الأربعاء، 28 مارس 2018

مقال // اللهجة في التمثيل // بقلم الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

اللهجة في التمثيل
———————
تتمتع لغتنا العربية بتنوع اللهجات تبعاً لتنوع الدول والمناطق والتي هي من أهم مقومات الجمال وخلود اللغة وسعة الانتشار .
من البديهي أن تنوع اللهجات الدارجة في اللغة الأم الواحدة يتبع الى أختلاف المكان والمناخ ومتأثراً بالحضارة وطبيعة المجتمع الذي يعايش الأرض فالطبيعة القاسية في تضاريسها ومناخها يجعل من اللهجة فيها نوع من الصرامة والحدة وسكّان المدينة تختلف لهجتهم عن سكان البادية والريف يختلف عن المدينة وهكذا تتباين الأختلافات طبقا لما ذكرناه آنفاً
وعليه يحرص المجتمع على خلق مفردات في تسمية الأشياء والمعاني إضافة الى نوعية النبرة والنغمة في النطق والحديث أثناء الحوار والنداء .
في مدينتي التي اسكنها هناك عشرات اللهجات المختلفة بين الأقضية والنواحي والقرى ويشمل ذلك أيضاً أحياء مركز المحافظة وأطرافها ويتضح للعيان سماع أختلاف اللهجة والنبرة بحيث تخمن المتكلم أنه من سكان المنطقة الفلانية .
فمثلاً سكان قضاء الفاو تختلف لهجتهم عن سكان قضاء شط العرب وكذلك الحال بالنسبة لسكان القرنة وسفوان وبين قرى تلك المناطق أيضاً.
من هذه المقدمة ندخل الى صلب موضوعنا الذي يتمحور في اللهجة الدارجة في المسلسلات والتمثيليات العراقية التي تعرض على شاشات التلفاز خاصة في شهر رمضان المبارك ، نلاحظ على سبيل المثال تختلف لهجات أفراد الأسرة الواحدة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب بحيث تشعر عدم التناسق اللغوي في سلسلة الحوارات في الأحداث في حين التمثيل يحتم على أنهم أخوة وأخوات في أسرة واحدة. فهناك نبرة ونغمة مختلفة واسعة وكبيرة فيما بينهم وقد يخطأ المخرج لهذه المسلسلة أو التمثيلية حتى الأفلام الطويلة والقصيرة بدون ملاحظة طبيعة المنطقة والجغرافية البشرية الموزعة على مناطق العراق المختلفة .
استرعى انتباهي مسلسلة ( بيت الطين ) مثلاً في اختلاف اللهجات الكبيرة بين الممثلين بدون أن يرعوي المخرج على توحيد نوع اللهجة من ناحية المنطقة والأسرة والقبيلة الواحدة لذا تجد اللهجة البابلية والعمارية والبصراوية والبغدادية والمصلاوية إضافة الى الغربية مما جعل المشاهد يشعر بنوع من الملل في مصداقية الأحداث الممثلة أمامه لجعل واقعية التمثيل قد أسقطتها في شباك الفشل بسبب تعدد اللهجات غير محسوبة على التوزيع الجغرافي للأحداث.
لذا نلاحظ المسرحيات التي تنتج في المحافظة الواحدة أكثر نجاحاً ومقبولية لدى المتلقي كون الممثلين والمخرج من منطقة واحدة ومحافظة واحدة فيها تتوحد اللهجة فيما بينهم .
أخيراً من رأي المتواضع أن يحسب المؤلف والمخرج والممثل ألف حساب لتنوع لهجات العراقيين كل حسب منطقته وجغرافيته مع الحسبان الى حضارة وثقافة الفرد.أو اتخاذ اللهجة البغدادية هي القاسم المشترك لكل اللهجات في كل المسلسلات والتمثيليات كي تكسب نوع من النجاح والمقبولية لدى المتلقي والمشاهد. 
———————————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٠-٣-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق