الأربعاء، 28 مارس 2018

علمتني // للشاعر الاستاذ د. المفرجي الحسيني // العراق

عَلَّـــــــــمتني
---------
سِفر تاريخ مأهول باللاشيء باللامعنى
يكاتبني
نثاث المطر ذابلة بذبول سريري
مسبحة تتساقط خرزاتها
بهمهمة على أوتارها
مرتعشة بإيقاع الذكرى
لا شيء إلا ذكراك يا وطني
الموغل في طيات السنين
باسمك أبحر في أعتى البحور
أحلق في الأعال في السماء
أسقي الأرض الجفاف
أحملك بين ارتعاش الجفون
المبللة بدموع البكاء
أصنع للحياة جسر العبور
من رمش العيون
أمسح من مفرق هامك تراب الشقاء
من جبينك وخديك ملح عرق البؤساء
أبى الحزن إلا أن يدق بابي بعنفٍ
لن أسمح له أن يلج داري سأدككه
علمتني عبر السِفر الطويل
أن أكون قوياً وأنهض كالعنقاء من بين الرماد
أغزل من خيوط الشمس و شَعر القمر بساطاً للأيتام والأطفال
أن أضع الهمّ في حفرٍ وأواريها الرمال
أرقص على صحراء الألم
وطني المكبل بالأسلاك مجروح الفؤاد
علمتني
أن أرسم صور المشردين والمتسولين على مرآة الحياة
تجرأ الألم والحزن أن يمخر بحوري
تعالت أمواجه فار زبده وتراخى على شطآني
سأزيح الزبد بلساني
أهدّئ الموجات بنفخات روحي
أشرب المتبقي بعطشي المعهود
سأعتلي شواهق القمم الرواسي
أغوص عميقاً في لجج البحار
أعيق مدها وجزرها
أنني البابلي يبحث عن عشية الخلود
أخيل يعتلي صهوة العواصف وأمواج البحار
إني شاطئ الأمان ومرافئ العشاق ومرساة سفن الأوجاع
أحزاني... طعمها طعم النهرين
نحيب خافت لأم ثكلى لكذبة الأمان والسلام
أجمع خيوط ضوء الشمس من المغارات وكهوف الصمت والإذعان بإذلال
أتسول مفردات لغة أخرى تعرف قيمة الزهو والشموخ
تبقى آلامي أمزق صدري أقتلع الفؤاد
أجلّ الغناء
أحتال بهدهدة الأوجاع والأحزان بسرير طفل كان قد مات
أحب الحياة وجمالها لا حياة بدونك يا وطني
*****
د.المفرجي الحسيني
علمتني
العراق/بغداد
26/3/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق