دراسة الاديبة السورية ميلو عبيد عن نصي ( كتابة على اوراق سود )
النص :
*******
........................{ كتابةٌ على أوراقٍِ سود..}......................
يقومُ
عندَ تخومِ الزيزفونِ المصلوبِ على ضفافِ الانهار الشمطاء
عشُّ حمامةِ الأطلالِ المتباكيةِ على
أمسِ القُمقمِ المسحور....
كم مرآةِِ تحكي قصصَ الطحالبِ المتوَّجة
على رؤوسِِ حصدتها الرغباتُ الصوفية..!؟
ليس هناك إلا الفئرانُ المرتعشة
بلذَّةِ المضاجعة
خلفَ أَيْكَةِ الصَّمتِ الأصفر..
.. (إنتظِرْ..)..
تحنُّ أنفاسُ السلاحفِ لضُغابِ القمر..
بعد أن ضاعتْ سُلالةُ السرعوفِ المهاجرِ للفجر
في جوفِ الديدانِ المزغردة
لنجومِ المصادفات...
..( لاترمِ مستنقعَ الذكرياتِ بحجرِِ غربتِك.. فقد يطفو قيءُ معناك )..
.... باب..
.......وضباب...
ثم يورقُ الشارعُ.... خُطُواتِـ.....ـهِمْ
....فسِرْ بإتجاهِك..)
.. لاظلالَ للدهشة
..(أرتدِ جدبَ النسيانِ إسماً واخلعْ أصدافَ بكارتِك....
.....................يكنْ لكَ عنوان...
فقد مُتَّ مذ تخلّى عنك الرهان..
.. ـ الشارعُ يحملُني الى حيث ألقتِ الرغبةُ جنينَها وأنا... مكسورُ الرجل..ــ
سينداحُ الضياء
في الصحاري البيضاء
فتشربَ العطشَ المرَّ جذورُ البداية..
وتعتصرَ كرومَ عبراتِ الدبيبِ الأول
صفصافةُ الآفاقِ ..
فلولا ....
يسهو سرابُ السِّراجِ المَسعور
فينزعَ
طَيلُسانَ السَّفرِ صوبَ
سلالمِ الوحي السُّلافي الأفياء ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش : الزيزفون شجر يزهر ولايثمر
الاقواس المبتورة مقصودة لغاية دلالية
.......................
الدراسة :
*********
كتابة على أوراق سود
جملة استنهاضية توميء بﻹصرار والتحدي والمقدرة
على البزوغ و الإمكانية /الليل لا يشق ظلامه إلا أعمدة النور /
الصفحات صفحات / تبيض أو تسود /
ومن يكتب ويسطر ؟!! سوى نحن . نحن البياض ونحن السواد
وأما نحن البياض: فهي تكافيء المواطن الحر صاحب الفكر والإرادة
بينما نحن السواد: تكافيء الشريحة أو لنقل الفئة المتحكمة القامعة المطبقة بإحكام على الآخر / البياض
وقد عمد الكاتب إلى استخدام لغة الأقواس للإشارة إلى هذين الفريقين ليتماهى النص شكلا ومضمونا مع واقع الحال فالقوسان(...) المقفلان هما إشارة للحاكم المستبد (الفكر الرجعي ) ،وما بينهما إشارة إلى المحكوم (المواطن ) المقموع الفكر وقد أشار إليه بشجر الزيزفون الذي يزهر ولا يثمر فالفرد يسعى بشتى الوسائل لينطلق بفكره ويحقق نتائجا ملموسة على الأرض فيعيش عيشة كريمة لكنه /مصلوب /فالمصلوب يعني مقيد لا يستطيع الحراك وهي كمفردة دلاليا تكافيء المقموع وبالتالي فرد مستلب .
/عندَ تخومِ الزيزفونِ المصلوبِ على ضفافِ الانهار الشمطاء/ ، مستلب من كل شيء أي يكاد لا يكون له وجود فا /لطحالب/ تعربشت عليه وطغت ،( إشارة للعماء التام والتجهيل الإجباري )،ولا أحد/فئران / الكل يعتمد الصمت الملغوز الموارب/الأصغر /
كل الأشياء جلية وواقع الحال ينبيء بها فاستخدام الكاتب للفظة /المرآة /إنما إشارة منه إلى أن الصور /المشاهد بصرية مرئية ملموسة ومعاشة .
/كم مرآةِِ تحكي قصصَ الطحالبِ المتوَّجة
على رؤوسِِ حصدتها الرغباتُ الصوفية..!؟
ليس هناك إلا الفئرانُ المرتعشة
بلذَّةِ المضاجعة
خلفَ أَيْكَةِ الصَّمتِ الأصفر../
لو أمعنا النظر قليلا في شكلانية وطريقة عرض النص وبعد أن بينت دلالية الأقواس نلاحظ كيف أنه كلما استرسل الصوت السارد بالتعبير وفضح المستور وما خفي يقوم الكاتب بوضع جملة محاصرة بقوسين دلالة على عملية القمع التي يتعرض لها المواطن في الواقع فالعبارتان :
..( لاترمِ مستنقعَ الذكرياتِ بحجرِِ غربتِك.. فقد يطفو فوقَهُ قيءُ معناك ) و .. (إنتظِرْ..)..
مقموعتين نصا'' وقامعتين واقعا
قالها الدرويش مرة / حاصر حصارك/
والفضلي يقولها / حاصر سوادك / ويعلن( الكتابة على الأوراق السود ) ويرسم الطريق ويحدد الوجهة معتمد أسلوب تذويت الذات فهو يسمح ويحرض المتلقي ،المواطن ، الذات الأخرى/ على الإختيار ....فسر باتجاهك ) ، إلا أن/ ذاته / الواعية المدركة رسمت حدود الإتجاه مسبقا القوس المبتور البداية والمغلق النهاية محددا المخرج (الباب ) وهي ضمنيا دعوة للإنتفاض والإحتكام إليه / الصوت السارد/ أو مايمثله الفكر الحر
باب..
.......وضباب...
ثم يورقُ الشارعُ.... خُطُواتِـ.....ـهِمْ
....فسِرْ بإتجاهِك..)
- ومرة أخرى يفرض ذاته متحديا ببتر نهاية القوس مبينا المصير المجهول المفتوح ، وبذلك يكون قد كسر الطوق كاملا وفتح الباب على مصراعيه
..(أرتدِ جدبَ النسيانِ إسماً واخلعْ أصدافَ بكارتِك....
.....................يكنْ لكَ عنوان...
فقد مُتَّ مذ تخلّى عنك الرهان..
إبداع لا متناهي وحنكة في الخطاب ممسكا بكل مرسلاته التوجيهية
تقديري ومودتي. ....
ميلو عبيد/
النص :
*******
........................{ كتابةٌ على أوراقٍِ سود..}......................
يقومُ
عندَ تخومِ الزيزفونِ المصلوبِ على ضفافِ الانهار الشمطاء
عشُّ حمامةِ الأطلالِ المتباكيةِ على
أمسِ القُمقمِ المسحور....
كم مرآةِِ تحكي قصصَ الطحالبِ المتوَّجة
على رؤوسِِ حصدتها الرغباتُ الصوفية..!؟
ليس هناك إلا الفئرانُ المرتعشة
بلذَّةِ المضاجعة
خلفَ أَيْكَةِ الصَّمتِ الأصفر..
.. (إنتظِرْ..)..
تحنُّ أنفاسُ السلاحفِ لضُغابِ القمر..
بعد أن ضاعتْ سُلالةُ السرعوفِ المهاجرِ للفجر
في جوفِ الديدانِ المزغردة
لنجومِ المصادفات...
..( لاترمِ مستنقعَ الذكرياتِ بحجرِِ غربتِك.. فقد يطفو قيءُ معناك )..
.... باب..
.......وضباب...
ثم يورقُ الشارعُ.... خُطُواتِـ.....ـهِمْ
....فسِرْ بإتجاهِك..)
.. لاظلالَ للدهشة
..(أرتدِ جدبَ النسيانِ إسماً واخلعْ أصدافَ بكارتِك....
.....................يكنْ لكَ عنوان...
فقد مُتَّ مذ تخلّى عنك الرهان..
.. ـ الشارعُ يحملُني الى حيث ألقتِ الرغبةُ جنينَها وأنا... مكسورُ الرجل..ــ
سينداحُ الضياء
في الصحاري البيضاء
فتشربَ العطشَ المرَّ جذورُ البداية..
وتعتصرَ كرومَ عبراتِ الدبيبِ الأول
صفصافةُ الآفاقِ ..
فلولا ....
يسهو سرابُ السِّراجِ المَسعور
فينزعَ
طَيلُسانَ السَّفرِ صوبَ
سلالمِ الوحي السُّلافي الأفياء ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش : الزيزفون شجر يزهر ولايثمر
الاقواس المبتورة مقصودة لغاية دلالية
.......................
الدراسة :
*********
كتابة على أوراق سود
جملة استنهاضية توميء بﻹصرار والتحدي والمقدرة
على البزوغ و الإمكانية /الليل لا يشق ظلامه إلا أعمدة النور /
الصفحات صفحات / تبيض أو تسود /
ومن يكتب ويسطر ؟!! سوى نحن . نحن البياض ونحن السواد
وأما نحن البياض: فهي تكافيء المواطن الحر صاحب الفكر والإرادة
بينما نحن السواد: تكافيء الشريحة أو لنقل الفئة المتحكمة القامعة المطبقة بإحكام على الآخر / البياض
وقد عمد الكاتب إلى استخدام لغة الأقواس للإشارة إلى هذين الفريقين ليتماهى النص شكلا ومضمونا مع واقع الحال فالقوسان(...) المقفلان هما إشارة للحاكم المستبد (الفكر الرجعي ) ،وما بينهما إشارة إلى المحكوم (المواطن ) المقموع الفكر وقد أشار إليه بشجر الزيزفون الذي يزهر ولا يثمر فالفرد يسعى بشتى الوسائل لينطلق بفكره ويحقق نتائجا ملموسة على الأرض فيعيش عيشة كريمة لكنه /مصلوب /فالمصلوب يعني مقيد لا يستطيع الحراك وهي كمفردة دلاليا تكافيء المقموع وبالتالي فرد مستلب .
/عندَ تخومِ الزيزفونِ المصلوبِ على ضفافِ الانهار الشمطاء/ ، مستلب من كل شيء أي يكاد لا يكون له وجود فا /لطحالب/ تعربشت عليه وطغت ،( إشارة للعماء التام والتجهيل الإجباري )،ولا أحد/فئران / الكل يعتمد الصمت الملغوز الموارب/الأصغر /
كل الأشياء جلية وواقع الحال ينبيء بها فاستخدام الكاتب للفظة /المرآة /إنما إشارة منه إلى أن الصور /المشاهد بصرية مرئية ملموسة ومعاشة .
/كم مرآةِِ تحكي قصصَ الطحالبِ المتوَّجة
على رؤوسِِ حصدتها الرغباتُ الصوفية..!؟
ليس هناك إلا الفئرانُ المرتعشة
بلذَّةِ المضاجعة
خلفَ أَيْكَةِ الصَّمتِ الأصفر../
لو أمعنا النظر قليلا في شكلانية وطريقة عرض النص وبعد أن بينت دلالية الأقواس نلاحظ كيف أنه كلما استرسل الصوت السارد بالتعبير وفضح المستور وما خفي يقوم الكاتب بوضع جملة محاصرة بقوسين دلالة على عملية القمع التي يتعرض لها المواطن في الواقع فالعبارتان :
..( لاترمِ مستنقعَ الذكرياتِ بحجرِِ غربتِك.. فقد يطفو فوقَهُ قيءُ معناك ) و .. (إنتظِرْ..)..
مقموعتين نصا'' وقامعتين واقعا
قالها الدرويش مرة / حاصر حصارك/
والفضلي يقولها / حاصر سوادك / ويعلن( الكتابة على الأوراق السود ) ويرسم الطريق ويحدد الوجهة معتمد أسلوب تذويت الذات فهو يسمح ويحرض المتلقي ،المواطن ، الذات الأخرى/ على الإختيار ....فسر باتجاهك ) ، إلا أن/ ذاته / الواعية المدركة رسمت حدود الإتجاه مسبقا القوس المبتور البداية والمغلق النهاية محددا المخرج (الباب ) وهي ضمنيا دعوة للإنتفاض والإحتكام إليه / الصوت السارد/ أو مايمثله الفكر الحر
باب..
.......وضباب...
ثم يورقُ الشارعُ.... خُطُواتِـ.....ـهِمْ
....فسِرْ بإتجاهِك..)
- ومرة أخرى يفرض ذاته متحديا ببتر نهاية القوس مبينا المصير المجهول المفتوح ، وبذلك يكون قد كسر الطوق كاملا وفتح الباب على مصراعيه
..(أرتدِ جدبَ النسيانِ إسماً واخلعْ أصدافَ بكارتِك....
.....................يكنْ لكَ عنوان...
فقد مُتَّ مذ تخلّى عنك الرهان..
إبداع لا متناهي وحنكة في الخطاب ممسكا بكل مرسلاته التوجيهية
تقديري ومودتي. ....
ميلو عبيد/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق