حتماَ سيعتذرُ الخطر
معن حسن الماجد
أحلامنا تحت الخطر
وسنابل الأمس التي سُقيتْ بفيضٍ مُعتصَرْ
حبّاتُها اليومَ استجارتْ بالندى
والقمحُ يسألُ عن طِلالاتِ المطرْ
وجوامعُ الغيماتِ تسبحُ فوقنا
قد تستبيحُ جفافنا
ولربما في جوفها بعض الأثرْ
البدرُ كم ألقى على أعتاقنا أنوارهُ
زمناً وهَدهدَ في مساءاتٍ أُخَرْ
واليوم قد أمسى ظلالاً بل ضميراً مُستترْ
كم ظلَّ يبزغُ في سماواتِ الهوى
مُذ كان للعشاقِ وحياً يُنتظرْ
كم دندنَ المشتاقُ تحت ظلاله
وتولتِ الأشواقَ أطوارُ السهرْ
كم بات يحضنُ صبرنا
واليومَ أسهبَ في النواح
ليلٌ تجنَّبَهُ القمرْ
والطيرُ رفرفَ عابثاً
دون اكتراثٍ بالخطرْ
عصفتْ به ريحُ الجنوب
وجناحهُ فقد المحاورَ فانكسرْ
واليومَ جاء كواقفٍ خلف الردى
يتوجّسُ الأخطارَ من قدّامِهِ
ومن الوراءِ تحُثّهُ
ظُلماتِ ليلٍ مُسْتعرْ
كم كان يلهو بيننا
يرتادنا قبل الصباح
أو عندَ جولاتِ المطرْ
تتفرغُ الأوهامُ فوق خياله
وهمٌ مضى وهمٌ حضرْ
أوجاعُنا تمضي بنا
والحزنُ عشعشَ فوقنا
دون انقطاعْ
يتلمّسُ المطعونُ موضِعَ جُرحهِ
وتَعقّبَ الأوجاعَ مرجومُ الحجرْ
لكنّنا سنمُرُّ حتماً فوقها
كَمرورِ طيرٍ عاثرٍ
عصفَتْ بهِ ريحُ الخطرْ
وستبزغُ الكلماتُ فوق سطورنا
كبزوغِ بدرٍ خائفٍ
من ثورة الغيماتِ أو حزنِ المطرْ
أفواهنا محظورةٌ
أوراقُنا تحت الرقابة والنظرْ
كلماتُنا فوق السطورْ
حروفها لاتنحني
أو تنحني عند الخطر
وظلالنا لاتختفي
أبداً كأشباهِ الصورْ
أقلامنا ترمي شواظاً من ندى
وشفاهنا لاتُختصرْ
سَنمُرُّ حتماً فوقها
حتماً سيعتذرُ الخطرْ
د. معن حسن الماجد
العراق - الموصل
معن حسن الماجد
أحلامنا تحت الخطر
وسنابل الأمس التي سُقيتْ بفيضٍ مُعتصَرْ
حبّاتُها اليومَ استجارتْ بالندى
والقمحُ يسألُ عن طِلالاتِ المطرْ
وجوامعُ الغيماتِ تسبحُ فوقنا
قد تستبيحُ جفافنا
ولربما في جوفها بعض الأثرْ
البدرُ كم ألقى على أعتاقنا أنوارهُ
زمناً وهَدهدَ في مساءاتٍ أُخَرْ
واليوم قد أمسى ظلالاً بل ضميراً مُستترْ
كم ظلَّ يبزغُ في سماواتِ الهوى
مُذ كان للعشاقِ وحياً يُنتظرْ
كم دندنَ المشتاقُ تحت ظلاله
وتولتِ الأشواقَ أطوارُ السهرْ
كم بات يحضنُ صبرنا
واليومَ أسهبَ في النواح
ليلٌ تجنَّبَهُ القمرْ
والطيرُ رفرفَ عابثاً
دون اكتراثٍ بالخطرْ
عصفتْ به ريحُ الجنوب
وجناحهُ فقد المحاورَ فانكسرْ
واليومَ جاء كواقفٍ خلف الردى
يتوجّسُ الأخطارَ من قدّامِهِ
ومن الوراءِ تحُثّهُ
ظُلماتِ ليلٍ مُسْتعرْ
كم كان يلهو بيننا
يرتادنا قبل الصباح
أو عندَ جولاتِ المطرْ
تتفرغُ الأوهامُ فوق خياله
وهمٌ مضى وهمٌ حضرْ
أوجاعُنا تمضي بنا
والحزنُ عشعشَ فوقنا
دون انقطاعْ
يتلمّسُ المطعونُ موضِعَ جُرحهِ
وتَعقّبَ الأوجاعَ مرجومُ الحجرْ
لكنّنا سنمُرُّ حتماً فوقها
كَمرورِ طيرٍ عاثرٍ
عصفَتْ بهِ ريحُ الخطرْ
وستبزغُ الكلماتُ فوق سطورنا
كبزوغِ بدرٍ خائفٍ
من ثورة الغيماتِ أو حزنِ المطرْ
أفواهنا محظورةٌ
أوراقُنا تحت الرقابة والنظرْ
كلماتُنا فوق السطورْ
حروفها لاتنحني
أو تنحني عند الخطر
وظلالنا لاتختفي
أبداً كأشباهِ الصورْ
أقلامنا ترمي شواظاً من ندى
وشفاهنا لاتُختصرْ
سَنمُرُّ حتماً فوقها
حتماً سيعتذرُ الخطرْ
د. معن حسن الماجد
العراق - الموصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق