب إلى محل تصليح الأحذية، وعاد, لم ينم حتى شروق الشمس.
بدأ فى كى ملابسه التى مازال أثر الماء يظهر فيها، ارتدى ملابسه على عَجَل ووصل إلى الشركة قبل الموعد، قابله صديقه وقدَّمه للمدير الذى وافق على تعيينه بعد حوار قصير لحاجة العمل إليه.
حمد الله، ووضع كل همومه فى عمله، وتبسَّمت فى وجهه الحياة.
من أوَّل راتب اشترى حذاء جديداً، وتذوق طَعم اللحم الذى كاد أن ينساه .
أثبتَ كفاءته بعد فترة قصيرة من العمل، وحاز رضا رؤسائه، لذلك حصل على ترقية سريعة، وهناك بالمكتب الجديد تعرَّف على زميلته (نغم)، شخصية دبلوماسية تتمتع بالذكاء والغنى، متواضعة الجمال، احتوته وأبدت له اهتمامها وكانت تكبره بعامين، أخذ قرار الزواج سريعاً، فهو يحتاج إلى الاستقرار، لم يهتم لتحذير صديقه، كانت تمتلك شقة فى حىٍّ راقٍ مجهزة بكل شئ، طلبت شَبْكة متواضعة، وتمَّ الزفاف فى حفل جمع الأهل والأصدقاء.
مرَّ أسبوع العسل سريعاً وعادا إلى العمل، كان يتغاضى عن بعض المضايقات والخلافات بينهما، وتمادت هى فى فرض سلطتها عليه حتى كاد يختنق، كان يقارن بين مَن ملكتْ قلبه بحنانها ورِقَّتها، وتلك العصبية المجنونة الغيور وصوتها المرتفع الأجشّ.
استحالت الحياة بينهما، وبعد خلاف طال، ألقى عليها يمين الطلاق، فثارت كالمجنونة تناولت آنية الزهور بيدها وهجمت عليه.
هنا استفاق من الحلم، جلس يحمد الله وتناول هاتفه النقَّال وبأنامل مرتعشة اتصل بصديقه حاتم:
أنا اتخذت قرارى، لن اذهب لطلب يد الزميلة، أرجو أن تتفهَّم موقفى، اعتذر عن الميعاد .
ثم أشعل سيجارته بهدوء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق