الجمعة، 23 مارس 2018

عيد الشعر والشعراء // للشاعر الاستاذ : هاشم لمراني // المغرب

عيد الشعر والشعراء
****************
هي معلقات سبع أو عشر فالأمر سيان
وسوق عكاظ بدء الكلم الموزون فينا ..
وموعد للتباري...للنخوة أولعناق الأحضان
فالشعر فينا كان فروسية بكل أغراضه
إن بين المضارب والقبائل .. أو بين الكتبان
بين من يعلي بيارق قومه ...
وبين هائم في يبدائه أو هالك على ضفاف الخلجان
لبأتي زمن " الصعلكة " فينا 
كفاروق بين السادة الحاكمين وبين الأقنان 
بين من استحوذوا على ظاهر الأرض وجوفها
وبين هامش بالأماني كان يعيش ويزدان
وللرثاء فينا مناقب تدمع العين
خنسائية كانت ....
أو رندية كسقوط غرناطة بعد أفول الأوثان
فالشعر فينا كان تاريخ عشق / كراهية / رثاء ...
عشق كمعمر في أندلس...
كراهية كما في النقائض ....
رثاء كما للفقد الساكن فينا وللمعالم والحيطان
***********
يوم هل فينا ذاك السياب ...
ونازك .. والموج القادم من ضفاف أخرى
كسرنا رتابة العمودي فينا ... 
وأبحرنا في مطبات كل الكلام
سلام للحطيئة .... ولجرير ألف سلام
سلام للساكنين فينا منذ ابن ثابت والفرزدق
وللمتنبي جميل القول وسوء الختام
والغناء منا لم يصدح ذات عشق
دون قيس وعنترة أو رباعيات الخيام
سلام وألف سلام على الفرقاني حبيبا فينا
وابن طلحة ، وبرادة و ...وكل ألقاب الكلام
فلا الأسماء يمكن عدها في مغرب أو مشرق ...
ولا جواهر العقد منا قد اكملناها بالتمام
وماسات زماننا قد سافرت ببن عواصمنا...
من قدس محتلة إلى شتات بيروت 
وإلى كل شبر صار منبتا للخيام
ومن بغداد إلى دمشق ... 
من قاهرة المعتز إلى قدود حلب في الشام
سافر الشعراء خلف كل متراس
إن على بندقية قاومت أوعلى غصن سلام
فصدى كلمات درويش سيظل يسكننا 
إن في الحصار أو في العشق أوجرعات المدام
وسميح القاسم في عمق الصراع لا يزال يشذو ...
ليرتق كل الأقلام ... بباقي الأقلام
وشهيد بغداد المشنوق من قول حق
لن تنسيه فينا القيود ورافعات كل الأزلام
طوائف وعصابات يعرب قد صرنا 
وبغداد الرشيد أنين بين سندان فرس ومطرقة اللئام
مزقتها سود العمائم وبيضها إسوة
وموازنات ريع نفط تعودت على وضع اللثام
لدرء الشبهات حول هوية فقدت هويتها
أوالنكوص دوما لعبادة الأصنام
*********
ها قد تهت ثانية في مطبات الكلام ...
والقصد كان مني تمجيد عيد الشعر والشعراء
وفصل المقال بين من أبدعوا ...
ومن دثروا عوارتهم بالسلطان أو بالأولياء
بين من هاموا في جمال طبيعة...
وبين من سكنوا نكوصا أقبية الرثاء 
بين من جهروا بالقول الحق...
وبين من لعقوا أحذية الدهماء
رجاء أن لا يأسفن أحد على مصيره
أيها الشعراء ... 
فالخيارات باتت جلية ما بين كشف حساب
أو بين نكوص للتباكي والرثاء
ما بين انحياز سافر لغير الحق
أو خلط لكل الظلمات بوهج الضياء 
***********
م . هاشم لمراني( المملكة المغربية) 22 مارس 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق