حمولتي الأدبية
يمكن ان ألخصها في سطور معدودة بعد الباكالوريا درست سنتين في كلية الآداب ثم اشتغلت استاذة مادة تاريخ وجغرافيا
بدأت الكتابة وخاصة
الشعر المنثور وكانت بدايتي الحقيقية مع الفيس بوك شجعني مجموعة من الأصدقاء الذين
اكتسبت صداقتهم على جداره الى أصدرت ديواني الاول بعنوان
" همسات بصدى
الغياب "
والآن اهيئ لديوان
ثان قصائده تم نشرها على صفحة مجلتكم أنكمدو العربي للثقافة والأدب
*
لعنة الزمان
*
لعنة الزمان
~~~~~~~~~~~
تكتبني ايها الزمان
حرفا ضامر الجناح
يئن وجعا ..
من وطأة الضياع
تائها بين دروبك
العتمة
أمشي منكسر الهامة
ملتحفا دثار الهوان
بين امواج الجهل
امشي
متعثر الخطى
متشردا بين الأحياء
~~~~~~~
أقف خلفك ايها
الزمان
أناجي خيباتك بالنواح
أقتعد دكة مؤخرتك
تقتحمني نتانتها حتى النخاع
موثقا مذلتي وهواني بين الانام
ارضاء لزبانية
الشيطان
صبحي ومسائي
سواء
أُداري فشلي... واندب حظي
بآهات عقيمة الصياح
لأواصل مسلسل التقاعس
والخذلان ....
أهش بكف اللؤم
عزة قومي
وأُطمر وميضها ببن قتام الأيام
~~~~~~~~~~~~~~
سادرا في غيي الى
أبعد مدى
متحديا رياح الطموح
الوح بيدي للغريب
أُفسح له مجالي
منساقا وراءه
يقودني كيفما يشاء
أُطعمه خيراتي...
العق بإستكانة
فضلاته
مزهوا بلذتها المُهِينة
أجعلها على صدري نياشينا
تخمد نبضه وتميت عنفوانه
~~~~~~~~~~~~
منكسرا يحدوني
أمل ....
أجتاز ضفافك
ألَمْلِمُ ما تشظأ
من كرامتي
المبعثرة على مدى
مسارك
المنداسة تحت أقدام اللئام
عساني أسترجع بريق إسمي
الخابي وهجه
...
المنطفئ وميضه
بين التواءات أيامك
أيها الزمان
U
شراسة الحنين
~~~~~~~~~~~
ينتابني حنين شرس
الى ذلك المساء
...
المنزوي سحره باغوار
الوجدان ..
يتراءى وميضه
يضيئ صفحة الذكرى ...
ويزيح ستائر النسيان
يجرفني فيض سناه
بين سيل شوق
متلاطم الامواج
يأخذني جزره سحرا
ويقدفني مده بين
حرقة آه ... وآه
~~~~~~~~~
تسافر صوب هدوئي
همساتك الصاخبة
أيها المساء ...
توقظ وجعي المُنْدَسِّ
بين ستائر السنين
تعيث بين ثناياه
فوضى
تعانق بضجيجها
القاتل
ارقا افترش المقل
وأرخى ظلاله يردد
ترانيم الحنين
~~~~~~~~~
تزيح تراتيلك عن
كاهلي
ايها المساء الشرس
لمسات نور صبح
تَدِبُّ في تباث
تنير ثنايا الفؤاد
تعطر ضفافه بأريج
ماض حيكَتْ لحظاته
من جميل النغم
ترسل وميض دفئها
يديب ما ترتب من
سقم
ا
ا
صبرا ايتها النفس
..........
بين شهيق وزفير تتواصل محطات الأسى
تريثي
أيتها النفس وتماسكي
فقد يطول بك الانتظار
وتمتد أمامك متاهات الأيام
صبرا ...صبرا ..
أمام عاديات الزمان
زمن تتوالى مِحَنُه
جففت
بالنفس منبع الأمان
غاب عن سماءه دفء الشمس
انخسف نورها فعم الظلام
وأناخت
بكلكلها عتمة حجبت الرؤية
فزاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر
تستشرف حدود الزمان والمكان
تاهت بين دروبهما الأحلام
بين مرتفع ومنخفض تتلاحق الانفاس
تقتفي أثر حياة أينعت وانتكست
في غفلة عن عيون الأنام
تتطاول الأماني تريد اختراق المدى
في تمرد تتحدى اليأس
بين أحضان
الوجع
يحلق فوق الهامات طيف المنون
مستدرجا أرواحا حان قطافها
لرحلة راحة ابدية
برحاب النعيم
بعيدا عن عاديات الزمان
يحسبهن الجاهل امواتا
بل احياء عند ربهم يرزقوناا
محطة الهوان
*************
للعبور الى الكواكب
الاخرى
سنوات ضوئية
تلزمنا .....
مسافات خيبات طويلة
تفصلنا
بخطى حثيثة الى
الامام
يتسارعون
والى الوراء نتقهقر
مستسلمين
يقودنا تيار جهل مكين
نقتات اوحاله
...نتراشق ويلاته
هشيما تذرونا رياح
الهوان
أدْمَنَّا تجرع
المذلات
منسلخين عن جذور
أينعت مجدا ذات
زمن تليد
كاعجاز نخل تتقادفنا
اهواء من أسلمناهم
وتَلَّنا والجبين
تتقادفنا أحقادهم
ذات شمال ... وذات
يمين
والى شباك الفتنة ترمينا
بنعال غل ...وحقد مستديم
راكعين ... مستسلمين
نقبل الايادي شاكرين
قانعين بعطائهم
المدسوس
سُمّا نقتاته
...و نلتمس المزيد
نتوسل رضاهم
... ونصبوا اليه
وان خالفنا الطريق
المستقيم
غرسوا جهدا
... وحصدوا
كل انواع النعيم
ورائهم نلهت يلفنا
جهل وعَمَى مستديم
بكنف الضياع
:::::::::::::::::::
سؤال عالق بجوف
الزمان
ارتدت أيامه خريفا
أغبر الأسمال
الى أين يمضي بِنَا
تِيارك
بهذه الأجواء
...
العاصفة الرياح
العازفة على وتر
الخيبة
لحنا تَرَدًّدَ
صداه
بكل البقاع
...
ناحت على أنغامه
الصدئة
صبية التحفن دثار
التشرد
وآوين الى كنف
الضياع
ركبن امواج الغربة
يقدفهن مدها
...
الى رمال قهر
ويأخذنهن جزرها..
طعاما سائغا
بجوف قرش وحيتان
ويرمي من تبقى
شرقا .. وغربا
الى حضن الطرقات
... والشوارع
في غياب الضمير
وتنكر الأخ ..
والقريب
يلتحفن القهر
.. ويفترشن الاسى
بين نظرة مشفق
ولهفة طامع
بأعينهن تستقر
نظرة تساؤل غريب
بالله عليك ايها
الزمان
تجشأ ما علق بجوفك
من جواب ....
متى يحل ربيعك
بالرحاب
لتزهر بمقدمه الزنابق
وتعرش زهور الياسمين
الدمشقية
وتخف بالقلوب
حدة الوجع
متى يهل الأمن
بالوطن
ويَكِنٌّ بالصدر
نبض الرعب ...
وخفقة الوجع
متى ؟؟؟؟ متى؟؟؟؟
تيار تيه
~~~~~~~~~~
ويحدث ان يجرفني
تيار تيه.....
يجوب بي آفاق احلام
استعصت ... وقاومت
اراودها ...
أفك طلاسيم تَمَنُّعِها
على جناح شغف
...
وتحد...
اجوس بين ثناياها
أغوص باعماقها
أُلاَمِسُ مكنون
سرها
أُسائِلُها لماذا
تَمَنَّعْتِ
وعني ابتعدت
وقبل ان أرتشف
حلاوة رحيقك
غادرت
وعلى صخر الياس
رميت مجدافي
فكسرتني ..وانكسرت
الشقوري خديجة
بمهب رياح الوجع
~~~~~~~~~~~~
عن حضن يشبه حضنك
بحثت ...ونقبت
مسافات طويلة طويتها
اترصد بحذر
وقع خطاك ... وهمس
أنفاسك
امتطيت السحب
واعتليت موج البحر
يقودني سنا ملامحك
ينير ظلمة السنين
وما توالى من زحف
الايام
من حيث بدأت عدت
اجر اذيال خيبتي
وحرائق من لظى الاشتياق
يتعالى لهيبها...
بين ثنايا الفؤاد
~~~~~~~~~
سألت رياح الشوق
ناحت بصفيرها العاتي
تجلو امامي مرآة
الزمان
تُظْهِرُ خيال
طيفك ...
الممعن في البعاد
احث الخطى اقتفي
اثره
اذرو رماد الحسرة
أوقظ نبض أمنية..
بخاصرة الامل
أواري ندوب الوجع
اتأبط غيمة حنين
بجذوة الشوق اشعل
رماد الحنين
اتابع بحثي
...لا أكِل
ولا أتوقف
~~~~~~~~~~
في بحث دائم عنك
أحث الخطى
بكل اتجاه التمس
ظلك المعلق
على مشجب الغياب
تحركه رياح الوجع
كلما هف حسيسها
منذّرا
بإعصار الحنين
الآتي من تخوم
الشوق
المعتلية ذرى الفؤاد
تدك تلال صبر
يتهالك لأدنى الهزات
تثير زوابع جرحي
المفتوح
تنثر ما علق
بضفافه بكل اتجاه
~~~~~~~~~~~
ببعد المدى ترميني
بيم الأنين
متلاحقة الانفاس
على اربع احبو...
يلتحفني وهن
ونبض يتلاشى كلما
تردد
بالافق صدى ريحه
الهوجاء
معلنة بداية انسحابي
من قوقعة هذا الجسد
المسجى
على قارعة الاسى
~~~~~~~~~~
تنتفض حروفي لوعة
تستقي نزيفه ترياقا
بعكس اتجاه رياحه
تمشي
تنثره ذرات تنير
طريق الآلام ...
تسترد الق الروح
ووهج نبض الفؤاد
أردد وحروفي ترانيمه
و بمحراب غيابك
ارتله بكل خشوع
عيناك
*****
بعينيك ... وبنظراتك
تتوالد الأبعاد
وتمتد
بعمقهما الآماد
أغوص بعالمهما بحثا
عني ....وعن حبك
أتيه بيمهما اللجي
المتلاطم الألوان ...
وتناغمهما ...
بين بُنِّي غامض
وذهبي أخاذ
يجرفني مدهما عمقا
وياخذني جزرهما صفاء
ترشقني بسهام سحر
تزهر لرذاذه براعم شوق
تحيل الفؤاد مشتلا
تتنافس في رحابه
بتلات فل وياسمين
واقحوان ...
وتغريد اطيار السنونو
لسمفونية السحر
بإيقاع رمشك الفتان
فلا تغمض عيناك
ودعني في رحلتي بهما
اتزود برحيق بلسم
للآتي من الأيام
عطر حلم
....................،،،
على إفريز نافذتي
تتشابك أعراش لَيْلَكٍ
وجملة ازهار تفننت
يدي في غرسها
يسافر بي رحيق
عطرها
مسافات تتوغل بعمق
المدى
يرافق خطوي بين
دروبها
خيال طيفك وأريج
ذكرى
تأخذني غفوة شريدة
تسافر بي عبر متاهات
سرابها
تمضي بي الى أين...
لا ادري
تتسارع خطاي هروبا
مني
لعناق وهج حلم
تاه سناه في غفلة
مني
تلاشى بريقه
و اختفى بين التواءات
الأيام
أحاصر وميضه .. التف حول خاصرته
أراقصه على وقع
دقات نبضي
يترنح الحلم مغادرا
أصحو على صدى أنينه
وما تبقى من اريج
عطر
على إفريز نافذتي
11 مارس 01:51
م
تقديم الروائي
الاستاذ عبد الرحيم لحبيبي
الحائز على جائزة
البوكر لسنة 2014 عن روايته تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية
~~~~~~~~~~~~
هذا الديوان
ما أيسر ان يكتب
المرء ويتغنى بما ابدع ...
لكن المشقة والعناء
ان يكتب بيتا شعريا صادقا،
لا تكلف فيه ،
ولا تصنع في اُسلوب لغته
خديجة الشقوري
من هؤلاء الشعراء والشاعرات ، الموهوبين والموهوبات الذين سحقهم القدر ... فعاشوا وعشن
اقسى وأمر التجارب الانسانية .. وشاطرونا أحاسيسهم وعواطفهم
قدر " خديجة
" الصمت استوحته وحاورته واستنجدت به وخلقت منه كائنا يقاسمها الخلوة الشعرية
من خلال قصائد تنفد الى القلب .. والفكر، بروح صادقة ..بعيدة عن المبالغات والمشاعر
المصطنعة . نكتشف شاعرة تسعى نحو القارئ ليشاطرها الاحساس والعاطفة من
خلال مميزات شعرية
تبعد عن القصيدة الخطابية والتقريرية - لتقيم تصميما متقنا -
يعتمد على التركيز
وحذف الشوائب والعمل على
الإيحاء والتعبير
بالصور والاهتمام بالحادثة الداخلية لخلق توتر نفسي يثير الآلام المكبوتة
والألفاظ المعبرة
والجمل المتناسقة والكلمات المشعة والموحية للقارئ والسامع بما عاشته الشاعرة وعانته
من مميزات الشاعرة
أنها كالرسام الحاذق لا يلقي بالالوان على لوحته جزافا و دون هدف مقصود ، ولا يرسم
عشوائيا ... ولكنها تعمل على التفاصيل المترابطة والمتما سكة لتنمو القصيدة من الداخل
نحو الخارج ، في لحظة
ولادة حيّة ..
مكتملة الأعضاء بعيدا عن العملية القيصرية ، بل في لحظة شعرية مكتملة لها بداية ووسط
ونهاية .
الشاعرة "خديجة الشقوري " تكتب باحاسيسها وعواطفها
ومعاناتها مع الحياة والموت، تعيش ما تكتب من الأعماق ، والقارئ
-صاحب الحساسية-
يعلم ان ما يخرج من الأعماق يدخل الى أعماقه ..
شاعرتنا تعيش ما
تكتب ... وتكتب ما تعيش
لذلك جاء شعرها
سلسا ومنسقا .. وكأنها تكتب
قصيدة واحدة ،
في لحظة زمنية متصلة من البداية الى النهاية... لكنه ديوان شعري متكامل
يحمل الديوان على
صفحته عنوانا مثيرا وبراقا
ويختزن في داخله
أحاسيس ومشاعر الشاعرة
في ثلاث كلمات
=همسات بصدى الغياب =
كلمات توجز مأساة
الحياة وشقائها وعبثيتها..
وكأنها تريد ان
تقول .. إنها لا تستحق ان تعاش
الا في ظل ظروف
؟؟!!
فكيف اذا كان القدر
ظالما متعسفا، وسيطر الغياب على الحياة .. وأصبح الكلام همسا ...
والصوت صدى
... فمتى يحل الحضور لنرفع أصواتنا عاليا بعيدا عن الهمسات
مسحة من الكآبة
والحزن والبكاء الصامت . بدون تكلف ولا تصنع تحف بالديوان من البداية
الى النهاية -
ومن الشاعرة الى القارئ - ومن القلب الى القلب ...حيث تظهر الاصالة والموهبة
وتتبلور الشاعرية
في القدرة على امتلاك الصورة الشعرية واظهار ابعادها والكشف عن غوامضها ... العواطف
الانفعالات والاختلاجات
النفسية
قراءة ممتعة لجمهور
القرّاء ... ومزيدا من التألق
والابداع للشاعرة
خديجة الشقوري
عبد الرحيم لحبيبي
اسفي 24 -5-2017ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق